لم تجد ليو تشينغ روي أي مشكلة عند النزول من الجبل خاصة مع كونها لم تخط خطوة واحدة .
فقد أثبت شياو تيانياو أنه حامل سلع جيد طوال الرحلة فحتى نسمة هواء خفيفة لم تستطع المساس بليو تشينغ روي و لم يكن عليها القلق من شفرات التشي الملوث .
أثناء النزول ، لاحظت ليو تشينغ روي وجود الكثير من المزارعين على الجبل ، على غرار المرة الأخيرة حيث كان بالكاد فارغا .
فجأة قام أحد هؤلاء المزارعين بالوقوف في طريق شياو تيانياو و سو يو ، لكن للأسف لم يقم شياو تيانياو حتى بالنظر إلى ذلك المزارع و قام بتخطيه ببساطة .
شعر ذلك المزارع بالغضب حيث صر أسنانه ، قال في نفسه ' كيف يتجاهلني نكرة لا يعرف شيئا ؟ '
في أقل من ثانية كان هذا المزارع أمام شياو تيانياو مرة أخرى ، لكنه للأسف لم يستطع فعل الكثير عدى السؤال بأدب ، قال مع إخراج صورة من أكمامه الواسعة ' هل رأيتم هذا الشخص ؟ '
مع كل كلمة قالها هذا المزارع كان هنالك ضغط ساحق لملك فراغ .
رفع شياو تيانياو حاجب عندما رأى هذا ، قال في نفسه ' لقد خرجت الفئران من جحورها إذن '
لكن للأسف لم يكن شياو تيانياو يهتم بهذا على أي حال حيث أطلق ضغطه الذي أثبت كونه إمبراطورا قتاليا و مر من دون أن يقول أي كلمة لذلك المزارع .
كاد قلب المزارع الغامض أن يتوقف عندما شعر بالضغط القادم من شياو تيانياو لكنه بعد مرور بعض الوقت قال في نفسه ' أنا محظوظ ! '
لكن ...
واصل المزارع الغامض التفكير ' ستنقلب الأمور قريبا '
****
كان التبادل بين شياو تيانياو و المزارع الغامض قصيرا جدا ، لكنه كان كافيا لليو تشينغ روي لرؤية الصورة التي حملها .
قالت في نفسها ' يبدوا أن تشو باي ما يزال ملاحقا '
فتلك الصورة لم تكن لأحد آخر غير تشو باي حيث كان مطالوبا من قبل المملكة الشمالية لجرائمه .
لكن بعد بعض الوقت شعرت ليو تشينغ روي بالغرابة بعض الشيء حيث لاحظت أن المزارعين الذين كانوا يتبعونه كانوا كلهم يمتلكون قواعد ملك قتالي .
قالت في نفسها مستغربة ' متى إمتلكت المملكة الشمالية كل هذه القوة لدرجة إرسال الكثير من مزارعين في رتبة ملك لإتباع شخص واحد ؟ '
فحسب ما تعرفه ليو تشينغ روي كان الأشخاص الذين إمتلكوا زراعة ملك قلائل حيث كان هنالك أربع أو خمس في كل مملكة .
لكن مع مرور الوقت أصبح وجه ليو تشينغ روي عابسا حيث تشكلت بعض السيناريوهات غير مرغوبة في رأسها .
تنهدت ليو تشينغ روي في نفسها ، فكرت بتعب ' أرجوا أن لا يكون ما أفكر به صحيحا .
فإن كان ، فسأنتهي ! '
***
كانت رحلة صامتة ، فمن اللحظة التي خرج منها شياو تيانياو ، ليو تشينغ روي و سو يو من نطاق جرف الرياح و مرورا بقرية الحجر الأسود حتى أثناء العودة إلى عاصمة المملكة الشرقية .
لم يقل أي من الأطراف الثلاثة أي شيء ، فلا أحد منهم كان من محبي التحدث على أي حال خاصة أن لكل شخص أمور لتفكير فيها .
لقد إستغرقت الرحلة من جرف الرياح إلى العاصمة الملكية سبعة أيام و سبعة ليالي ، و كان هذا فقط بسبب سرعة شياو تيانياو و سو يو حيث لم يستريحا مطلقا .
في صباح اليوم الثامن كان شياو تيانياو و ليو تشينغ روي و سو يو قد وصلوا إلى العاصمة .
لاحظت ليو تشينغ روي أن كل شيء ما يزال على حاله فمازال الناس هنا و هناك يتجهزون لبدأ يومهم ، لكن داخليا أدركت ليو تشينغ روي أن هذا سيتغير قريبا و سيتعين على الكثير من الناس تبديل روتينهم .
