خفت و نبض ليو تشينغ روي حتى إنعدم ، و هذا كان شيئا لاحظه كل من كان بالغرفة .
عند هذا ، إتسعت عينا شياو تيانياو قليلا حيث شعر بالضيق في قلبه بينما كان لدى تشانغ ليان عيون حزينة ، تمتم : لقد فشلت مرة أخرى ، أنا آسف .
لم يهتم شياو تيانياو بما قاله تشانغ ليان حيث قام بدفعه بقوة و نظر إلى جثة ليو تشينغ روي .
نزع شياو تيانياو رداءه الداكن و غطى به جسد ليو تشينغ روي الهامد .
تمتم و قد كان من الواضح أنه كان هنالك بعض الحزن في صوته ، قال شياو تيانياو بصوت خافت حيث بدا و كأنه كان يهمس : ما زلتِ ستموتين في النهاية .
لكن عند التأمل في جثة ليو تشينغ روي ، لاحظ شياو تيانياو وجود هالة لم يكن مصدرها معروفا حول جسدها .
عند رؤية هذا ، أصبحت عيون شياو تيانياو حادةً كالسيف فقد كانت تلك الهالة تصبح أقوى شيئا فشيئا .
إقترب سو يو من المكان و لاحظ نفس الشيء ، سأل بسرعة : ماذا يحدث ؟
نظر كل من شياو تيانياو و سو يو بعد ذلك إلى تشانغ ليان الذي بدى ضائعا ، قال بنبرة مرتبكة : أنا لا أعلم .
كان تشانغ ليان محتارا حقا في الشيء الذي يحدث أمامه ، قال في نفسه ' كل شيء كان يسير على مايرام حتى ظهرت تلك الهالة ، ترى من أين أتت ؟ '
فجأة جاء إلى ذهن تشانغ ليان فكرة جعلت من تعابير وجهه باردة و تحول الجو من حوله إلى خانق .
كانت عيونه متباينة الألوان فاترة و لم تحتوي على أي مشاعر ، قال في نفسه ' هل إختار الأوغاد الخروج من جحورهم ؟ '
لكن فجأة إنقطع تفكير تشانغ ليان حيث بدأت ليو تشينغ روي في التخبط ، تفاجىء الجميع لكن سرعان ما زال هذا التفاجىء .
قال تشانغ ليان بسرعة لشياو تيانياو : ثبتها .
قام شياو تيانياو بتثبيت ليو تشينغ روي كما قال تشانغ ليان و في نفس الوقت ، إتجه تشانغ ليان إلى إحدى الأدراج القديمة و المتهالكة و أخرج قنينة صغيرة تراكم عليها الغبار .
على الرغم من الغبار إلا أن هذا لم يمنع السائل الأزرق الفاتح بداخل القنينة من اللمعان .
كان ذلك السائل عبارة عن دواء قبيلة تشانغ النهائي و قد إحتوى السائل الأزرق على مستخلصات الكثير من الأعشاب الروحية النادرة التي تخطت قيمتها عشبة السماء حتى .
فالأعشاب التي صنع منها السائل كانت عبارة عن دواء شافي للكثير من الأمراض لكن ما ميزها هو أنها كانت ترياقا للكثير من السموم لكن ما جعل لها قيمة مرتفعة هو ندرتها .
لكن لم يخطر أي من هذا في ذهن تشانغ ليان و لم يشعر بالأسف حول إستخدام هذه الزجاجة حيث لم يكن هنالك أي تردد في عند فتحه للقارورة .
لكن بعد ذلك ظهر عبوس على وجه تشانغ ليان العجوز ، قال في نفسه ' هذه هي القنينة الوحيدة التي بقيت و لظهور الآثار يجب أن لا تضيع قطرة واحدة لكن كيف ستشرب هذا و هي فاقدة للوعي ؟
فهي ستضيع كل الدواء ما إن تناولته من القنينة أو حتى بالملعقة ! '
لكن لم يفكر تشانغ ليان كثيرا في هذا على أي حال حيث مد يده الممسكة بالقنينة و دفعها ناحية شياو تيانياو و قال له : خذ ، إجعلها تشرب هذا بالكامل .
رفع شياو تيانياو حاجب عندما سمع هذا ، لكنه سرعان ما فهم قصد تشانغ ليان ليمسك بعد ذلك بالزجاجة و يشرب كل ما فيها .
أمسك شياو تيانياو بعد ذلك ليو تشينغ روي بإحكام بيد واحدة و باليد الأخرى أمسك بذقنها حيث ثبت رأسها .
