لم تطل ليو تشينغ روي التفكير في أمر سيو وانغ ، بل ركزت على تسلق المنحدرات أمامها .
فحسب الرواية ، سلك تشو باي هذا الطريق الوعر ليجد عشبة السماء بعدها .
و سرعان ما إختفت المساحات الخضراء و حل محلها صخور سوداء حادة من جميع الأشكال .
فقد كان هذا الطريق عبارة عن منحدر مليء بالصخور السوداء الحادة .
و يصبح أكثر وعورة كلما تسلقت ليو تشينغ روي أعلى ، ففي البداية إستطاعت ليو تشينغ روي تدبر أمورها و لكن مع مرور الوقت أصبحت تواجه مشكلة في التسلق .
لعنت ليو تشينغ روي داخليا ' تبا لهذا الجسم القمامة ، فلم يكن يكفي أن هذا الجسد هش و ضعيف و لكن أيضا مع يد مشلولة . '
عند التفكير في هذا ، تنهدت ليو تشينغ روي ببعض الحزن و لم يكن بوسعها إلا النظر إلى شياو تيانياو و سو يو أمامها ، فقد كان من الواضح أنهما لا يواجهان أي مشاكل في التسلق فقد بدا كل منهما و كأنه كان يسير في نزهة .
كان شياو تيانياو يأخذ نظرة على ليو تشينغ روي من حين لآخر و قد لاحظ بالفعل أنها كانت مرهقة و مع ذلك لم تقل شيئا ، فكر داخليا ' من الرائع أنها وصلت إلى هذه النقطة من دون أن تنهار '
فشياو تيانياو كان مدركا جيدا إلى مدى سوء صحة ليو تشينغ روي و في البداية ظن أنها ستنهار من أول يوم ، لكنها لم تفعل .
فكر شياو تيانياو ' ليو تشينغ روي شخص عنيد في النهاية و لا يبدوا أنها ستنهار في أي وقت قريب '
أثناء تفكير شياو تيانياو في هذا كانت ليو تشينغ روي بالكاد تلتقط أنفاسها و فجأة خطت على صخرة ملساء لتقع بعد ذلك .
لعنت ليو تشينغ روي بصوت عالي أثناء وقوعها و لم يسعها إلا الإمساك بصخرة ما لتدارك نفسها .
فقد تسلقت ليو تشينغ روي مسافة جيدة إلى أعلى و إذا سقطت من المنحدر ، ستصبح عجينة لحم خاصة عند وجود الصخور و الحجارة الحادة .
و لكن و على الرغم من أن ليو تشينغ روي أمسكت بتلك الصخرة إلا أن الحظ لم يقف معها ، فقد كانت تلك الصخرة غير ثابتة لتواصل ليو تشينغ روي السقوط .
لعنت ليو تشينغ روي مرة أخرى حظها السيء و كانت بصدد إخراج سكين أو أي شيء حاد من الفراغ الروحي و لكن قبل أن تفعل كان شياو تيانياو قد أمسك بيدها بالفعل و ساعدها على النهوض ، قال بصوت بارد : أنتبهي على خطواتك ، إن المكان خطير .
تنهدت ليو تشينغ روي بخفة بعد أن ساعدها شياو تيانياو فهي لم تكن تريد إثارة الشكوك عند إخراجها شيئا من العدم .
لتقول ليو تشينغ روي بعد ذلك إلى شياو تيانياو : شكرا لك .
بالكاد إستطاعت ليو تشينغ روي شكر شياو تيانياو ، فقد شعرت بألم هائل في ركبتها و يدها .
رد شياو تيانياو على شكر ليو تشينغ روي : لا تشكريني ، أعطني يدك .
إمتثلت ليو تشينغ روي لأمر شياو تيانياو و في غضون ثانية كان شياو تيانياو يحملها من خصرها بيد واحدة .
تفاجئت ليو تشينغ روي من ذلك و فكرت في نفسها ' إنه يحملني كسلعة رخيصة ، لكنني لن أستطيع الإنكار أنني أحتاج إلى توصيلة '
عند هذا الإدراك ، ليو تشينغ روي لم تقل أي كلمة إحتجاج و هذا ما جعل شياو تيانياو يشعر بالرضى فقد شعر ببعض الإنزعاج عندما حمل ليو تشينغ روي و لم يكن يريد سماع أي إحتجاج أو إعتراض .
