كانت أجمل ليلة قد يراها المرء في حياته ، فقد بدت السماء مثل لوحة حية و هذه الليلة لن تمحى أبدا من أذهان الناس الذين رؤوها .
و مع ذلك لم تدم الأشياء الجميلة لوقت طويل حيث سرعان ما أشرقت الشمس معلنة عن بداية يوم جديد .
و مع ذلك كان هذا اليوم يومًا مميزًا بالتأكيد فقد كان عبارة عن بداية حقبة جديدة في التاريخ .
كان أثر تعافي الطاقة الروحية واضحا و قد لامس كل الناس حرفيًا .
فقد تمكن الكثير من المزارعين من الإختراق بسبب وفرة طاقة التشي .
حتى الناس العاديين أصبحوا أكثر صحة فمن كان كهلًا أصبح يمتلك قوة شاب في بداياته .
حتى العجائز الذين كانوا على نفسهم الأخير بدوا أصغر بعشر سنوات !
****
فتحت ليو تشينغ روي عيونها و نظرت إلى شروق الشمس .
قالت في نفسها ' كانت ليلة لا تعوض '
فقد كان هنالك كمية كبيرة من طاقة التشي المكثفة من ما زاد سرعة زراعة ليو تشينغ روي أكثر .
قالت ليو تشينغ روي بصوت خافت : نافذة النظام .
...
[ دينغ ]
...
{ الإسم : ليو تشينغ روي }
...
{ قوة الجسد : 40 }
...
{ الطاقة التشي : 614 }
...
{ مستوة الزراعة : ملك عادي }
...
{ الموهبة الفطرية ( مستيقظة ) : الختم .
إكتساب عشرة بالمئة من المعلومات الرئيسية لفهم الموهبة}
...
{ المهارات :
_ المرحلة الأساسية لمهارة ختم السماء
_ مهارة ألف سنة من الزراعة }
_ مهارة الإمتصاص الثابت .
_ مهارة تنقية المشوب .
....
{ الحالة : إنسان عادي }
....
لمعت عيون ليو تشينغ روي عندما قرأت المكتوب ، قالت بسخرية : هذا لا يصدق .
كان سبب سخرية ليو تشينغ روي مفهوما ، فقد بدا هذا ضربًا من الخيال خاصة أنها تمكنت من إختراق رتبتين فرعيتين في ليلة واحدة و وصلت إلى رتبة زراعة ملك .
في العادة أو قبل أن تتعافى الطاقة الروحية كان الناس الذين وصلوا إلى هذه الرتبة نادرين للغاية و يعدون على الأصابع .
لكن ليو تشينغ روي تمكنت من فعل هذا في أسبوع .
قالت ليو تشينغ روي في نفسها بعد أن فكرت في هذا ' ربما يكون هذا بسبب النظام '
فالشيء المميز الوحيد في ليو تشينغ روي هو إمتلاكها لنظام فلو لم تفعل لربما كانت قد ماتت ألف مرة .
و مع ذلك ...
وجدت ليو تشينغ روي الأمر غريبا عندما فكرت في أمر تشو باي ، قالت في نفسها ' تشو باي يمتلك نظاما أفضل بكثير من نظامي فلماذا سرعته في الزراعة بطيئة .
فقد إستغرق عاما كاملا للوصول إلى رتبة إمبراطور قتالي ، بينما أنا إستغرقت أسبوعا فقط للوصول إلى رتبة ملك التي هي أقل من رتبة إمبراطور قتالي بدرجة واحدة '
كان هذا مريبا بالتأكيد و يجب التفكير فيه !
مع ذلك سخرت ليو تشينغ روي من نفسها قائلة ' إذن ، ماذا إذا كان تشو باي بطيئا بالزراعة و أنا سريعة ؟
ماذا إستفدت من ذلك ؟
فتشو باي قوي لدرجة القيام بإبادة جماعية بينما أنا لا أقوى على قتل دجاجة حتى !
فقد كان يمكن تصنيف ليو تشينغ روي في رتبة ملك بسبب طاقة التشي خاصتها فقط .
فمن الناحية الجسدية أو المهارات القتالية كان يمكن وصف ليو تشينغ روي بكلمة واحدة .
قمامة !!!
لكن ليو تشينغ روي لم تفكر في هذا لوقت طويل حيث رمته في آخر عقلها و تفقدت جسدها فقد شعرت أنه مليئ بالحيوية .
