كانت ليلة حالكة السواد حيث لم يستطع أي من نور القمر أو النجوم من التسلل في حصار الغيوم .
و على الرغم من أن قصر شياو كان كبيرا و فخما إلا أنه في هذه الليلة المظلمة لم توجد أي مشاعل أو مصابيح مضاءة .
أثناء سيرها في الممرات الفارغة ، قالت ليو تشينغ روي في نفسها ' يبدوا المكان مثل مكان أشباح .
هل هو أمر عادي أن يكون القصر فارغا هكذا ؟ '
و مع ذلك لم تهتم ليو تشينغ روي بالتفكير بإيجاد جوابٍ لهذا السؤال ، فبعد أن سارت لفترة ليست بطويلة أو قصيرة كانت تقف الأن أمام فناء شياو تيانياو .
إستطاعت ليو تشينغ روي أن ترى ضوءًا خافت يتسلل من النافذة الغرفة ، قالت في نفسها ' من جيد أنه هنا '
فإن لم يكن ، كانت ليو تشينغ روي ستعود أدراجها بدون أن يؤنبها ضميرها حيث ستعتبر أنها حاولت على الأقل .
عندما كانت ليو تشينغ روي على وشك طرق الباب الخشبي على الطراز الشرقي القديم ، سمعت صوت شياو تيانياو البارد يقول : أدخلي .
إمتثلت ليو تشينغ روي لأمر شياو تيانياو حيث دخلت بعد أن وضعت الشعلة جانبا .
فور أن دخلت ليو تشينغ روي الغرفة ، دغدغت أنفها رائحة زهرة الخزامى المهدئة ، لتنظر بعد ذلك إلى شياو تيانياو الذي كان جالسا يشرب الشاي بهدوء و كأنه لا يمتلك أي هموم .
حيت ليو تشينغ روي شياو تيانياو حيث جمعت قبضتيها و قالت : شكرا لإستقبالي .
أومأ شياو تيانياو برأسه ، ليطلب من ليو تشينغ روي الجلوس أمامه .
بعد ذلك كان الصمت هو سيد المكان حيث لم يقل أي من شياو تيانياو أو ليو تشينغ روي أي شيء .
راقبت ليو تشينغ روي بهدوء شياو تيانياو الذي كان يشرب الشاي أمامها بطريقة أنيقة ، قالت في نفسها ' عند رؤيته هكذا ، لن يظن أي شخص أنه سيموت قريبا '
فقد بدى شياو تيانياو و كأنه لم يكن أكثر صحة من الأن كما كان من الصعب تخيل أن شخصا وسيما مثله سيتحول إلى كومة لحم و عظام .
فمع عيون سوداء صوفية عميقة بدت مثل الهاوية التي لا قعر لها تمكن شياو تيانياو من جذب أي شخص إلى الهاوية .
ناهيك عن عيونه فقد أعطى شعره الأسود الداكن و حاجبيه الحادة تباينا واضحا مع بشرته البيضاء .
و مع ذلك كان من الواضح أنها لم تكن لا ملساء أو ناعمة و ليست طرية بالتأكيد فقد كان حول شياو تيانياو هالة توحي بالخطورة .
و أخيرا كانت شفتيه .
لم تكن حمراء أو وردية و لكنها كانت مغرية بالتأكيد .
( م / م : تعبت و أنا أكتب الهراء يلي فوق ، حتى البطلة ما وصفتها هيك .
زبدة الموضوع أن البطل وسيم بطريقة رجولية )
فجأة ، قال شياو تيانياو : قولي ما تريدين إن إنتهيت من النظر إلي .
عند تنبيه شياو تيانياو أدركت ليو تشينغ روي أن تفكيرها ذهب بعيدا قليلا ، و بسبب هذا خفضت بصرها بسرعة مع إحمرار خديها قليلا .
لم تستغرق ليو تشينغ روي وقتًا طويلًا بعد ذلك حتى قالت :
سمعت أنك ستذهب غدًا .
رفع شياو تيانياو بصره عند سماعه لهذا ، قال : نعم ، هل هناك أمر ما ؟
قالت ليو تشينغ روي في نفسها ' نعم يوجد ، أنت ستتحول إلى عجينة لحم و عظام '
و مع ذلك لم يكن ما في قلب ليو تشينغ روي على لسانها حيث قالت : لا تذهب .
رفع شياو تيانياو حاجب عندما سمع هذا ، لتتقوس شفتيه للأعلى و يقول : لماذا لا أذهب ؟
هل أنت قلقة ؟
تنهدت ليو تشينغ روي و أجابت : نعم ، أنا كذلك .
لتواصل الكلام مع نفسها ' لست قلقة ، لكنني متأكدة أنك ستنتهي هناك '
قال شياو تيانياو مع إبتسامة : لا تقلقي ، ألم تري مدى قوتي في وقت سابق .
