إتبع شياو تيانياو و سو يو تشانغ ليان بصمت ، حيث لم يقل أي من الأطراف الثلاث أي شيء و الصوت المسموع الوحيد كان صوت صفير الرياح و أنين ليو تشينغ روي الخافت .

سار تشانغ ليان في خطوات ثابتة و الغريب في الأمر أنه بدا سلميا حيث لم تعصف به الرياح أو تقترب منه شفرات طاقة التشي المشؤومة فإذا رأى المرء هذا سيظن أن تشانغ ليان هو ملك الجبل .

مشى تشانغ ليان في إتجاه كهف الإيميو ، لكنه لم يدخل إلى هناك بل تخطى الكهف مباشرة حيث قفز فوق المدخل .

لم يمر وقت طويل على السير في ذلك الإتجاه حتى ظهرت أشجار سوداء عالية و مجوفة و للوهلة الأولى بدت هذه الأشجار مخيفة .

لم يكن يعني منظر الأشجار المرعب و المسكون الخوف في قلب أحد فقد توغل شياو تيانياو و سو يو في المكان حيث إتبعا تشانغ ليان في غابة الأشجار تلك .

كان تشانغ ليان يغير طرقات و الإتجاهات في الغابة السوداء الخالية بإستمرار و من حين لآخر كان يتأكد من كون شياو تيانياو و سو يو يتبعانه .

عند رؤية أنهما لم يفقدا أثره ، فكر تشانغ ليان ' هما موهوبان ، إذن لا بأس في زيادة وتيرة المشي قليلا فحالة تلك الطفلة لا تبدوا جيدة '

عند هذا الفكر ، زاد تشانغ ليان من سرعته بينما إتبعه شياو تيانياو و سو يو بخطى ثابتة و لكن حذرة بحيث لم يمر وقت طويل حتى ظهر قصر قديم و مهمل على مرأى نظر شياو تيانياو و سو يو .

توقف تشانغ ليان أمام مدخل القصر حيث إستدار إلى شياو تيانياو و سو يو ليقول بعد ذلك بصوت تغلب عليه الحزن : أنتم أول زوار لعشيرة تشانغ منذ ثلاث مئة سنة .

أومأ شياو تيانياو برأسه ، لكنه قال في نفسه داخليا ' كما ظننت ، هو زعيم عشيرة تشانغ الشيطاني لكن لماذا يساعدنا ؟ '

لينظر شياو تيانياو بعدها إلى ليو تشينغ روي التي كانت تنظر في الفراغ بعيون خاوية ، قال في نفسه ' أو لماذا يساعدها هي ؟ '

أبقى شياو تيانياو شكوكه بداخله فقد عرف أنه لم يكن الوقت المناسب لتحقيق فيها على أي حال ، في الواقع لم تكن هذه الأسئلة الوحيدة التي كانت لدى شياو تيانياو فقد كانت لديه الكثير و الكثير من الأسئلة .

عند رؤية صمت شياو تيانياو و سو يو إستدار تشانغ ليان و دخل إلى القصر ، قال : لا عليكم ، ربما الجيل الحالي لا يعرف شيئا عن العشائر القديمة ناهيك عن عشيرتي تشانغ .

ليقول بعدها إلى شياو تيانياو : إتبعني .

تبع شياو تيانياو تشانغ ليان لداخل حتى وصل إلى غرفة بدت أشبه بمستودع لكن فور أن فتح تشانغ ليان الباب ظهر درج حجري يتجه إلى الأسفل و على جانبي الجدار أضاءت مشاعل نارية موضحة المكان .

أسرع تشانغ ليان في خطواته و في غضون ثانية كان قد وصل إلى الغرفة التي أدى إليها الدرج .

على الرغم من أن هذه الغرفة كانت تحت الأرض إلا أنها تمتعت بإضاءة مشرقة و كأن المرء كان يقف في الهواء الطلق و شمس منتصف النهار فوق رأسه .

كانت الغرفة تحت الأرض كبيرة جدا ، لكنها بدت ضيقة و صغيرة بسبب وجود الكثير من الكتب و الأوراق في كل مكان .

توسطت تلك الغرفة طاولة عالية تبدوا مثل تلك التي تقام عليها العمليات و في زاوية من زوايا المكان كان هنالك الكثير من المخططات التخطيطية التي وضحت بنية الإنسان و مختلف الكائنات الداخلية .

