كان جرف الرياح عبارة عن سلاسل جبلية خطيرة لدرجة تسميتها منطقة محظورة .
و مع ذلك كان له مدخل آمن نسبيا حيث دخل جميع الناس دون القلق أو الحرص على حياتهم .
و بطبيعة الحال دخل كل من ليو تشينغ روي و سو يو و شياو تيانياو منه .
لكن بعد بعض الوقت منذ أن بدأت ليو تشينغ روي المشي و تسلق الجبل لاحظت أن المكان هادئ و سلمي ، و قد كان الأمر أشبه بغابة مليئة بالمنحدرات .
كانت هذه الغابة مثل أي غابة عادية حيث إزدهرت الحياة فيها .
فقد كان اللون الأخضر الجميل لنباتات يعطي شعورا مهدءا .
شعرت ليو تشينغ روي بالغرابة بعض الشيء ، خاصة أنها كانت تدرك بطريقة أو بأخرى أن كل هذا كان مشهدا من خيال شخص ما .
لكن ...
لم تستطع ليو تشينغ روي إلا التفكير ' أستطيع تنفس الهواء النقي و أشتم الرائحة الحادة ، الحلوة و المنعشة من النباتات أمامي .
كما أنني أستطيع أن أسمع الصوت الخافت لصرير المياه و مختلف أصوات الحيوانات '
عند ملاحظة كل هذا ، كانت ليو تشينغ روي على يقين من أن كل شيء كان حقيقيا و واقعيا .
و بسبب هذا شعرت ليو تشينغ روي ببعض الخوف مع عدم الواقعية .
مرت ساعتان بالفعل منذ أن دخلت ليو تشينغ روي إلى جرف الرياح و مع طبيعة كل من سو يو و شياو تيانياو و هي ، لم يكن هناك أي كلام بينهم .
فجأة توقف شياو تيانياو عن السير حيث كان هناك بضع المزارعين هنا و هناك .
لاحظت ليو تشينغ روي هذا أيضا لكنها لم تهتم بهؤلاء الأشخاص حيث نظرت بتمعن إلى مختلف الطرق المتفرعة أمامها .
قالت ليو تشينغ روي في ذهنها ' لقد عبرنا الأن سفح الجبل و قد إعتبرت تلك المنطقة آمنة و هذا ما يفسر الهدوء ، لكن بعد المرور عبر أحد هذه الطرق سيكون عدم الإنتباه أمرا قاتلا ' .
إلتفت شياو تيانياو إلى ليو تشينغ روي حيث قال مع وجه خالي من التعابير : إلى أين ؟
تنهدت ليو تشينغ روي و قالت بهدوء : الطريق الثالث على اليسار .
فقد كانت ليو تشينغ روي هي الوحيدة التي كانت تعرف مكان عشبة السماء و الميراث .
كان هذا واضحا .
فليو تشينغ روي لم تكن تثق في شياو تيانياو لدرجة إخباره عن المكان ، خاصة بعد أن كاد يقتلها عندما سمع بأمر الميراث .
كما أنها خشيت أن شياو تيانياو لن يقوم بأخذها معه إذا كان يعرف المكان بالفعل .
و إذا لم تذهب ليو تشينغ روي إلى جرف الرياح ، فحتى لو جلب شياو تيانياو عشبة السماء لها .
فهي لن تستطيع إمتصاص شظية الجوهرة .
و بطبيعة الحال كانت شظية جوهرة الروح من أولويات ليو تشينغ روي ، خاصة مع كون جمع هذه الشظايا مهمة من قبل النظام .
فقد أتاح النظام لليو تشينغ روي أمنية واحدة في النهاية ، و كان يجب عليها أخذها .
أومأ شياو تيانياو برأسه ، لكن داخليا كان يشعر بالفضول حيث فكر مع عيون حادة ' يبدو أن ليو تشينغ روي متأكدة تماما من الموقع ، لكن كيف عرفت المكان '
أبقى شياو تيانياو شكوكه بداخله و كان من حين لآخر يأخذ لمحة على ليو تشينغ روي ، إستعدادا لأي موقف غير سار .
و أثناء سير شياو تيانياو و سو يو و ليو تشينغ روي بإتجاه مفترق الطريق حيث سيكملون رحلتهم .
قاطعهم شخص ما .
عبست ليو تشينغ روي عند رؤية هذا ، فقد كان لديها حدس أن هذا الشخص المزعج كان أحد السادة الشباب النموذجيين الذين إتبعوا أو ارادوا ضم البطل إليهم لمساعدتهم في رحلتهم .
