عندما قالت ليو تشينغ روي كلمة عائلة ، تبادر إلى ذهن شياو تيانياو ما حدث لليو تشينغ روي عند وجودها بداخل حفرة عشرة آلاف غو .

لقد نسيت كل شيء ، لكنها مازالت تمتم بهذه الكلمة رغم ذلك .

ترك هذا المشهد أثرًا عميقًا لدى شياو تيانياو فقد شعر أنه كان عاجزًا للغاية في ذلك الوقت .

سأل شياو تيانياو بما أن الفرصة ٱتيحت له ، قال : ماذا تقصدين بذلك ؟

بقيت ليو تشينغ روي صامتة عند سماعها لهذا السؤال ، فقد كانت بين إخبار شياو تيانياو بهذا أم لا .

قالت في نفسها ' هل أخبره أم لا أفعل ؟

لكن ماذا سيتغير ؟

لا شيء ! '

" هاه "

تنهدت ليو تشينغ روي بحزن و من ثم قالت : هل تعلم أنك أول شخص سأخبره بهذا ؟

بعد ذلك سألت : ماذا فهمت من كلام يوي تشي قبل قليل ؟

أجاب شياو تيانياو بعد بضع ثواني ، قال : لكل عالم العابر الذي يحميه و أنت الشخص الذي سيحمي هذا العالم ، لا أعرف كيف لكن سأكون معك في كل هذا .

قالت ليو تشينغ روي بصوت خافت لأنها وجدت صعوبة في قولها : لكن هذا ليس عالمي !

لا أعرف حتى كيف أتيت إلى هنا في المقام الأول .

أنا أكره هذا المكان ، أنا أتحمل حتى الأن فقط لأعود لعالمي .

إكتسح شعور بالحزن شياو تيانياو ، و من ثم سأل : هلا أخبرتيني عن عالمك ، عائلتك و عن نفسك قبل أن تأتي إلى هنا ؟

ظهرت إبتسامة خافتة على وجه ليو تشينغ روي ، قالت : سأخبرك فقط لكي لا أنسى أنا أيضًا من كنت و من أين أتيت .

بعد ذلك قالت : لم يكن هناك مزارعين في عالمي ، الجميع كانوا مجرد أشخاص عاديين يختلفون في مقدار المال و السلطة التي يمتلكونها .

من يمتلك الكثير يحكم على من يمتلك القليل .

سأل شياو تيانياو : و من كنت إذن ؟

أجابت ليو تشينغ روي : لا أحد ، لقد كنت مجرد شخص عادي مثل جميع الناس هناك .

في عالمي لم يكن هناك ملوك و لا أباطرة يحكمون بالحديد و النار ، لم يكن هناك عبيد و لا خدم .

أنت فقط من تحدد الشخص الذي ستكون عليه .

و أنا كنت طبيبة ، الشخص الذي ينقذ و يقدر حياة الناس .

سأل شياو تيانياو : إذن كيف تغلبتي على هذه المبادئ ؟

أجابت ليو تشينغ روي : لأنني سئمت من أن أكون أنا الشخص الخاسر بسبب هذا .

الرحمة جيدة لكن ليس في هذا العالم !

الحياة جميلة لكن ليس في هذا العالم !

و أنا نادمة لأنني أدركت هذا في وقت متأخر للغاية .

قال شياو تيانياو : أسف .

سألت ليو تشينغ روي بإستغراب : على ماذا تتأسف ؟

أجاب شياو تيانياو : أنا أسف على كل شيء .

ضحكت ليو تشينغ روي ، لكن ضحكاتها تلك بدت أشبه بنحيب .

قالت : لا علاقة لك في أي شيء قد مررت به .

بعد ذلك سأل شياو تيانياو : ماذا عن عائلتك ؟

هل تحبينهم ؟

أجابت ليو تشينغ روي من دون تردد : نعم أنا أحبهم للغاية .

أشتاق لوالداي و حتى لأخي المزعج الذي لطالما أزعجني .

أريد العودة إلى البيت لأجد والدتي تطبخ و والدي يقرء في الجرائد بينما يلعن أخي مديره .

لهذا أنا أتحمل كل ما يحدث لي كان سيئًا أو جيدًا ، فحتى الهواء في هذا المكان خانق بالنسبة لي .

لم يعرف شياو تيانياو ما يقول في هذا الصدد ، لأنه كان يعرف أن و لا كلمة في هذا العالم تستطيع التخفيف عن ليو تشينغ روي .

لقد عانى هو أيضًا ، لكنه الأن وجد أن معاناته كانت أقل بكثير من ليو تشينغ روي .

على الأقل هو لا يعاني وحده بل هناك سو يو و لين مينغ فينغ .

لكن ...

ليو تشينغ روي كانت وحدها من البداية ، تائهة وحدها في مكان أشبه بسجن .

نظرت ليو تشينغ روي بتمعن إلى شياو تيانياو و بطريقة أو بأخرى عرفت في ما كان يفكر .

تبادل الإثنان النظرات بشكل مباشر حيث إنعكست أشكالهم على عدسة كل واحد منهما .