كانت هناك الكثير من الأدوات الحادة في المكان ، و كانت ليو تشينغ روي مؤلوفة مع معظم هذه الأدوات فقد كانت عبارة عن مشارط ، سكاكين ، مقصات ، كاشطات ...

و لا ننسى أنه كان هنالك الكثير من الأبر من كل الأحجام و الألوان .

عند رؤية هذا ، أصبحت عيون ليو تشينغ روي خاوية بينما أصبح جسدها ، خاصة يداها ترتجفان بلا حسيب و لا رقيب كما و قد شعرت بشعور بالضيق في قلبها تغلب على كل الألم الذي كانت تشعر به حاليا .

قال تشانغ ليان : ضعها على الطاولة .

كان شياو تيانياو لا يزال حذرا من تشانغ ليان ، لكنه فعل ماقاله تشانغ ليان و وضع ليو تشينغ على الطاولة .

عند فعله لهذا ، أدركت ليو تشينغ روي ماذا سيحدث ، قالت في نفسها ' يبدوا أن تشانغ ليان سيعالجني ، فقد ذكر في الرواية أنه كان زعيم عشيرة مختصة في الطب قبل أن يصبح مزارعا شيطانيا '

فور أن وضع شياو تيانياو ليو تشينغ روي على طاولة العمليات ،

نزع تشانغ ليان ملابس ليو تشينغ روي و لم يترك إلا ماكان يغطي صدرها .

عند هذا ، أصبحت نظرات شياو تيانياو حادة لكن لم يفعل شيئا فقد كان تشانغ ليان يعالج ليو تشينغ روي على اي حال و هذا ما وضحته تصرفاته .

أمسك تشانغ ليان بيد ليو تشينغ روي و فور فعله لهذا شعرت ليو تشينغ روي بطاقة دخيلة في جسمها .

لم تكن تلك الطاقة طاقة التشي لكنها كانت طاقة مختلفة تماما فقد كانت غير مرئية .

مرت ثانية ، ثانيتان و مع كل ثانية أصبح وجه تشانغ ليان عابسا ، خطيرا ، و حتى حزينا و باردا .

في تلك الثواني التي مرت ظهرت مختلف المشاعر على وجهه القديم ، فجأة نهض من مكانه و ذهب إلى أحد زوايا الغرفة القديمة و المغبرة .

و من أحد تلك الأدراج ، أخرج تشانغ ليان حقيبة ليست بكبيرة و لا صغيرة و حتى أنه أخرج بعض الأعشاب .

خلط تشانغ ليان تلك الأعشاب بسرعة لتنتشر بعد ذلك رائحة ليست بزاكية .

أمسك تشانغ ليان بمؤخرة رأس ليو تشينغ روي حيث دعمها لشرب تلك الأعشاب التي قام بخلطها في وقت سابق .

فور أن شمت ليو تشينغ روي رائحة الأعشاب ، دفعت يد تشانغ ليان ، قالت بصعوبة : لا تستعمل المخدر ، أرجوك .

شعرت ليو تشينغ روي بالرغبة في الضحك على نفسها فقد شعرت بالغبطة حيث تجمعت الدموع في عينها لكن لم تأبى تلك الدموع أن تسقط ، فكرت '

تلك الأعشاب التي كان تشانغ ليان يخلطها عبارة عن مخدر ، و بما أن نافذة النظام اللعينة لم تظهر بعد فهذا مايزال يعني أنني سأموت إن فقدت وعيي ، كم أنا بائسة '

عند سماع تشانغ ليان ما قالته ليو تشينغ روي ، قال : هل أنت مجنونة ؟ .

لم تجب ليو تشينغ روي على تشانغ ليان لكنها ضغطت على يده الممسكة بالوعاء و نظرت إليه بنظرات الترجي ، قالت مرة أخرى : أرجوك .

عبس تشانغ ليان ، لكنه قال بعد ذلك : تحملي إذن .

فور قوله لذلك ، أمسك تشانغ ليان بمجموعة من الإبر الفضية و بدأ في غرزها على نقاط الطاقة الخاصة باليو تشينغ روي .

مع كل إبرة يغرزها تشانغ ليان رغبت ليو تشينغ روي في الموت ، فقد شعرت و كأن شخصا ما يقوم بتسميرها .

كان عمل تشانغ ليان سريعا و دقيقا فسرعان ما أكمل الوخز بالأبر لينتظر بعد ذلك بعدت ثواني .

