شعرت ليو تشينغ روي بالدغدغة عندما بدأ شياو تيانياو يهمس بصوت معسول و خافت .
و تخطى قلبها نبضة عندما شعرت بالأنفاس الدافئة لشياو تيانياو ، لكن ما قاله جعلها تشعر بالحيرة ، فشياو تيانياو ليس شخصا سيقول مثل هذا الكلام .
' " أنت ملكي " ، ماذا قصد بقوله لهذا ؟ ، فكرت ليو تشينغ روي بمنطقية فشياو تيانياو لم يقل كلامه بمعنى رومنسي بالتأكيد .
لكنها سرعان ما وجدت الإجابة ، فكرت ' ' حتى في الرواية كان قد ذكر أن شياو تيانياو كان شخصا متملكا و إن أعلن أن شيئا ما ملكه فهو كذلك ، و ربما هذا هو السبب في مصيره '
لكن ليو تشينغ روي لم تفكره في هذا طويلا و وضعته في مؤخرة عقلها ، نظرت إلى شياو تيانياو و قالت : المكان صاخب ، لنذهب إلى مكان آخر .
هذه المرة إتفق سو يو مع ليو تشينغ روي حيث كانت له تعابير وجه عابسة ، قال : معها حق علينا الذهاب .
فهو يعجبه إثارة الكثير من الإهتمام على أي حال .
أومأ شياو تيانياو عند سماع إقتراح ليو تشينغ روي و سو يو و مشى في المقدمة حيث تبعه كل من ليو تشينغ روي و سو يو .
عندما خرجت ليو تشينغ روي من ذلك المكان الهمجي ، شعرت بالإرتياح و أنها يمكن أن تأخذ نفسا بشكل طبيعي .
عند رؤية هذا قال شياو تيانياو : خائفة ؟
أدارت ليو تشينغ روي عينها عندما سمعت هذا و لم تجب فقد كان هذا واضحا على أي حال من بشرتها الشاحبة و إرتجاف جسمها بلا حسيب و لا رقيب .
ليقول شياو تيانياو لليو تشينغ روي : لن ألومك على هذا ، لكن عليك أن تعلمي جيدا أنك إن عشتي في الخارج ، كنت لتري مثل هذا المشهد كل يوم .
هل تشعرين بالأسف و الحزن على المقتول .
أو بالغضب على القاتل .
ردت ليو تشينغ روي على شياو تيانياو هذه المرة مع تعابير وجه متعبة و خالية ، قالت : هل تصدقني إن قلت لك أنني لا أشعر بأي من الحزن أو الغضب ؟
عندما نظر شياو تيانياو إلى عيون ليو تشينغ روي الباردة ، قال : أصدقك .
إذن لماذا أنت هكذا ؟ ألا تلاحظين أنك إن بقيتي هكذا فستأخريننا ؟
تنهدت ليو تشينغ روي و ردت بسخرية على أسئلة شياو تيانياو :
ربما لأنني كنت خائفة من الموت ، خائفة عندما رأيت حياة تسلب أمامي و كأنها كانت لا شيء .
خائفة لأنني لم أستطع التحرك من مكاني حتى لأدافع عن نفسي أو لأنني خائفة لأنني لا أستطيع أن أتحكم في مصيري بعد .
أما عن التأخير ، فلا تقلق يا سيد لأنني أتيت معكم إلى هنا فقط لتجنب أن يحدث ما جرى سابقا .
أومأ شياو تيانياو برأسه عندما سمع هذا و نظر إلى ليو تشينغ روي بزوايا عينيه ببرود ، قال داخليا ' من الجيد أنها لم تدع هذا يؤثر عليها أو ستكون لا فائدة منها '
نظرت ليو تشينغ روي إلى السماء و إكتشفت أن الشمس قد بدأت تغرب بالفعل ، قالت في نفسها ' علي الإسراع في أخذ عشبة السماء و شظية جوهرة الروح قبل أن يفعل تشو باي أو ستكون كل هذه الرحلة لا فائدة منها '
أثناء التفكير ليو تشينغ روي في هذا ، كانوا قد وصلوا بالفعل إلى فندق آخر .
