كان الجميع في بيت الوردة الحمراء مشغولًا " بأعماله الخاصة " .
لذا لم يهتم أي شخص لما حدث في الطابق العلوي و لماذا لم يخرج أحد حتى الأن .
نظرت ليو تشينغ روي إلى المكان و لم تستطع إلا الإشمئزاز أكثر فأكثر من هذا المكان .
لكن في النهاية بيت الوردة الحمراء هو مجرد منزل دعارة من الرتبة المتوسطة و ليس قصرًا ما للإعجاب به .
ليو تشينغ روي إمرأة على كل حال و هي بالتأكيد لن تجد المتعة أو التسلية في أماكن مثل هذه .
فور أن خرجت ليو تشينغ روي من بيت الوردة الحمراء أخذت نفسًا عميقًا من الهواء ، قالت في نفسها ' و أخيرًا أشم هواءًا نقيًا '
بعد قول هذه الملاحظة لنفسها نظرت ليو تشينغ روي إلى الرجل أمامها بدقة حيث لم تره بالداخل .
كان الرجل يبدوا شخصًا عاديًا للغاية فلم تشعر ليو تشينغ روي بأي طاقة قادمة منه ، لكن المجزرة بالداخل تثبت العكس تمامًا و هذا وحده جعل ليو تشينغ روي تحترس منه .
ففي النهاية لماذا سيأتي شخص قوي مثله و يساعدها ؟
بعد ذلك نظرت ليو تشينغ روي إلى الرجل من ناحية المنظر .
لقد كان يرتدي الأبيض من فوق إلى تحت ، و فقط شعره و عيونه السوداء اللذان أعطيًا تباينًا للألوان .
أما عن وجهه فلم تستطع ليو تشينغ روي رؤيته فقد كان الرجل يرتدي قناعًا أخفى الجزء العلوي من وجهه .
سألت ليو تشينغ روي الرجل بنبرة تخللها الشك : من أنت ؟
قال شياو تيانياو مع إبتسامة خافتة : هل إنتهيت من النظر ؟
يمكنني نزع قناعي إذا كنت تريدين .
أدارت ليو تشينغ روي بصرها و من ثم قالت : من يريد النظر إلى وجهك ؟
أخبرني من أنت ؟
من أرسلك ؟
أجاب شياو تيانياو بأكثر جواب تقليدي : لقد كنت أنقذ سيدة جميلة من ورطة .
هل أخطئت ؟
أصبحت عيون ليو تشينغ روي حادة عندما سمعت هذا الكلام يخرج من فم رجل لا تعرفه ، سألت : ماذا تريد ؟
" هاه "
تنهد شياو تيانياو ببعض الحزن و من ثم قال : أردت أن أنقذ الجمال من أيدي الأشرار ، هل لديك مشكلة ؟
سألت ليو تشينغ روي بذهول :
هل تقصد هذا حقًا ؟
إنقاذ الجمال ، من الغبي الذي سيصدقك ؟
أجاب شياو تيانياو : الجميع هنا سيصدقني سيدتي .
أنت جميلة للغاية .
لقد شعرت ليو تشينغ روي و كأنها كانت تحدث غبيًا ، تسأله سؤال ليجيب بجواب مختلف تمامًا عن السؤال .
قالت ليو تشينغ روي ببعض
الغضب : من سيدتك ؟
أنا لست متزوجة !
ففي جميع الطبقات كانت النبيلة أو العامة كان ينادى للمرأة المتزوجة بالسيدة و الغير متزوجة بالأنسة .
شعر شياو تيانياو ببعض الحزن عند قول ليو تشينغ روي لهذه الكلمات ، لكنه لم يظهر هذا على أي حال .
سأل : ما إسمك ؟
سرعان ما فكرت ليو تشينغ روي في إسم عشوائي ، أجابت : شياو شينغ .
سأل شياو تيانياو : هل لقبك هو شياو ؟
أجابت ليو تشينغ روي : نعم ، هل لديك مشكلة في هذا ؟
قال شياو تيانياو : لا ليس لدي ، إنه فقط أن لقبي هو شياو أيضًا .
