تفاجئت لين تشوجيو عندما سمعت هذا السؤال فهي لم تتوقع أن تسألها ليو تشينغ روي عن ذلك .
قالت في نفسها ' ترى ماذا تريد ؟ '
فقد رن تحذير لين مينغ فينغ مرارا و تكرارا في ذهن لين تشوجيو بعدم قول اي شيء عن موهبتها الفطرية .
فلين تشوجيو لن تنسى أبدا تعابير وجه لين مينغ فينغ الجادة عندما عرف عن موهبتها .
رأت ليو تشينغ روي التردد في وجه لين تشوجيو ، قالت في نفسها ' إذن ، هي ليست غبية إلى هذه الدرجة '
فقد كان الكشف عن الموهبة الفطرية لشخص ما بمثابة فرمان ( مرسوم ) موته .
فالأفراد الذين إمتلكوا موهبة فطرية كانوا نادرين للغاية ، لكن ندرتهم هذه أتاحت لهم موهبة و إمكانيات أكثر .
كما و قد إختلفت المواهب الفطرية من شخص لآخر و كانت هي ما ميز حامليها فقد إرتكزت قوتهم على مواهبهم حيث إرتبطت إرتباطا كبيرا بزراعتهم .
على الرغم من أن هذا أضاف دفعة كبيرة في قوة إلى الأشخاص الذين إمتلكوا المواهب الفطرية لكن ما يزال هنالك نقطة ضعف لديهم .
فعندما يستطيع الناس معرفة الموهبة ، سيبحثون عن طريقة لقمعها ، إحتوائها و حتى الحصول عليها .
فالخوف من المجهول كان طبيعة الأنسان ، و دائما ما كان وجود أشخاص متفوقين عليه يؤرقه و سيبحث بالتأكيد عن طريقة لقمع نموهم أو الإستفادة منهم .
عند التفكير في هذا ، قالت لين تشوجيو في نفسها ' سينتهي أمري إذا عرف أي شخص بموهبتي '
فقد أدركت لين تشوجيو بطبيعة الحال أن العلاج بتلك الطريقة كان بمثابة معجزة ، فقد ركزت طاقتها على شفاء الجروح الداخلية و الطاقة الداخلية التي لم يكن لها أي علاج .
و في حالة إكتشافها ، خشيت لين تشوجيو بالتأكيد المستقبل الذي ينتظرها ، فقد عرفت جيدا أنه سيكون مظلما بالنسبة لها .
فقد فتحت أفعال الإمبراطور مينغ أعين لين تشوجيو و جعلتها تدرك أن الناس لم يكونوا مطلقا بتلك اللطافة و العفوية التي تخيلتها .
عند ملاحظة صمت لين تشوجيو ، قالت ليو تشينغ روي بإبتسامة لكن ليس بإبتسامة : لقد تغيرت عقليتك في النهاية .
فكرت ليو تشينغ روي ' فلين تشوجيو التي قابلتها قبل شهر لن تتردد أبدا في إخباري عن أي شيء أريد '
لم تعرف لين تشوجيو ماذا كانت تعني ليو تشينغ روي بقولها هذا ، فلفرصة لم تسنح لها حيث باشرت الأخيرة بالكلام .
قالت ليو تشينغ روي : موهبتك الفطرية لها علاقة بالشفاء و تستطيع علاج الجروح الداخلية ، حيوية الأشخاص و طاقتهم الداخلية .
كل هذا عن طريق نقل هالتك إليهم !
على الرغم من أن هذا مستحيل تقنيا ، لكنه ليس كذلك بالنسبة لك حيث أتاحت لك موهبتك الفطرية إكتساب هالة متوازنة بين اليين و اليانغ جعلت أجساد جميع الناس تحت السماء تمتلك قابلية لقبول هالتك .
قالت لين تشوجيو في مفاجئة حيث لم تستطع إلا أن تصبح أكثر حذرا : كيف عرفت ؟
أنا لم أخبر أي أحد عن هذا !
قالت ليو تشينغ روي : لست مضطرة لتخبريني كي أعرف فكل شيء واضح خاصة أنك قد عالجتني من قبل .
قالت لين تشوجيو بنبرة متشككة : أستطيع أن أتقبل كون أنك عرفت أنني أستطيع شفاء الجروح الداخلية و الحيوية ، لكن كيف عرفت أنني أمتلك هالة مميزة ؟
فقد كانت لين تشوجيو تدرك بطريقة أو بأخرى أنه إذا إنتشرت هذه الأخبار لن يكون جيدا ما سينتظرها .
و الأن أصبحت أولوية لين تشوجيو هي معرفة كيف عرفت ليو تشينغ روي كل هذا .
فقد تعلق الأمر الأن بمستقبلها .