و مع ذلك ربما سيشعر شياو تيانياو بالإنزعاج أكثر إذا عرف أن ليو تشينغ روي إعتبرته توصيلة لا غير .
سرعان ما واصل شياو تيانياو طريقه و لحق بسو يو الذي كان إبتعد قليلا حيث واصل التسلق .
و بعد أن كانت ليو تشينغ روي محمولة مثل حقيبة ما ، شعرت أنها كانت تأخر المجموعة فعلا فسرعان ما وصل شياو تيانياو و سو يو إلى منتصف الجبل في غضون نصف ساعة فقط و كل ما إستطاعت ليو تشينغ روي رؤيته أثناء ذلك هو صور سريعة فقط .
عند رؤية أنها وصلت إلى منتصف الجبل شحذت عيون ليو تشينغ روي فقد كان هذا المكان هو الفاصل بين الأمن و الخطر الطبيعي ، فقد ذكر في الرواية أن الخطر الحقيقي في جرف الرياح كان في مرتفعاته .
كان هذا واضحا فأمام ليو تشينغ روي كان هناك ضباب أسود بدا مثل جدران حصن قوية كما و قد أعطى هذا الضباب شعورا غير مريح بعدم الأمان و كأن أحدا سيهجم عليك في أي لحظة .
في هذا الوقت كان شياو تيانياو قد أنزل ليو تشينغ روي و لم يعد يحملها ، لكنه لاحظ أنها كانت تركز بشدة على الضباب أمامها حيث بدا أنها كانت تفكر في شيء ما .
أثناء تركيز ليو تشينغ روي سمعت فجأة صوت شياو تيانياو : لا تدعي ذلك الضباب يؤثر على تفكيرك .
أومأت ليو تشينغ روي برأسها فقد عرفت ما كان يقصده شياو تيانياو ، فكرت ' إن هذا الضباب مليئ بطاقة التشي الملوثة التي لم تساهم فقط في تشكيل سلاح طبيعي و لكن أيضا كانت خطيرة بشكل خاص على المزارعين .
فحسب الرواية كان هناك شيء إسمه الإرداة في قلوب جميع الناس ، و هذه الإرادة لعبت دورا هاما في مسار المزارعين .
فقد كان الشخص من دون إرادة كالجسد بلا روح ، و هذا النوع من الأشخاص لن يصلوا إلى أي مكان أبدا فقد إحتاج المزارعين إلى قلب ثابت لا ينبض فالإرادة لم تكن تعني أن يواصل الشخص المحاولة حتى ينجح ، بل كانت هي الدافع الذي جعل من الأشخاص ما هم عليه الأن .
نظرت ليو تشينغ روي مرة أخرى إلى الضباب و قالت في نفسها ' إن هذا الضباب مليئ بطاقة التشي الملوثة و إذا تعرض إليها شخص ذا إرادة ضعيفة فسينتهي مساره في الزراعة حيث لن تكون لديه الطاقة لمواصلة الطريق .
فعلى الرغم من أن هذه الإرادة لا تؤثر بشكل مباشر على المزارعين إلا أن المشكلة ستكون عند الإختراق ، فقد كانت الإرادة تمثل الرغبة على إختراق كل شيء و الوصول إلى أقصى الإمكانيات و هذا ما يمثله أن تكون مزارعا .
.
و لكن كيف تستطيع أن تكون واحدا عندما لا يكون لديك قلب ثابت ، سخرت ليو تشينغ روي عند تفكيرها في هذا و سرعان ما أجابت نفسها ' سأكون لا شيء '
ففي النهاية ، لا تمثل الموهبة و الموارد كل شيء في عالم الزراعة و لكن أيضا القلب الثابت الذي لا ينبض بالإرادة .
فحتى لو كان الشخص موهوبا و إبن السماء المحبوب فهو لن يصل إلى اي مكان مع قلب هش و العكس صحيح فحتى الشخص من دون موهبة يمكنه أن يكون شيئا ما مع قلب ثابت لا يتزعزع .
لتواصل محادثة نفسها ' فحتى في الرواية ، كان المؤلف اللعين يذكر أهمية الإرادة كل عشر فصول '
...
كان شياو تيانياو و سو يو جالسان على أحد الصخور يتبادلان أطراف الحديث بوجوه باردة ، بينما جلست ليو تشينغ روي بعيدا عنهما فبعد رؤية الضباب الملوث لبضع ثوان فقدت إهتمامها به و ذهبت لتفقد جروحها .