من أي منطقة أنت ؟
( م / م : لدي ملاحظة بشأن الألقاب الصينية و هو أن الألقاب لديهم تتكرر فمثلًا في الصين هناك الكثير من لي أو شين بينما في كوريا نجد لقب كيم يتكرر بكثرة لذا في الروايات طبعًا سيكون هناك تشابه في الحرف الأول و هذا لا يعني أنهم من نفس العائلة )
أجابت ليو تشينغ روي : من الشمال ، و أنت ما إسمك ؟
أجاب شياو تيانياو ، لكنه كان مختلفًا عن ليو تشينغ روي حيث لم يخفي إسمه .
قال : شياو تيانياو .
تغير تعبير ليو تشينغ روي لبرهة فقد تذكرت شخصًا نسته لفترة طويلة للغاية .
لاحظ شياو تيانياو تغير تعبير ليو تشينغ روي عند سماعها لإسمه ، سأل : هل هناك شيء ما ؟
أجابت ليو تشينغ روي : لا ، لا يوجد .
إنه فقط أنني كنت أعرف شخصًا بهذا الإسم في الماضي .
قال شياو تيانياو في نفسه ' مازلت تتذكرني و لو بشكل طفيف في النهاية '
بعد ذلك سأل شياو تيانياو ليو تشينغ روي بدافع الفضول : ماذا حدث للشخص الذي يحمل نفس إسمي ؟
أجابت ليو تشينغ روي : لا أعرف ، ربما مات أو ربما هو هنا في مكان ما .
نظرت ليو تشينغ روي إلى شياو تيانياو و راقبت تعابير وجهه عند قولها لهذا ، لكن الأخير أدار رأسه و أمسك بيدها و ركض .
سألت ليو تشينغ روي منزعجة : إلى أين ستأخذني ؟
أجاب شياو تيانياو : سنشتري أحصنة .
ألا تريدين الذهاب إلى الشمال ؟
أفلتت ليو تشينغ روي يد شياو تيانياو ، قالت : لا ، لا أريد الذهاب إلى الشمال .
لا أعرف حتى إلى أين أذهب .
نظر شياو تيانياو إلى ليو تشينغ روي بعمق ، و لم يسألها لماذا لا تريد العودة إلى عائلتها في الشمال لأنه يعرف السبب بالفعل .
فبعد عرض المواهب في الميراث من المستحيل أن تتركها العائلة الإمبراطورية أو حتى النبلاء على قيد الحياة .
على الذكر المواهب و القوة ، أمسك شياو تيانياو معصم ليو تشينغ روي و قام بأخذ نبضها .
تمتم : لقد تم إغلاق نقاط التشي خاصتك .
فمن البداية كان من الغريب أن تبقى ليو تشينغ روي صامتة عن ذلك الإذلال في بيت الوردة الحمراء مع قوتها .
لكن مع إنعدامها ، عرف شياو تيانياو لماذا كانت ليو تشينغ روي مطيعة إلى ذلك الحد .
قال شياو تيانياو : في هذه الحالة لنجد مكانًا لننام فيه ، أظن أنك متعبة للغاية .
أومأت ليو تشينغ روي برأسها ووافقت على إقتراح شياو تيانياو .
فنعم ، كانت ليو تشينغ روي متعبة للغاية خاصة و أنها لا تمتلك و لا ذرة واحدة من طاقة التشي .
قال شياو تيانياو : لنذهب إذن .
أومأت ليو تشينغ روي برأسها و ٱتبعت شياو تيانياو حتى وصلا إلى أحد الفنادق في المنطقة .
كان معظم ضيوف هذا النزل من التجار الأغنياء و النبلاء و نادرًا ما أتى المزارعين إلى المنطقة التي تعرف بأنها مدينة الدعارة و الكحول .
ففي كل حي ستجد بيتًا أحمر و كل من سيمر عليك سيكون سكيرًا .
بما أن شياو تيانياو هو صاحب فكرة المبيت فمن الطبيعي أن يدفع هو .
لكن ...
قال موظف الإستقبال : بقيت غرفة واحدة .
أنتما زوجان على أي حال لذا أرجوا أن تحظيا بوقت " ممتع "
لم تكن ليو تشينغ روي مستعدة للرد على كلام الموظف و إستدارت للبحث عن فندق " بغرفتين " .
