على الرغم من أن قصر شياو كان كبيرا و واسعا ، و في نفس الوقت كانت ليو تشينغ روي مرهقة حقا إلا أنها لم تكن إلا مسألة دقائق لتصل إلى غرفتها .

كان كل شيء ما يزال على حاله عدا أن الفنائها الخالي من الزهور غير كسوته البيضاء و نمى العشب الأخضر بإعتدال .

لكن كيف كانت حالة المكان الذي تعيش فيه ، لم يكن هذا يهم ليو تشينغ روي فقد كان نظرها على الفتاة الجميلة الجالسة على الكرسي الحجري في الحديقة و هي تمسك بكأس الشاي بكلتا يديها مع شربه بطريقة ساحرة .

إستطاع مظهر الفتاة الجميل و الهالة الهادئة من حولها على سرقة قلب أي شاب و جعل أي فتاة تشعر بالغيرة .

و مع ذلك لم تكن ليو تشينغ روي شابا و لا ذلك النوع من الفتيات الغيورات أيضا ، قالت في نفسها متسائلة ' ماذا تفعل لين تشوجيو هنا ؟ '

فناهيك عن كون لين تشوجيو واحدة من حريم البطل ، ماذا كان العمل الذي أتت من أجله ؟

فكرت ليو تشينغ روي بموضوعية ' في هذا الوقت من القصة ، لم يكن شياو تيانياو وحده مظغوطا من قبل الإمبراطور و إنما كانت العائلات التي دعمته في المحكمة الإمبراطورية تعاني أيضا .

و بطبيعة الحال كانت عائلة لين و سو من بين تلك العائلات أيضا و في هذا الوقت يجب أن يكونوا حذرين من فعل أي خطأ أو هفوى '

عند سماع خطوات خافتة تأتي من بعيد ، أدارت لين تشوجيو رأسها لترى من القادم و فور أن أخذت لمحة ظهرت إبتسامة جميلة على وجهها اللطيف .

قالت : مرحبا بك يا أميرة .

إبتسمت ليو تشينغ روي بالمثل و قالت : شكرا لك .

كانت لين تشوجيو على وشك النهوض لكن ليو تشينغ روي منعتها حيث قالت : لا داعي .

لتقوم ليو تشينغ روي بالجلوس مقابل لين تشوجيو و لاحظتها عن قرب .

قالت ليو تشينغ روي في نفسها ' هي متوترة '

فعلى الرغم من أنه كانت هنالك إبتسامة جميلة على وجه لين تشوجيو إلا أنها لم تستطع إخفاء توترها و ربما قلقها حتى حيث كانت يدها تتلاعب بخاتمها و إكسسواراتها من دون أن تشعر .

قالت لين تشوجيو بعد جلوس ليو تشينغ روي و في نبرتها كان هنالك أثر للإهتمام و القلق ، سألت : هل أنت بخير يا أميرة ؟

فعلى الرغم من أن لين تشوجيو لم تكن تعرف المكان الذي ذهبت إليه ليو تشينغ روي ، لكنها كانت تدرك أيضا أن شياو تيانياو و سو يو لن يذهبا أبدا إلى مكان ما لتنزه و اللعب .

و مع معرفة الحالة الصحية لليو تشينغ روي ، كانت لين تشوجيو قلقة حقا عليها فقد عرفت أنه إذا إنتكس جسد ليو تشينغ روي مرة أخرى لن تكون لها أي فرصة لنجاة و كان الموت ما ينتظرها .

قدرت ليو تشينغ روي مشاعر لين تشوجيو تجاهها فقد عرفت في ماذا كانت تفكر ، قالت بإمتنان : شكرا على قلقك .

لكن هلا أخبرتني بالشيء الذي يزعجك ؟

تنهدت لين تشوجيو بتعب عندما سمعت هذا ، قالت : هل لاحظت هذا أيضا ؟

لكن لين تشوجيو لم تترك ليو تشينغ روي تجيب حيث واصلت الكلام و قد كان هنالك بعض السخرية ، قالت : ذلك الإمبراطور الحقير ، هل يظن أنه بظغط على عائلتي لين سينجح في ما يريد ؟

فحتى لو تمكن كلبه سيو من الإختراق إلى رتبة إمبراطور قتالي لن يستطيع أن يحمي المملكة الشرقية معه فقط .

قالت ليو تشينغ روي في مفاجأة : هل إخترق حقا ؟

فقد عنت لين تشوجيو بالكلب سيو ، الجنرال سيو الذي كان مثل الخاتم بيد الإمبراطور مينغ .

أجابت لين تشوجيو : نعم لقد فعل و يوجد الكثير من الجنود قد إخترقوا رتبة ملك أيضا .

فربما أنت لا تعرفين كونك لست مزارعة أن التشي في الجو يصبح أكثر كثافة يوما بعد يوم .