ردت ليو تشينغ روي على سؤال لين تشوجيو بإبتسامة ، قالت :
هذا سر .
قالت ليو تشينغ روي في نفسها ' فأنا لن أستطيع إخبارك أنني قرأت كل هذا في رواية ما .
أليس كذلك ؟ '
لتسأل ليو تشينغ روي أيضا : لين تشوجيو ، ماذا تظنين ثمن إستعمال هذا المهارة ؟
صمتت لين تشوجيو عند سماعها لهذا السؤال ، فحتى هي لم تكن تعرف الثمن .
لكن بعد عدت ثواني ، قالت : تعب ، إرهاق .
هذا كل ما شعرت به و أظن أن هذا هو الثمن .
ردت ليو تشينغ روي عليها بصوت بارد ، قالت : خطأ ، أنت مخطئة يا لين تشوجيو فثمن إستعمال موهبتك هو طاقة حياتك .
إتسعت عيون لين تشوجيو عندما سمعت هذا و شحب وجهها بدرجة ، تمتمت : هل كنت أضيع وقتي ؟
صبت ليو تشينغ روي الماء البارد على لين تشوجيو و قالت ببرود : نعم ، لقد كنت تضيعين وقتك ، لا أعرف كم تحديدا .
فربما هي أيام ، شهور ، سنوات لا أحد يعرف .
فعندما كنت تظنين يا لين تشوجيو أنك كنت تعالجين الناس كنت تقومين بمبادلت حيوتك الخاصة و عمرك الثمين معهم .
فهل ظننت أنه لقدرة معجزة مثل هذه لا يوجد ثمن لها .
قالت لين تشوجيو بإبتسامة لكن ليس بإبتسامة : نعم ، لقد ظننت هذا .
ظننت أنه مع موهبتي ، لن أجعل أي شخص يعاني .
ظننت أنها كانت هدية لإنهاء معانات الكثير من الأشخاص و جعلهم ينسون الأمراض و الأسقام .
يبدوا أن ما قلته لي من قبل كان صحيحا يا أميرة .
لقد كنت أضيع وقتي !
سألت ليو تشينغ روي : و هل تندمين على فعلك لهذا ؟
أعني هل تندمين لأنك عالجتني ؟
عند سماعها لهذا السؤال ، ردت لين تشوجيو من دون أي تردد : لا ، أنا لا أندم .
إن الحياة جميلة و ثمينة كثيرا و أنا سعيدة لأنني إستطعت حفظها .
صمتت ليو تشينغ روي عندما سمعت هذا ، فقد كان من النادر إيجاد شخص يقدر الحياة في هذا العالم .
و من سوء حظ لين تشوجيو أن تقديرها للحياة كتب لها نهاية مأساوية .
الإمتصاص من قبل البطل عن طريق الزراعة المزدوجة !
سألت لين تشوجيو بعد ذلك : إذن ، ماذا تريدين يا أميرة ؟
فقد كانت لين تشوجيو مؤلوفة مع شخصية ليو تشينغ روي و قد عرفت أنها لن تتحدث عن هذا من دون أي سبب وجيه .
عندما سمعت ليو تشينغ روي هذا ، وضعت يدها على خدها و إتكأت على الطاولة ، قالت : لم أكن أريد أن أشعر بالذنب أو الشعور بأن أحدا ما يدين لي .
أنا أكره هذا !
قالت لين تشوجيو : ماذا تقصدين بذلك ؟
أجابت ليو تشينغ روي بتعب : أنت تعرفين حالتي الصحية يا لين تشوجيو ، لم يتبقى لي الكثير من الوقت .
خفضت لين تشوجيو عينيها و قالت : أنا أسفة ، لم أستطع مساعدتك .
قالت ليو تشينغ روي ببعض الإنفعال : لا تهتمي بهذا ، لأنك تستطيعين .
أنا لن أموت بسبب بعض السموم .
لا اريد هذا !
قالت ليو تشينغ روي في نفسها ' لا أريد أن أموت بسبب شخصيات سخيفة .
لا أريد أن يتحقق ما كتب في تلك الرواية اللعينة ! '
تنهدت لين تشوجيو ، قالت : أنت تريدين مني أن أساعدك إذن .
أومأت ليو تشينغ روي برأسها ، قالت : أعرف أنني أطلب الكثير .
لكن أرجوا أن تستجيبي لطلبي و أنا بالتأكيد سأرد مساعدتك .
قالت لين تشوجيو متشككة : إذا أردت مني المساعدة ، لماذا أخبرتني أن الثمن هو طاقة حياتي .
فأنت تعرفين جيدا أنني لن أرفضك أبدا .
و لماذا تخبرينني أيضا أن أشارك في صفقة خاسرة .