كان قلب شياو تيانياو فارغا من المشاعر ، قال في نفسه ' لا تسيئي فهمي '
قبلت شفتي شياو تيانياو شفتي ليو تشينغ روي الدامية ، لكن تلك لم تكن قبلة رومنسية و لا حميمية حيث لم يتبادل أي من الأطراف مشاعر الحب .
كانت عيون شياو تيانياو السوداء لاتزال عميقة مثل الهاوية و لم يكن هنالك أي أثر واضح و أي نوع من المشاعر .
في الواقع و على الرغم من أن إسمها كان قبلة إلا أنها لم تكن كذلك حيث ساعد شياو تيانياو ليو تشينغ روي على شرب الدواء .
فقد قام شياو تيانياو بدفع كل ما في فمه من دواء إلى ليو تشينغ روي النائمة و لم تذهب أي قطرة سدى .
عند حدوث هذا أبعد سو يو نظره و تصرف و كأنه لم يرى شيئا ، بينما كان حول تشانغ ليان وميض طاقة سوداء حتى أن عينه اليمنى إمتلكت بريقا غير مؤلوف .
في ذلك الوقت ، كانت الهالة الغير مرئية التي أحاطت بليو تشينغ روي تصبح خافتة شيئا فشيء حتى إنعدمت .
عند إنعدام هذه الهالة إستقر تنفس ليو تيانياو روي و توقفت عن التخبط .
شحذت أعين تشانغ ليان عند حدوث هذا ، سرعان ما شكل هالته السوداء بيده حيث لوح بها بعدة أنماط في الهواء .
فور أن لامست الهالة السوداء ليو تشينغ روي شعر تشانغ ليان و كأن شخصا ما يمتص طاقته و عند النظر إلى ليو تشينغ روي تيقن أنها هي من كانت تفعل ذلك .
كانت الهالة هي الطريقة الوحيدة لتحكم بالسموم بدون لمسها ، ففي الماضي كان تشانغ ليان قد تعامل مع هذا السم و قد كان مدركا لمخاطر لمسه فقد كانت هذه السموم مثل كائن يأكل كل شيء حي فور لمسه و هذا هو سبب تلك البقع متباينة الألوان على جسد تشانغ ليان .
تشكلت قطرات عرق على جبين تشانغ ليان فعلى الرغم من الشعور بالشفط و الإمتصاص إلا أنه مايزال يواصل تمشية هالته على ليو تشينغ روي و فصل كل تلك السموم التي خرجت من جسم ليو تشينغ روي عنها .
زفر تشانغ ليان براحة و هو يرى تلك الكتلة الغير مستقرة بحجم الإبهام طافية أمامه ، فقد كانت تلك جزءا من السموم التي قام بفصلها عن ليو تشينغ روي بإستخدام هالته .
كان على المرء أن يعرف أن هذه كانت خطوة خطيرة و جريئة و لو لم يكن المرء متأكدا مئة بالمئة من تحكمه بهالته و طاقته الداخلية لن يستطيع فعل شيء و على الأغلب هو من كان سيقتل المريض .
فقد كانت الهالة هي الشيء الذي ميز المزارعين و لم تكن هنالك أي نسبة تشابه و مثل ما يحدث عند نقل الدم بين شخص و الأخر فسيكون هنالك رد فعل عنيف إذا كان الشخصان يمتلكان زمرا مختلفة .
كان هذا نفسه بالنسبة للهالة ، فعند أقل تلامس من مزارع لآخر يمكن أن يحدث رد فعل عنيف على المتلقي .
لكن كان هنالك إستثناءات و لين تشوجيو كانت واحدة منهم حيث و بمساعدة موهبتها الفطرية تمكنت من إعطاء هالتها إلى أي شخص لكن كان ذلك بدفع الثمن الذي كان طاقة حياتها في سبيل العلاج الداخلي .
لم يكن الخطر الوحيد هو ما إذا لامست هالة تشانغ ليان ليو تشينغ روي لكن كان السم كذلك أيضا ، فقد كانت تلك السموم مثل الكائن الحي أو ما يسمى بالطفيلي الذي رفض ترك جسم مضيفه حتى يمتص كل ما فيه .
بحذر و لكن بثبات وضع تشانغ ليان تلك السموم في أحد الجرار التي كان قد وضعها أمامه في وقت سابق ليواصل عمله .
فإخراج جزء السموم المتهيجة من ليو تشينغ روي لم يكن الشيء الوحيد الذي على تشانغ ليان فعله بل كان يجب عليه أيضا أن يوازن بينها و يخيط الشق الطويل تحت عظمة ترقوة ليو تشينغ روي .
أمسك تشانغ ليان بيد ليو تشينغ روي و ترك طاقته الداخلية تفحص جسم ليو تشينغ روي من الداخل حيث إستطاع تصور كل ما يجري هناك لكنه شعر بالحيرة بعد ذلك .
