عند رحيل شياو تيانياو ، صرت ليو تشينغ روي أسنانها و قالت بصوت خافت : هذا جنون !

فأن يقوم شياو تيانياو بإستجوابها هكذا بدون سابق إنذار فهذا يعني أن ليو تشينغ روي قد زرعت بذرة الشك في قلبه .

بالكاد تمكنت ليو تشينغ روي من رفع شفتيها في قوس ساخر ، قالت لنفسها ' في الواقع سيكون غبيا إذا لم يشك في أفعالي و يرفع من حذره ، فحسب ذكريات صاحبة الجسد الأصلي كان شياو تيانياو يمتلك شخصية تشك في كل صغيرة و كبيرة و بالتأكيد لن يمر التغير في أفعالي عليه مرور الكرام ، لكن ... '

واصلت ليو تشينغ روي التفكير ' في ماذا ستفيده شكوكه هذه عندما يتحول لعجينة لحم و دم ؟'

كان سبب تفكير ليو تشينغ روي في هذا واضحا فحسب الرواية مات شياو تيانياو في الصيف و حاليا كان منتصف الربيع .

لقد مر شهرين منذ أن إنتقلت ليو تشينغ روي إلى هذا العالم ، في ذلك الوقت كان فصل الشتاء لكن الأن كان من الواضح أن كل يوم يمر يصبح أدفئ من الذي قبله .

عند إدراك هذا تنهدت ليو تشينغ روي و قالت في نفسها ' لكن قبل التفكير في موت شياو تيانياو ، يجب أن لا أموت أنا !! .

لقد تبقى لي شهر واحد فقط و في ذلك الوقت حتى ختم السموم لن يفيد حيث ستصبح أقوى مع كل يوم يمر بينما أنا أصبح أضعف '

كانت ليو تشينغ روي تدرك عواقب ما سيحدث إذا لم تعالج جسدها بسرعة ، فبحالتها هذه كان من المستحيل عليها أن تنفذ مهمة النظام و سيكون مجرد حلم العودة إلى عالمها .

إتكأت ليو تشينغ روي على الحائط حيث شعرت أن جسمها لم يعد يحملها و غرقت في تفكير عميق ، فجأة تمتمت : نافذة الحالة .

ظهرت نافذة النظام في وسط اللامكان و عند رؤية المكتوب فيها لم تستطع ليو تشينغ روي إلا صرير أسنانها بغضب .

...

[ دينغ ]

...

{ الإسم : ليو تشينغ روي }

...

{ قوة الجسد : 6 }

...

{ الطاقة التشي : 8 }

...

{ مستوة الزراعة : مرحلة مقاتل }

...

{ الموهبة الفطرية ( مستيقظة ) : الختم .

إكتساب عشرة بالمئة من المعلومات الرئيسية لفهم الموهبة}

...

{ المهارات :

_ المرحلة الأساسية لمهارة ختم السماء

_ مهارة ألف سنة من الزراعة }

_ مهارة الإمتصاص الثابت .

_ مهارة تنقية المشوب .

....

{ الحالة : إنسان عادي }

....

قالت ليو تشينغ روي ببعض الغضب حيث كانت يدها اليمنى في شكل قبضة محكمة بالفعل : نظام لعين ، عليك اللعنة .

فليو تشينغ روي لم تعد تستطيع تحمل هذا النظام المساعد الذي أبتليت به و شعرت بظلم ، ففي وقت سابق كانت ليو تشينغ روي تعمل بجد لرفع قاعدة زراعتها و إمتصاص طاقة التشي لكن الأن من الواضح أن كل الجهد الذي بذلته في ذلك قد ذهب إلى البالوعة .

مرت بضع دقائق بعد ذلك حيث تنهدت ليو تشينغ روي بتعب ، قالت في نفسها بسخرية ' لكن بعد التفكير في الأمر من الواضح أن النظام إستخدم هذه الطاقة لإنقاذ حياتي في وقت سابق '

فليو تشينغ روي طبيبة جراحة و قد أدركت بالفعل أنها ستموت لو إنتكست مرة أخرى و لن يكون مهما لو ساعدها تشانغ ليان أم لا .

