مر أسبوع منذ أن ساعد تشانغ ليان ليو تشينغ روي على تجاوز إنتكاس جسدها و النجاة .
أصبح لعشيرة تشانغ القديمة زوار منذ مئات السنين حيث بقي شياو تيانياو ، سو يو و ليو تشينغ روي هناك .
لكن و مع ذلك كانت الأمور لاتزال كيف ما كانت قبل مجيئهم حيث عم صمت قاتل المنطقة و كل ما كان يمكن للمرء سماعه هو صراخ الرياح العاتية و الحادة .
كان الأمر كما قال تشانغ ليان لشياو تيانياو و سو يو من قبل حيث لم يفتعلا أي مشاكل و كان الأمر مثل عدم وجودهم تماما .
لم تبقى ليو تشينغ روي في غرفة القبو تلك حيث قام تشانغ ليان بعلاجها ، فبعد تحسن حالتها قليلا نقلها شياو تيانياو بنفسه إلى غرفة أخرى .
كانت تلك الغرفة تقع قريبا من المبنى الرئيسي حيث أقام تشانغ ليان لكنها لم تكن بذلك القرب إلى تلك الدرجة أيضا حيث أبقى شياو تيانياو مسافة بينه و بين تشانغ ليان .
في تلك الفترة لم يخفض أي من شياو تيانياو أو سو يو من حذرهما حيث أبقيا تشانغ ليان تحت نظرهما .
في هذه اللحظة كان شياو تيانياو جالسا في الغرفة لكن كان من الواضح أن عقله كان بعيدا جدا فقد نظر بملل إلى الأشجار الميتة أمامه من خلال النافذة مع إراحة رأسه على حافتها .
من حين لآخر كانت حافة رداء شياو تيانياو السوداء تتمايل ذهابا و إيابا من ما أعطى مشهدا سرياليا و لكن أيضا بعيدا جدا حيث كان شياو تيانياو هنا جسديا لا روحيا .
ورائه كانت ليو تشينغ روي نائمةً بعمق و من يعلم متى ستستيقض من سباتها .
كان من الواضح أن ليو تشينغ روي أصبحت أنحف بكثير مما كانت عليه في وقت سابق و بنظرة واحدة سيظن المرء أن ليو تشينغ روي كبرت بعشر سنوات .
كانت تلك الهالات السوداء ماتزال تحت عينها كما أن بشرتها كانت بيضاء شاحبة من ما يدل على مرضها و قصر وقتها .
فجأة ظهر سو يو من العدم أمام شياو تيانياو و أخذ لمحة على ليو تشينغ روي قبل أن يقول : لا يفعل تشانغ ليان أي شيء غريب عدا البقاء في مكانه و إمتصاص التشي الملوث .
ليواصل سو يو الكلام بنبرة رتيبة : لكن و كل منتصف الليل يخرج تشانغ ليان من مكانه و يذهب إلى إحدى الأفنية ، الغريب في الأمر أنه على عكس المكان المتهالك من الواضح أن ذلك المكان يحظى بالعناية و الإهتمام .
عند سماع كلام سو يو أومأ شياو تيانياو برأسه ليقول بعد ذلك : عمل جيد ، واصل مراقبته .
على عكس المتوقع حيث كان من المفترض أن يغادر سو يو ، بقى حيث قال : الأخ الأكبر ، ماذا نفعل معها ؟
نحن لن نستطيع إنتظارها حتى تستيقظ و حتى و لو إستطعنا فلا سبب يجعلنا نفعل ذلك .
خاصة الأن .
تنهد شياو تيانياو فقد عرف عن ماذا كان سو يو يتحدث عنه و قد كان مدركا جيدا لهذا الأمر ، فكر ' ما يقوله معقول ، لكن لدي أيضا بعض الأسئلة و لا أريد أن أندم على عدم السؤال عنها '
قال شياو تيانياو بعد ذلك بعد فترة من التفكير : سننتظرها يوما واحد و إن لم تستيقظ لنتركها للعجوز تشانغ .
