على الرغم من أن جرف الرياح كان منطقة خطيرة لدرجة أنه أصبح من ظمن المناطق المحظورة ، كان مليئا بالناس أو بالأحرى مزارعين .
فلا ننسى أن الأماكن الأخطر كانت هي نفسها الأماكن التي إحتوت على فرص من شأنها أن تغير حياة المرء .
و لإستقبال هؤلاء المزارعين كان هناك قرية لا تبعد عن جرف الرياح حيث كانت في موقع آمن نسبيا .
كانت تلك القرية تدعى قرية الحجر الأسود ، و مع ذلك كان إسم قرية لا يليق بهذا المكان فقد كان أشبه بمدينة مزدهرة بدلا من هذا أو هذا ما بدى من الخارج .
أحاط بهذه المدينة سور كبير و في أعلى هذه الأسوار وقف صف من الرجال بشموخ و كأنهم يعلنون أنهم سيحمون هذا المكان مهما كلفهم الأمر .
عندما رأت ليو تشينغ روي هذا شعرت ببعض الذهول ، فقد كان المكان يبدوا مهيبا حقا .
لكن سرعان ما إنتهى هذا الذهول عندما دخلت إلى الداخل فقد كان المكان أشبه بالعاصمة ، قالت في نفسها ' كما هو متوقع ، لا تزال مدينة عادية على الأرض أفضل من هذا المكان '
ففور أن دخلت ليو تشينغ روي إلى المدينة قوبلت بمشهد لتعذيب و بيع العبيد .
لم يكن المكان رائعا حقا فقد كان هنالك رائحة غريبة ، شبهتها ليو تشينغ روي برائحة الدماء التي أصبحت مؤلوفة معها .
في هذا المكان كان من الواضح أن الوحيدين الذين عاشوا بشكل جيد هم المزارعين فقد كانت نسبة كبيرة من السكان المتواجدين في الداخل يبدون كهياكل عضمية جائعة .
تمتمت ليو تشينغ روي لا شعوريا : هذا العالم قاسي حقا .
لتسمع صوت شياو تيانياو : أنت محقة ، لكن لا تنسي أنك إذا لم تقتلي فستقتلين .
إبتسمت ليو تشينغ روي بسخرية عندما سمعت هذا ، قالت : شكرا على النصيحة .
لكن ليو تشينغ روي لم تكن بحاجة لسماع هذا فقد كانت تكرر هذه الكلمات كل يوم لكي لا تنساها .
كان شياو تيانياو و ليو تشينغ روي يمتطون حصانا عاليا بدا من درجة رفيعة مع إرتداء أردية سوداء جعلتهم يبدون أناسا لا يمكن العبث معهم و لهذا لم يأت أي شخص للبحث عن المشاكل معهم .
عند رؤية هذا ، فكرت ليو تشينغ روي في نفسها ' على الأقل لا يمتلك شياو تيانياو متلازمة السيد الشاب ، ففي جميع الروايات كان هؤلاء السادة يجذبون الإنتباه " المشاكل " أينما ذهبوا '
لكن عندما إلتفتت إلى شياو تيانياو سخرت من تفكيرها السابق ' حتى لو جذب المشاكل فلن يستطيع أي شخص في هذا المكان ضربه ، فحتى في الرواية كان المؤلف جادا في وصف قوة شياو تيانياو و ركز أنه كان أقوى شخص في هذا المكان .
و مع ذلك مهما إرتفع شأنه فقد كان مصيره التحول إلى كومة من اللحم و العظام مثل جميع السادة الشباب الأخرين '
توقف شياو تيانياو و ليو تشينغ روي أمام أحد المباني .
كان هذا المبنى يعتبر مكانا مقبولا للبقاء فيه فقد كان يبدوا نضيفا على الأقل .
نزل شياو تيانياو أولا من على الحصان و من دون أن ينبه ليو تشينغ روي قام بحملها و أنزلها إلى أسفل .
أثناء هذا تقابلت عيونهما و مع ذلك و بدل أن يكون هناك نظرات عاطفية أو متفاهمة ، كان هناك فراغ في كل عيون كل من شياو تيانياو و ليو تشينغ روي .
كانت عيونهما مليئة بعدم المبالات و كأنهما لا يهتمان بأي شيء .
كان وجه شياو تيانياو من دون أي تعبير طوال الرحلة ، عند رؤية هذا فكرت ليو تشينغ روي ' على الرغم من أنه بدا شخصا جيدا في البداية ، إلا أنه شخص بارد .
تسك ، ماذا توقعت منه على أي حال ؟ '
قال شياو تيانياو : سنبقى هنا .
أومأت ليو تشينغ روي برأسها عندما سمعت هذا .
كان سو يو واقفا بالفعل أمام المبنى في إنتظار شياو تيانياو .
فقد ذهب في وقت سابق لحجز الغرف .
و فور أن رأى سو يو شياو تيانياو من بعيد ، جاء إليه مسرعا .
قال : هناك أمر مهم .
نظر شياو تيانياو إلى ليو تشينغ روي التي سرعان ما قالت : يمكنك الذهاب و التكلم معه ، سأنتظر في الداخل .