في الواقع كان المكان الذي وصلوا إليه لم يستحق حتى أن يطلق عليه فندق فقد بدى المكان بائسا بحق ، عند رؤية هذا قالت ليو تشينغ روي في نفسها ' كما هو متوقع من مدينة لا تمتلك أي قوانين '
و عندما دخلوا إلى المكان قالت ليو تشينغ روي بسخرية في نفسها ' على الأقل لا يوجد ضجيج في هذا المكان '
فليو تشينغ روي لم تستطع حقا تحمل الأماكن الصاخبة .
كان هنالك رجل عجوز جالس على طاولة الإستقبال و بدى أنه كان صاحب المكان ، و لكنه لم يكن متحمسا كثيرا عند رؤيته لزبائن الذين أتو لهذا المكان لأول مرة منذ وقت طويل .
فهو لم يأخذ حتى المبادرة لترحيب بالزبائن أو حتى السؤال عن ما يريدون .
لم تهتم ليو تشينغ روي بما جرى الأن فقد كان من الواضح أن شياو تيانياو و سو يو يعرفان المكان جيدا لذا قررت إتباعهما .
فتح شياو تيانياو إحدى الأبواب التي كان من الواضح أنها تؤدي إلى قبو ما ، و لكن على عكس ما بدا .
ففور أن فتحت الأبواب تكشف منظر نفق طويل و تلقائيا إشتعلت المشاعل ، كاشفة عن جدران النفق الحجرية و الباردة.
و بعد دقائق من السير ظهرت تفرعات في النفق .
قال شياو تيانياو مخاطبا ليو تشينغ روي : إذهبي لنفق أقصى اليسار و إفتحي الباب الثاني على اليمين و إستريحي هناك .
أما سو يو فأنت سوف تتبعني .
أومأ سو يو برأسه عندما سمع هذا و لم يقل شيئا .
لتقول ليو تشينغ روي فجأة حيث لم يتوقع أي أحد أن تبدأ في الكلام ، قالت : بخصوص طلبي .
سنذهب غدا صباحا للحصول على العشبة و الميراث .
إعترض سو يو فورا بسخرية : أنت متعبة و ستكونين مثل عائق لنا .
لذا إنسي الأمر .
نظرت ليو تشينغ روي إلى سو يو بحدة و فكرت ' هل يجب أن يعارضني في كل شيء ؟ '
لتقول بعد ذلك مخاطبة سو يو : إن كنت متعبة أم لا فهذا ليس من شأنك فهذه مشكلتي .
و أرجوا أن تتوقف عن تذكيري في كل مرة عن أنني سأكون عائقا لكما ، فأنا مدركة تماما أن وجودي أو عدمه لن يشكل أي فرق لكما .
فليس و كأنكما مسؤولان علي أو شيء من هذا القبيل .
و أرجوا أن تتوقف عن معاملتي هكذا فأنا لست خادمة عندك يا سيد سو يو .
فليو تشينغ روي شعرت منذ وقت طويل بنظرات الإحتقار التي كانت في عيون سو يو .
و في نظراته شعرت ليو تشينغ روي و كأنها كانت مجرد لا شيء .
لطالما كرهت ليو تشينغ روي أن ينظر إليها شخص ما بإحتقار و لو إستطاعت لكانت ردت هذه الضربة على الفور .
لكنها لا تستطيع ، و بسبب هذا لم يكن بوسع ليو تشينغ روي إلا كتم غيضها و النظر بشفقة إلى سو يو مع تذكير نفسها بأنه سيموت قريبا .
عند التفكير في هذا قالت ليو تشينغ روي في نفسها ' في ماذا كنت أفكر ، هل أصبحت أتمنى الموت لشخص بسبب هذا فقط ؟ '
عند إدراك هذا ، شعرت ليو تشينغ روي بعدم الواقعية ، قالت في نفسها ' هذا جنون !!! '
....