فقد ذهب الصداع الدائم الذي أبى أن يترك رأس ليو تشينغ روي كما أن ليو تشينغ روي لم تشعر بأي من التعب أو الإرهاق الذان إعتادت الشعور بهما عند القيام بأي حركة بسيطة .
عند ملاحظة هذا ، قالت ليو تشينغ روي في نفسها ' يمكنني الأن أن أقيم عملية الجراحة بدون خوف فجسمي يستطيع تحمل العلاج الأن '
و ما أثبت كلام ليو تشينغ روي هو التحاليل الشاملة لجسمها التي قام بها النظام بطلب من ليو تشينغ روي .
****
بعد ثلاث أيام ، على حدود المملكة الشرقية ، الشمالية و الغابة القديمة كان هنالك سهول عشبية واسعة ظلت الأطراف الثلاثة تتصارع لأجلها لعقود .
نظر أحد جنود المملكة الشرقية بملل في اللامكان و مع مرور الوقت أصبح يمتلك تعبيرا جادًا جدًا .
قال لصديقه : أنظر هناك ، هل تشعر بوجود أي شيء غريب .
نظر الجندي الأخر إلى المكان الذي أشار له صديقه و مثله تماما أصبح تعبيره جادا ، تمتم : هل هذه تقلبات مكانية ؟
كان من الصعب الحكم على هذا لذا بقي الجنديان يراقبان بجدية اللامكان .
و بالتأكيد كان الوقت كفيلا بتوضيح كل شيء فبعد مرور ساعات قليلة ظهرت أبنية قديمة للغاية كانت أشبه بأنقاض .
عند رؤية هذا ، سارع جنديا الدورية في إخبار قائدهم .
إنتقل الخبر من الجنديان إلى قائد الدورية و من قائد الدورية إلى الرقيب و من الرقيب إلى العقيد و من العقيد إلى الجنرال الأعلى سيو وصولا لمسامع الإمبراطور مينغ .
عند سماعه للأخبار ظهرت إبتسامة و ليست إبتسامة على وجه الإمبراطور مينغ القديم و قد كان بإمكان معظم المسؤولين الأذكياء معرفة في ماذا كان يفكر .
أمر الإمبراطور مينغ الخصي بجانبه بصوت عالي : أرسل مرسوما للأمير شياو بطلب حظوره إلى القصر .
عند سماع الأمر ، عرف معظم المسؤولين أن السيف وجه ناحية شياو تيانياو هذه المرة و مع ذلك لم يعرفوا ما الذي سيحدث .
فهل سينجح مخطط الإمبراطور أم سيكون لشياو تيانياو رأي آخر ؟
و مع ذلك بالنسبة للأشخاص الأذكياء و المخضرمين عرفوا أن كلا من الإحتمالين كان سيئا بالنسبة لهم .
لكنهم لم يهتموا بهذا على أي حال لأنهم عاشوا ما يكفيهم بالفعل !
***
كان الخصي الإمبراطوري شخصا كفأ فلم تمر ساعة واحدة حتى كان قد أخبر شياو تيانياو بالمرسوم و هو بالتأكيد لم ينسى أن يبتسم إبتسامة ساخرة عند خروجه من قصر شياو .
فقد كان الخصي الإمبراطوري شخصا تبع الإمبراطور منذ الصغر و بطريقة ما كان له نفس مشاعر الإمبراطور ضد شياو تيانياو .
نظر شياو تيانياو ببرود إلى الخصي الذي رافقه إلى القصر الإمبراطوري ، قال بسخرية : أنا لن أهرب .
عبس الخصي لكنه لم يقل شيئا في النهاية .
كان المسؤولين يتناقشون في المجلس الإمبراطوري حول مشاكل المملكة و تأثير تعافي الطاقة الروحية عليها مع الإمبراطور ليسمع بعد ذلك صوت الخصي العالي معلنا عن وصول شياو تيانياو .
مشى شياو تيانياو بفخر و أناقة على طول الممر متخطيا المسؤولين و عقد يده لينظر إلى الإمبراطور مينغ بإحتقار ، قال : ماذا تريد ؟
عند رؤية تصرف شياو تيانياو مع الإمبراطور مينغ شعر الكثير من المسؤولين بالتعقيد فلا أحد في التاريخ عامل إمبراطور مملكته بهذا الشكل .