أومأ شياو تيانياو برأسه بينما تمتم سو يو : من الرائع أنك تفهمين نفسك .
عبست ليو تشينغ روي قليلا عند سماع هذا ، فمنذ أن خرجوا من العاصمة كان سو يو يزعجها بطريقة أو بأخرى ، قالت في نفسها نفس ما كانت تردده طوال الرحلة ' أمسكي أعصابك ، تشينغ روي .
أتركيه يستمتع قبل أن يتحول إلى رماد '
كان هذا صحيح ففي الرواية الأصية مات كل من كان مع شياو تيانياو من قبل تشو باي و كان مصير سو يو و لين مينغ فينغ هو التحول إلى رماد .
شعرت ليو تشينغ روي بشعور غريب عندما تعاملت مع أشخاص كانت تعرف أنهم سيموتون قريبا ، لكن هل شعرت بتأنيب الضمير أو الذنب لعدم المساعدة أو عدم تنبيههم .
لا لم تفعل .
فليو تشينغ روي كانت تفكر في نفسها فقط من أن دخلت إلى هذا العالم .
دخلت ليو تشينغ روي إلى داخل المبنى .
كان هذا المبنى عبارة عن مطعم و فندق حيث كان معظم الأشخاص يأكلون و يشربون بصخب و كأنهم لا يمتلكون أي هموم .
نظرت ليو تشينغ روي حول المكان و إختارت الجلوس في زاوية بعيدة متجنبة كل الأنظار و الإهتمام الزائد .
لم يكن لدى ليو تشينغ روي أي إهتمام أو فضول في إستكشاف المكان فقد بدا باهتا في نظرها مقارنة بأبسط مطاعم الطعام السريع .
قالت في نفسها ' نافذة الحالة '
لتظهر بعد ذلك شاشة النظام الزرقاء الطافية في الهواء .
...
[ دينغ ]
...
{ الإسم : ليو تشينغ روي }
...
{ قوة الجسد : 30 }
...
{ الطاقة التشي : 189 }
...
{ مستوة الزراعة : مرحلة اللورد }
...
{ الموهبة الفطرية ( مستيقظة ) : الختم .
إكتساب خمسة بالمئة من المعلومات الرئيسية لفهم الموهبة}
...
{ المهارات :
_ المرحلة الأساسية لمهارة ختم السماء
_ مهارة ألف سنة من الزراعة }
....
{ الحالة : إنسان عادي }
....
تنهدت ليو تشينغ روي بإرتياح عندما لاحظت الزيادة في حالتها البدنية و طاقة التشي عندها ففي الأسبوع المنصرم كان كل ما فعلته هو التدرب على مهارة ألف سنة من الزراعة و جمع طاقة التشي .
فكرت ' على الرغم من أن حالتي تعتبر جيدة ، لكن رغم هذا لن يستطيع جسدي تحمل العلاج من السموم .
كما أن هذا لن يفيد وحده فما فائدة جمع الطاقة من دون أن أعرف حتى كيف أستخدمها فأنا لا أعرف حتى كيف أضرب لكمة جيدة '
وضعت ليو تشينغ روي رأسها على خدها و بدأت تفكر في الأمر ماليا ، و مع ذلك كان صوت الضجيج يزداد في كل ثانية .
شعرت ليو تشينغ روي بالإنزعاج من هذا فحتى التفكير كان صعبا في وجود مثل هذا الضجيج .
لذا رفعت رأسها لترى من كان السبب و إن كانت ستشاهد عرضا جيدا أم ، فليو تشينغ روي لن تذهب و توبخ المسؤولين على أي حال .
لأنها لن تستطيع فعل هذا ببساطة .
و ماذا كان أفضل سبب لحدوث الضجيج في المطاعم غير الشجار .
دار شجار حاد تمكن من سماعه كل من كان جالسا في المطعم ، حتى الناس الذين كانوا في الخارج أتوا لمشاهدة المرح .
كان هناك خمسة أشخاص واقفين بينما تحدث رجلان مع بعضهما بشكل مستفز .
كان أحد أطراف الشجار رجلا يرتدي زيا أزرق مع وجود شعار زهرة اللوتس على أكمامه الواسع .
بدا هذا الشخص أنيقا في وسط هذا المكان الذي يعج بالمجرمين و المزارعين فقد أعطى جوا علميا .
و مع ذلك ذهبت كل أناقته إلى الهاوية عندما كان يتشاجر هو و صديقه مع الشخص الأخر .
كان الشخص الذي يتشاجر معه يرتدي زيا أسود من فوق إلى تحت و مقارنة بالرجل ذي اللون الأزرق بدا هذا الرجل بائسا كثيرا فقد كانت ملابسه بالية و ممزقة هنا و هناك .
و مع ذلك كان لديه تعابير وجه قاسية و مخيفة و لامبالية ، كان يمتلك عيون بنية لكنها كانت بين الحين و الأخر تبدوا حمراء كلون الدماء .
كان لذلك الرجل شعر بني و إذا أمعن الشخص النظر سيرى وجود بعض الخصلات البيضاء .