أومأت ليو تشينغ روي برأسها و سألت : ماذا حدث أيضا ؟

قالت لين تشوجيو مع الضغط على يدها : لقد أعدمت عائلة سو ، دانغ و فو !

رفعت ليو تشينغ روي حاجب عندما سمعت هذا ، فقد كانت عائلة سو هي نفسها عائلة سو يو و قد كانوا مسؤولين على علاج العائلة الإمبراطورية لأجيال .

بينما كانت عائلة دانغ مسؤولة على صنع الأسلحة و تجهيز الجيش و كانت عائلة فو مسؤولة عن مؤن الجيش و كانت كل هذه العائلات الثلاثة في نفس الوقت من العائلات الموالية لشياو تيانياو .

على الرغم من ليو تشينغ روي عرفت هذه العائلات الثلاث من ذكريات صاحبة الجسد الأصلي و شعرت بالأسف عليهم أيضا لكنها مازالت تفكر في أهم شيء .

قالت في نفسها '

أليست عائلة فو هي العائلة الأم للقرينة شو والدة شين يانشياو !

سألت ليو تشينغ روي مع الضغط على معابدها : بأي تهمة أعدموا ؟

قالت لين تشوجيو بسخرية : أتهمت عائلة سو بمحاولت تسميم أدوية الإمبراطور ، و سو يو مطلوب حاليا في كل ربوع المملكة .

أتهمت عائلة دانغ بتهريب الأسلحة للمملكة الشمالية بينما كانت لعائلة فو تهمة مشابهة حيث أدينت ببيع المؤن الغذائية للمملكة الجنوبية .

ألم يجد تهمة أفضل من هذه ، فلجميع يعرف أن عائلات سو ، دانغ و فو لن يخونوا المملكة الشرقية أبدا و الأن ذلك الحقير وراء عائلتي لين .

سألت ليو تشينغ روي : ماذا حدث للقرينة شو و شين يانشياو إذن ؟

فبعد أن أصبحت القرينة شو من حريم الإمبراطور لم تعد فردا من عائلة فو بل من عائلة شين و لن تعدم بالتأكيد .

قالت لين تشوجيو مع صر أسنانها : لقد أرسلا إلى القصر البارد في نفس الوقت الذي خرجت الإمبراطورة لو سيان و شين يو منه .

كان أمرا مفهوما سبب غضب لين تشوجيو فقد كانت عائلتها على حافة الجرف مع إعدام الكثير من الأشخاص الذين عرفتهم .

لكن ليو تشينغ روي لم تهتم بهذا حيث شعرت أن أحدا ما يسخر منها ، قالت في نفسها ' شين يانشياو ، مازلت تذهبين إلى القصر البارد إذن '

فعلى الرغم من أن ليو تشينغ روي أنقذت شين يانشياو من الوقوع في ذلك المخطط السخيف و غيرت أحداث الرواية إلا أن كل شيء عاد كما كان من المفترض أن يكون .

سألت ليو تشينغ روي بعد ذلك : ماذا حدث لطبيب سو إذن ؟

صرت لين تشوجيو على أسنانها و قالت : لقد أعدم أيضا .

هلا أخبرتني لماذا العالم قاسي لهذه الدرجة ؟

فماذا فعلت عائلتنا للمملكة أو الإمبراطور عدى حمايتهم ؟.

كانت عيون لين تشوجيو ضبابية بدموعها و هي تسأل عن هذا لكنها شعرت بالغرابة عندما رأت ليو تشينغ روي تبتسم .

مدت ليو تشينغ روي يدها و نقرت جبين لين تشوجيو و قالت : أنت محقة ، هذا العالم قاسي بطبيعته لكن الأشخاص أقسى بكثير و في الكثير من الأحيان لا يجني الأشخاص الجيدين ثمن أفعالهم الصالحة .

دائما ما كان عدم الإمتنان طبيعة راسخة في قلوب و نفوس البشر و الإمبراطور مينغ هو نفس الشيء .

فمهما كان الأباطرة أقوياء و دكتاتوريين سيبقون أجبن الأشخاص حيث سيخافون من أن ينهار كل حكمهم ، نفوذهم ، سلطتهم و أموالهم .

هذا النوع من الأباطرة لم و لن يدركوا أبدا أن كل ما لديهم قدمه الوزراء ، الجنود و حتى العوام لهم .

و سيحاولون إبادتهم فور أن يشعروا بعدم الأمان معهم غير مدركين أن فعلهم هذا سيجلب الدمار لهم .

ففي نهر الزمن الطويل كانت هنالك الكثير من الممالك العظيمة و القوية و لن يأتي في بال أي كان أنها ستتدمر في يوم ما .

لكنها تدمرت في النهاية و لنفس السبب أيضا .

