إتبع تشانغ ليان شياو تيانياو إلى الغرفة حيث كانت ليو تشينغ روي و بما أنها لم تكن بعيدة عن المكان الذي أقام في تشانغ ليان ، سرعان ما وصلا .
كان كل من تشانغ ليان و شياو تيانياو يقفان عند الباب ، بعد ذلك إستدار تشانغ ليان إلى شياو تيانياو و قال : أريد الحديث معها لوحدها .
قال شياو تيانياو بإبتسامة : لك ذلك .
فقد أراد شياو تيانياو معرفة ما يريد تشانغ ليان الحديث عنه مع ليو تشينغ روي و وجد الأمر مسليا أكثر عندما طلب تشانغ ليان الحديث بشكل منفصل .
عند سماع شياو تيانياو يقبل ، تنهد تشانغ ليان و في عينيه كانت هنالك الكثير من المشاعر المختلطة .
" صرررر "
فتح الباب بصوت صرير عالي و فور إتساع الرؤية تقدم تشانغ ليان مسرعا و عدل وضعية نوم ليو تشينغ روي حيث ما زالت جالسة و هي متكأة على الحائط .
تمتم تشانغ ليان : مهمل .
على الرغم من أن شياو تيانياو تمكن من سماع تمتمات تشانغ ليان الخافتة إلا أنه لم يقل له شيئا ، قال في نفسه و قد كان تعبيره عابسا قليلا ' لا أصدق أنني نسيتها '
فبعد أن لم تجب ليو تشينغ روي على أسئلة شياو تيانياو لم يهتم الأخير بها حيث كان لديه مئات الأشياء لتفكير فيها .
لكن في النهاية لم يكن الإهتمام شيئا يجيده شياو تيانياو و حتى ليو تشينغ روي لن تهتم بهذه المشاعر .
بعد تعديل وضعية ليو تشينغ روي أغلق تشانغ ليان الباب في وجه شياو تيانياو بصوت عالي دلالة على عدم الرضى ، ليقوم بعد ذلك بالجلوس على الكرسي بجوار سرير ليو تشينغ روي .
لم يطل إنتظار تشانغ ليان فسرعان ما إستيقضت ليو تشينغ روي .
كان سعال ليو تشينغ روي الحاد هو ما أيقضها من نومها ، كانت ألام الرأس الحادة ما تزال موجودة أيضا ، قالت ليو تشينغ روي بنبرة كئيبة : لا أمل .
فقد ملت ليو تشينغ روي من كل هذه الألام و لم تعد تتحملها .
لكن فور قولها لهذا سمعت صوتا خشنا يوافقها الرأي ، قال الصوت : نعم ، أنت محقة فلا أمل لك .
إستدارت ليو تشينغ روي بسرعة و رأت تشانغ ليان جالسا بجانبها ، قالت في نفسها ' هل حان موعد الزيارة ، ففي البداية هناك شياو تيانياو و الأن عجوز الجبل .
لا تقولوا لي أن سو يو سيأتي لاحقا .
لكن ماذا يريد هذا العجوز مني أيضا ؟ '
تنهد تشانغ ليان و قال : سأكون مباشرا في الحديث .
لدي أسئلة و أريد معرفة إجابتها .
عند سماع هذا ، قالت ليو تشينغ روي ساخرة في نفسها ' هاقد بدأ الشوط الثاني من الإستجواب '
قالت ليو تشينغ روي مخاطبة تشانغ ليان بصوت ضعيف : سيكون هذا على حسب إن كنت أعرف الإجابة أم لا .
قال تشانغ ليان : أنت ، هل تعرفين من سممك ؟
ردت ليو تشينغ روي على سؤال تشانغ ليان بإبتسامة و لكن ليس بإبتسامة حيث لم تصل إلى عيونها ، قالت : نعم ، أنا أعرف من فعل .
سأل تشانغ ليان : إذن من هم ؟
بدل الإجابة على تشانغ ليان ، ردت عليه ليو تشينغ روي بسؤال آخر ، قالت : في ماذا يهمك ذلك ؟
عندما سمع تشانغ ليان هذا السؤال ، تقوست شفتيه في إبتسامة و في عينيه متباينة الألوان كانت هنالك نية قتل عميقة ، قال : أريد تصفية الحسابات مع بعض الأشخاص .
عندما سمعت ليو تشينغ روي هذا ، قالت في نفسها ' أوه ، هذا يبدوا مثيرا للإهتمام لكن هنالك شيء يجب علي التأكد منه اولا قبل إصدار الأحكام '
قالت ليو تشينغ روي : إذن لا بد من أنه سيكون هنالك بعض الأشخاص المنحوسين لكن ماذا فعلوا لك ؟
قال تشانغ ليان : أوه ، إذن لقد نسينا الناس بالفعل على الرغم من أنه لم يمر الكثير من الوقت .
