عندما دخلت ليو تشينغ روي رفقة سو يو و شياو تيانياو إلى الفندق كانت بالفعل تشعر بألم كبير ، و لكن مع ذلك لم تظهر هذا الألم لأي من سو يو أو شياو تيانياو .
فناهيك عن ليو تشينغ روي الأصلية التي صارعت هذا المرض و السموم من دون أن يعرف أي أحد لوقت طويل .
كانت ليو تشينغ روي الحالية هي نفس الشيء فقد كرهت شعور أن ينظر إليها شخص ما بشفقة و إحتقار .
عندما دخلت ليو تشينغ روي إلى الغرفة ، لم تستطع تحمل ذلك الألم الذي شعرت به ، فقد بدا و كأن شخصا ما كان بصدد إقتلاع قلبها .
غضت ليو تشينغ روي شفتها السفلية و على الرغم من هذا تسربت كلمات اللعنات .
مرت بضع دقائق بعد ذلك ، و لم تشعر ليو تشينغ روي بالألم كما في وقت سابق بحيث توقفت عن سعال الدم بالفعل في هذا الوقت .
مسحت ليو تشينغ روي الدماء من فمها بيدها و قالت في نفسها ' لقد مر بعض الوقت منذ أن لم أسعل الدماء ، يبدوا أنني قد أجهدت نفسي كثيرا هذه المرة '
فحتى لو كان جسم ليو تشينغ روي قد أصبح أقوى قليلا و حتى لو كانت قد ختمت تلك السموم .
فقد كان جسم ليو تشينغ روي ضعيفا بالفعل و حتى و لو أصبحت مزارعة فهي لن تكون بتلك القوة و ربما لن تتمكن حتى من التغلب على شخص في نفس المستوى .
كان هذا شيئا أدركته ليو تشينغ روي بالفعل ، قالت في نفسها و هي ما تزال تعض شفتها السفلية ' و لهذا يجب أن أجد شظية الروح و عشبة السماء بسرعة '
فليو تشينغ روي ليست غبية فقد كانت تدرك تماما أن موهبتها " الختم " يمكن أن تعوض ضعف جسمها ، فقد عرفت انها لن تستطيع التعامل مع أي أسلحة ناهيك عن القتال بها و إستعمالها .
أما عن عشبة السماء فقد كانت مفتاح نجاتها من الكارثة القادمة فقد عرفت ليو تشينغ روي أنها لن تستطيع الوقوف في وجه تشو باي .
على الأقل ، ليس الأن .
بعد تحليل الموقف الذي هي فيه ، تنهدت ليو تشينغ روي ببعض التعب ، حتى وجهها كان واضحا عليه علامات الإرهاق .
ظهرت إبتسامة بائسة على شفتها عندما قالت : إن هذا متعب .
لكن لأجل لقائكم مجددا سأفعل أي شيء من أجل ذلك .
فكلما كانت ليو تشينغ روي ستغمض عينيها ، ستحاول تذكر وجوه عائلتها خوفا من أن تنساهم .
عند هذا التفكير ، شعرت ليو تشينغ روي بالفراغ و أن هذا الخوف كان مؤلوفا بعض الشيء بالنسبة لها .
لكن بعد عدت لحظات ، قالت ليو تشينغ روي : أنا حقا بائسة .
لتجلس و تبدأ في إستعمال مهارة ألف سنة من الزراعة فقد لاحظت ليو تشينغ روي أنها كلما إستعملت هذه التقنية ، ذهب تعبها سريعا و كأنها تناولت المنشطات .
فكان تأثير هذه المهارة أفضل بعشر مرات من النوم .
كانت ليو تشينغ روي تعلم أن هذا التفكير خاطأ بعض الشيء فبصفتها شخصا درس الطب .
أدركت فائدة النوم لجسمها لكنها لم ترد أن تطيل في النوم فقد عرفت ليو تشينغ روي أنها لو نامت ، هي لن تستيقظ في أي وقت قريب .
****
أثناء ذلك ، كان شياو تيانياو جالسا على مكتبه بينما جلس سو يو أمامه .
من تعابير وجه سو يو ، كان من الواضح أنه كان منزعجا لكن شياو تيانياو لم يكن يهتم على أي حال .
قال شياو تيانياو : إذا كان ما قالته صحيحا ، فسنكون قد إقتربنا بخطوة من هدفنا .