لكن عند ملاحظة هذا النقصان في كل من طاقتها و قاعدة زراعتها أدركت ليو تشينغ روي أيضا أن النظام ليس كلي القدرات فعلى الرغم من وجوده لمساعدتها إلا أنه ليس بالظرورة أن يساعدها في كل مرة .

و بطبيعة الحال لاحظت ليو تشينغ روي أن نظامها لم يكن مجانيا أيضا حيث لفعل أي الشيء من شأنه أن يساعدها عليها أن تدفع من طاقة التشي لديها و لا يتفاعل معها إلا عندما يتطلبه الأمر ذلك .

كان من الصعب أن لا تشعر ليو تشينغ روي بالغضب بسبب ذلك لكنها كانت تعرف أيضا أنه لو لا النظام لما تمكنت من النجاة .

فجأة ، تذكرت ليو تشينغ روي أن النظام قد قام بإعطائها مكافئة و فور تفكيرها في هذا ظهرت نافذة النظام .

[ دينغ : مهارة الإمتصاص الثابت .

مهارة من الرتبة الروحية و تساعد المضيف في إمتصاص كل أنواع الطاقة كانت خام ، شيطانية ، ملوثة ...

ستكون فاعلية هذه المهارة أسرع و أفضل إذا أقترنت مع مهارة ألف سنة من الزراعة حيث يكملان بعضهما البعض ]

...

[ دينغ : مهارة التنقية المشوبة .

مهارة من المرتبة الروحية و تساعد المضيف على إنتاج أنقى و أجود طاقة داخلية تصل حتى لمئة بالمئة حسب كفاءة المضيف ]

...

عند قراءة هذا ضيقت ليو تشينغ روي عينها فعلى الرغم من أنها لم تكن مؤلوفة مع الزراعة و أساليبها إلا أنها أدركت مدى أهمية هذه المهارات بسبب تراكم ما قرأته في روايات الووشيا و فنون القتال .

قالت ليو تشينغ روي في نفسها حيث حللت وضعها ' ستكون هذه المهارات التي أملكها مثل المولد الذي يضخ الطاقة في جسمي فمن الواضح أن هنالك تراكبا واضحا مع هذه المهارات حيث تكمل كل مهارة الأخرى كما أن كل هذه المهارات تسعى إلى جمع الطاقة '

هاه ، تنهدت ليو تشينغ روي حيث شعرت بالإرهاق بعض الشيء عند التفكير في كل هذه الأمور ، لكن و مع ذلك قاومت ليو تشينغ روي الرغبة في النوم حيث كانت تفكر في أفضل طريقة لعلاجها .

ليس و كأن ليو تشينغ روي لم تفكر في هذا من قبل ، ففي الواقع كان هذا ما يشغل بالها منذ أن تقبلت وجودها في هذا العالم .

لكن الأن كان هنالك متغير إسمه تشانغ ليان .

لمست ليو تشينغ روي ذقنها حيث فكرت ' حسب الرواية ، كان تشانغ ليان زعيم عشيرة قديمة متخصصة في الطب و بطبيعة الحال كانت تلك العشيرة إختفت مع مرور نهر الزمن حيث ذكر أنها قد أبيدت .

بعد ذلك أصبح تشانغ ليان مزارعا شيطانيا ، لكن ... .

واصلت ليو تشينغ روي التفكير ' كل هذا لا يهمني ، ففائدة تشانغ ليان تكمن في يده لا في ماضيه خاصة أنه متمكن في كل من الجراحة و طب هذا العالم حيث سيدرك المتغيرات بسرعة و كل ما علي فعله هو إعطاؤه كيفية القيام بذلك '

فعلى الرغم من أن ليو تشينغ روي طبيبة جراحة بنفسها إلا أنها لن تستطيع أن تعالج نفسها بالنفسها ، في الواقع حتى و لو إستطاعت فقد أدركت ليو تشينغ روي أنها ستفشل خاصة أنها ليست مؤلوفة مع أي أدوية او الطب الخاص بهذا العالم .

كانت حياة الإنسان ضعيفة و خافتة و بأقل مخاطرة يمكن أن تنتهي ، و في مثل هذه الحالة لن تخاطر ليو تشينغ روي أبدا و لن تقبل أيضا بالمراهنة على حياتها .

فمن ناحية مهارات الطبية كان تشانغ ليان أفضل من ليو تشينغ روي خاصة أنه متمكن في كل من الجراحة و طريقة العلاج لهذا العالم حتى أنه تمكن من الجمع بين التقنيتين .