قال في نفسه متفاجآ ' لا يوجد سموم في جسمها ماعدا يدها اليسرى '
وثق تشانغ ليان في حسه ، قال في نفسه ' بما أنها متوازنة بالفعل لنذهب للقيام بعمل آخر ، لكن كيف هي متوازنة و متركزة في مكان واحد ؟ '
كان هذا سؤال أراد تشانغ ليان معرفته فلا أحد قام بدراسة هذا النوع من السموم أكثر منه هو .
سرعان ما قام تشانغ ليان بخياطة الجرح الذي قطعه تحت ترقوة ليو تشينغ روي كما أنه قام بعلاج كل الجروح الصغيرة و الدقيقة على جسمها .
فعلر الرغم من أن تلك الجروح لم تكن قاتلة و لا كبيرة لكن الألم كان نفس الشيء حيث كانت كثيرة جدا .
تسك ، سخر شياو تيانياو عندما رأى هذا ، قال في نفسه ' إمرأة غبية ، كان عليك إخباري عندما تتألمين أو تجرحين '
كان سو يو عابسا أيضا عندما رأى هذا ، قال في نفسه ' لماذا لم تقل لي أن أقتلها بما أنها تريد ذلك '
فقد كانت رحلة مثل هذه بمثابة إنتحار من طرف ليو تشينغ روي حيث لم تكن تقوى على الإمساك بدجاجة ، عند التفكير في هذا واصل سو يو التفكير ' لكن علي الإعتراف ، لقد نجت حقا هذه المرة و بمستواها يعتبر هذا شيئا يستحق الإعجاب '
في ذلك الوقت كان تشانغ ليان قد إنتهى من معالجة ليو تشينغ روي و في أحد جهات الغرفة قام بإحظار غطاء أبيض و قام بتغطية جسم ليو تشينغ روي .
قال تشانغ ليان لشياو تيانياو و سو يو بعد ذلك : حالتها مستقرة الأن ، لكن أرجوا أن تتركوها ترتاح .
أومأ شياو تيانياو برأسه و قام بإتباع تشانغ ليان بينما مشى سو يو على يساره .
فور أن خرج تشانغ ليان و شياو تيانياو و سو يو من ذلك النفق الطويل أصبحت عيونهم حادة .
كان سو يو يضع يده على غمده حيث كان مستعدا أن يلوح بسيفه في أي وقت بينما كان لدى شياو تيانياو تعبير خطير قال في نفسه ' سيكون تقليل الحذر أمرا مزعجا فتشانغ ليان مزارع شيطاني في النهاية و سيكون ضربا من الغباء الثقة فيه لأجل هذا فقط ' .
سأل شياو تيانياو : لماذا ساعدتها ؟
لم يستدر تشانغ ليان لشياو تيانياو و سو يو بل بقي معطيا ظهره لهما ، عند سماعه لسؤال لم يستغرق تشانغ ليان وقتا طويلا للإجابة ، قال : أنا لا أعلم لماذا ساعدتها .
هذا غريب أليس كذلك فأنا مزارع شيطاني و تخصصي هو قتل الناس لكن ربما أكون قد فعلت هذا لأنها ذكرتني بماضي كنت قد نسيته منذ وقت طويل .
يمكنك إعتبارها مجرد نزوة لمزارع شيطاني عشوائي كان عمله في يوم من الأيام هو إنقاذ حياة الناس .
واصل تشانغ ليان الكلام : أنتم تعرفون الطريق إلى الخارج فإذا لم تثقوا بي و خفتم مني يمكنك الذهاب ببساطة .
أبواب عشيرتي مفتوحة على مصارعها و لن تشعر بالحزن بسبب مغادرة عابري السبيل .
ضيق شياو تيانياو عينه عندما سمع هذا الكلام ، قال في نفسه ' لم أشعر أنه كان يكذب ، لكن هو مزارع شيطاني في النهاية و سيكون ضربا من الغباء الثقة فيه ، لكن ... '
واصل شياو تيانياو الحديث مع نفسه ' لكن هذا العجوز لن يكون إلا شيئا مزعجا لتعامل معه إذا قرر لعب الألعاب معنا '
رفعت شفتي شياو تيانياو و قال لتشانغ ليان : سنبقى .
تنهد تشانغ ليان بتعب قبل أن يقول عندما سمع قرار شياو تيانياو بالبقاء ، لكنه قال بعد ذلك : إختاروا أي مكان في العشيرة للبقاء إذن و أرجوا أن لا تخربوا الهدوء الذي إعتادت عليه .