سألت ليو تشينغ روي بتعبير مذهول : أنت لا تمزح معي ، أليس كذلك ؟
أجاب يوي تشي بنفس الإبتسامة الهادئة التي لم تغادر وجهه : لم أمزح منذ وقت طويل ، و بالتأكيد أنا لا أمزح الأن .
لاحظ يوي تشي أن ليو تشينغ روي كانت ضائعة ، لذا وضح : عندما يتحول العابر إلى قديس يصبح أشبه بحاكم العالم .
يتحكم في كل شيء فيه كان صغيرًا أو كبيرًا .
و لطالما كان العالم موجودًا سيظل القديس موجودًا .
سألت ليو تشينغ روي : ماذا إذا دمر العالم ؟
ماذا سيحدث ؟
أجاب يوي تشي : إنه إحتمال خيالي على كل الحال ، لأنه عند وجود القديس لن يستطيع أي شيء أن يظر عالمه .
لكن للإجابة على سؤالك فبطبيعة الحال ، إذا دمر العالم سيتلاشى كل شيء فيه و من بينها القديس الخاص به .
أومأت ليو تشينغ روي برأسها بالفهم و من ثم سألت : كيف سنتدرب ؟
رفع يوي تشي يده ، ليظهر خط رقيق من الطاقة بالون الفضي .
قال : لا تقاومي .
فور قوله لهذا هاجم هذا الخط الفضي رأس ليو تشينغ روي و إخترقه .
شعرت ليو تشينغ روي في البداية ببعض الألم ، لكنها سرعان ما تكيفت معه حتى وجدت نفسها نائمة .
قام يوي تشي برفع ليو تشينغ روي عن طريق طاقته و وضعها في غرفتها .
قال : نومًا هنيئًا .
...
..
.
بعد ستة أشهر .
...
..
.
كانت مدينة أثينا هي المدينة الأقدم في العالم المقفر ، و قد وجدت حتى قبل الكارثة منذ خمسة مئة ألف سنة .
كانت هذه المدينة مليئة بالأبنية البيضاء و الصروح العملاقة التي تمثل كل تاريخ العالم المقفر .
زينت هذه المباني التي بدت قديمة لكن الفخمة بالنباتات و الزهور في كل ركن و زاوية منها من ما جعلها حية للغاية .
على عكس المدن الأخرى ، لم تحكم على مدينة أثينا أي عائلة نبيلة و هذا لأن مركز الفاتيكان كان بها .
في أحد المطاعم الراقية ، نظرت ليو تشينغ روي إلى شوارع المدينة السلمية .
قالت في نفسها ' من الرائع أن القانون يطبق في مكان ما في هذا العالم '
فقبل أن تأتي ليو تشينغ روي إلى هذه المدينة قامة بالتحقيق حولها و عرفت أنها أكثر مدينة سلمية و هادئة في كل العالم المقفر .
فهنا لم يسمح بأي مناوشة أو قتال داخل أسوار المدينة ، و بشكل أو بآخر إتبع الجميع هذه القاعدة .
كان هذا طبيعيًا فمدينة أثينا هي مقر الفاتيكان المعروف بصفاته الحسنة و العادلة .
و كونه مقر الفاتيكان فبطبيعة الحال تمركز فيها جميع صفوف المقاتلين و الجنود الذين يحرسون البابا .
أتت ليو تشينغ روي إلى مدينة أثينا إلى سببين .
الأول كان لقاء رفاقها .
الثاني كان الحصول على جوهرة الروح الموجودة في جبل الفاتيكان .
فكرت ليو تشينغ روي في نفسها ' لا أدري لماذا أنا لست متفاجأة كثيرًا عندما عرفت أن لين تشوجيو ، شين يانشياو و مو تشينغ هم حراسي ! '
فهم منذ البداية عاملوا ليو تشينغ روي جيدًا و من دون أي مقابل ، حتى أنهم كانوا على إستعداد للتضحية بحياتهم من أجلها .
جزء من ليو تشينغ روي لا يريد إدخالهم في المعركة مع تشو باي و تركهم يعيشون حياتهم كما يريدون فهي لا تريد تقييدهم بحمل مثل هذا .
