لم تعرف ليو تشينغ روي أفكار شياو تيانياو و سو يو و حتى و إن عرفت فستبتسم بسخرية كون أنهما فكرا بها كثيرا .
لكن الأن لم تهتم ليو تشينغ روي بأي شيء حدث في الخارج ، ناهيك عن الإهتمام بأفكار شياو تيانياو أو سو يو .
فليو تشينغ روي كانت حاليا في الفراغ الروحي و أمامها طفت الكثير من الكلمات و النقوش و حتى أنه كان هناك صور متعاقبة تبين أشكال الأختام و كيفية القيام بها .
عند رؤية هذا ، تنهدت ليو تشينغ روي ، قالت في نفسها ' ياله من شيء مزعج !! '
لكن هذا الفكر سرعان ما مسح من عقل ليو تشينغ روي فقد أصبحت معنوياتها مرتفعة قليلا بحيث إرتفعت شفتيها لأعلى ، قالت في نفسها ' لقد أصبحت أقرب بخطوة إلى هدفي '
فقد كان هدف ليو تشينغ روي هو إكمال مهمة النظام الأساسية للعودة إلى عالمها و عائلتها و لن تهتم بما إذا كان هذا طويلا أو صعبا .
أثناء دراسة و تحليل المعلومات أمامها ، لاحظت ليو تشينغ روي وجود تكامل و إرتباط بين المعلومات هنا و المعلومات التي درستها عندما دخلت إلى الفراغ الروحي أول مرة .
ففي أول شظية من جوهرة روح إكتسبتها عرفت ليو تشينغ روي أهمية موهبتها و ما هي أبعادها و ماذا يمكن أن تفعل بها ، كما و قد فهمت بعض الأساسيات مثل القيام بمصفوفات صغيرة و ختم بعض الأعضاء .
لكن ما كان أمام ليو تشينغ روي من معلومات الأن كان مجرد تكملة للمعلومات التي قامت بدراستها في أول مرة .
و شعرت بتغيير نوعي في قدراتها مع كل أسلوب تتعلمه .
عند ملاحظة هذا التسلسل قالت ليو تشينغ روي في نفسها ' هناك تسلسل واضح في محتويات شظايا جوهرة الروح و كل المحتويات تنمي موهبتي الفطرية ، ترى ما هي العلاقة بين موهبتي و مهمة النظام '
فليو تشينغ روي ليست غبية و قد لاحظت أن النظام لم يركز على أي شيء آخر غير تنمية موهبتها و لم يمنحها أي تقنيات قوية خوفا من أن لا تركز على مهمتها الأساسية .
شعرت ليو تشينغ روي أن لنظام هدف من قيامه بكل هذا و أن لموهبتها دور كبير في المستقبل .
عند تفكيرها بمثل هذه الفكرة ظهر تعبير غريب على وجه ليو تشينغ روي ، قالت في نفسها ' هذا جنون '
فلم يخطر ببال ليو تشينغ روي غير تلك القصص حيث إنتقل الأشخاص من عالمهم لإنقاذ عالم آخر من الهلاك ، عند تفكيرها في هذا قالت ليو تشينغ روي في نفسها ' للأسف أنا لست شخصا صالحا إلى هذه الدرجة و أنا لست قديسة أيضا لأضحي من أجل عالم لا أمتلك تجاهه إلا مشاعر الكره و عدم الإنتماء '
كما أن ليو تشينغ روي لم تفكر بالضرورة في هذا الإحتمال حول إنقاذ العالم و من فيه فهي أصلا لا تفكر بنفسها إلى هذه الدرجة لأنها تعرف ما تستطيع و ما لا تستطيع فعله .
مر الوقت في الفراغ الروحي و في ذلك المكان لم تشعر ليو تشينغ روي بأي تقدم في الوقت كما لو كان توقف لفترة طويلة .
لكن ليو تشينغ روي لم تعر هذا أي إهتمام فقد كانت شاكرة إلى أنها لا تشعر بأي تعب أو إرهاق ، جوع أو عطش .
فدراسة المهارات و تدريبها إلى درجة الكمال ليس شيئا بسيطا أو سهلا ، فحتى الناس التي تمتلك موهبة تتخطى السماء لا تمتلك قدرة الفهم الشاملة .