قالت ليو تشينغ روي بتعب : لن ألومك لشكوكك ، لكن لقد قلت لك من قبل .
أكره أن يدين لي شخص ما .
و دين الحياة هو شيء لا أستطيع تحمله !
سألت لين تشوجيو : في ماذا سأساعدك إذن ؟
فحالتك ميؤوس منها و لن يستطيع جسمك تقبل العلاج بسبب ضعفه .
ناهيك عن العلاج ، فحتى موهبتي الفطرية بالكاد تفيد في هذه المرحلة .
قالت ليو تشينغ روي : في الواقع ، ليس بالظرورة أن أحتاج لمساعدتك .
إنه فقط في حالة الفشل .
قالت ليو تشينغ روي في نفسها ' فإذا لم يحدث أي خطأ و تمكن تشانغ ليان من علاجي لن يكون هنالك أي داعي لمساعدة لين تشوجيو .
لكن ...
النجاح أو الفشل في العمليات الجراحية أمر نسبي و أنا لن أترك أي مجال للفشل '
فقد كان للفشل في الجراحة نتيجة واحدة ألا و هي الموت و هذا ما لم ترده ليو تشينغ روي .
بعد قول ليو تشينغ روي لهذا وقع المكان في صمت قاتل ، فحتى صوت زقزقة العصافير لم يسمع .
مرت ثواني ثم دقائق و كانت لين تشوجيو هي أول من فتحت فمها ، قالت : سأساعدك .
عند سماعها لهذا ، شعرت ليو تشينغ روي بعدم الواقعية قليلا فقد كانت تجرب حظها مع لين تشوجيو لا غير .
و لم تتوقع أن توافق لين تشوجيو حتى ، قالت ليو تشينغ روي في نفسها ' يبدوا أن ليس كل الناس يفكرون بأنفسهم .
فحتى أنا لن أوافق على مثل هذا الطلب مهما كان الثمن '
كانت ليو تشينغ روي بصدد شكر لين تشوجيو ، لكن سرعان ما باشرت الأخيرة بالكلام ، قالت : سأساعدك ، لكن بشرط .
إبتسمت ليو تشينغ روي بتسلية عندما سمعت هذا ، قالت في نفسها ' يبدوا أنها تريد شيئا ما في النهاية '
لكن ما كان في قلب ليو تشينغ روي لم يكن على لسانها حيث سألت : ماذا تريدين ؟
قالت لين تشوجيو : أريد حماية عائلتي فالهرب ليس خيارا ، كما أن المواجهة المباشرة ليست خيارا أيضا فوالدي و أخي لن يقبلا أبدا بأي من الخيارين و سيفضلان الموت في ساحة المعركة .
عند سماعها لهذا ، قالت ليو تشينغ روي في نفسها ' للين تشوجيو وجهة نظر ، فقد مات كل من والدها و أخيها في ساحة المعركة .
تحديدا على يدي تشو باي ! '
قالت ليو تشينغ روي مع وجه عابس : سيكون هذا صعبا .
فكرت ' إن لين مينغ فينغ ليس تابعي لأخبره بما يفعل و الطريقة الوحيدة له لنجاة هي بتجنب
الذهاب إلى البعثة .
لكن هل سيفعل ؟
بالطبع لا ، فهو يتبع شياو تيانياو فقط و لا يراني في عينه حتى '
بينما كانت ليو تشينغ روي مشغولة في إيجاد طريقة أو وسيلة لمنع لين مينغ فينغ من الذهاب ، سمعت صوت لين تشوجيو يقول : لا تفكري كثيرا يا أميرة فهذا ليس عملك فماذا يمكنك أن تفعلي على أي حال ؟
أثناء قولها لهذا ، إرتسمت إبتسامة جميلة على وجه لين تشوجيو .
قالت في نفسها ' لن تستطيع الأميرة فعل أي شيء مع أخي أو والدي فهي لا تمتلك أي من القوة أو السلطة لكن أنا ...
هذه مسألة أخرى '
قالت لين تشوجيو : لقد كان الإمبراطور الوغد يتشاور البارحة حول إرسال الأمير شياو إلى الحدود و سيذهب لين مينغ فينغ معه بالتأكيد .
لا شيء للخوف منه عليهما مع الأمير شياو بحيث سيعتنون ببعضهم البعض ، لكن ماذا عني ؟
من سيعتني بي في وسط هذه الأمواج العاتية و العواصف القوية ، فالعاصمة الأن مثل وكر لضباع و سأكون مثل أرنب جميل وسطهم .
لذا ، بعبارة أخرى أنا أطلب منك يا أميرة أن تحميني من هذه العواصف حتى تنتهي !
....
إستمتعوا