فماذا كنت تتوقعين من إمبراطور لا يمتلك الثقة حتى في مرؤوسيه .

عند سماع هذه الكلمات ، كان لدى لين تشوجيو الكثير من الأفكار ، قالت : ماذا تقصدين ؟

أجابت ليو تشينغ روي و في عيونها الزرقاء الزجاجية كان هنالك لمحة من السخرية ، قالت : لن تدوم المملكة الشرقية لفترة طويلة و على الأكثر ستأخذ صفحة واحدة في كتب التاريخ .

تمتمت لين تشوجيو : ماذا عن عائلتي لين ؟

ظهرت إبتسامة و ليست إبتسامة على وجه ليو تشينغ روي ، قالت : إتبعت عائلتك لين الإمبراطور مينغ لأنها وفية ، لكن ماذا ستنال في النهاية .

مرسوما بالإعدام !

ألا تجدين أن كل هذا عبارة عن مزحة كبيرة فالإمبراطور مينغ كان ذئبا ابيض العينين في النهاية و لم يقدر أبدا النعمة التي كان فيها .

في مواجهة شخص لا يعرف الإمتنان ، أفضل شيء هو إعطائه

الجانب البارد و أن تريه معنى العبث معك .

فماذا قدم لك الإمبراطور مينغ ، لا بل ماذا قدمت لك المملكة الشرقية .

لا شيء .

فحتى لو كان هذا المكان هو وطنك الذي ترعرعت و كبرت فيه لماذا عليك أن تموت فيه بتلك الطريقة .

الأرض ستبقى كما هي ، لكن الأشخاص لن يفعلوا .

فما هي فائدة حياتك عندما تفقدين الأشخاص الأعزاء عليك ، عائلتك و أصدقائك .

صدقيني يا صديقتي أنك سترغبين في الموت عند فقدانك لكل الشيء .

فلوطن الحقيقي ليس ارضا فقط و إنما الأشخاص الموجودون فيه .

ففي الحرب ، أنت لا تحارب من أجل الإمبراطور أو قطعة الأرض بل تحارب من أجل عائلتك .

أنت تعرفين ماذا ستكون نهايتك إن بقيتي هنا يا لين تشوجيو و في مثل هذه الحالة لن تفيدك المقاومة .

لذا أنا أنصحك بصدق أن تتخلي عن كل شيء و ترحلي من هذا المكان اللعين قبل أن يوجه السيف ناحيتك .

فكل شيء نسبي في هذه الحياة ، و كانت السعادة هي أسمى هدف يسعى إليه الإنسان .

لذا يا لين تشوجيو ، إبحثي عن سعادتك .

فإن كانت تكمن في العيش بسلام .

عيشي بسلام .

إن كانت تكمن في الإنتقام من هذا الإذلال .

إنتقمي إذن .

لا تهتمي لأي أحد كان ، أنظري فقط إلى هدفك الأسمى و حاربي من أجله كي لا تشعري بالندم في حياتك .

على الرغم من أن ليو تشينغ روي بدت و كأنها كانت تحرض لين تشوجيو للإنقلاب على الإمبراطور مينغ لكنها لم تفعل ، فقد كان هذا أصدق شيء قالته ليو تشينغ روي منذ مجيئها إلى هنا و قالت وجهة نظرها فقط .

فهي لم تهتم أبدا بالأرض او وطنها و إنما إهتمت بعائلتها فقط و ستفعل المستحيل للعودة إليهم .

تغيرت نظرة لين تشوجيو عند سماعها لهذا الكلام ، قالت : في الواقع أنا و لا أحد آخر مضطر للهرب فقد عاد الأمير الأن و سينتقم لنا بالتأكيد .

ظهرت نظرة شفقة في عيون ليو تشينغ روي عندما سمعت لين تشوجيو تقول هذا و شعرت أن كل الكلام الذي قالته الأن كان من أجل لا شيء .

قالت في نفسها ' أسفة لتخييب ظنك لكن شياو تيانياو نفسه سيحتاج شخصا للإنتقام من أجله '

واصلت ليو تشينغ روي التفكير ' لكن يا لين تشوجيو أنت لست مضطرة لذهاب إلى أي مكان لأنني لن أترك أي يد تمسك بسوء فما يزال هنالك عمل من أجلك '

تنهدت ليو تشينغ روي لتقول بعد ذلك بنبرة جادة : لين تشوجيو ، هلا أخبرتني عن موهبتك ؟

...

ملاحظة المؤلفة : سيتم تبديل غلاف الرواية بهذه الصورة لي تحت لأن الغلاف الحالي لا يناسب الرواية .

تحسه رومنسي و بناتي بزيادة .

2022/01/30 · 387 مشاهدة · 1757 كلمة
نادي الروايات - 2024