سألت ليو تشينغ روي : إذن ، ماذا حدث في ذلك الماضي الذي ليس ببعيد و لا بقريب ؟
قال تشانغ ليان مع وميض عينه اليمنى الحمراء المحتقنة بالدماء ، سأل : هل تعرفين من أنا ؟
إستغبت ليو تشينغ روي نفسها و قالت : رجل عجوز ؟
عندما سمع هذا ، سخر تشانغ ليان و قال : هذا صحيح ، أنا رجل عجوز عمره ثلاث قرون .
و قد ناداني الناس في ذلك الوقت بالطبيب الشيطاني.
هل تعلمين ماذا فعلت لينادوني بهذا الإسم ؟
كان لدى ليو تشينغ روي فكرة تقريبية عن سبب تلقيب تشانغ ليان بهذا اللقب ، لكن الأخير لم يتركها تفكر في هذا الأمر كثيرا حيث سرعان ما رد تشانغ ليان على سؤاله .
حيث قال بإبتسامة قبيحة بينما تشكلت حوله هالة متذبذبة : لقد قتلتهم ، قتلت عشيرتي ، قتلت عائلتي ، قتلت زوجتي في ليلة ذات القمر المكتمل ، لقد قمت بإبادة كل نسل عائلتي و بقيت لوحدي .
لم أكتفي بهذا فقط ففي اليوم التالي قمت بإبادة عشيرة أخرى و صقلت كل أجسادهم و قواعد زراعتهم لصعود في زراعتي .
لم أترك كبيرا أو صغيرا ، إمرأة أو عجوزا و الشيء الوحيد الذي تبقى منهم هو هذا التشي الملوث على سلسلة الجبال هذه .
أليس هذا رائعا كون أن هذا التشي الملوث لم ينفذ حتى الأن و بقي حتى هذه اللحظة .
لكن عندما رأيتك ، إكتشفت أنني لم أقم بإقتلاع العشب و إبادة الجذور و أن هذا العشيرة لا تزال موجودة في هذا العالم .
توقف تشانغ ليان عن حديث لفترة ، في ذلك الوقت لم تقل ليو تشينغ روي أي شيء أيضا حيث فكرت ماليا في ما قاله تشانغ ليان .
على ما يبدوا أن ما قاله تشانغ ليان لم يكن كل ما عنده ، حيث واصل الكلام .
خفت صوت تشانغ ليان و مد يده المتجعدة ناحية ليو تشينغ روي حتى وصلت لرقبتها ، قال : لذا يا صغيرتي ، عليك أن تفهمي من هذا الكلام أنني لست رجلا لطيفا و السبب الوحيد الذي جعلني أنقذك هو معرفة أخبار عن تلك العشيرة القديمة .
لذا كفي عن المماطلة و أجيبيني ، من سممك ؟
على الرغم من أن يد تشانغ ليان كانت على رقبة ليو تشينغ روي و بنقرة واحدة يمكنه أن يرسلها في رحلة سريعة إلى العالم السفلي إلا أن ليو تشينغ روي لم تظهر أيا من مشاعر الخوف أو تعابيرات دلت على ذلك .
حيث كانت عيون ليو تشينغ روي مثل بركة زرقاء متجمدة و هي تنظر إلى يد تشانغ ليان ، قالت : لكنني سمعت شيئا آخر أيها العجوز تشانغ ، هل تريد أن تعرف ماذا سمعت .
رفع تشانغ ليان حاجب عندما سمع ما قالته ليو تشينغ روي ، قال في نفسه ' كيف عرفت أسمي ؟ '
لم تهتم ليو تشينغ روي حول ما فكر فيه تشانغ ليان ، حيث بدأت بالكلام بالفعل و لوهلة بدت و كأنها كانت تعيش في ذلك الوقت بالفعل ، قالت : قبل ثلاث مئة عام ، كانت العشائر القديمة هي من كانت تحكم على الأرض .
كان هنالك الكثير من العشائر لكن من حكم حقا كان اربع عشائر مثل عدد الممالك الأن .
كانت عشيرة تاي مختصة في فن السيف .
عشيرة شين المختصة في فنون القتال المختلطة .
عشيرة يو المختصة في السموم و عشيرة تشانغ التي إختصت في الطب .
عند قولها لهذا ، أخذت ليو تشينغ روي لمحة على تشانغ ليان قبل أن تواصل : و أنت أيها الطبيب الشيطاني كنت زعيم عشيرة تشانغ .