و مع ذلك كان لليو تشينغ روي جزء آخر أكثر أنانية ، لا بدل الأنانية يكمنها تسميته خوف لأنها ليست واثقة من أنها تستطيع فعل كل شيء وحدها .
بعد كل هذه السنوات ، تعبت ليو تشينغ روي لأنها كانت تقاتل وحدها طوال هذا الوقت .
و الأن فقط تمكنت من إدراك أنها عاشت في نكران لنفسها و مكانها طوال سنوات و سنوات .
كانت متعبة من ذاتها ، حتى أنها لم تستطع تقبل نفسها أو جسدها ناهيك عن عالم و أشخاص جدد .
أثناء التدريب سأل يوي تشي ليو تشينغ روي سؤالًا ، قال : لماذا تحرمين نفسك من أن تكوني طبيعية ؟
كانت إجابت ليو تشينغ روي في ذلك الوقت : أنا طبيعية بالفعل ، أنا بخير و بصحة جيدة هذا كل ما يهم .
لكن هذا السؤال ظل في ذهن ليو تشينغ روي لأنها عرفت أن إجابتها كانت خاطئة ، يوي تشي لم يكن يسأل عن صحتها بل عن نفسيتها .
فقد كانت ليو تشينغ روي متعبة من كل شيء ، حتى من نفسها !
و لهذا السبب تحديدًا هي تبحث عن الحراسها الأن ، لمساعدتها أثناء هذه الرحلة و ربما لتخفيف عن وحدتها قليلًا .
فحدس ليو تشينغ روي يخبرها أنها ستنتهي قبل أن تبدأ المعركة بالفعل بسبب إكتئابها .
بعد مراقبة شوارع مدينة أثينا ، تجولت ليو تشينغ روي على حواف هذه المدينة و ما رأته كان صادمًا .
لم يوجد أي شخص حول هذه المدينة الهادئة ، كانت هناك بعض القرى لكن لم يتواجد بها أحد عدا كبار السن و الأطفال .
أما عن الشباب ، رجال أو نساء فلم يوجد أي أثر لهم .
كان الأمر غريبًا و مريبًا في نفس الوقت .
تمشت ليو تشينغ روي في شوارع أثينا المكتظة ، فعلى الرغم من أنها مدينة تابعة للفاتيكان إلا أنها ما تزال مدينة .
و المدينة الأكثر أمانًا أيضًا لذا ستزدهر التجارة فيها بالطبع .
أثناء سيرها ، قالت ليو تشينغ روي في نفسها ' إنها قريبة '
لم تمر ثواني على ذلك لتدخل ليو تشينغ روي إلى مقهى في أحد الشوارع الهادئة نسبيًا .
لم يكن هناك الكثير من العملاء في المقهى حيث كانوا يعدون بيد واحدة .
نظروا جميعًا إلى ليو تشينغ روي في وقت واحد و من ثم فقدوا إهتمامهم بها حيث لم يكن هناك أي شيء مميز بينها رغم أنها إرتدت رداء أخفى كامل ملامح وجهها .
في الواقع كان هذا طبيعيًا في مدينة مثل مدينة الفاتيكان لأن هناك الكثير من النبلاء و المزارعين اللذين يريدون إخفاء هويتهم .
بعد أن جلست ليو تشينغ روي في مكان عشوائي بدأت بفحص المكان ، و في تصورها ظهر الهيكل الكامل للمتجر .
فما بدى و كأنه مقهى من طابق واحد على السطح إمتلك طابقان تحت الأرض و عدة أنفاق تأخذ لأماكن متفرقة .
أتى النادل لأخذ طلبات ليو تشينغ روي ، و من طريقة تعامله المحترمة للغاية لم يبدوا و كأنه كان عاملًا في مقهى صغير في زوايا المدينة .
سأل النادل بصوت منخفظ : ماذا تريد يا سيدي ؟
أجابت ليو تشينغ روي : لا أعرف أريد رؤية القائمة و بعدها سأقرر .
أخفظ النادل رأسه و من ثم ذهب و أحظر القائمة .
