مرت سبعة أيام على إتفاق شياو تيانياو و ليو تشينغ روي حول الذهاب إلى جرف الرياح و اليوم كان من المقرر أن يذهبا .
كانت الأجواء في قصر شياو هادئة ككل يوم .
لكن أمام البوابة وقف شياو تيانياو و كان معه سو يو الذي إمتلك تعابير وجه قبيحة .
خاطب سو يو شياو تيانياو : لماذا ستأخذها معك ، فهي ليست إلا مجرد حمل زائد ، ألم تستطع تهديدها أو شيء ما ؟
ليجيب شياو تيانياو مع النظر إلى سو يو بحدة : من تظنني أكون ؟
أخفض سو يو بصره بعد ذلك ، فكر ' معه حق ، فتلك المرأة لن تستطيع فعل أي شيء في الأخير '
ليسأل سو يو أحد الجنود المارين : أين ليو تشينغ روي ؟
ليسمع بعد ذلك صوتا جميلا : أسفة على التأخير .
حالما وصلت ليو تشينغ روي إلى البوابة وجدت أن شياو تيانياو كان ينتظرها بالفعل ، لتعتذر على الفور عن التأخر .
فهم في النهاية لم يحددوا موعدا محددا للإنطلاق .
كان شياو تيانياو يرتدي زيا أسود بالكامل مع وجود بعض الأدرع الجلدية الخفيفة ، و فوقه كان هناك رداء أسود يغطيه بالكامل من فوق إلى تحت مع إرتداء قلنسوة التي جعلت من ملامح وجهه ضبابية بعض الشيء .
ربطت ليو تشينغ روي شعرها في ذيل حصان و إرتدت
نفس ما إرتداه شياو تيانياو أيضا فقد كانت تلبس الأسود من فوق إلى تحت و هذه المرة لم تلبس فستانا بل إرتدت قميصا أبيض و بنطال أسود فهذا ما وجدت بمقاسها على أي حال .
شعرت ليو تشينغ روي براحة عندما لبست هكذا ، فكرت ' و أخيرا يمكنني التحرك '
ففي السابق كان نصف تركيزها منصبا على المشي حتى لا تقع بسبب الفستان .
لتلتفت ليو تشينغ روي إلى سو يو الذي ظل يعنكر فيها و تنظر إليه بنفس الطريقة ، قالت في نفسها ' أنا أيضا لا أطيقك يا سيد '
فحسب ذكريات الجسد الأصلي كان سو يو يكرهها كثيرا رغم أنها لم تعرف السبب و لم تهتم بمعرفته .
قال شياو تيانياو : لنتحرك ، لقد تأخرنا بما فيه الكفاية .
ليدير كل من ليو تشينغ روي و سو وجهيهما فكلاهما لم يكن راضيا عن الأخر .
إمتطى كل من شياو تيانياو و سو يو حصانه ، بينما نظرت إليهم ليو تشينغ روي بغرابة ، فكرت ' اللعنة لقد نسيت تماما أنني لا أعرف ركوب الأحصنة '
لتواسي نفسها بسخرية ' و مع ذلك حتى لو كنت أعرف لن أستطيع فعل ذلك مع يد مشلولة .
يجب أن أكون جادة في التخلص من هذه السموم '
أثناء تفكير ليو تشينغ روي في كيفية التنقل غطاها ظل كبير ، لترفع عينيها و إذا بيد شياو تيانياو ممدودة لها ، قال : أعطني يدك أو يمكنك البقاء هنا .
لتمد ليو تشينغ روي يدها اليمنى إلى شياو تيانياو و و كأن مغناطيسا سحبها وجدت نفسها جالسة فوق الحصان مع شياو تيانياو الذي كان جالسا ورائها .
ليضع قلنسوة الرداء فوق رأس ليو تشينغ روي و يأمر ببرود : إفتح الأبواب .
إنطلق شياو تيانياو و ليو تشينغ روي بإتجاه أبواب العاصمة و كان معهم سو يو .
أثناء الجلوس على الحصان ، كان يبدوا أن شياو تيانياو كان يعانق ليو تشينغ روي من الوراء .
و بسبب هذا إستطاعت ليو تشينغ روي الشعور بصدر شياو تيانياو الذي كان يتحرك كلما شهق و زفر مع سماع صوت نبضات القلب و أخيرا الشعور بعبوات ( عضلات البطن الثمان ) . مع شم رائحة خافتة و رجولية لزهرة الخزامى حيث جلبت شعورا مهدئا .
( مؤلفة : هناك دراسات فعلا تأكد أن لزهرة الخزامة تأثيرات مهدئة )
شعرت ليو تشينغ روي ببعض الغرابة عندما كانت في مثل هذا الموقف ، فعند الشعور بتنفس و نبض شياو تيانياو لم تستطع إلا تذكر أنه تحول إلى عجينة لحم و عظام ، قالت لنفسها ' لا فائدة من التفكير في هذا ، فمن الرائع أن شياو تيانياو لم يقتلني في ذلك اليوم كما أنني لن أستطيع تغيير قراره أو مصيره على أي حال '
و لنسيان هذا راقبت المكان حولها .