كان هذا شيئا أدركته ليو تشينغ روي من اللحظة التي رأت فيها المشارط و السكاكين الصغيرة في غرفة تشانغ ليان ، لكن ...

قالت ليو تشينغ روي في نفسها ' كيف أجعل تشانغ ليان يقوم بعلاجي من دون أن أقلق من إحتمالية قتلي ، فهو مزارع شيطاني في النهاية و ستكون الثقة به ضربا من الغباء '

فقد قرأت ليو تشينغ روي الرواية و أدركت بطبيعة الحالة أن كل هؤلاء المزارعين الشيطانيين كانوا ملتويين ، قاسين و من دون أي رحمة ، لا في الواقع لم يكونوا هكذا في هذه الرواية فقط بل في جميع روايات الزراعة و القتال التي قرأتها .

عند التفكير في هذا ، قالت ليو تشينغ روي في نفسها ساخرة ' حتى لو لم يكن تشانغ ليان مزارعا شيطانيا و حتى و لو كان من المسار الصالح لا يمكنني الثقة به .

ففي مثل هذا العالم لا يوجد ما هو جيد أو سيء و لا يوجد أيضا ما هو أبيض أو أسود فالناس سيئون بطبيعتهم و يتبعون مصالحهم فوق كل شيء .'

فناهيك عن عالم الرواية القاسي بطبيعته ، كان عالم ليو تشينغ روي الأصلي هكذا ايضا حيث حكمت المصالح كل شيء .

فعلى عكس عالم فنون القتال حيث كان الجميع مباشرا و لن يترددوا في قتل و الإبادة في العلن ، كانت الأرض او المكان الذي جاءت منه ليو تشينغ روي مختلفا حيث كان هنالك قوانين تشرع القتل و الإبادة لهدف نبيل حيث تم قلب المفاهيم لدرجة أن يصبح المرء لا يستطيع التفريق بين ما هو خير أو شر .

عند تفكيرها في هذا قالت ليو تشينغ روي في نفسها ، حتى أنها ضحكت قليلا ، قالت ' ألا يعني هذا أن الشيء الوحيد الذي كسبه الأشخاص في الروايات هو السمعة السيئة من دون سبب وجيه '

على الرغم من أن هذا كان مضحكا إلا أنه كان صحيحا أيضا و غير معقول في نفس الوقت فمثلا عندما تتم إبادة عائلة او عشيرة ، لماذا لا يفعل أي أحد شيئا و يتصرفون و كأن الأمر لا يعنيهم حتى أنهم يفرحون بمصيبة الآخرين .

كان كل هذا متعلقا بالمصالح و الفوائد ، لكن عندما يكون عشوائيا هكذا يصبح هذا الفعل المتمثل في القتل و الإبادة أمرا سخيفا .

و الأسخف منه هو أن يقوم ابطال الروايات بذلك ، فأن يقوم البطل الذي لا يتجاوز عمره العشرين بإبادة عشيرة او طائفة عمرها مئات السنين بمفرده من دون أي تداعيات ، كان هذا غير مقبول و يستغبي عقول القراء .

(م / م : لا تأخذوا بكلامي فوق لأنني أنتظر بفارغ الصبر متى يقوم ابطال الروايات بالقتل و الإبادة الجماعية و النهب ههههه )

****

سار شياو تيانياو في الممرات القديمة و المتهالكة و مع ذلك فقد جعله الجو من حوله يبدوا و كأنه كان يسير في ممرات القصر الفخمة .

همس شياو تيانياو : سو يو ، تعال إلى هنا .

فجأة ظهر سو يو على يسار شياو تيانياو و على وجهه كان هنالك تعبير خطير ، قال : هل حدث شيء ؟

قال شياو تيانياو بصوت بارد : إستعد ، سنغادر .

إيه ، تفاجىء سو يو عندما سمع هذا ، قال : هل إستيقظت ؟

أومأ شياو تيانياو برأسه ، قال : لقد تأخرنا كثيرا .

قال سو يو بصوت ثابت : أمرك .

ليختفي في العدم مثل ما جاء .

واصل شياو تيانياو المشي حتى وصل إلى قاعة كبيرة بعض الشيء ، و في كل المكان المتهالك بدت هذه القاعة مكانا يمكن العيش فيه .