أجاب سويو : هذا صحيح ، لكن أليس هذا متسرعا بعض الشيء .
عندما قال سو يو هذا كان واضحا من نبرة صوته أنه كان قلقا .
ليرد شياو تيانياو عليه : لقد أطلت الغياب بالفعل ، و يجب أن نقوم بالخطوة الأولى .
قال سو يو : أنا أتفهم هذا ، لكن هذا سيكون خطيرا للغاية و لا يمكننا تحمل أي أخطاء .
قال شياو تيانياو بسخرية : حتى لو ذهبت غدا أو كما كان مخططا فسيظل هذا خطيرا على أي حال .
تنهد سو يو عندما سمع هذا ، قال في نفسه ' لا يمكنني أن أغير قراره على أي حال لكن ...'
عند التفكير في شيء ما شحذت عيون سو و ظهرت في عينيه نظرة خطيرة .
ليقول مخاطبا شياو تيانياو بعد ذلك : أرجوا أن لا تهتم بما سيحدث في المستقبل مع الناس هنا .
فقد عرف سو يو جيدا شخصية شياو تيانياو و قد أدرك أنه شخص يهتم لشعبه و مرؤوسيه .
صمت شياو تيانياو عندما سمع ذلك و لم يقل شيئا لأنه كان يعرف تمام المعرفة أن ما قاله سو يو كان صحيحا .
فجأة قال سو يو : ما رأيك بإبن عائلة تشو ؟
أجاب شياو تيانياو من دون أي تفكير : منفوخ .
قال سو يو بنبرة جادة : منفوخ ، هذا صحيح لكن لا يمكننا إنكار قوته ، فالشخص الذي أباد عائلة تشو يجب أن يكون لديه شيء أو إثنين بجعبته .
أومأ شياو تيانياو برأسه ، و إرتفعت شفتيه في إبتسامة و لكن ليست إبتسامة فقد كانت عيناه لا تزال تبدوا كالهاوية التي لا قعر لها .
قال : سيكون هذا الولد مفيدا في شيء أو إثنين ، دعه يذهب .
أومأ سو يو برأسه و على ما يبدو أنه قد فهم ما كان يتكلم عنه شياو تيانياو ، قال : سيكون هذا مزعجا ، لكنه سيفي بالغرض .
فجأة سأل شياو تيانياو سو يو : من تكون تلك العلقة على كتف ذلك الولد .
أجاب سو يو مع تعبير غريب فهو لم يعرف لماذا سأل شياو تيانياو عن هذا : إنها نسيبتك .
أومأ شياو تيانياو برأسه عند سماع جواب سو يو ففي وقت سابق لاحظ أن نظرات ليو تشينغ روي تغيرت عندما رأت كل من تشو باي و ليو وانتينغ .
وضع شياو تيانياو يده على ذقنه بعد ذلك و قال مع إبتسمامة : يبدوا هذا ممتعا .
فقد إستطاع شياو تيانياو بطبيعة الحال أن يدرك أن السبب في إحتضار ليو تشينغ روي كان عائلتها و أخواتها في القصر الشمالي .
و كلما إجتمع شخصان يكرهان بعضهما ، فلا بد من أن يكون هناك عرض ممتع و مع ذلك لم يعرف شياو تيانياو ما إذا كان يستطيع مشاهدته أم لا .
لكن شياو تيانياو مسح إبتسامته على الفور و أصبح جادا مرة أخرى ، قال مخاطبا سو يو : كن جاهزا غدا ، خاصة عندما ندخل إلى الميراث .
أومأ سو يو برأسه و كان على وجهه تعبير رسمي عندما قال : لا تقلق بشأن هذا .
عند سماع تأكيد سو يو لوح شياو تيانياو بيده و سمح لسو يو لذهاب و أن يستريح .
عند خروج سو يو ، نظر شياو تيانياو بشكل فارغ في الجدار الحجري الذي قابله ، و بسبب هذا بدا بعيدا جدا و كأنه لم يكن حاضرا حتى .
فقد أعطى شياو تيانياو أجواء مختلفة و كأنه لم يكن ينتمي إلى هذا المكان مطلقا .
عند هذا المشهد بدا شياو تيانياو غامضا جدا ، غريبا جدا و بعيدا جدا و بالتأكيد لا يستطيع أي شخص المعرفة ما كان يفكر فيه .