فقد كان من المفترض على المرء أن يركع في مواجهة الإمبراطور و حتى أبناؤه لم يكونوا إستثناء !
و مع ذلك لم يفعل شياو تيانياو لأنه لم يكن شخصا عاديا ببساطة فهو لم يضع الإمبراطور مينغ في عينه أصلا .
"تسك " ، شخر الإمبراطور مينغ عند رؤية تصرف شياو تيانياو معه ، قال في نفسه ' لنرى إلى متى ستظل متفاخرا هكذا ؟ '
و مع ذلك لم يقل الإمبراطور مينغ ما فكر فيه فقد قال :
الأمير شياو ، على الرغم من أنه لم يحن وقت إرسالك إلى الحدود إلا أنه يجب عليك الذهاب .
فقد تلقيت خبرا من هناك مفاده أن ميراثا قديما ظهر على حدودنا مع المملكة الشمالية و الغابة القديمة و نحن لا نستطيع ترك أي طرف من هؤلاء يأخذون الميراث لأنفسهم .
قال شياو تيانياو مع رفع حاجب : المطلوب ؟
قال الإمبراطور مينغ : يرجى الذهاب إلى الحدود في أسرع وقت ممكن ، أرجوا أن تعود سالما و منتصرا و أن لا يكون هذا صعبا عليك .
قال شياو تيانياو مع إبتسامة و ليست إبتسامة : لماذا سيكون هذا أمرا صعبا ؟
أجاب الإمبراطور مينغ لكنه لم يستطع إخفاء السعادة في نبرته ، قال : نحن نحتاج إلى القوات على الحدود الغربية و الجنوبية فنحن في وضع صعب و خانق لدرجة أنه حتى الجنرال سيو لم يستطع التحكم في الوضع !
تصرف شياو تيانياو و كأنه كان يمتلك رأسا خشنا ، قال : ماذا يمكنني أن أفعل إذن ؟
قال الإمبراطور مينغ : تخلى عن قواتك الخاصة !
قام أحد المسؤولين بالسعال بصوت عالي فهو لم يستطع أن يصدق ما خرج من فم الإمبراطور ، قال في نفسه ' هل هو جاد ؟ '
كتبت أفكار ذلك المسؤول على وجهه كما و قد إمتلك كل المسؤولين تعابير مشابهة .
فلو لم يكونوا حاضرين لما صدقوا ماجرى بالتأكيد .
فقوات شياو تيانياو الخاصة لم تكن مجرد جيش مدرب و مجهز جيدا بل كانوا مزارعين و جميعهم كانوا في رتبة نبيل من الدرجة الثالثة .
إمتلكت هذه القوات لقب الحاصدة فقد كانت هكذا في ساحة المعارك فعلى الرغم من أن عددهم كان قليلا إلا أنهم تمكنوا من إبادة الكثير من الجيوش .
و قد تبع هؤلاء الأشخاص من الحاصدة شياو تيانياو فقط حيث كان قائدهم .
ليس قائدهم فقط بل كان مثل إمبراطورهم حيث كان هو من قام بتدريبهم و تجهيزهم حيث لم تتدخل المملكة في أي شيء يخصهم .
لم يفعل الإمبراطور مينغ هذا لأنه سخر من شياو تيانياو فقد كانت فكرة جيش من المزارعين سخيفة بعض الشيء بالنسبة له فمن أين له بالموارد لإنشاء أربع مئة رجل في مرتبة نبيل من الدرجة الثالثة .
و مع ذلك سرعان ما ندم الإمبراطور مينغ على عدم تدخله حيث فعل شياو تيانياو هذا و إمتلك قوة يخافها الجميع .
فحسب المعايير القوة التي كانت متدنية ، كل من كان في رتبة نبيل من الدرجة الثالثة كان مؤهلا ليكون نائب الحرس الإمبراطوري .
و مع ذلك إمتلك شياو تيانياو جيشا صغيرا من مثل هؤلاء الأشخاص .
ألم يكن هذا ساخرا ؟
خبأ شياو تيانياو إبتسامته وراء أكمامه الواسعة و قال : أوه ، لقد فهم هذا الأمير قصد الإمبراطور لكنني لا أستطيع .