من بعيد إستطاعت ليو تشينغ روي رؤية أبواب قصر شياو السوداء الواسعة .
كان للين مينغ فينغ تباين واضح مع البوابة السوداء ، فمع شعر أزرق باهت و ردائا سماويا إستطاع البروز من بين عشرات الناس المارين عليه .
خاصة مع تعابير وجهه الرواقية التي جعلته يبدوا بعيدا و مختلفا عن جميع الناس .
كل هذا جعل لين مينغ فينغ بارزا حيث إستطاعت ليو تشينغ روي رؤيته من بعيد ، قالت في نفسها ' لين مينغ فينغ ، يد شياو تيانياو اليمنى ، هل يوجد شيء ما ؟ '
فلين مينغ فينغ لم يأت بالتأكيد إلى هنا في الصباح الباكر لأنه يحب ذلك ، بل أتى من أجل شياو تيانياو ، لكن ماذا كان الشيء الذي أتى من أجله ؟
كان هذا غامضا !
فتحت ابواب قصر شياو مرحبة بسيدها ، لكن و على غير المتوقع لم يكن هنالك أي شخص لترحيب به .
توقف الحصان العالي عن سيره عند سحب شياو تيانياو للجامه و نزل بسرعة .
ليقوم شياو تيانياو بإنزال ليو تشينغ روي كما إعتاد أن يفعل طيلة الرحلة .
حيث أمسكها من خصرها بكلتا يده و قام بإنزالها .
في تلك العملية التي لم تدم إلا عدت ثواني ، كان لا بد من أن تلتقي عيون شياو تيانياو السوداء الصوفية و أعين ليو تشينغ روي الزرقاء الصافية .
قال بصوت بارد : عودي إلى غرفتك .
أومأت ليو تشينغ روي برأسها عند سماعها للأمر ، قالت في نفسها مع تدوير عينيها ' إلى أين اذهب غير ذلك المكان على اي حال ؟ '
لم يطل شياو تيانياو البقاء فقد كان قد غادر المكان بالفعل مع سو يو و لين مينغ فينغ على يساره و يمينه على التوالي .
تنهدت ليو تشينغ روي بعمق و إستدارت بإتجاه الغرفتها فقد شعرت بالقليل من الإرتياح .
قالت ليو تشينغ روي في نفسها مع نظرة باردة ' أنا أكره هذا المكان حقا ، لكنه على الرغم من ذلك ما يزال أفضل من تلك القرية او جرف الرياح '
أثناء سيرها ، لاحظت ليو تشينغ روي أن القصر كان فارغا تقريبا فنادرا ما كانت ترى خادما أو إثنان بعد أن كان قبل رحيلها يعج بالناس .
قالت ليو تشينغ روي في نفسها ' لا أصدق أن هذا قد بدأ بالفعل '
فعدم وجود خدم كثر بالقصر كان يعني شيئان .
إما أن قوة سيد القصر كانت في تراجع و لم يكن يمتلك حتى المال الكافي لدرجة قيامه ببيع خدمه .
( م / م : ماذا ، هل توقعتم أن الخدم سيستقيلون ، للأسف لايمكنهم هذا لأنهم عبيد من الأساس !! ، و أنا بالتأكيد لا أكتب تصنيف الشوجو الخالي من المشاكل أو شيئا رومنسيا )
أو لم يعد هؤلاء الخدم موجودين في هذه الحياة .
قالت ليو تشينغ روي في نفسها ' إن الخيار الثاني هو الأكثر ترجيحا فمن الواضح أن حالة شياو تيانياو المادية كانت جيدة إذن هذا يعني ... '
واصلت ليو تشينغ روي التفكير و قد أصبحت عيناها أضيق شيئا فشيئا ، قالت في نفسها ' هذا يعني أن الإمبراطور بدأ بإتحرك بالفعل .
فهؤلاء الخدم لم يعودوا موجودين في هذا العالم لأجل لا شيء و لا بد من أن تحركاتهم كانت فاضحة لدرجة فضح أنفسهم كونهم جواسيس . '
ففي الرواية الأصلية ، لم يكن تشو باي هو السبب الوحيد لموت شياو تيانياو بل كان هنالك عدت عوامل لعبت في هذا ، و من كان لديه الفضل الأكبر في موت شياو تيانياو كان بلا شك إمبراطور المملكة الشرقية .
الإمبراطور مينغ .