و سرعان ما أكدت ليو تشينغ روي شكوكه فسرعان ما قال ذلك الشخص مع جمع قبضتيه : أنا السيد الشاب لعائلة سيو ، سيو وانغ و قد لاحظت أنكم تخططون لذهاب وحدكم إلى الداخل .
لذا أنا أقترح أن نذهب مع بعضنا البعض ، فمع وجود أشخاص آخرين ستكون الرحلة داخل جرف الرياح سهلة بعض الشيء ، كما أنه سيزيد من فرصنا لإيجاد الأعشاب .
ظهرت إبتسامة ساخرة على وجه ليو تشينغ روي عندما سمعت هذا و واصلت المشي في إتجاه مفترق الطريق المطلوب حيث تصرفت و كأنها لم تسمع سيو وانغ حتى .
فكرت ليو تشينغ روي بسخرية و هي تواصل طريقها ' سهلة مؤخرتي ، ففي كل مرة ينظم شخص غير معروف مع مجموعة البطل ستكون هناك حوادث غير متوقعة '
و المشكلة لم تكن هنا ، بل كانت في المكافئات و الكنوز التي ستجدها المجموعة فمع حظ البطل ، كان لا بد من أن يجد شيئا أو شيئن .
و من تلك النقطة سيبدأ الإزعاج حيث تنقسم المجموعة إلى قسمين .
قسم السيد الشاب و قسم البطل .
و مع ذلك ، فكرت ليو تشينغ روي ' بما أنني أحفظ هذا السيناريو عن ظهر قلب ، فلماذا أضطر إلى التعامل مع السيد الشاب المزعج '
ليس فقط ليو تشينغ روي التي لم تنظر إلى سيو وانغ بل أيضا شياو تيانياو و سو يو حيث مرا مرور الكرام .
عند رؤية هذا ، أصبح سيو وانغ منزعجا و صرخ : ألا تعرفون من أكون لدرجة تجاهلي ؟
ليطلق بعدها ضغط ملك قتالي عادي .
شعرت ليو تشينغ روي ببعض الضيق في التنفس ، لكنها لم تستطع إلا أن تسخر في نفسها ' نحن نعرف من تكون لهذا نتجاهلك '
فهذا الشخص المسمى سيو وانغ كان نفسه الشخص الذي شارك في المخطط الذي نظم من قبل الإمبراطورة لو سيان و الأميرة شين يو ، و بالتأكيد كانت النتيجة كارثية في كلتا الحالتين .
كان نجح المخطط أو فشل .
لم تتظرر ليو تشينغ روي كثيرا بضغط سيو وانغ و قد كان سبب هذا هو الرداء الذي إرتدته فقد كان قطعة دفاعية يمكنها أن تحجب سبعون بالمئة من أضرار هجوم برتبة ملك .
و مع ذلك شعرت ليو تشينغ روي بصعوبة في التنفس ، لكن سرعان ما عادت ليو تشينغ روي إلى طبيعتها حيث أمسك شياو تيانياو بيدها .
لم تشعر ليو تشينغ روي بأي شيء عندما أمسك شياو تيانياو بيدها و لم يتغير وجهها حتى ، فهي ليست شخصا سيخجل بسبب الإمساك بالأيادي .
كما أنها كانت تعرف أن شياو تيانياو قام بذلك كي لا تتظر كثيرا من الضغط ، فشياو تيانياو لم يستطع أن يضهر ضغط إمبراطور و ينبه المزارعين أنه هنا .
إستل سو يو سيفه و نظر ببرود إلى سيو وانغ ، ليشعر الجميع بعد ذلك بضغط ملك فراغ .
كان الأشخاص من رتبة ملك نادرين لدرجة وجود أربع أو خمس أشخاص فقط في كل مملكة ، فقد كان أمرا صعبا الوصول إلى هذه المرحلة خاصة مع الطاقة الروحية الضعيفة .
و من وصلوا إلى هذه المرحلة كانوا بالتأكيد أشخاصا موهوبين مع وجود الكثير من الموارد لدعمهم ، و لهذا السبب كان معظم المزارعين في مرحلة نبيل قتالي .
و لكن الأن تفاجىء جميع المزارعين عندما ظهر إثنان من رتبة ملك في مكان واحد ، خاصة أن أحدها كان ملك فراغ الذي كان يبعد رتبة واحدة عن رتبة إمبراطور قتالي .
