لم يمر الكثير من الوقت حتى بدأ شياو تيانياو و سو يو في التسلق للأمام ، حتى كان هنالك رياح شديدة تعصف بقوة حاملة أي شيء معها .
فحتى ليو تشينغ روي التي كانت محمولة من قبل شياو تيانياو شعرت و كأنها يمكن أن تطير في أي لحظة بفعل الرياح ، و لم تجد نفسها إلا تمسك خصر شياو تيانياو بإحكام كرد فعل لا إرادي .
لعنت ليو تشينغ روي داخليا حيث فكرت ' تبا ، تبا ، تبا لو لم يحملني شياو تيانياو لكنت قد أصبحت نجمة لامعة في السماء فهذا المكان أشبه بإعصار '
ففي البداية ، تخيلت ليو تشينغ روي المكان مثل أي جرف عادي مع وجود شفرات رياح ، لكنها أدركت الأن أن هذا كان بسيطا بالمقارنة مع الحقيقي فقد كان أبسط شيء في هذا المكان يمكن أن يقتلها فحتى نسمة بسيطة يمكنها فعل هذا .
عند رؤية هذا ، قالت ليو تشينغ روي في نفسها ' علي تغيير طريقة تفكيري في الأمور فأنا مازلت سطحية إلى أقصى درجة '
فجأة و بينما كانت ليو تشينغ روي غارقة في تفكيرها شعرت و كأن هناك شيئا مر أمامها لتو .
فتحت عينا ليو تشينغ روي على مصرعيها ففجأة أصبحت صخرة حادة منقسمة إلى نصفين بشكل نضيف و شعرت بالبرود في أطرافها عندما تخيلت نفسها مكان تلك الصخرة فقد كانت بعيدة عن تلك الضربة بشبر واحد .
شعر شياو تيانياو بضغط على خصره و إستطاع رؤية عيون ليو تشينغ روي المفتوحة على مصرعيها ، قال : لا تخافي ، لن أتركك تموتين .
أومأت ليو تشينغ روي برأسها و فكرت ' هذا صحيح ، فإذا أردت قتلي لكنت فعلت منذ وقت طويل '
مرت ثلاثة ساعات منذ أن كان شياو تيانياو و سو يو يتسلقان لأعلى بوتيرة سريعة حيث لم يأخذا أي راحة و أثناء ذلك كانت هناك الكثير من الهجمات التي أتت من اللامكان إلا أنها لم تأثر بأي حال من الأحوال على سرعة شياو تيانياو و سو يو .
قدرت ليو تشينغ روي من خلال السرعة السير و المسافة التي قطعوها أنهم تسلقوا أكثر من ثمنية مئة متر من دون ذكر المسافة التي تسلقوها سابقا قبل أن يدخلوا في مجال الضباب .
و قد مر يوم كامل منذ أن دخلوا إلى سلسلة الجبال هذه حتى هذه النقطة و الأن كان الليل و مع ذلك لم يكن هاذا واضحا فلم يعرف أحد ما إن كان الوضع ليلا أم نهارا .
فكرت ليو تشينغ روي ' لقد أوشكنا على الوصول إلى مغارة الملك الثعبان فقد وصفت الرواية مكان تواجد هذه المغارة بدقة '
فقد كان هنالك تربة سوداء حولها بدل تلك الصخور الحادة التي إعتادت على رؤيتها و من حين لآخر كانت ترى هياكل عضمية و معضمها كان غير كامل .
و في وقت من الأوقات توقفت الرياح العاصفة بشكل غريب و لكن كانت هناك شفرات سوداء واضحة تضرب من حين لآخر .
نظرت ليو تشينغ روي إلى يمينها و قد لمحت كهفا عميقا جدا ، حالك السواد و لوهلة شعرت بشيء يجذبها لهذا المكان .
و لم تستطع إلا تذكر بضع سطور من الرواية * كانت مغارة الملك الثعبان ، مكانا خطيرا جدا ، و لن يجرء أحد على الذهاب لذلك المكان عن طيب خاطر .
فهناك كان يرقد الملك الثعبان إيميو الذي إشتهر بوحشيته و خطورته و كل من قابله بقي في تلك المغارة من دون عودة ليروي ما جرى معه .
و بسبب هذا كانت مغارة الملك الثعبان أخطر مكان في كامل جرف الرياح *
بعد تذكر هذه السطور القليلة من الرواية ، فكرت ليو تشينغ روي ' كان هذا الثعبان مثل وصي الجبل فقد كان يحرص الكثير من الأعشاب الثمينة و القيمة و من بينها عشبة السماء '
نظرت ليو تشينغ روي بعدها إلى الأمام و كل ما إستطاعت رؤيته كان الجانب البعيد من قمة جبلية أخرى ، فإذا واصلت السير إلى الأمام ستجد نفسها تقف على حافة جرف عميق .