مع كل ثانية تمر ، كان لون تلك الإبر الفضية يتحول إلى اللون الأسود الداكن مما يعني تواجد تركيز عالي من السموم و قد وضحت هذه الإبر أن معظم السموم تجمعت على صدر ليو تشينغ روي بالقرب من قلبها .

بعد ذلك ، أمسك تشانغ ليان بإحدى المشارط و بإستعمال طاقته الداخلية قام بتغطية حافة المشرط حيث أحاطه وميض أسود خافت .

قام تشانغ ليان بعد ذلك بقطع شق أفقي طويل أسفل عظمة الترقوة لتسيل الدماء القرميزية على بشرة ليو تشينغ روي البيضاء بلا حساب و لا رقيب .

لم يفعل تشانغ ليان أي شيء حول النزيف بل على العكس من ذلك قام بتغميق الجرح ليسيل أكبر قدر من الدماء .

لكن على عكس المتوقع ، لم يستمر النزيف لوقت طويل ، فمع كل ثانية كانت دماء ليو تشينغ روي تتحول إلى لون داكن ، حتى أصبح لون دمائها مثل التي كانت تسعلها .

توقف النزيف ، لكن بعد عدت ثواني خرج سائل شفاف من جرح ليو تشينغ روي و لو لم يركز المرء جيدا فلن يستطيع رؤيته فقد كان بكميات ضئيلة جدا .

كان ذلك السائل الشفاف ، جزءا من السموم التي لم تستطع ليو تشينغ روي ختمها .

شحذت عينا تشانغ ليان ، قال في نفسه ' الأن ! '

بعد ذلك ظهرت هالة سوداء قادمة من تشانغ ليان حول ليو تشينغ روي حيث كان الهدف منها هو عزل السموم .

لم تستطع تلك الهالة السوداء لمس ليو تشينغ روي ، فقد أحاطت طاقة أخرى قمعت هالة تشانغ ليان بليو تشينغ روي .

فور أن ظهرت تلك الهالة ، طفت نافذة النظام الزرقاء أمام ليو تشينغ روي .

...

[ دينغ : جاري قمع السموم ]

...

[ دينغ : يمكن للمضيف الراحة ]

...

[ دينغ : المكافئة ... ]

...

لم تكمل ليو تشينغ روي قراءة نافذة النظام فسرعان ما أصبحت جفونها ثقيلة ، قالت في نفسها ' سأتمكن أخيرا من النوم '

****

لم يصدق تشانغ ليان ما جرى أمامه حيث إتسعت عيناه ، قال في نفسه ' من المستحيل أن تقمع هالتي ، إذن كيف ؟ '

واصل تشانغ ليان المحاولة ، لكنه لم يستطع حتى أن يلمس ليو تشينغ روي ليلاحظ بعدها أن عيون ليو تشينغ روي أصبحت ثقيلة و بدأت في إغلاقهم ببطأ كما و قد شعر بأن تنفسها يصبح خافتا أكثر و أكثر .

لعن تشانغ ليان بصوت عالي ، قال : لا تغمضي عينيك .

شعر شياو تيانياو بوجود خلل ما مع ليو تشينغ روي فقد لاحظ أن تنفسها يضعف مع كل ثانية .

إقترب شياو تيانياو من طاولة العمليات ، ليلاحظ تعبير تشانغ ليان المحتار و الخائف كما و قد لاحظ تلك الهالة التي أحاطت بها .

تخطى قلب شياو تيانياو نبضة لكنه لم ينتبه إلى ذلك حيث أمسك بياقة تشانغ ليان و قال بصوت بارد تخللته نية قتل قوية ، قال : ماذا بها .

صمت تشانغ ليان حيث تذكر بعض الذكريات الغير سارة ليقول بصوت متذبذب : أنا لا أعرف .

كان آخر شيء رأته ليو تشينغ روي قبل أن تغمض عينيها هو شياو تيانياو الممسك بياقة تشانغ ليان ، لكنها لم تهتم لماذا فعل ذلك حيث كان جفنيها يغطيان عيونها الدموية و الدامعة ببطئ حيث شعرت بالراحة و السكينة .

شعر كل من شياو تيانياو و تشانغ ليان أن حيوية ليو تشينغ روي تنخفظ حيث كان تنفسها و نبض قلبها ضعيفا حتى توقف .

...

( مؤلفة : أرجوا أن يعجبكم هرائي عن العمليات و أن يكون ما كتبته واضحا ههههه )

2022/01/12 · 441 مشاهدة · 1654 كلمة
نادي الروايات - 2024