و الأشخاص الذين كانوا في تلك المرحلة كانوا يحسبون في يد واحدة ، لكن الأن لم يهتم أي شخص بمعرفة من كان هذا الشخص فقد إبتعدوا جميعا عن المكان كي لا يتأثروا بالمعركة القادمة التي إعتبروها توسيعا للآفاق .
ومضت عيون سيو وانغ بضوء بارد ، فكر ' لن أستطيع هزيمة هذا الشخص و حتى إن نجوت فسأتكبد أضرار كبيرة ، يجب علي الإنسحاب '
بعد ذلك قال سيو وانغ بنبرة صالحة مع جمع يديه في قبضة معربا عن إحترامه : همهمهم ، أنا آسف على الإزعاج في وقت سابق فقد كنت قلقا أنكم لن تستطيعوا العودة سالمين بعد الدخول إلى هناك ، لذا قررت إختباركم .
أرجوا أنني لم أزعجكم .
شخر سو يو بصوت عالي و ظهرت نظرة إشمئزاز في عينيه .
بينما نظر شياو تيانياو إلى سيو وانغ بإزدراء ، تمتم : منافق .
فشياو تيانياو عرف شخصية سيو وانغ جيدا و قد عرف أن شخصا مثل هذا سيقوم ببيع والدته إذا تطلب الأمر ناهيك عن تحذير مجموعة غريبة من الناس .
سمعت ليو تشينغ روي تمتمات شياو تيانياو الغير مسموعة ، و كانت تضحك داخليا عندما سمعت ما قاله سيو وانغ ، قالت في نفسها ' إذا كان هذا شخصا قلقا علينا ، فسأكون قلقة على كل العالم إذن ، فحتى في الرواية كان شخصا قذرا يفكر فقط في الشيء بين ساقيه '
لكن وجدت ليو تشينغ روي الأمر غريبا بعض الشيء ، خاصة أن أمامها كان يقف سيد شاب حقير يعرف مصالحه و متى يتقدم أو يتراجع .
ففي العادة كان هذا النوع من الأشخاص قد مات بالفعل من قبل البطل .
عند التفكير في هذا ، قالت ليو تشينغ روي في نفسها ' أوه ، لا أنا و لا شياو تيانياو أو سو يو أبطال و ربما يكون هذا هو السبب .
لكن فعلا ، يجب أن نأخذ هذا السيو وانغ للمتحف ، لكونه سيدا شبا نادرا لا يغازل الموت '
لم ينل سيو وانغ إزدراء ليو تشينغ روي و شياو تيانياو و سو يو فقط بل نال إزدراء جميع الموجودين .
فكر أحدهم ' قلق ، هيهيهي ، هذا مضحك فمن الواضح أن هذا السيو وانغ كان سينقض عليهم في أي لحظة '
فكر شخص رقم إثنان ' يا له من جبان ، لقد جعل لقب سيو يذهب مع السيول و الوديان '
فكر جميع المزارعين الذين رأو هذا بتلك الطريقة حول سيو وانغ و على الرغم من عدم وجود كلمات ، فقد كان هذا واضحا على وجوه الجميع .
لم يكن سيو وانغ غبيا كي لا يدرك هذا ، نتيجة لذلك ظهر ضوء غريب في عينيه التي أصبحت حادة منذ وقت طويل .
أقسم سيو وانغ داخليا ' سأتذكركم أيها الأوغاد ، لن أسمى سيو وانغ إذا لم أعد هذه الضربة '
نظر سيو وانغ بحدة إلى ليو تشينغ روي و شياو تيانياو و سو يو و لكن مع الأسف لم يستطع حتى إكتشاف أو معرفة ملامح وجوههم .
لعن سيو وانغ داخليا ، فكر ' أوغاد حذرين '
فقد كان عدم إستطاعة أي شخص التعرف على ليو تشينغ روي و شياو تيانياو و سو يو هو إرتدائهم للعبائات و بعض العناصر التي جعلت وجوههم مبهمة .
فقد كان شياو تيانياو و سو يو معروفان بين المزارعين بينما كانت ليو تشينغ روي جمالا مدمرا للبلدان ، فكيف تتوقع منهم أن يأتوا بوجوههم .
لم تهتم ليو تشينغ روي بماذا كان يفكر سيو وانغ فقد ركزت كل تفكيرها على المسار الجبل الحاد أمامها .