كانت الأجواء صاخبة في العاصمة حيث كان الجميع مشغولا في كسب لقمة عيشه ، راقبت ليو تشينغ روي الناس الذين بدو بلا نهاية ، فكرت ' يبدوا الأمر و كأنني قد عدت بالزمن إلى الصين القديمة ، فالجميع يرتدون الهانفو ( ملابس الصين التقليدية ) كما أن النمط المعماري شبيه بتلك الحقبة '
لتقول ليو تشينغ روي في نفسها حيث ظهرت إبتسامة ساخرة على وجهها ' ياله من شيء غير معقول و غبي ، فكيف لم تتطور حياة البشر رغم كل القوة التي يمتلكونها فهم لا يزالون يتنقلون بالأحصنة حتى الأن بينما يمكنهم الوصول إلى المكان المطلوب في أقل من نصف الوقت '
' هل يظن المؤلفون أننا أغبياء ؟ '
( مؤلفة : هذه هي وجهة نظري الخاصة فأنا أجد شيئا مضحكا أن يتنقل البطل بعربة بينما يمكنه الإنتقال بسرعته الخاصة أو مهارة ما )
و بينما كانت ليو تشينغ روي مشغولة في إنتقاد تفكير و طريقة المؤلفين في كتابة رواياتهم ، سمعت صوت شياو تيانياو الهامس : في ماذا تفكرين ؟
لتجيب ليو تشينغ روي : في لا شيء .
ليقول شياو تيانياو : على الأقل إكذبي بشكل متقن .
ليسأل بعد ذلك : بالمناسبة ، أين أمتعتك .
لتجيب ليو تشينغ روي : في الحقيبة بجانبي .
رفع شياو تيانياو حاجب عندما سمع هذا و قال : هل سيكفيكي هذا ؟
لتجيب ليو تشينغ روي : نعم سيفعل ، كما أن شخصا قال لي أن لا أحضر الكثير من الأمتعة .
لكن في الواقع وضعت ليو تشينغ روي كل ما تحتاجه داخل الفراغ الروحي ، مثل الطعام و الأغطية و حتى الأواني فطبيعة ليو تشينغ روي الحذرة التي جعلتها تفكر في جميع الإحتمالات جعلتها تأخذ معها بيتا مصغر معها و لو لم يكن للفراغ الروحي لكانت واجهت مشكلة في نقل كل تلك الأغراض .
لتسمع شياو تيانياو يعلق : هذا لا يهم ، لكن من أين أحضرت الرداء ؟
ففي وقت سابق شعر شياو تيانياو أن الرداء الذي إرتدته ليو تشينغ روي لم يكن عاديا فقد كان فيه نوع من الطاقة و عندما إقترب منها أكدت شكوكه ، فقد عرف فور أن لمس الرداء أنه قطعة للحماية و أنه يمكن أن يمتص أضرار هجوم من رتبة ملك بنسبة سبعين بالمئة .
لم يكن لشياو تيانياو أي إهتمام بالرداء لكنه شعر ببعض الفضول ، فأين يمكن لليو تشينغ روي التي بقيت في قصر شياو لمدة ثلاث سنوات من دون الخروج و لو لمرة واحدة أن تمتلك قطعة مثل هذه .
أجابت ليو تشينغ روي ببعض السخرية : أعرف فيما تفكر فيه ، لكنني شخص حذر بطبيعتي و لا يمكنني أن أخاطر فقط هكذا .
و لإشباع فضولك ، فهذا الرداء كان شيئا أخذته كتذكار من القصر الإمبراطوري قبل مجيئي إلى هنا .
أومأ شياو تيانياو برأسه بسخرية : نعم ، لقد صدقتك .
لكن ألا تجدين أنك شخص حذر أكثر من اللازم .
أصبحت عيون ليو تشينغ روي حادة عندما سمعت هذا ، أجابت : لو لم أكن شخصا حذرا ، لكان طول العشب فوق قبري يصل إلى ثلاث أمتار .
فعلى الرغم من أن ليو تشينغ روي لم تعش ما عاشته صاحبة الجسد الأصلي ، إلا أنه عندما إكتسبت ذكرياتها إستطاعت الشعور بمشاعرها و معرفة أفكارها .
فعلى الرغم من أن ليو تشينغ روي الأصلية كانت هادئة و خرجت بهدوء من المملكة الشمالية إلا أنها حملت بداخلها حقدا كبيرا لذلك المكان و لو كان بإمكانها لجعلته يحترق و يتحول إلى رماد .