فجأة ، سمعت ليو تشينغ روي صوت شياو تيانياو العميق ، قال : لا تبتعدي عني أكثر من متر .
أثناء قوله لهذا كان شياو تيانياو يحدق في مدخل المغارة بتأمل و كأنه يستطيع رؤية ما بداخل .
قال سو يو بنبرة عميقة : سيكون هذا مزعجا بعض الشيء .
بعد ذلك مباشرة ظهرت عيون خضراء كريستالية لامعة و عملاقة في ذلك الكهف المظلم ، بعد ذلك سمع صوت عالي لهسهسة و للوهلة الأولى شعرت ليو تشينغ روي و كأن أحدا ما يتملكها عندما سمعت هذا الصوت لكنها غطت أذنيها بسرعة فقد أثر هذا الصوت بشكل مباشر على وعي و إرادة الأشخاص خاصة الذين إمتلكوا قاعدة زراعة ضعيفة .
كان سو يو قد أخرج سيفه بالفعل و حوله كانت هنالك هالة بالون الأحمر الفاتح أحاطت بشكل كامل بالسيف .
أشار سو يو السيف في إتجاه الكهف و كان مستعدا للقتال في أي لحظة ، بينما كان شياو تيانياو واضعا يده على سيفه هو الأخر حيث تبادل النظرات مع تلك العيون الكريستالية .
فجأة أصبح صوت الهسهسة حادا بحيث بدأت أذني ليو تشينغ روي تنزف بالفعل ، لتقوم بعد ذلك بحماية أذنية عن طريق تكثيف طاقة التشي في تلك المنطقة .
عند هذا خفت أثار الصوت على ليو تشينغ روي لكن سرعان ما ظهر ضغط هائل فاق كل شيء أحست به ليو تشينغ روي و فجأة إنهارت حيث ركعت على ركبة واحدة .
فور ذلك خرج جسم ضخم من الكهف ، كان ذلك الملك الثعبان إيميو .
عند رؤية هذا المخلوق الضخم ، لم تستطع ليو تشينغ روي إلا أن تلهث فقد فاق حجمه و قوته كل توقعاتها ، لعنت في نفسها ' إن المؤلف سيء حقا في الوصف '
فمظهر هذا الشيء وحده كان يجعل أي شخص يستسلم للواقع ناهيك عن الضغط أو أشياء أخرى .
فقد بلغ طول هذا الثعبان أكثر من مائة متر و أعلى رأسه كان هنالك ثلاث قرون مدببة حيث بدت و كأنها تاج تزين رأس هذا الثعبان معلنة أنه ملك هذا المكان .
لم يكن هذا منظرا رائعا لليو تشينغ روي خاصة أنها كرهت أي شيء صغير يزحف ، لكن عند رؤية ثعبان بهذا الحجم إقشعر بدنها حيث شعرت أن جسمها كله أصبح يسبح في عرق بارد ، لكنها قمعت ذلك الشعور و حاولت بناء حاجز بينها و بين هذا الضغط بإستعمال طاقة التشي .
نجح ذلك ، فقد كانت هذه مجرد مسألة تخيل لتقول ليو تشينغ روي بالكاد إلى شياو تيانياو : عشبة السماء ، إنها في الداخل .
أومأ شياو تيانياو برأسه عندما سمع هذا لكن لم يكن يمتلك الوقت الكافي لتفكير فسرعان ما قام الملك الثعبان بأول هجماته.
ففجأة أصبح صدر هذا الثعبان يتوسع و ينتفخ و من ثم نفث من فمخ بخار بالون الأبيض غطى كل المنطقة في عشر أمتار .
حدث ذلك في أقل من ثانية ، لكن هذا كان كافيا لسو يو و شياو تيانياو التراجع حيث حمل شياو تيانياو ليو تشينغ روي معه .
لم يكن أي مكان آمن لتبقى فيه ليو تشينغ روي و كان هذا شيئا أدركه الجميع .
قال شياو تيانياو بصوت بارد مخاطبا ليو تشينغ روي : سنقوم أنا و سو يو بإلهاء هذا الثعبان ، بينما ستدخلين الكهف عندما أعطيك الإشارة .
أومأت ليو تشينغ روي برأسها لتوضح أنها فهمت و لم يكن لديها الوقت للحديث حتى فسرعان ما بدأ الملك الثعبان في التحرك .
و في أقل من ثانية كان وصل إلى حيث وقفت هي و شياو تيانياو .