تنهد سو يو بإرتياح عندما سمع هذا ، قال في نفسه ' من الجيد أن ذهنه صافي و يعرف ماذا يريد لكن ... '
أصبح وجه سو يو حادا حيث تذكر ما سيتعين عليهم مواجهته في المستقبل ' إن هذا سريع !! '
بعد هذا رحل سو يو مثلما جاء حيث إختفى في العدم ، إستدار شياو تيانياو بعد ذلك و إتجه نحو ليو تشينغ روي النائمة .
قال شياو تيانياو بصوت خافت لكن جميل : متى ستستيقظين أميرتي ، إن هذا الأمير يكره الإنتظار .
أثناء قوله لهذا أمسك شياو تيانياو يد ليو تشينغ روي الهزيلة .
شابك شياو تيانياو يده مع يد ليو تشينغ روي و هو ينظر إليها ظهر بريق خافت للون الذهبي في تلاميذ أعين شياو تيانياو .
إن لاحظ المرء جيدا فسيتمكن من رؤية خيوط دقيقة و رفيعة للغاية تخرج من يد شياو تيانياو نحو يد ليو تشينغ روي .
كانت تلك الخيوط عبارة عن الطاقة الداخلية في أنقى أشكالها و على الرغم من أنها بدت على شكل خيوط إلا أنها كانت مجموعة كبيرة من الجزيئات السماء و الأرض .
لو رأى أحد ما جرى الأن لكان فمه مفتوحا على مصرعيه و سينكر ما جرى في حالة عدم تصديق .
فقد كانت الزراعة عبارة عن إمتصاص جزيئات قوانين السماء و الأرض و قد إستطاع جميع المزارعين تلبية ذلك الشرط .
لكنهم بالتأكيد لن تكون لديهم طاقة نقية مثل التي لدى شياو تيانياو .
في الواقع إختلفت نقاوة الطاقة على حسب موهبة الشخص فإذا كان موهوبا سينقي جسمه تلقائيا الطاقة و إن لم يكن سينقي أيضا لكن ليس بتلك الكفاءة .
كانت الطاقة النقية من دون شوائب هي أفضل ما يمكن للمزارع أن يتمناه فقد كانت مثل بطارية طويلة الأمد فمثلا لدينا مزارعان .
الواحد الذي لديه طاقة داخلية نقية أقل من رتبة من المزارع الأخر الذي لديه طاقة مشوبة .
على الرغم من أن المزارع الأول أقل من ناحية قاعدة الزراعة إلا أنه تمكن من الفوز ، و قد فعل هذا لسبب وحيد ألا و هي طاقته حيث كانت أفضل من طاقة المزارع ذو الطاقة المشوبة .
كان هذا شيئا سيجعل لعاب أي شخص يسيل فقد كانت الطريقة الوحيدة للمساعدة على التنقية بالإضافة إلى الموهبة هي المهارات .
لكن لم يكن كل هذا يهم الأن فعلى الرغم من أن شياو تيانياو بدا حادا كالسيف و يصعب الإقتراب منه إلا أن طاقته تلك أو هالته بالأحرى أعطت أجواءا بالسكينة و الإنتعاش في نفس الوقت و قد أعطت شعورا بالحياة و أن أي شيء يمكن أن يزدهر و يكبر .
كانت قوانين السماء و الأرض جزءا هاما من العالم و قد عاشت كل المخلوقات على هذه القوانين من دون إدراك و هذا يعني بطريقة أخرى أن هذه الطاقة يمكن أن تغذي أي شيء حي .
كانت تلك الطاقة عكس التي ٱمتلكتها لين تشوجيو فقد كانت الطاقة التي كانت لشياو تيانياو هي الأصل .
كانت تلك هي قوة التنمية الموهبة الفطرية لشياو تيانياو و التي كانت عكس الموهبة الفطرية الخاصة بالتشو باي التآكل .
( م / م : بصراحة لم أجد مصطلحا مناسبا غير التنمية لموهبة شياو تيانياو ، و إذا وجدت مصطلحا يعبر عن هذه الموهبة بشكل أفضل سأغير التنمية )
لم يفرط شياو تيانياو في إستعمال موهبته حيث سرعان ما ترك يد ليو تشينغ روي و إختفى البريق الذهبي الخافت الذي كان بعيونه لتعود كما كانت عليه .