لكن كل هذا لا يهم حقا الأن فعشيرة تشانغ كنت أنت من أبدتها منذ زمن طويل لكن لدي سؤال .
كيف قتلت عشيرتك ، هل عذبتهم أم قتلتهم بضربة واحدة ؟
عندما سمع تشانغ ليان ما قالته ليو تشينغ روي ، أصبحت يده الممسكة برقبتها ضعيفة و من دون أي قوة .
عند رؤية هذا ، قالت ليو تشينغ روي : هلا أخبرتني بشعورك عندما كنت تسمع صوت أهات عشيرتك ، صراخهم و هم يتألمون .
لا بد من أن هذا كان صعبا عليك ، لكنك في الواقع إخترت أفضل خيار .
فعشيرتك لن تستطيع حتى الشعور بالضغينة إتجاهك مع أجسادهم تذوب من الداخل .
و لو إستطاعوا الكلام لقاموا بشكرك بالتأكيد ، خاصة أنك قتلتهم في ليلة جميلة عندما كان القمر بدرا و ذهبت في اليوم التالي للإنتقام لهم .
لذا لا تقل عن نفسك بأنك شرير أيها العجوز تشانغ ، فلا أحد ألطف منك .
و ربما يكون سببك لمساعدتي هو عدم جعل نفسك تندم و إكمال ما بدأته قبل ثلاث مئة عام .
كان تشانغ ليان قد سحب يده منذ وقت طويل من رقبة ليو تشينغ روي و قد كان بصره موجها للأسفل .
نظرت ليو تشينغ روي بشكل جانبي إلى تشانغ ليان الذي كان من الواضح أنه كان غارقا في تفكيره ، قالت في نفسها ' من ردت فعله ، يبدوا أن ما قلته كان صحيحا حيث ربطت المعلومات من الرواية و سؤال تشانغ ليان حول من سممني .
فعلى الرغم من أن هذه القصة لم تكتب في الرواية إلا أنه لا يحتاج من المرء أن يكون ذكيا لربط الخيوط ، لكن من كان يظن أن عجوز الجبل الذي لا يعرف إلا الثناء على البطل ورائه قصة مثل هذه . '
عم صمت قاتل الغرفة ، و كان تشانغ ليان هو من كسره ، قال : لقد أخطئت في شيء واحد يا فتاة ، لأن لا أحد قام بشكري ، لا أحد .
أنت لم تري أعينهم و هم ينظرون إلى السيف الدموي خاصتي ، فعلى الرغم من أنهم لم يستطيعوا الكلام و كانوا قد نسوا معظم ذكرياتهم إلا أنهم ما يزالون ينظرون إلي بأعين تخللها الخوف ، الحيرة و عدم الرغبة .
أنت لم تري دموعهم التي غسلت سيفي الدموي و لم تسمعي صراخهم الأخير الذي تخلله اليأس .
أنت لم تري أيضا عيونهم التي كانت تصبح خافتة في كل مرة أفشل في إيجاد العلاج .
قالت ليو تشينغ روي ردا على كلام تشانغ ليان : إذن ، شكرا لك يا عجوز الجبل لمساعدتي .
عندما سمع تشانغ ليان هذا هربت ضحكة خافتة من شفتيه ، قال : لا تشكريني بهذه السرعة يا فتاة فأنت لا تعرفين شعور رؤية الجلاد .
لا في الواقع ما رأيك أن أكون أنا الجلاد الذي سيريحك من تلك السموم ، لكن قبل كل هذا أخبريني من سممك .
عندما سمعت ليو تشينغ روي هذا ، إرتفعت شفتيها المتيبسة في إبتسامة ، قالت : لا تتسرع أيها العجوز تشانغ فموتي ليس شيئا تقرره أنت .
رفع تشانغ ليان حاجب عندما سمع هذا ، قال : ما زلت متفائلة ؟
قالت ليو تشينغ روي : لست متفائلة بل واثقة .
إرتفعت شفتي تشانغ ليان في إبتسامة ، قال : أنت تعلمين أنك تأخرت عن العلاج ، أليس كذلك ؟
لن يستطيع جسمك تحمله .
قالت ليو تشينغ روي : أنا لا أقصد العلاج الطبيعي بالأبر و النقع في الحمامات الطبية و الأعشاب .
قال تشانغ ليان : إذن ماذا ؟
ردت ليو تشينغ روي : الجراحة .
أصبح تعبير تشانغ ليان جادا ، سأل : هل تعرفين ماذا تقولين ؟
أجابت ليو تشينغ روي : نعم أنا أعرف و أعرف أنك مدرك جيدا لما أعنيه أيضا .