نظرت ليو تشينغ روي مطولًا إلى القائمة ، و أطلقت جزءًا من طاقة التشي خاصتها سرًا عليها .
فجأة ظهرت أحرف و كلمات بالحبر الأسود على ظهر القائمة شكلت جملة < الظلام نور ، و النور ظلام >
أعطت ليو تشينغ روي القائمة إلى النادل المبتسم ، و من ثم قالت : خذني إلى سيدك .
أجاب النادل : إتبعني أرجوك .
إتبعت ليو تشينغ روي النادل الذي ذهب إلى الطوابق السفلية ، و في الطابق الأخير قام بتحريك أحد المزهريات هناك على نحو معقد للغاية .
" بوب "
فور أن إنتهى النادل من تحريكها ظهر ممر من العدم ينزل إلى أسفل .
كانت عيون ليو تشينغ روي باردة و هي تنزل ، فكرت في نفسها ' ماذا حدث ليختبئوا هكذا مثل الصراصير ؟ '
أثناء تفكير ليو تشينغ روي في هذا كانت قد وصلت بالفعل إلى آخر النفق حيث كانت هناك غرفة مغلقة بإحكام .
فور أن فتح النادل الباب ، دخلت ليو تشينغ روي من دون أي مقدمات .
قالت : شين يانشياو ، لقد إشتقت لك .
نظرت شين يانشياو إلى الزائر المفاجأ بصدمة ، لأنها دهشت من الكلمات التي سمعتها .
شين يانشياو ، لقد كان هذا إسمًا لم تسمعه لفترة طويلة للغاية ، لأن لا أحد ناداها بإسمها أو إهتم بمعرفته .
جميعهم نادوها بالساحرة .
إستجمعت شين يانشياو هدوؤها بسرعة كبيرة و حاولت إخفاء إرتباكها .
كان هذا لينجح لو لم تكن شين يانشياو أمام ليو تشينغ روي الأن .
فعلى الرغم من أن ليو تشينغ روي بدت غير مهتمة في ذلك الوقت ، لكنها كانت من النوع الذي لا ينسى التفاصيل المتعلقة بمن تعرفهم .
قالت شين يانشياو بصوت هادء للنادل : يمكنك الخروج .
و فور أن خرج النادل ، ظهرت مخالب كبيرة للغاية كانت موجهة نحو ليو تشينغ روي ، سألت شين يانشياو : من أين سمعت بهذا الإسم ؟
" هاه "
تنهدت ليو تشينغ روي ببعض الحزن ، حيث أدركت من تصرفات شين يانشياو الأن مدى صعوبة الحياة التي عاشوها .
رفعت ليو تشينغ روي يدها ، و هذا ما جعل شين يانشياو تهجم عليها تقريبًا .
عادت ليو تشينغ روي خطوة إلى الوراء و من ثم قالت : سأنزع الرداء ، هلا أبعدتي هذه الأشياء عني .
أثناء قولها لهذا كانت ليو تشينغ روي تنزع الرداء الذي أخفى ملامحها بالفعل ، نظرت مباشرة إلى شين يانشياو و قالت : لم أكن أريد أن نلتقي بهذه الطريقة ، لكن لا يمكنني فعل شيء حيال هذا .
كانت أعين شين يانشياو مفتوحة على مصرعها عندما رأت ليو تشينغ روي .
كان عقلها خاوي من الأفكار بينما إهتزت عينها في عدم تصديق ، قالت : هل هذا أنت حقًا يا أميرة ؟
تجاهلت ليو تشينغ روي المخالب السوداء التي أحاطت بها و تقدمت نحو شين يانشياو ، قالت مع إبتسامة : نعم ، إنها أنا .
الأميرة من المملكة الشمالية التي كنت تعرفينها في وقت من الأوقات .
.
أسفة على كل هذا التأخير ، بصراحة هناك أحداث لكن حسيت أني بطلت ما بعرف أكتب .
يعني الناس تتطور و أنا أرجع للوراء ههههه .
المهم ، رح حاول أنشر فصل حتى و لو كان واحد في الأسبوع .
و إذا مملت من الكتابة سأنشر ملخص لنهاية القصة .
المهم رح تعرفو النهاية .