بسبب هذا كان الجو ثقيلًا للغاية بين شياو تيانياو و ليو تشينغ روي .

قالت ليو تشينغ روي : لهذا لا أستطيع البقاء .

أنا لا أنتمي إلى هذا المكان .

شكرًا لك لأنك كنت مستمعًا جيدًا و لم تظهر تعبيرات غريبة تجعلك تبدوا و كأنك تستمع إلى الهراء .

بعد ذلك أمسكت ليو تشينغ روي بيد شياو تيانياو و وضعت باليد الأخرى خاتمًا .

كان هذا الخاتم هو نفسه الذي أعطاه شياو تيانياو إلى ليو تشينغ روي قبل ذهابه .

قالت : أنا لا أستطيع إبقاء هذا معي لأنه يعني الكثير من الأشياء .

لا أعرف مشاعرك إتجاهي ، لكن مشاعري لك هي الإحترام .

أنا لا أكرهك لكنني لا أحبك أيضًا .

فقط أحترمك لأنك كنت مستمعًا جيدًا و لم تسأل الكثير من الأسئلة .

أظن أنك تعرف بطريقة أو بأخرى هذا ، لكن ليو تشينغ روي التي تزوجتها قد ماتت .

ليس بسبب تشو باي أو ما حدث في المنفى .

لا !

لقد ماتت منذ أول يوم جئت فيه إلى هذا العالم .

أنا لست زوجتك ، و لا أقربك شيئًا .

أنا فقط شخص منحوس جاء بالصدفة ، تعرفت عليك بالصدفة و حتى لقاؤنا كان بالصدفة .

أرجوا أن تعاملني بشكل طبيعي بعد هذا .

لا زوج و زوجة ، لا رئيس أو مرؤوس .

بعد ذلك نهضت ليو تشينغ روي من مكانها تاركة شياو تيانياو وحده يحدق في الفراغ .

كانت عيونه عميقة للغاية و حتى تعبير وجهه كان معقدًا فلم يعرف كيف يتفاعل مع ما سمع .

بعد بعض الوقت نهض شياو تيانياو من مكانه هو أيضًا .

قال في نفسه ' لا زوج أو زوجة و لا رئيس أو مرؤوس .

من يهتم بذلك طالما لا تكونين هنا بحد ذاتك ؟ '

شعر شياو تيانياو بصعوبة عند قول هذا ، لكنه لا يستطيع إرغام ليو تشينغ روي على البقاء في هذا العالم .

هو يحبها ، لكنه لا يريدها أن تبقى هكذا من دون روح .

لا تفرح و لا تحزن ، لا تبكي و لا تضحك .

إن كان يحبها هكذا فيمكنه صنع دمية تشبهها و الجلوس .

" هاه "

أخذ شياو تيانياو نفسًا من الهواء البارد و من ثم نظر إلى السماء مرة أخرى .

تمتم : لكنني لم أحب ليو تشينغ روي الأصلية بل أحببتك أنت .

أحببت تصميمك ، و أحببت مقاومتك رغم ضعفك .

أنت لا تزالين حتى الأن ضعيفة ، لا و حتى بعد أن تصبحي قوية سأظل أحميك حتى تحققي هدفك .

ستكون تلك هي أجمل نهاية بالنسبة لي .

( م / م : البطل المسكين 😢 )

...

" هاه "

تنهدت ليو تشينغ روي بخفة ، قالت في نفسها ' لم أكن أعرف أن البوح بالأسرار يجلب هذه الراحة '

فبعد أن أخبرت ليو تشينغ روي شياو تيانياو عن عالمها و عائلتها شعرت و كأن صخرة عملاقة إنزاحت عن قلبها .

فعندما إنتقلت ظنت ليو تشينغ روي أن كونها من عالم آخر أمر خطير و يجب إبقاؤه سرًا .

لكن بعد مرور سنوات دائمًا ما سألت ليو تشينغ روي نفسها ' لماذا أخفي هذا الأمر ؟

إنه يثقل كاهلي فقط '

فلا أحد سيستفيد أو يتظرر من كونها من عالم آخر ، و في الغالب سيقولون عنها مجنونة .

ليو تشينغ روي لا تهتم بما يقوله الناس عنها ، لكنها لا تستطيع إخبار من هب و دب أنها من عالم آخر .

لقد أخبرت شياو تيانياو فقط لأنها تثق به .

عند تذكر شياو تيانياو ، تمتمت ليو تشينغ روي : أظن أني كنت قاسية .

فقد عرفت ليو تشينغ روي بطريقة أو بأخرى مشاعره إتجاهها فهي ليست غبية إلى تلك الدرجة .

و قبل قليل قامت برفض كل هذه المشاعر .

لم يكن هذا ما يهم بل كان الموقف ، فقد شعر شياو تيانياو أنه كان لا شيء بالنسبة إلى ليو تشينغ روي و هذا ما كان عليه الأمر .

لقد كان مجرد شخص تحترمه .

كما أن لليو تشينغ روي أولويات ، و صنع العلاقات ليس من ظمنها .

و لهذا السبب بتحديد لم يكن لديها أصدقاء مقربون ، حتى أنها لم تكن قريبة كثيرًا من عائلة الكونت .