تنحى شياو تيانياو عن المكان ، بعد ذلك هاجم سو يو حيث تشكلت هالة حمراء حول سيفه زادت من طوله بخمس أمتار و ضرب الملك الثعبان بشكل طولي .
أثناء ذلك كان شياو تيانياو يسير بخطوات كبيرة و سريعة بإتجاه الكهف حاملا ليو تشينغ روي معه حتى وصل إلى مكان قريب نسبيا من مدخل الكهف فإذا تقدم أكثر من ذلك سيثير إنتباه الثعبان .
قال شياو تيانياو : حاولي أن تنتهي من عملك في الداخل بسرعة .
فور قوله لهذا أصبح شياو تيانياو بالفعل بعيدا عن ليو تشينغ روي .
عندما إبتعد شياو تيانياو ، رفعت ليو تشينغ روي حذرها إلى أقصى درجة حيث وجدت بالكاد مكانا لتستر فيه و لاحظت المعركة القريبة في إنتظار إشارة شياو تيانياو لدخول الكهف .
فور مجيئ شياو تيانياو شعر سو يو ببعض الراحة و قال : هذا الزاحف المزعج ، ماذا يفعل في مكان متدني مثل هذا ؟
قال شياو تيانياو بملل أثناء تجنب ضربة ذيل الملك الثعبان : العالم كبير ، ربما ضاع .
قال سو يو بنبرة حزينة قليلا : أو هو مثلنا تماما .
لم يقل شياو تيانياو أي شيء على تعليق سو يو ، لكنه طلب منه : قدم عرضا جيدا .
إبتسم سو يو و قال : هذا ما أجيده .
فجأة أصبح طول الهالة التي كانت حول سيف سو يو أكثر من عشرة أمتار ، بينما كان شياو تيانياو قد إستل سيفه بالفعل .
كان شياو تيانياو و سو يو عبارة عن ثنائي قاتل في المعركة فسرعان ما ظهر هذا فقد كانا يكملان بعضهما البعض في هذا .
هاجم الإثنان الملك الثعبان في كل مكان لكن لم يستطع الملك الثعبان لمس أي من شياو تيانياو أو سو يو بسبب خفة حركتهما .
شعر الملك الثعبان بالغضب و هسهس بصوت أعلى و كأنه يحاول فرض هيمنته على كل من أزعجه لكنه قوبل بهجوم آخر على جسمه و فجأة شعر بشيء حاد يخترق جسده .
منذ أن بدأ القتال ، كان سو يو يركز في هجومه على منطقة واحدة من جسم الثعبان الضخم و تلك النقطة كان هناك جرح عميق بدا و كأنه ندبة قديمة نسيها الزمن .
شعر سو يو بأن جسم هذا الثعبان كان جيدا ككيس لضرب لذا كان يضيف المزيد من القوة في كل ضربة حتى إخترق سيفه تلك المنطقة .
جن جنون الملك الثعبان بسبب السيف الذي إخترج جانبه لذا أصبحت ضرباته العشوائية أكثر قوة و سرعة ، لكن و مع ذلك كان شياو تيانياو و سو يو لا يزالان على حالهما و لم يجدا أي مشكلة في تجنب هذه الضربات حيث مازالا يذهبان هنا و هناك مع التركيز على عدة مناطق في جسم الثعبان .
من بعيد شعرت ليو تشينغ روي برهبة عندما رأت مثل هذا القتال فهي لا تستطيع حتى أن تقترب من ثعبان صغير ناهيك عن قتله أو القتال معه ، فعند رؤية ذلك الجسم و هو يتلوى هنا و هناك بينما يفتح فمه مع عيون خضراء مقرفة .
شعرت ليو تشينغ روي بكامل جسدها يرتجف عندما تخيلت ذلك ، لكن فجأة شعرت ليو تشينغ روي بشذوذ غريب في ساحة القتال فقد أصبح الملك الثعبان أكثر جنونا لكن شياو تيانياو أو سو يو وقفا في مكان بعيد نسبيا و كل ما فعلاه هو تجنب الضربات العشوائية للملك الثعبان بالكاد بعد أن كانا منذ ثواني مضت يتقاتلان بالتساوي .
شعرت ليو تشينغ روي أن هناك شيئا ما يجري بالفعل و ركزت على المعركة .
أثناء القتال بينما كان شياو تيانياو في صدد إختراق مكان آخر من الثعبان ، شعر بوجود أشخاص آخرين في المكان .
أصبحت عيون شياو تيانياو حادة و أنقص من زخمه حيث قال : هناك ضيوف غير مدعوين .