لن يستطيع أي أحد لمس زوجك .
إبتسمت ليو تشينغ روي إبتسامة خافتة ، قالت : لكن هذه حرب .
لا شيء فيها مؤكد .
و أنت لست مضطرا بالتأكيد لخوضها .
سأل شياو تيانياو ببعض الفضول : لماذا تقولين هذا الأن ؟
ألا تثقين بي ؟
قالت ليو تشينغ روي مع إبتسامة لكن ليست إبتسامة : لا أريد أن أصبح أرملة ، هذا كل ما في الأمر .
فأنا ما زلت صغيرة ، أليس كذلك ؟
قال شياو تيانياو : لماذا تصبحين أرملة ، ألا أجلس أمامك .
قالت ليو تشينغ روي مع إبتسامة لم تصل لعيونها حيث بقيت مثل بركة هادئة : من يعلم .
تنهد شياو تيانياو بعمق عندما سمع هذا ، قال : نعم من يعلم .
ففي الحرب لم يعرف أي أحد من سيموت و من سيحيا فقد كان كل شيء نسبي .
فهناك إحتمال أن يموت الجندي و أن ينجوا القائد .
او يموت القائد و يحيا الجندي .
و لكن في كلتا الحالتين كان لا بد من أن يموت شخص ما .
فجأة ، سأل شياو تيانياو : ما مناسبة هذا الكلام ؟
هذا ليس من عادتك .
قالت ليو تشينغ روي بسرعة : لا ، لا شيء .
لقد أردت توديعك لا غير .
شعرت ليو تشينغ روي بالقليل من الخوف عندما سمعت سؤال شياو تيانياو ، فليو تشينغ روي الأصلية لن تفعل و لن تقول هذا مطلقا !
لكن ليو تشينغ روي الأصلية لم تعرف أيضا أن شياو تيانياو سيذهب للموت بقدميه لتتبعه بعد ذلك .
تمعن شياو تيانياو في النظر في تعابير وجه ليو تشينغ روي حيث بدا و كأنه كان ينسخها ، ليقول بعد ذلك : لماذا تقولين كلمة الوداع بتلك السهولة و مع هذه التعابير الحزينة .
فعند رؤية تعابير وجه ليو تشينغ روي سيظن المرء أنها ترى شخصا ما يحتضر أمامها غير مدركين أنها كذلك .
قالت ليو تشينغ روي بنبرة هادئة : هل أنا كذلك ؟
أجاب شياو تيانياو : نعم أنت تبدين حزينة كثيرا ، هل أنت قلقة علي إلى هذه الدرجة .
قالت ليو تشينغ روي و هذه المرة كانت نبرتها حزينة أيضا ليست فقط تعابير وجهها : لقد قلت هذا سابقا ، نعم أنا قلقة .
لا تذهب ، سيكون هذا أفضل لك .
قال شياو تيانياو بنبرة باردة : و لكنني سأذهب على أي حال .
هل لديك مشكلة ؟
إختفت نبرة الحزن من صوت ليو تشينغ روي ، قالت مع عيون بدت مثل بركة جليدية : لا ليس لدي .
لكن داخليا قالت ليو تشينغ روي في نفسها ' فالمشكلة الرئيسية معك أنت و ليست أنا ، فأنا لست الشخص الذي سيتحول إلى عحينة ! '
لكن هل تسطيع ليو تشينغ روي إيقاف شياو تيانياو عن قراره ؟
لا !
هل تستطيع أن تخبره أنه سيتحول إلى كتلة لحم و عظام ؟
لا تستطيع !
فإن فعلت سيظن شياو تيانياو أن ليو تشينغ روي فقدت عقلها و أصبحت مجنونة .
في الواقع ، لم تكن ليو تشينغ روي تخشى وصفها بالجنون بل كانت تخشى ردت فعل شياو تيانياو إن قالت هذا .
فماذا سيكون رد فعل أي شخص عندما تقول له أنه سيموت ببشاعة .
خاصة إن كان هذا الشخص سيدا شابا لا يرى أي أحد أمامه !
لذا ، ما كانت تخشاه ليو تشينغ روي هو متلازمة السيد الشاب المتغطرس ، ففي الروايات كان كل من حذرهم من البطل يأخذون منعطفا سريعا إلى العالم السفلي .
ناهيك عن هذا ، فمع طبيعة شياو تيانياو المتشككة فلا بد من أنه سيسأل بلا نهاية عن هذا الأمر .
و أن يسألك شياو تيانياو أثناء تركيزه لضغطه عليك ، لم يكن هذا شيئا سارًا بالتأكيد !