مر الوقت ، و قد لاحظت ليو تشينغ روي أن فهمها قد إزداد بدرجة في مجال الأختام فقد شارفت على الإنتهاء من فهم و إتقان كل ما أمامها ، فكرت ' لو واصلت بهذا المنوال لن يكون مستحيلا على أن أختم زراعة الأشخاص ، لكن قبل ذلك يجب أن أمتلك طاقة تشي أكثر منهم و ربما هذا هو السبب الذي جعل النظام يعطيني تقنية ألف سنة من الزراعة '
فقد لاحظت ليو تشينغ روي أن النظامها لن يظهر إلا في أوقات محددة ، حتى أن المكافئات التي قدمها ليست قيمة إلى هذه الدرجة ، فكل ما قام به هو إصدار الأوامر .
أما المكافئات فقد كانت نتاج تعب ليو تشينغ روي .
فعندما تجد الميراث ستأخذ ليو تشينغ روي بطبيعة الحال كل ما فيه و لن تنتظر النظام ليكتب لها عقد الملكية .
أما عن زيادة الصحة بنسبة خمسة بالمئة ، فهذا سيحدث حتى لو لم ترد ليو تشينغ روي ذلك فعندما تزرع سيصبح جسدها أقوى بشكل طبيعي .
على عكس نظام تشو باي الذي أتاح له الوصول إلى مستويات عالية من القوة في وقت قصير .
فقد كانت مهام نظام تشو باي عبارة عن مقاتلة و جرح و قتل أشخاص عشوائين ، أما عن المكافئات فقد كانت ثمينة و باهضة مثل المهارات ، المصفوفات و الأسلحة و جميع هذه العناصر كانت من المستويات العليا .
في الماضي عندما قرأت ليو تشينغ روي هذا ، سخرت من المؤلف كونه لا يمتلك أفكار و طريقته في جعل البطل أقوى كانت سخيفة .
لكن الأن شعرت ليو تشينغ روي بالغيرة منه لكن ما طغى على هذه الغيرة كان الشعور بالريبة
من النظام و لم تستطع إلا أن تشعر بالرعب أكثر ، فهي لم تعرف سبب إنتقالها من عالمها و لا الغرض من وجودها هنا .
فليو تشينغ روي شخص طبيعي و ستخاف من المجهول بطبيعة الحال ، فهي لا تعرف ماذا تفعل أو تحضر لهذا المستقبل .
المشكلة ليست هنا ، بل كانت في أن ليو تشينغ روي كانت مدركة إلى أن مستقبل جميع تحت سماء هذه الأرض ليس مشرقا .
أثناء تفكير ليو تشينغ روي في هذا كانت قد أتقنت كل المهارات المتعلقة في الختم التي إكتسبتها من شظية جوهرة الروح ، و لإثبات ذلك ظهرت نافذة النظام الزرقاء في وسط الفراغ الأسود .
[ دينغ : لقد فهم المظيف جميع أساسيات و تقنيات فن الختم ]
...
[ دينغ : جاري الخروج من الفضاء الروحي ]
...
[ دينغ : جاري تحويل الميراث إلى فراغ الروحي الخاص بالمضيف و ستنتهي العملية في غضون ساعة ]
...
[ دينغ : يرجى إغماض عينيك ]
...
فعلت ليو تشينغ روي ما طلبه النظام و أغلقت عيناها ، لكن بعد أن فتحتهما مرة أخرى لم تستطع إلا اللعن بصوت عالي ، قالت : قرف .
فهي الأن تشعر بألم شديد في كامل جسدها و شعرت بالحرقة في كل أعضائها الداخلية و لم تستطع إلا أخذ نفس من الهواء البارد بصعوبة .
عندها أدركت ليو تشينغ روي أنها في حالة خطيرة حقا ، فقد إنتكس جسدها بفعل السموم التي إنتشرت في كامل جسمها في وقت سابق و قد لعب تعبها و إرهاقها دورا كبيرا في هذا .
بدأت ليو تشينغ روي بعدها بعدت ثواني بسعال الدماء السوداء القديمة التي كانت قد بلعتها في وقت سابق كي لا تنهار ، حتى أنه كان هناك خط رفيع من الدماء يتسرب من أنفها .
إمتلأت عيون ليو تشينغ روي بالدموع فهي لم تستطع تحمل كل هذا الألم ، فقد شعرت و كأن أعضائها تذوب شيئا فشيئا .
أرادت ليو تشينغ روي أن تستسلم للألم و تفقد وعيها ، لكن ما منعها من ذلك كان نافذة النظام الطافية في الهواء .
...
[ دينغ : يرجى البقاء مستيقظا و إلا لن يستطيع النظام إنقاذ حياة المضيف ]
...
عند قراءة هذه الكلمات شعرت ليو تشينغ روي أنها في صدد الموت ، فقد وصلت حالتها إلى درجة تدخل النظام .