عبس الإمبراطور مينغ ، قال : لماذا لا تستطيع ؟
قال شياو تيانياو و لا زالت الإبتسامة على وجهه : ليس أنني لا أريد المساعدة أو الإلتزام بالأمر إلا أن القوات الخاصة ليست متوفرة حاليا .
صر الإمبراطور مينغ على أسنانه و قال : أنا لا أهتم ما إذا كانوا متوفرين أم لا فالحدود بحاجتهم كما أنني لا أطلب منك أن تعطيهم لي فهذا أمر .
مر وهج بارد في عيون شياو تيانياو السوداء و قد إنتشر ضغط خانق في كل القاعة الٱمبراطورية جعل كل الموجودين فيها يجدون صعوبة في التنفس .
قال شياو تيانياو بصوت بارد : أنا لا أمزح معك .
لا أستطيع إعطائك القوات الخاصة فهم يقمعون الغابة القديمة .
أثناء قوله لهذا ، كان صوت شياو تيانياو باردا جدًا لدرجة تقشعر لها الأبدان حتى أن الإمبراطور مينغ شهق من دون أن يشعر .
و مع ذلك كان لا يزال الإمبراطور مينغ ثابتا ، و حاول أن لا يظهر أن كان خائفا من شياو تيانياو داخليا .
و بما أنه لم يعد بإمكان الإمبراطور مينغ أخذ قوات شياو تيانياو بعيدا حيث أن الأخير أعطاه عذرا لا يقبل النقاش .
إلا أن هذا كان كافيا طالما أن هذه القوات بقيت بعيدة عن شياو تيانياو .
تنهد الإمبراطور مينغ براحة ليقول بصوت مهيب بعد ذلك :
إذهب إلى الحدود ، قاتل من أجل الميراث و إكسبه .
أومأ شياو تيانياو برأسه و قال بكسل : أمرك .
عند قبول شياو تيانياو للأمر ، واصل الإمبراطور مينغ الكلام : ستتكفل وزارة الحرب بكل تجهيزات البعثة و ستنطلق إلى الحدود بعد يومان .
أوما شياو تيانياو برأسه بملل ليخرج بعد ذلك و هو يحمل لفافة المرسوم .
***
في قصر شياو ، داخل أحد الغرف مزق شياو تيانياو المرسوم الإمبراطوري باللامبالات و قال لين مينغ فينغ بسخرية : لقد تحرك الإمبراطور الكلب بسرعة كبيرة !
سخر شياو تيانياو أيضا ، قال : لا تهتم به .
رفع لين مينغ فينغ كتفيه ليقول بعد ذلك : أنا أجده مسليا فقط .
ظهر سو يو من اللامكان و قال : نعم هو كذلك ، لكن ليس إلى هذه الدرجة فهو مثير للإشمئزاز أكثر !
قال شياو تيانياو : رأيي من رأي سو يو ، و مع ذلك لقد أخرج كل ماعنده هذه المرة حقا .
قال لين مينغ فينغ مع إبتسامة ساخرة : لقد فعل و مع ذلك لم تكن تلك إلا مجرد خطوة تؤدي إلى التهلكة .
و الشيء المضحك في هذا أن ذلك العجوز لا يدرك هذا حتى !!
ظهرت إبتسامة ساخرة على وجه شياو تيانياو ، قال : لكن في ماذا يهمنا هذا فنحن سنرحل على أي حال .
فجاة سأل لين مينغ فينغ بعد ذلك : ترى ، ماذا سيحدث لناس هنا ؟
صمت شياو تيانياو بينما خفض سو يو رأسه و مع ذلك سرعان ما قال سو يو بصراحة : أنا لا أهتم .
و أنتما ، هل تفعلان ؟
صمت كل من شياو تيانياو و لين مينغ فينغ حيث كان من الواضح أنهما كانا يفكران في شيء ما و مع ذلك سرعان ما قال شياو تيانياو بصوت بارد : لا أهتم .
ظهرت إبتسامة لكن ليست إبتسامة على وجه لين مينغ فينغ ، قال : حتى ليو تشينغ روي .
أعاد شياو تيانياو كلماته بنبرة باردة ، قال : لا أهتم .
و مع ذلك لم يعرف أي شخص ما إن كان يقصد هذا أم لا فلم يظهر أي أثر للمشاعر في عيونه السوداء الصوفية التي تبدوا عميقة كهاوية لا قعر لها .