فليو تشينغ روي مستعدة لتجيب شياو تيانياو عن كل ما يريد ، لكن في ما يتعلق بالنظام أو ما جرى في الرواية .
كان هذا مثل الخط الأحمر و موت شياو تيانياو كان أمرا يتعدى هذا الخط .
قال شياو تيانياو مخرجا ليو تشينغ روي من أعماق أفكارها : جيد .
لا تفكري في هذا كثيرا .
أومأت ليو تشينغ روي برأسها و عندما كانت على وشك النهوض للخروج ، وقف شياو تيانياو و قال : إنتظري لحظة .
تنهدت ليو تشينغ روي بعمق ، قالت في نفسها ' ماذا هناك ؟ '
فعدا ما قالته الأن لشياو تيانياو لم يكن هنالك أي شيء للحديث عنه ، خاصة بعد قول كلمة الوداع .
سرعان ما عاد شياو تيانياو و وضع ما بدى و كأنه شارة مصنوعة من اليشم الأسود فوق الطاولة .
على الرغم من أن الشارة بدت عادية تقريبا عدا أنها كانت مصنوعة من اليشم ، إلا أنه لو دقق المرء النظر سيستطيع أن يرى بوضوح نقشا لحروف جميلة شكلت كلمة الحاصدة .
رفعت ليو تشينغ روي حاجب ، و لتأكد من شكوكها سألت : ما هذا ؟
أجاب شياو تيانياو : شارة الأمر .
قالت ليو تشينغ روي بغباء ، فقد قامت بنفي شكوكها كليا : أمر ماذا ؟
لعب شياو تيانياو بالشارة بيديه ، قال مع إبتسامة لكن ليست إبتسامة : الحاصدة .
سألت ليو تشينغ روي شياو تيانياو : لماذا تريني هذا ؟
أجاب شياو تيانياو : أنا لا أريك بل أعطيك.
أخذت ليو تشينغ روي نفسا من الهواء البارد ، قالت : ماذا .
فقد عرفت ليو تشينغ روي معنى أن تكون حاملة لهذه الشارة .
فقد أعطاها هذا القدرة على التحكم في جيش صغير مكون من أربع مئة رجل و كلهم مزارعون في رتبة نبيل من الدرجة الثالثة .
صحيح أن هذه الرتبة لم تعد بالشيء الكبير الأن و مع ذلك لا يزال هؤلاء اربع مئة رجل يقاتلون و كأنهم كانوا شخصا واحدا .
و هذه القوة المخيفة لم يكن لها أي قائد آخر غير شياو تيانياو فحتى الإمبراطور مينغ لم يستطع أن يحرك رجلا واحدا منهم .
لكن الأن أعطى شياو تيانياو شارة القيادة إلى ليو تشينغ روي .
ألم يكن هذا مثل الطلب منها أن تصبح قائد هذا الجيش المرعب ؟
نظر شياو تيانياو إلى ليو تشينغ روي و من تعابير وجهها عرف في ماذا كانت تفكر ، قال : نعم .
مثل ما تظنين .
نظرت ليو تشينغ روي بتعقيد إلى شياو تيانياو ، قالت : لماذا تعطيني تصريح الأمر ؟
أليس من الأفضل لو ذهبوا معك .
أومأ شياو تيانياو رأسه بالرفض ، قال : لا ، لا أستطيع .
أيضا ، أن تكون القوات الخاصة معك أنت أفضل من أن تكون بأيدي الإمبراطور الكلب .
واصل شياو تيانياو الكلام : يمكنك إعتبارها بطاقة رابحة أيضا ، فماذا يمكن أن تفعل لك عشبة ؟
مدت ليو تشينغ روي يدها و أمسكت بالشارة الباردة ، قالت في نفسها ' لا أعرف لماذا يفعل هذا ، لكن لن يضر أخذ الإحتياط '
فكما قال شياو تيانياو ، لم تستطع ليو تشينغ روي ظمان سلامتها بسبب عشبة فقط ، فملكة الغابة سو تيان فا ليست متفرغة لها .
و سيكون كافيا أن تبعد أذى تشو باي عنها .
لكن من سيبعد أذاه في ما بعد فملكة الغابة سو تيان فا لن تنقذها من تشو باي في كل مرة .
و من سيبعد أذى المعارك المستقبلية أيضا ؟
ففي تلك المرحلة ، عرفت ليو تشينغ روي أنه عليها أن تعتمد على نفسها .
خاصة أنها لا تعرف ما سيحدث لاحقا حيث أنها لم تكمل قراءة الرواية !
قالت ليو تشينغ روي : شكرا .
أومأ شياو تيانياو برأسه دلالة على قبوله لكلمات شكر ليو تشينغ روي ، ليقول بعد ذلك : هل تتذكرين كيف تزوجنا ؟