سوداء صوفية وعميقة مثل الهاوية التي لا قعر لها .
جلس شياو تيانياو على حافة سرير ليو تشينغ روي و بقي يراقب فيها و على عكس حالتها من قبل حيث بقيت مثل جثة هامدة لكن ما نفى ذلك هو إرتفاع صدرها صعودا و نزولا دلالة على التنفس .
تحركت جفون ليو تشينغ روي ببطأ حتى فتحت .
كانت رؤية ليو تشينغ روي ضبابية حيث كانت ترى السواد فقط لكن بعد بضع ثوان إعتادت عيناها على المكان و تمكنت من رؤية السقف الخشبي الأسود الذي بدى للوهلة الأولى أنه سيسقط فوق رأسها .
كان دماغ ليو تشينغ روي فارغا للحظة حيث إرتبكت فهي لم تعرف أين كانت لكن سرعان ما تذكرت ما حدث قبل أن تفقد الوعي .
أصبح تنفس ليو تشينغ روي سريعا و رفعت نفسها بسرعة من السرير ، لكن فور فعلها لهذا لعنت بصوت عالي حيث شعرت بألم رهيب في رأسها ، ناهيك عن هذا فقد شعرت ليو تشينغ روي بالألم في كل جسدها و أنها بالكاد تستطيع الجلوس على السرير .
قالت ليو تشينغ روي في نفسها ساخرة ' نظامٌ لعين ، لماذا لا يساعدني كما يتوجب الأمر ، لقد مللت من هذا العذاب فألن يكون الموت أفضل من هذا ؟ '
لعنت ليو تشينغ روي مرة أخرى بصوت عالي لتنفيس عن غضبها حول النظام لكن سمعت بعد ذلك صوتا جميلا لكن باردا بالقرب منها ، قال الصوت : أرى أنك بأحسن حال لإيجاد وقت لقول كلمات اللعنات .
إلتفتت ليو تشينغ روي ناحية الصوت و إذا بها ترى شياو تيانياو جالسا بجانبها مع يده تنقر على الطاولة الصغيرة بجانب السرير .
كانت ليو تشينغ روي ستقول شيئا لرد على شياو تيانياو لكنها شعرت أن حلقها كان جافا ، لذا أومأت برأسها لشياو تيانياو لكن داخليا لعنت أكثر ' اللعنة عليه هل هو أعمى ؟ فمن الواضح أنني لست جيدة ' .
عم الصمت المكان بعد هذا التفاعل القصير و كل ما كان يسمع هو صوت الطرق الذي لم يكن سريعا و لا بطيئا أيضا .
كان المكان خانق و شعرت ليو تشينغ روي بعرق بارد في كل جسمها عندها أدركت أن شياو تيانياو كان لديه عمل معها .
أكدت ليو تشينغ روي شكوكها حيث قال شياو تيانياو بصوت بارد تقشعر له الأبدان : لهذا الأمير أسئلة يريد معرفة إجابتها ، سيكون من الأفضل أن لا تكذبي .
قالت ليو تشينغ روي بسخرية في نفسها ' إذن لقد بدأنا عملية الإستجواب هاه '
لم يعلم شياو تيانياو في ماذا كانت ليو تشينغ روي تفكر فيه لكنه لم يكن يهتم بهذا على أي حال ، سأل : كيف عرفتي موقع الميراث ؟
صمتت ليو تشينغ روي و لم تجب ، فكرت في نفسها ' كيف أجيب أصلا على هذا السؤال فهل أقول أنني قرأت كل هذا في رواية لعينة ، لا هو لن يصدقني ، سيكون السكوت أفضل '
كانت عيون شياو تيانياو باردة عندما لم يتلقى أي رد من ليو تشينغ روي ، إستمر صوت النقر و مع كل نقرة شعرت ليو تشينغ روي بإحساس بعدم الإرتياح كما و قد شعرت أيضا بضغط غير مرئي عليها .