كانت يد ليو تشينغ روي اليمنى قد أصبحت مليئة بالجروح الصغيرة و قد شعرت في كل مرة عند تحريكها بوخز حاد .
لكن لم يكن بوسع ليو تشينغ روي إلا الضغط على أسنانها و أخرجت سرا بعض المياه النظيفة من الفراغ الروحي و تنقع يدها هناك لبعض الوقت .
بعد ذلك رفعت ليو تشينغ روي بنطالها العريض و رأت ركبتيها الدموية ، كان المنظر فضيعا حقا لكن هذا لم يكن شيئا لليو تشينغ روي حيث لم ترمش عينها حتى .
بل كان كل ما فعلته هو إخراج مياه نضيفة ، كحول و ضمادات لتضميد الجرح و على الرغم من أن يد ليو تشينغ روي اليسرى كانت مشلولة إلا أن كفاءة ليو تشينغ روي لم تنقص فسرعان ما ضمدت الجرح و إستغلت تلك الدقائق القليلة التي جلست فيها للإستراحة قليلا .
فقد كانت ليو تشينغ روي تدرك جيدا أنها كانت مرهقة إلى أقصى درجة خاصة و أنها لم تكن شخصا يحب الرياضة حتى و عليه فإن ليو تشينغ روي سترحب بأي دقيقة راحة إضافية .
و مع ذلك سرعان ما إنتهت دقائق النعيم لليو تشينغ روي فسرعان ما كان شياو تيانياو يقف أمامها .
تنهدت ليو تشينغ روي و رفعت جسمها المرهق و مع ذلك لم تطل ليو تشينغ روي الوقوف فسرعان ما حملها شياو تيانياو ، قال بصوت بارد : سيكون الأمر خطرا عليك إن مشيتي بمفردك في هذه المنطقة ، لذا أعذريني .
إبتسمت ليو تشينغ روي عند هذا و قالت : معك عذرك .
و لكن داخليا ، فكرت ليو تشينغ روي بجدية ' على الرغم من أنه ليس أمرا رائعا أن يحملني شخصا ما كسلعة طوال الوقت ، إلا أنه سيكون مجرد إنتحار إن مشيت وحدي في ذلك المكان فأنا لا أمتلك لا سرعة ، لا قوة و لا غريزة لإكتشاف و تجنب ضربات الرياح تلك .
إستطاعت ليو تشينغ روي سماع سخرية سو يو عندما كانت محمولة من طرف شياو تيانياو لكنها لم تقل له شيئا فقد كان كل تركيزها الأن على الضباب أمامها .
فور أن دخلت ليو تشينغ روي إلى داخل الضباب شعرت بشعور غير مريح في قلبها لكنها سرعان ما قمعته ، و حولها شعرت ليو تشينغ روي بوجود تيارات رياح ساكنة .
كان المكان حول ليو تشينغ روي أكثر كآبة فقد زاد الضباب الأسود المليئ بطاقة التشي الملوثة من هذا ، خاصة و أن المكان كان مثل جبل صخري لا حياة فيه .
و على الرغم من ذلك فقد كان مثل مكان تجمعت حوله الأشباح فقد كان صوت إصطدام الرياح أشبه بعويل شخص بائس على حافة الموت .
قال شياو تيانياو لا شعوريا لليو تشينغ روي : لا تتأثري بهذا الصوت .
أومأت ليو تشينغ روي برأسها ، فكرت ' هذا واضح ، فقد كان هذا الصوت عبارة عن هلاوس سمعية و هو ما أثر بدرجة أقل أو أكبر على إرادة المزارعين '
لكن الأهم من ذلك كان ...
قالت ليو تشينغ روي بجدية مخاطبة شياو تيانياو : واصل التسلق للأمام حتى مغارة الملك الثعبان .
اومأ شياو تيانياو برأسه و ذهب من دون أي تأخير إلى تلك المغارة ففي كل جرف الرياح ، كانت هناك مغارة واحدة بهذا الإسم .
....
مؤلفة : مارأيكم بالهراء الذي قلته فوق عن الإرادة ففجأة و أنا أكتب تذكرت لي تشي و قلب الداو الثابت هههههه و أيضا سيكون لها دور مهم في القصة .
لن أحرق عليكم .