نتيجة لهذا ، حملت ليو تشينغ روي نفس مشاعر الكره ، الغضب ، الحزن و الإحباط التي كانت تمتلكها صاحبة الجسد الأصلية .
و ما زاد كره ليو تشينغ روي إلى الناس الذين أساؤوا إلى ليو تشينغ روي الأصلية كان أساليبهم الخسيسة ، فهم لم يكتفوا بجعل حياتها تشبه الجحيم و إنما كانوا سيقتلونها بأبشع الطرق أيضا .
فليو تشينغ روي عاشت في عالم مسالم وسط عائلة محبة فكيف يمكنها أن تتحمل العيش هكذا .
أصبحت عيون ليو تشينغ روي باردة عند هذه النقطة ، قالت في نفسها : ' ليس فقط عائلة صاحبة الجسد الأصلي الذين كانوا متوحشين و إنما جميع من في هذا العالم اللعين .
فماذا كنت أتوقع من من عالم ، كان بطله مهووسا بالإبادة الجماعية و إشباع رغبات الشيء الذي بين ساقيه '.
قال شياو تيانياو بإبتسامة : لا يشعر هذا الأمير بالأسف من أجلك .
لكن من الأفضل أن لا تعيقي طريقي لاحقا أو لن تعرفي كيف مت .
أومأت ليو تشينغ روي برأسها و قالت : لا تقل ما هو واضحا .
لتغمض ليو تشينغ روي و تبدأ في التدرب على مهارة ألف سنة من الزراعة .
كانت مهارة ألف سنة من الزراعة مهارة من الدرجة الروحية و لها خصائصها الخاصة فقد كانت تسمح لمستعملها بجمع الطاقة مهما كانت وضعيته فليس شرطا أن تجلس القرفصاء .
كما أنه عند التدريب بها لن يشعر أي شخص قريب بأي شذوذ أو يعرف أنك تجمع طاقة التشي .
فتحت ليو تشينغ روي عينها بعد أن شعرت أنها قد جمعت طاقة التشي لمدة طويلة ، فهي لم تكن تريد أن تبدو مثيرة لشكوك .
لكن عندما نظرت حولها وجدت أن الشمس كانت قد غربت بالفعل ، بينما كانت جالسة أمام النار .
لم تجد ليو تشينغ روي مشكلة في هذا لكنها سألت نفسها مع إحمرار وجهها قليلا ' لماذا أجلس في حضن شياو تيانياو '
فمثل رضيع نائم في حضن أمه أو فتاة نائمة في حضن حبيبها كانت ليو تشينغ روي نائمة في حضن شياو تيانياو .
فقد كانت يده تدعم رأسها بينما يده الأخرى كانت ملفوفة حولها .
لكنها لم تستطع التفكير في ذلك مطولا ، سمعت صوت شياو تيانياو يقول : لقد بدأتي الزراعة بالفعل ، يبدوا أنك لم تضيعي أي وقت .
فكرت ليو تشينغ روي : ' ألم يقل النظام أنه لا يمكن لأي شخص معرفة ما إن كنت أتدرب أم لا فقد كانت مهارة ألف سنة من الزراعة مهارة من الدرجة الروحية و لها خصائصها الخاصة فقد كانت تسمح لمستعملها بجمع الطاقة مهما كانت وضعيته فليس شرطا أن تجلس القرفصاء .
كما أنه عند التدريب بها لن يشعر أي شخص قريب بأي شذوذ أو يعرف أنك تجمع طاقة التشي . إذن كيف عرف هذا الشخص ؟ '
لكن ليو تشينغ روي لم تقل هذا و إنما أجابت بإبتسامة مصطنعة : كل ثانية لها قيمتها ، فلا فائدة من التأخير في النهاية .
نظر شياو تيانياو إلى ليو تشينغ روي ببعض الشك ، فكر ' لو لم نكن متلامسان لما شعرت أبدا بالتشي المتدفق في المكان ، و بما أنها قد بدأت الزراعة كان من المفترض أن أشعر بمرتبتها رغم تدنيها و هذا يعني خيارين .
إما أن تكون ذا موهبة ضعيفة و لم تتمكن من إختراق رتبة المقاتل حتى ، أو أن تكون أقوى مني لدرجة أنني لم أتمكن من الإحساس بقاعدتها الزراعية '
إبتسم شياو تيانياو بسخرية عندما فكر في مثل هذا الإحتمال ، قال في نفسه ' ربما لو كنت في مكان آخر لكان هذا واردا ، لكن بما أنني في هذا المكان المتدني لا توجد أي فرصة لأن يوجد مثل هذا الشخص القوي '
نتيجة هذا التفكير حكم شياو تيانياو أن ليو تشينغ روي تمتلك موهبة ضعيفة فحسب معايير المكان الذي أتى منه كان الشخص لا فائدة منه إن لم يتمكن من الوصول إلى رتبة مقاتل في ظرف يومان أو ثلاث أيام .