أصبحت عيون ليو تشينغ روي لامعة عندما رأت نهاية النفق المشرقة و لامعة و لم تستطع إلا أن تزيد من وتيرة ركضها حتى وصلت إلى المكان .
أغمضت ليو تشينغ روي عينها بسبب الضوء المشرق الذي تعدى على عينها ، لكنها سرعان ما تعودت عليه .
لكن عندما أدركت ليو تشينغ روي ما أمامها شعرت بالرهبة و الخوف فأمامها كان هناك الكثير من الإيميو الشاحبين ، لكن ليو تشينغ روي سرعان ما أبعدت خوفها من قلبها فقد كانت مدركة أن هؤلاء الإيميو لم يكونوا إلا جلدا ميتا للحقيقي .
و على الرغم من ذلك لم تقترب ليو تشينغ روي منه ، فناهيك عن خوفها الطبيعي من الثعابين بحيث كلما أخذت لمحة يعشعر بدنها .
فقد كان جلد الإيميو مشبعا بالسموم و لو لمسته لذهبت ليو تشينغ روي لمقابلة أسلافها .
كان المنظر مرهبا ، فقد بدت أعين الكثير من الإيميو الفارغة و كأنها تنظر لليو تشينغ روي ، لكنها لم تهتم بذلك فقد ذهبت مباشرة إلى ذلك السهل العشبي الواسع الذي كان أمام بحيرة الصغيرة التي توسطت المكان .
شعرت ليو تشينغ روي بالإنتعاش عندما إستنشقت الرائحة الزاكية للأعشاب في السهل و ما لفت إنتباهها كان الأزهار التي كانت تمتلك بتلات منفوشة بيضاء تشبه الغيوم .
كانت تلك هي عشبة السماء .
و قد سميت بهذا الإسم نسبة لبتلاتها التي تشبه الغيوم الزغبية .
شعرت ليو تشينغ روي بطاقة تشي كثيفة و نقية منذ أن دخلت إلى هذا المكان لكن عندما إقتربت من البحيرة تيقنت من أن مصدر هذه الطاقة الكثيفة كان البحيرة .
عندها ، تذكرت ليو تشينغ روي أن مياه هذه البحيرة كانت علاجا للكثير من السموم و كانت أيضا ترياقا لسم الإيميو .
نظرت ليو تشينغ روي إلى يدها اليسرى التي كانت تستطيع بالكاد تحريكها ، فقد بدأت السموم التي ختمتها بالإنتشار منذ وقت طويل في كامل جسمها .
كما و قد شعرت ليو تشينغ روي في نفس الوقت بآثار سم الإيميو فقد شعرت بالوخز في كامل أعضائها و عرفت أن البعض قد توقف عن العمل بالفعل .
عند رؤية هذا ، قالت ليو تشينغ روي : من الرائع أنني قد تعلمت كيفية نشر التشي في كامل جسمي قبل أن آتي إلى هنا فلو لا هذا لكنت قد تسممت و لن أستطيع حتى المشي خطوة واحدة .
أخرجت ليو تشينغ روي كأس من الفراغ الروحي و إنحنت لتملأه بمياه البحيرة التي عكست صورة ليو تشينغ روي .
عند رؤية نفسها ، قالت ليو تشينغ روي بخفة : أبدوا بائسة .
فقد كانت بشرة ليو تشينغ روي شاحبة و لا يوجد أي أثر لدماء فيها .
بينما كانت شفتيها زرقاء متشققة بسبب السموم التي إنتشرت في كامل جسمها ، و لمطابقة بشرتها الشاحبة كانت هناك هالات سوداء مثل الباندا حول عيون ليو تشينغ روي الزرقاء .
بدت ليو تشينغ روي مثل الزومبي ، لكنها لم تهتم بهذا و شربت مياه البحيرة في دفعة واحدة .
لم تشعر ليو تشينغ روي بأي شيء لكنها لم تعد عطشة بعد الأن ، و مع ذلك تأكدت أن المياه البحيرة قامت بعملها فسرعان ما ظهرت نافذة النظام الزرقاء .
....
[ دينغ : جاري التخلص من سم الإيميو ]
....
[ دينغ : جاري التخلص من سم السيانيد ]
....
[ دينغ : جاري التخلص من سم الزرنيخ ]
....
[ دينغ : جاري تثبيط عمل سم الصقيع و النار ]
....
[ دينغ : تمت إستعادت صحة المضيف كما كانت عليه في وقت سابق ]
...
عند قراءة تنبيهات النظام ، شعرت ليو تشينغ روي و كأنها شربت مياهً سحرية و نظرت إلى البحيرة أمامها بمنظور آخر .
نظرت ليو تشينغ روي بعدها إلى السهل الأخضر المليئ بالأعشاب المليئة بطاقة التشي .
عندها إرتفعت شفتي ليو تشينغ روي الشاحبة في إبتسامة عميقة و قالت : لنأخذ كل شيء .
لتواصل : لهذه المياه و الأعشاب فوائد كثيرة فناهيك عن قيمتها الهائلة في السوق فهي ستكون عونا كبيرا لي أثناء علاجي من السموم المتراكمة .
فجأة لوحت ليو تشينغ روي بيدها لسهل العشبي ليختفي فورا فحتى تلك الأعشاب الخضراء التي لم تكل تمتلك أهمية إختفت ، أو بالأحرى خزنت من قبل ليو تشينغ روي في الفراغ الروحي .