لم يكن هذا يكفي فقد كان لرجل بشرة شاحبة جعلت منه أكثر بؤسا فقد بدا و كأنه سيموت في أي لحظة و على وجهه كانت هناك إبتسامة و ليس إبتسامة و بين الحين و الأخر كان يلعق شفتيه .
كانت نظرة ذلك الرجل تشبه نظرة الصياد عندما ينظر إلى فريسته و بين الحين و الأخر كان هناك نية قتل ثقيلة لم ينتبه لها الرجل ذو اللول الأزرق للأسف .
بجانب الرجل الأسود كانت هناك فتاة جميلة جدا تحتظن ذراعه بطريقة مغرية حيث لامس صدرها كتف الرجل و بقي يتجول هنا و هناك .
كان لهذه الفتاة شعر أسود طويل مع تعابير وجه واضحة فقد إمتلكت عيون سوداء كبيرة و بشرة ناصعة البياض لكن وجهها الجميل لم يكن ما يشغل ذهن الرجال بل كان جسمها الذي كان أشبه بفتنة .
و خلفهم وقفت فتاة نظرت إلى كل شيء بهدوء ، و على الرغم من أنها لم تكن بنصف جمال الفتاة التي تمسكت بكتف الرجل إلا أنها كانت جميلة بطريقة مختلفة .
كانت تمتلك بشرة سمراء مع عيون بنية لامعة و مشطت شعرها في ظفيرة بسيطة .
قالت الفتاة التي أمسكت بكتف الرجل : الأخ تشو ، إن ذلك الرجل يزعجني .
ليقول الرجل ذو اللون الأزرق : تسمين هذا إزعاج يا أنستي .
أنصحك أن تأتي معي و تتركي ذلك الرجل القمامة فمعه ستذلين نفسك لا غير .
قال الرجل ذو اللون الأسود : قمامة تقول ها .
و فجأة سحب الرجل ذو اللون الأسود سيفا من العدم و قطع يد الرجل ذي اللون الأزرق .
تفاجأ الجميع من سير الأحداث ، و بدأ الجميع يتمتم .
_ شخص لا يعرف علو السماء ، لم يكفه إغضاب السيد الشاب لمنزل رئيس الأركان و إنما قطع يده أيضا .
_ تسك ، تسك يا له من مسكين .
لو لم يكن عنيدا و أعطاه الفتاة لنفذ بجلده
_ ......
_ ......
إستمر الجميع في الحديث حول كم سيكون مصير الشخص الذي يرتدي اللون الأسود بائسا و مع ذلك كان عقل ليو تشينغ روي فارغا .
ففور أن رأت الشخص الذي كان يرتدي اللون الأسود و الفتاتان معه عرفت على الفور هويتهم .
و من كانوا غير البطل و حريمه .
تمتمت ليو تشينغ روي بهدوء بأسمائهم واحدا واحدا ، قالت : تشو باي ، ليو وانتينغ و لي مي .
لتقول في نفسها ' ماذا يفعلون هنا ؟ ليس من المفترض أن يأتي تشو باي للبحث عن العشبة في هذا الوقت .
هل هو تأثير الفراشة '
شعرت ليو تشينغ روي بالضيق عندما رأت تشو باي و لم تستطع إلا تذكر كيف ماتت ليو تشينغ روي الأصلية .
فتذكر أو تخيل شخص يلعب برأسها المفصول عن جسدها لم يكن شيئا سارا أبدا .
كما أن السبب كان أيضا أمامها ألا و هو ليو وانتينغ التي كانت تعانق كتف تشو باي بدون أي خجل .
أردات ليو تشينغ روي الإندفاع إلى هؤلاء الأشخاص و طعنهم مئات المرات ، و تقول لهم : اللعنة عليكم يا جماعة ، هل لقب الجمال رقم واحد يهم لهذه الدرجة ؟
فليو تشينغ روي الأصلية ماتت بسبب وجهها الجميل بسبب أختها الغير الشقيقة ليو وانتينغ .
نعم ، لقد كانت ليو وانتينغ أخت ليو تشينغ روي الغير شقيقة و في ذكريات ليو تشينغ روي الأصلية كانت ليو وانتينغ شخصا بغيضا بحق فقد كانت هي و والدتها الإمبراطورة من خطط لمعظم المكائد و المصائب و المخططات التي عانت منها ليو تشينغ روي الأصلية عندما كانت في القصر الإمبراطوري الشمالي .
و بسبب هذا كرهت ليو تشينغ روي الحالية ليو وانتينغ كثيرا و حالما رأتها أرادت النهوض و نتف شعرها .
لكن هل كانت ليو تشينغ روي تستطيع فعل هذا ؟
كانت الإجابة واضحة ، لا لم تستطع و إذا فعلت ستكون تريد الإنتحار .
نتيجة لهذا لم تستطع ليو تشينغ روي أن تنطق بحرف واحد حتى و أمسكت بيدها بشدة حتى إخترقت أضافرها باطن يدها .
كانت عيون ليو تشينغ روي باردة و عميقة مثل البركة لا قعر لها لكن تحت هذا الهدوء كانت هنالك نيران ستحرق كل شيء لاحقا .
...