و أثناء محاولت ليو تشينغ روي لتحمل الألم ، سمعت صوتا باردا مع قليل من السخرية من بعيد ، قال الصوت : هل إستيقضتي ؟
*****
مرت خمس ساعات و ليو تشينغ روي نائمة كالميت على الأرض وسط الكهف ، لكن لم يهتم أي من شياو تيانياو أو سو يو بها .
بل على العكس من ذلك قام الإثنان بتفاديها لدرجة أنهما لم يقتربا خمس أمتار منها .
كانت خمس ساعات وقتا أكثر من كافي ليقوم شياو تيانياو و سو يو بجمع كل أحجار الطاقة و وضعها في خاتم الفراغ .
عند إكمال جمع حجارة الطاقة ، نظر سو يو إلى ليو تشينغ روي بشكل جانبي ، ليسأل شياو تيانياو بعدها : ماذا نفعل معها ؟
نظر شياو تيانياو بعمق إلى ليو تشينغ روي ليجيب سو يو بعدها : لا تفعل شيء ، فهي لن تستطيع الذهاب إلى أي مكان بهذه الحالة على أي حال .
أومأ سو يو برأسه ليخرج هو و شياو تيانياو من الكهف فمنذ أن دخلا إلى الداخل كانا يدفعان أنفسهما إلى أقصى حد .
****
في ذلك الوقت منذ أن سقطت ليو تشينغ روي نائمة و بصراحة لم يعرف أي من شياو تيانياو أو سو يو متى ستستيقظ فكل ما عرفاه هو أنها كانت حية حيث كان صدرها يتحرك بوتيرة ثابتة .
نهظ سو يو من مكانه و قال بعصبية : متى ستستيقظ تلك المرأة ؟
فقد كان سو يو شخصا يكره الإنتظار لدقيقة واحدة ناهيك عن خمس ساعات ، لينهض بعدها و يقول لشياو تيانياو : لقد إكتفيت من البقاء هنا ، إن لم تنهض سأرحل .
فسو يو كان مدركا إلى أهمية قوانين السماء و الأرض و هو بطبيعة الحال لم يظن أن شيئا لن يحدث لليو تشينغ روي .
أومأ شياو تيانياو برأسه لسو يو بشكل فارغ ، فقد عرف أن الأخير لن يتجرأ على الرحيل لو لم يذهب معه .
لكن فجأة و من داخل ذلك الكهف البعيد ، إستطاع شياو تيانياو شم رائحة الدم المعدنية بشكل غامض لينهض فورا بعد ذلك .
و لم تمر إلا لحظات و قد كان شياو تيانياو أمام مدخل الكهف حيث كان سو يو قد إندفع بالفعل ناحية ليو تشينغ روي ليرى ما بها .
لكن قبل أن يصل سو يو لليو تشينغ روي كان شياو تيانياو يحملها بالفعل و فور أن لمسها لم يستطع إلا أن يعبس فقد كانت حرارة جسم ليو تشينغ روي مرتفعة كثيرا .
سأل شياو تيانياو ، بصوت عميق : هل أصبت ؟
صرت ليو تشينغ روي على أسنانها عندما سمعت سؤال شياو تيانياو ، قالت في قلبها : ' لا لم أصب لقد أصبحت هكذا بسبب لا شيء '
لكن للأسف لم تستطع ليو تشينغ الحديث لتقول هذه الكلمات لشياو تيانياو .
فأليس من الواضح أنها مصابة !!؟!
عبس شياو تيانياو و هو يرى ليو تشينغ روي بمثل هذه الحالة فقد كان مدركا تمام الإدراك مدى سوء حالة ليو تشينغ روي الصحية ، فكر ' لم يحدث لها أي شيء بسبب قوانين السماء و الأرض و هذا شيء يجب التحقيق فيه ، لكن حالتها لا تسمح لها بذلك لأن السموم بجسمها فقدت توازنها بسبب تعرضها لسم الإيميو .
في الواقع من الرائع أنها مازالت حية حتى الأن '
عند ملاحظة شياو تيانياو لوضع ليو تشينغ روي لم يكن بوسعه إلا أن يتنهد فهو ليس طبيبا و لن يستطيع فعل أي شيء لها .
لكن لم يستطع شياو تيانياو ترك ليو تشينغ روي تموت هكذا ، هو لن يسمح بذلك !!
حمل شياو تيانياو ليو تشينغ روي حملة الأميرة ، ليس كما حملها منذ وقت مضى و كأنها كانت سلعة .
تفاجئت ليو تشينغ روي بهذا لكن لم يكن هناك شيء لتقوله فكل ما إستطاعت فعله هو الضغط حول رقبة شياو تيانياو بإحكام .