لم يكن سو يو يعلم فيما كانت ليو تشينغ روي تفكر فيه ، لكنه شعر بالإنزعاج حقا عندما قالت له هذا .
فقد بدا هذا أشبه بتوبيخ .
ظهرت نظرة غريبة في عيون سو يو و هو ينظر إلى ليو تشينغ روي .
لكن نظراته إليها لم تكن تسر العين حقا فقد بدا و كأنه ينظر إلى قمامة بدل النظر إلى إنسان .
شخر بصوت عالي و قال : كيف تجرؤين ؟
أنت لا تمتلكين أي حق في إبداء رأيك ناهيك عن توبيخي !
لم تستطع ليو تشينغ روي تحمل أي من نظرات أو كلمات سو يو التي قللت من شأنها كثيرا ، ضحكت ساخرة و كأنها سمعت أكثر نكتة مضحكة على الإطلاق و مع ذلك لم تكن هذه الضحكة منعكسة على عيونها ، قالت : لتذهب إلى الجحيم !
فليو تشينغ روي كانت قد فقدت نصف عقلها عندما إكتشفت أنها إنتقلت إلى هذا العالم و لم تكن تريد فقد النصف الباقي بسبب سو يو الذي كان يلعب بأعصابها منذ أن خرجوا من العاصمة .
قال سو يو بغضب : لقيط...
لم يستطع سو يو إكمال كلامه فقد شعر بضغط خانق قادم من شياو تيانياو ، و نتيجة لهذا توقف عن قول ما سيقول .
نظر شياو تيانياو إلى ليو تشينغ روي التي لم تستطع التنفس حتى بشكل جيد بسبب ضغطه و أنقص من شدته فقط لدرجة تسمح لليو تشينغ روي بالكلام .
سأل شياو تيانياو بصوت بارد : لماذا غدا ؟
أجابت ليو تشينغ روي مع إبتسامة و لكن ليس بإبتسامة : للمغادرة من هذا المكان اللعين بسرعة .
و أيضا أظن أنك كنت متحمسا بشأن الميراث ، ألا تريد أن تجده بسرعة ؟
لكن داخليا كانت ليو تشينغ روي تلعن كل من سو يو و شياو تيانياو آلاف المرات ، قالت في نفسها مكملة ما أرادت قوله لشياو تيانياو ' للمغادرة من هذا المكان و عدم رؤية وجوهكم اللعينة '
فوجود تشو باي هنا لم يكن السبب الوحيد الذي جعل ليو تشينغ روي تريد المغادرة من هنا بسرعة ، بل أرادت أيضا عدم رؤية سو يو أو شياو تيانياو لظمان صحتها العقلية .
عند الإستماع إلى ما قالته ليو تشينغ روي لم يقل سو يو أي شيء ، بينما أومأ شياو تيانياو برأسه و قال بعدها : سننطلق فجر الغد إذن .
ليستدير شياو تيانياو و معه سو يو الذي إتبعه .
تنهدت ليو تشينغ روي بإرتياح عندما لم تستطع رؤية شياو تيانياو ، قالت في نفسها ' ياله من لعين مجنون '
فالأن كان كل جسمها يرتجف ، لكنها لم تعرف ما إن كان سبب هذا ضغط شياو تيانياو أو الموقف الغير سار الذي كانت فيه فقد لاحظت ليو تشينغ روي أن كل من سو يو و شياو تيانياو نظرا إليها و كأنها كانت لا شيء .
و ما أغضبها أكثر أن جزءا منها كان يظن أنها كانت كذلك بالفعل .
إستدارت ليو تشينغ روي و في وجهها كانت هناك إبتسامة ساخرة ، قالت في نفسها : ' يالي من مثيرة لشفقة '
فتحت ليو تشينغ روي باب الغرفة التي طلب منها شياو تيانياو أن تبقى فيها و أغلقتها .
و مع ذلك لم تملك ليو تشينغ روي الوقت الكافي لنظر في أرجاء الغرفة ، فقد أمسكت بردائها بقوة و بدأت في سعال الدماء السوداء .