فليو تشينغ روي لا تمتلك الوقت الكافي على اي حال لتقوم بحصد هذه الأعشاب واحدا تلو الأخر .
بعد ذلك نظرت ليو تشينغ روي إلى البحيرة و أخذت بعض المياه منها ، لكن ليس كلها .
ففي الرواية ، حاول تشو باي أخذ كل البحيرة و نجح في ذلك أيضا لكن فعله هذا جعل الملك الثعبان ينتبه على وجود دخيل .
عند التفكير في هذا ، سخرت ليو تشينغ روي ، فقد كان هذا الفعل هو ما مهد لتشو باي إيجاد ميراث طائفة السماء بالصدفة .
فبسبب جشع تشو باي ، إكتشف الميراث و هذا كان شيئا مزعجا كون أن المؤلف حاول خلق عقبات لتشو باي لكن الفوائد كانت أكبر من المخاطر .
تنهدت ليو تشينغ روي بخفة و عرفت أن رحلتها إلى جرف الرياح شارفت على الإنتهاء لذا شعرت ببعض الحيوية عند التفكير في هذا و سارت بخطوات خفيفة إلى الخارج .
....
في الخارج ، شعر سو يو بالملل و هو يتجنب هجمات الملك الثعبان الذي لم يتعب بعد ، قال بصوت عالي : متى ستخرج تلك المرأة ، لقد مر الكثير من الوقت .
بقي شياو تيانياو متكآ على جدران مدخل الكهف ، و قال بعد أن سمع صوت خطوات خافتة : أنقص الرتم ، هي قادمة .
عند سماع ذلك ، أصبح سو يو أبطأ بكثير و أصبح بالكاد يستطيع تجنب ضربات الإيميو .
دخل شياو تيانياو إلى الكهف ، فناهيك عن تشو باي ، فحتى هو شعر بالملل من الإنتظار .
...
على الرغم من أن السموم لم تعد تؤثر على ليو تشينغ روي إلا أنها شعر بالإرهاق و أن قدميها قد أصبحت ثقيلة جدا ، مع ذلك واصلت الجري بسرعة فهي كانت تشعر بالقلق من ما يحدث في الخارج و قد خشت أن تشو باي كان يمتلك اليد العليا .
أثنا تفكيرها بهذا ، لم تنتبه ليو تشينغ روي على وجود حفرة صغيرة في الطريق ، و مع وجود الظلام حيث بالكاد إستطاعت ليو تشينغ روي الرؤية ، وقعت .
أغمضت ليو تشينغ روي عينها و هي تتوقع الألم الناجم عن سقوطها ، لكن مرت ثانية ، ثانيتان ، ثلاث ثوان و لم يحدث شيء .
فتحت ليو تشينغ روي عينيها و وجدت نفسها محمولة من قبل شياو تيانياو الذي كان يسير بخطوات ثابتة نحو مخرج الكهف .
تنهدت ليو تشينغ روي براحة عندما نظرت إلى شياو تيانياو ، قالت بسرعة و هي تتفقده ببصرها و من نبرتها كان من الواضح أن ليو تشينغ روي شعرت بالقلق : هل أنت بخير ؟
هل تمكنت من هزيمة الإيميو ؟
ماذا حدث لتشو باي و سيو وانغ ، هل مازالا في الخارج ؟
ظهرت إبتسامة لكن ليست إبتسامة على وجه شياو تيانياو عندما سمع أسئلة ليو تشينغ روي التي لا تنتهي ، قال : أرى أن الزوجة كانت قلقة علي .
إبتسمت ليو تشينغ روي بسخرية عندما سمعت هذا ، فكرت ' من يهتم بما إن كنت قلقة أم لا فمن الواضح أنه بخير فإذا لم يكن كذلك لما وجد فرصة لدخول إلى الداخل '
لكن ، و على عكس أفكار ليو تشينغ روي ، قالت : بطبع أنا قلقة كثيرا ، فمن سيرافقني لذهاب إلى الميراث .
صمت شياو تيانياو عندما سمع هذا ، ليقول بعد ذلك : هل الميراث بالقرب من هنا ؟
أجابت ليو تشينغ روي : نعم في الطريق إلى أسفل .
أصبحت عيون شياو تيانياو حادة عندما سمع بالميراث ، لكنه لم يقل شيئا حتى خرج من الكهف .
في الخارج ، كان سو يو ما يزال يتبارز مع ثعبان الإيميو و هذا ما لاحظته ليو تشينغ روي ، قالت : هل هو بخير هناك ؟
أجاب شياو تيانياو : لا تقلقي عليه ، إذن أين الميراث ؟
أجابت ليو تشينغ روي : إتجه إلى الأمام .
نظر شياو تيانياو إلى ليو تشينغ روي بغرابة ، لذا سرعان ما قالت له : صدقني إنه الطريق الوحيد .
أومأ شياو تيانياو برأسه عند سماع كلام ليو تشينغ روي ، لكنه لم يفعل ذلك لأنه لم يصدقها فقد كان يمتلك أفكارا خاصة منذ وقت طويل حول مكان الميراث .
داخليا ، قال شياو تيانياو لسو يو بإستخدام تقنية التخاطر : إتبعنا ، و كن جاهزا و منتبها إلى أقصى درجة .