صرخ موظف الإستقبال عندما رأى أن ليو تشينغ روي و شياو تيانياو سيخرجان ، قال : في هذا الوقت ستجدان جميع الفنادق الجيدة ممتلئة على آخرها بسبب أن العديد من بيوت الدعارة تبيع فتياتها ، و هكذا يتبقى فقط الفنادق ذات الرتبة السفلية .
توقفت خطى ليو تشينغ روي عندما سمعت هذا ، لتنظر إلى شياو تيانياو الواقف بجانبها .
قالت في نفسها " أنا حقًا لا أريد البقاء معه في مكان واحد لكنني أيضًا لا أريد المبيت في الخلاء "
فليو تشينغ روي لا تستطيع إستخدام قوتها ، و بهذا سيكون المبيت في الخارج متعبًا للغاية .
هناك أيضًا شياو تيانياو !
فتاة ، رجل وحدهما في الغابة .
من الواضح أين سينتهي هذا على الرغم من أن شياو تيانياو لا يبدوا هكذا من مظهره .
لكن ...
تبًا للمظهر فأنت لن تعرف شخصية أي أحد من هذا فقط .
قالت ليو تشينغ روي : سأبقى .
بعد ذلك نظرت إلى شياو تيانياو الذي قال بدوره : سنبقى في هذه الحالة .
كانت غرفة الفندق هذه عادية ، ليست سيئة للغاية و لا جيدة للغاية .
على الأقل لم يكن فيها الغبار أو الحشرات .
لكن ...
هناك سرير واحد و كبير يكفي أربع أشخاص .
قال شياو تيانياو فجأة : لا بد من أن تكوني جائعة ، سأذهب لإحضار شيء لأكله .
أومأت ليو تشينغ روي برأسها و فور أن خرج شياو تيانياو فتحت النافذة و جلست على عتبتها لتسند رأسها على جانبها .
قالت في نفسها ' يا نظام ، كيف إستطعت إنقاذي قبل حدوث الإنفجار ؟ '
[ دينغ : لا يسمح للمضيف بمعرفة ذلك ]
قالت ليو تشينغ روي ' أنت لا تريد إخباري '
بعد بعض الوقت ، ظهرت نافذة النظام و قد كانت عبارة عن خريطة معلمة بثلاث نقاط حمراء .
فجأة ظهرت إبتسامة واسعة على وجه ليو تشينغ روي ، قالت ببهجة : بقيت ثلاث جواهر فقط !
ثلاث جواهر و سأعود إلى عالمي .
فعلى الخريطة كانت تلك النقاط الحمراء ترمز إلى مواقع جوهرة الروح المتبقية في العالم المقفر .
ثلاث جواهر فقط و سينتهي الكابوس الذي دام لسنوات .
و لكن قبل كل هذا ، يجب على ليو تشينغ روي أن تحرر نقاط التشي خاصتها فهي من دون قوة لا تستطيع التنقل حتى ، خاصة في العالم المقفر الذي كان مليئًا بالطبقية .
كان شياو تيانياو إمبراطورًا حقيقيًا و بطبيعة الحال لم تشعر ليو تشينغ روي به عند دخوله .
بقيت كلمات ليو تشينغ روي عالقة في ذهن شياو تيانياو " ثلاث جواهر و سأعود إلى عالمي .
ثلاث جواهر فقط و سينتهي الكابوس الذي دام لسنوات "
عند ذكر جواهر الروح ، كان شياو تيانياو متأكدًا أكثر من ذي قبل أن الفتاة أمامه هي ليو تشينغ روي لأن لا أحد كان مهووسًا بجواهر الروح مثلها .
لكن ماذا قصدت ليو تشينغ روي بقولها لكلمة عالمي و الكابوس ؟
و هكذا أضيف سؤال آخر لدى شياو تيانياو من بين أسئلته الكثيرة .
كيف ما تزالين على قيد الحياة ؟
كيف أتيت إلى العالم المقفر ؟
كيف أصبحت إبنة كونت الشمال ؟
و أخيرًا ، هل ما زلت تتذكرينني ؟
لأن شياو تيانياو لا يجرء على سؤال ليو تشينغ روي ما إن كانت تحبه .
كما لا يجرء على سؤالها عن أي سؤال من ما سبق .
...
إستمتعوا 😊😊