قالت ليو تشينغ روي في نفسها ساخرة ' لم يكن الإمبراطور مينغ يستطيع النوم حتى أثناء وجود شياو تيانياو في العاصمة و قد جعله هوسه و ضعفه و حتى خوفه من شياو تيانياو يصل إلى درجة التآمر عليه مع مملكة أخرى '
كان هذا مضحكا حقا ، فلا يزال مقبولا أن يتحالف جنرال مملكة مع مملكة معادية لأخذ الحكم .
لكن أن يقوم إمبراطور المملكة شخصيا بالتحالف مع مملكة أخرى ضد جنراله الذي ظل طيلة العام يحرص الحدود .
كان هذا غير مقبول أبدا !!
كما و قد أثبت هذا الفعل الجبان و الغادر في نفس الوقت أيضا أنه لم يكن هنالك أي مستقبل للملكة الشرقية .
فماذا ننتظر من إمبراطور وصل لدرجة كبيرة من الغباء جعلته يتناسى أن شياو تيانياو لم يكن الخطر الوحيد و إنما هنالك المزيد من الضباع .
لذا بتعبير آخر ، كان الإمبراطور مينغ يدعوا الضباع إلى منزله من دون أن يدرك حتى .
فلو كان الإمبراطور مينغ يمتلك ذرة من الذكاء لما كان ابدا ليقوم حتى بإظهار أن علاقته مع شياو تيانياو لم تكن جيدة و إنتظر فرصة مناسبة لتخلص من شياو تيانياو بهدوء .
عقدت ليو تشينغ روي يديها أثناء مشيها و إستذكرت كل معلوماتها من الرواية حول موت شياو تيانياو .
فكرت ' كان ظهور ميراث طائفة السماء على حدود المملكة الشرقية و الشمالية و الغابة القديمة فرصة مثالية للقيام بقتل شياو تيانياو .
خاصة أن الإمبراطور مينغ أرسل شياو تيانياو إلى هناك بدون سابق إنذار و لم يقم بتجهيز أي من السلاح و العتاد .
ناهيك عن القيام بهذا ، فقد أمر الإمبراطور من شياو تيانياو الذهاب للقتال على جبهتان من أجل الميراث مع ناس عاديين !! '
أصبحت عيون ليو تشينغ روي ضيقة ، واصلت الحديث في نفسها ' كان هؤلاء الناس مثل علف مدفع فقد كانوا بمثابة إنتحاريين أمام جنود المملكة الشمالية و الناس من الغابة القديمة .
فأمام جنود مدربين أحسن تدريب ماذا يمكن أن يفعل أشخاص لم يعرفوا حتى كيف يضربون لكمة جيدة .
فالناس الذين أعدهم الإمبراطور مينغ لذهاب مع شياو تيانياو في بعثته كانوا مجرد عبيد و قد عانى بعضهم حتى من نقص في التغذية .
عند إرسال هؤلاء الأشخاص إلى مثل هذه المعركة ، الم يكن هذا نفسه الطلب منهم أن يموتوا .
ناهيك عن علف المدفع هؤلاء ، فماذا يمكن لشياو تيانياو أن يفعل من دون جيشه في موجهة هذه الأعداد الكبيرة من الخبراء و المقاتلين الذي قاموا بمحاصرته .
فعلى الرغم من أن شياو تيانياو كان أقوى شخص في ذلك المكان و حتى مع وجود سو يو و لين مينغ فينغ اللذان كانا أسفله بمستوى .
أثبتت صحة المقولة التي تقول : الكثرة تغلب الشجاعة !!
و لم يكن تشو باي إلا سببا إضافيا لموت شياو تيانياو في الأخير . '
إزداد إشمئزاز ليو تشينغ روي من الإمبراطور مينغ عند التذكر كل هذا و شعرت بالشفقة عليه كونه فكر أن شياو تيانياو لم يكن جزءا من قوة المملكة الشرقية و إنما كان جيشه .
فقبل رحيل شياو تيانياو قام الإمبراطور مينغ بسحب كل صلاحيات الجيش من يده و قام بطبيعة الحال بأخذ كل ما عمل شياو تيانياو من أجله في حياته .
قالت ليو تشينغ روي في نفسها ' لكن ما فائدة كل هذا ؟
فإذا ظن الإمبراطور مينغ أن هذا يمكن أن يحميه إذن فهو غبي .
فمن كان يقوم بقمع طموحات الممالك الأخرى كانت قوة شياو تيانياو فقط و ليس شيئا آخر '
تنهدت ليو تشينغ روي بخفة ، قالت في نفسها '
لكن ...
في ماذا يهم هذا ؟
فبعد ظهور العشائر القديمة ، لن يبقى أي حجر في مكانه ! '