داخل القاعة كان تشانغ ليان جالسا مع عقد رجليه و حوله كان هنالك طاقة مشؤومة تلتف عليه في شكل خيوط رقيقة حمراء دموية .

كان تشانغ ليان مغمضا عينيه و خاليا من التعابير و لم تعرف ما كانت حالته النفسية فللوهلة الأولى سيظن المرء أنه مجرد تمثال جامد .

فجأة فتح تشانغ ليان عينه ببطأ ، قال في نفسه ' هناك زائر ، ترى ماذا يريد ؟ '

نهض تشانغ ليان و تبددت كل الطاقة المشؤومة التي كانت من حوله و في أقل من ثانية كان تشانغ ليان قد فتح الباب بالفعل .

كان لشياو تيانياو تعابير وجه باردة و فور أن فتح الباب لم يقل أي شيء حيث تخطى تشانغ ليان و جلس .

عند رؤية هذا ، قال تشانغ ليان في نفسه بإزدراء ' طفل لا يعرف علو السماء من الأرض ، لنرى ماذا يريد ؟ '

كان من الطبيعي أن يفكر تشانغ ليان هكذا في شياو تيانياو ففي العادة إحترم الأضعف الأقوى مهما كان المسار الذي إختاروه .

و هذا الإحترام لم يكن لدى شياو تيانياو حيث كان متغطرسا .

جلس تشانغ ليان مقابل شياو تيانياو و ما فصل بينهما كان طاولة صغيرة و هشة .

على الرغم من أن الهالة على تشانغ ليان كانت أقوى و أكثر إستبدادا من شياو تيانياو إلا أن الأخير لم تكن له أي مشاكل .

و بدلا من هذا كان شياو تيانياو يبدوا و كأنه هو صاحب المكان فقد كان مرتاحا أكثر من اللازم .

كان تشانغ ليان هو أول من بادر بالكلام ، سأل : هل إستيقضت ؟

أجاب شياو تيانياو : نعم ، لقد فعلت .

ليقول شياو تيانياو بعد ذلك ، سأل : ماذا تريد لسداد الدين ؟

رفع تشانغ ليان حاجبا عندما سمع هذا ، لكنه سرعان ما قال بتعبير جليل : لا أريد شيئا .

ظهر إبتسامة مسلية على وجه شياو تيانياو عندما فكر ' يالها من نكتة جميلة لكنها ليست مضحة ' ، قال شياو تيانياو بعد ذلك : هل أنت واثق ؟

فقد عرف شياو تيانياو أن لا شيء مجانيا في هذه الحياة و هو ليس غبيا ليقوم بتصديق أمر قيام تشانغ ليان بمساعدة ليو تشينغ روي من دون أي سبب وجيه .

قال تشانغ ليان بنبرة هادئة : نعم أنا واثق ، إذا إنتهيت من عملك يمكنك الخروج .

عندما أنهى تشانغ ليان كلامه ضيق عينيه و صب بعض الضغط ناحية شياو تيانياو .

لكن على عكس المتوقع ، لم يتأثر شياو تيانياو بهذا الضغط القادم من تشانغ ليان و قام بإراحة رأسه على يده ، قال شياو تيانياو : أنت متسرع كثيرا أيها العجوز ، فأنا لن أسمح لأي شخص أن يدين لي .

ضيق تشانغ ليان عينه ، قال في نفسه ' متغطرس '

لكن تشانغ ليان لم يقل شيئا بعد ذلك حيث كان يفكر في شيء ما ، و بعد عدة دقائق قال : أريد الفتاة .

بردت عيون شياو تيانياو عندما سمع هذا و كان على وشك قول شيء ما عندما قاطعه تشانغ ليان ، قال : أريد الحديث معها .

رفع شياو تيانياو حاجب عندما سمع هذا فهو لم يتوقع أن يكون طلب تشانغ ليان هو لقاء ليو تشينغ روي ، لكن بعد التفكير في الأمر وجد الأمر مسليا و قد رغب معرفة هدف تشانغ ليان من الحديث مع ليو تشينغ روي .

قال شياو تيانياو : نعم لك ذلك .

2022/01/22 · 446 مشاهدة · 2165 كلمة
نادي الروايات - 2024