مرت بضع دقائق ، قال شياو تيانياو بعد ذلك بصوت بارد أكثر من قبله ، سأل : كيف تمكنت من لمس شظية قوانين السماء و الأرض ؟
قالت ليو تشينغ روي في نفسها ' قوانين ماذا ؟
أوه هل يقصد جوهرة الروح ؟ لماذا ؟ هل هذا ليس شيئا عاديا ؟ '
عند التفكير في هذا سخرت ليو تشينغ روي في نفسها ، فكرت ' و هل سيكون أي شيء أراده النظام شيئا عاديا ؟ يالي من غبية '
لم تجب ليو تشينغ روي شياو تيانياو و بقيت صامتة أيضا لكن مع كل دقيقة صمت شعرت بالضغط عليها يزيد .
سأل شياو تيانياو مرة أخرى : كيف تمكنت من إمتصاص القوانين ؟
عرفت ليو تشينغ روي ما قصده شياو تيانياو ، قالت في نفسها ' إنه يقصد بإمتصاص تلك الفترة التي كنت بها في الفراغ الروحي أتدرب على صنع الأختام و تنمية موهبتي ، لكن ...
واصلت ليو تشينغ روي التفكير ' اللعنة عليه ، كل هذه أمور تتعلق بالنظام و الأحداث التي قرأتها في الرواية و من سابع المستحيلات أن أقول له شيئا عن أنني لست من هنا '
فمن البداية ، كان أول شيء قررته ليو تشينغ روي هو الإبقاء على إمتلاكها لنظام و قدراته سرا خاصة أنه كان طرف الخيط الوحيد الذي مكنها من العودة إلى عالمها .
قالت ليو تشينغ روي في نفسها حيث أخذت قرارا لن يكسره أحد ' سأتحمل الضغط ، التعذيب أي شيء فقط في سبيل أن أرحل من هذا العالم اللعين و أما بالنسبة لأسئلة شياو تيانياو فل تذهب إلى الجحيم '
تنهد شياو تيانياو ، قال بعد ذلك بنفس تلك النبرة الباردة : لماذا أتيتي إلى هنا ؟ هل من أجل القوانين ، لماذا و ما هو عملك معها ؟
كل هذه أشياء أريد معرفتها ، أريد أن أعرف أيضا إذا ما كنت أربي أفعى بجانبي ؟ .
كانت شكوك شياو تيانياو مفهومة ، فكر في نفسه ' لقد بقيت ليو تشينغ روي معي منذ ثلاث سنوات ، في تلك الفترة بقيت هادئة و لم تفعل أي شيء عدا التكفل بإزعاج المسؤولين أثناء غيابي لكن لماذا إختارت التحرك الأن و ما هو هدفها من فعل كل هذا ؟
أدركت ليو تشينغ روي شكوك شياو تيانياو بطبيعة الحال ، قالت في نفسها ' من الطبيعي أن يشك فعلى الرغم من أن الشكل هو نفسه إلا أن التصرفات و الأفعال ليست كذلك ، لكن ... '
واصلت ليو تشينغ روي التحدث مع نفسها ' ماذا يمكنني أن أفعل حيال هذا ؟
فأنا لا أستطيع أن أقول أنني لست من هذا العالم و أنا حاليا داخل رواية قرأتها ، هذا غير معقول ، إن هذا ضرب من الجنون '
لم تعرف ليو تشينغ روي حتى كيف ستكذب بشأن هذا أو تعطي عذرا مناسبا حيث ستكون هنالك الكثير من الثغرات لذا لم تفعل ، و بما أن لا الكذب أو الحقيقة يمكن أن يفيد بقيت ليو تشينغ روي صامتة و تحملت كل الضغط الموجه إليها من طرف شياو تيانياو .
مرت بضع دقائق أخرى في صمت قاتل تخلله صوت الطرق الخافت ، في ذلك الوقت كانت حالة ليو تشينغ روي تصبح أكثر سوءا خاصة و أنها كانت تسعل بحدة .
عند رؤية هذا قال شياو تيانياو : لن تجيبي إذن ، لقد خيبتي ظن هذا الأمير .
بعد قوله لهذا نهض شياو تيانياو من مكانه و خرج من الغرفة إلى من يعلم أين .