....

إنتظرت ليو تشينغ روي في نفس الغرفة التي إستقبلهم يوي تشي بها يوم أمس .

و بعد بعض الوقت أتى .

نظرت ليو تشينغ روي حولها و من ثم سألت : أين شياو تيانياو ؟

أجاب يوي تشي : لقد ذهب ليلة أمس .

عرف يوي تشي أن سبب ذهاب شياو تيانياو في منتصف الليل له علاقة بليو تشينغ روي لكنه لم يسألها عن الأمر .

لماذا يسأل و قد كانت لديه فكرة عامة عن ما حدث .

قال يوي تشي : إعتبري ما سأقوله لك تذكيرًا .

إستغلي هذه الأيام و أعطي كل ثانية حقها ، لأنك ستندمين على هذا .

سألت ليو تشينغ روي : لماذا سأندم ؟

أجاب يوي تشي : لا أستطيع الشرح ، الوقت كفيل بتعليمك معنى كلماتي .

لم تجادل ليو تشينغ روي كثيرًا في هذا الأمر ، و من ثم سألت يوي التشي السؤال الذي ظل يدور في ذهنها .

قالت : لقد قلت أن لكل عابر عالمه .

أنا عابر هذا العالم إذن ماذا تفعل أنت هنا ؟

أجاب يوي تشي : نعم هذا صحيح .

لكنني لست عابر بل كنت واحدًا .

أنا الأن قديس .

سألت ليو تشينغ روي : هل هزمت شيطان عالمك ؟

أجاب يوي تشي : نعم لقد فعلت .

أظن أنك قد خمنتي هذا بالفعل من تصميم المكان ، فأنا من عالم آخر مختلف تمامًا عن هذا العالم .

سألت ليو تشينغ روي : و كيف تمكنت من المجيئ إلى هنا ؟

كيف إنتقلت ؟

أجاب يوي تشي : عن طريق قدراتي طبعًا .

فعندما تصبح قديسًا أو شيطانًا يمكنك بطبيعة الحال السفر عبر العوالم .

سألت ليو تشينغ روي بلهفة : هل يمكنني فعل هذا أيضًا ؟

قال يوي تشي : لقد قلت هذا بالفعل .

نعم يمكنك هذا بعد أن تصبحي قديسة .

أوضح كلام يوي تشي الأن الكثير من الأمور لليو تشينغ روي ، و أصبحت تعرف على الأقل كيف ستعود .

فقد أصبح النظام مشبوهًا للغاية في هذه المرحلة ، خاصة و أن التزامن قد أثر على ليو تشينغ روي كثيرًا .

بعد ذلك سألت ليو تشينغ روي : لماذا تركت عالمك و جئت إلى هنا ؟

أجاب يوي تشي : لأنه لم يعد لدي أي شيء يخصني هناك .

كل ما تبقى هم أحفاد أصدقائي و أقاربي .

أنت لا تتوقعين مني أن أبقى معهم ، أليس كذلك ؟

سألت ليو تشينغ روي : و ماذا حدث لهم ؟

أجاب يوي تشي : لا شيء ، لم يموتوا في المعركة مع الشيطان بل بسبب التقدم في السن .

أضطررت لمشاهدتهم يكبرون ، يشيبون و يخرفون حتى اللحظة التي أدفنهم بها .

شاهدت أبناؤهم و أحفادهم يكبرون لكن لم يكونوا مثل أبائهم .

فهناك المخادعين منهم و الطيبين منهم ، لكن لا أحد منهم كان مثل أصدقائي .

كل ما رأيت جيلًا جديدًا منهم أصاب بخيبة أمل ، و لهذا قررت التجوال في العوالم .

شعرت ليو تشينغ روي بالتعقيد عندما سمعت كلمات يوي تشي .

هو ليس مثلها حيث هناك فرق المكان بل الزمان .

عندما تكون بعيدًا سيكون هنالك يوم تصل فيه بالتأكيد ، لكن إذا كان هناك حاجز الزمان فسينتهي كل شيء لأن لا أحد يستطيع إرجاع الزمن إلى الماضي .

بعد سماع هذا ، أدركت ليو تشينغ روي لماذا أخبرها يوي تشي بتقدير ما تعيشه الأن .

لكن ...

بالنسبة إلى ليو تشينغ روي كان ما تعيشه الأن بمثابة كابوس طويل و هي لن تستطيع تقديره مهما كان .

سألت ليو تشينغ روي : كم عمرك لتخبرني بهذا ؟

أجاب يوي تشي : لا أعرف .

أظن أنني تجاوزت مليون سنة .

فتحت أعين ليو تشينغ روي على مصرعها عندما سمعت إجابة يوي تشي فهي لم تستطع تصديق أنها جالسة مع شخص عمره مليون سنة .

عمره مليون لكنه يبدوا في العشرينات .

من الغبي الذي سيصدق هذا .

ضحك يوي تشي على ليو تشينغ روي ، قال : هذا لأنني خالد .

2022/10/21 · 163 مشاهدة · 1946 كلمة
نادي الروايات - 2024