" هاه ؟ "
كان سؤال شياو تيانياو غير متوقع بعض الشيء بالنسبة إلى ليو تشينغ روي ، فبالنسبة لها كان شياو تيانياو هو آخر من سيتكلم عن هذا الأمر .
و مع ذلك ، و على الرغم من أن ليو تشينغ روي الحالية لم تكن هي التي تزوجت شياو تيانياو فعلا ، إلا أن وجهها أصبح بلا أي تعبير حتى أن عيناها لم تظهر أي أثر للمشاعر حيث كانت مثل بركة زرقاء راكدة .
كان من الطبيعي أن يحدث هذا فقد إستذكرت ليو تشينغ روي ذكريات الجسد الأصلي التي أرادت هي نفسها نسيانها .
فزواج ليو تشينغ روي مع شياو تيانياو لم يتم بطريقة طبيعية على أي حال .
كيف يكون و ليو تشينغ روي هي عروس بديلة ؟
فمن كان من المفترض أن يتزوج شياو تياو ليست هي و إنما ليو وانتينغ إبنة الإمبراطورة .
ففي ذلك الوقت قبل ثلاث سنوات كان كل من المملكة الشرقية و المملكة الشمالية قد وصلوا إلى أقصى حد لهما .
فقد إستنفذ كل منهما الجنود و العتاد و مع ذلك كانت كلتا المملكتين لا تزالان متكافئتين و لم يضعف أي منهما على الأخر حتى وصلوا إلى مرحلة التدمير الذاتي .
فمع المملكة الجنوبية و الغربية و الغابة القديمة يشاهدون على الجانب كالأسد الذي يشاهد كل من الفيل و الزرافة يتقاتلان حتى الموت ليكون الفائز الأخير .
لم تستطع المملكة الشرقية و الشمالية في الإستمرار في هذه الحرب لذا لم يستطيعوا إلا عقد هدنة و التحالف عن طريق الزواج .
لكن لم تكن ليو وانتينغ تريد هذا الزواج !
كيف تفعل و هي تتخيل نفسها أنها ستتزوج من تحب ؟
ناهيك عن هذا ، فهي لم تكن تعرف أصلا كيف كان شكل شياو تيانياو حيث تخيلته رجلا أشهب و قاسي .
خاصة أن سمعته سبقته بآلاف الأميال حيث كان مثل سفاح مجنون في ساحة المعركة .
لكن بالنسبة إلى ليو تشينغ روي الأصلية لم يكن أي شيء يهمها عدا الخروج من الجحيم الذي هي فيه .
فبالمقارنة مع البقاء في جحر الأفاعي الذي يدعى بالقصر الإمبراطوري كان الزواج من رجل لا تعرفه لا يعد شيئا .
لذا بعد قول القليل من الكلمات أمام ليو وانتينغ التي كانت رافضة للفكرة ، إستطاعت ليو تشينغ روي التأثير عليها و جعلها تعطيها فستان الزفاف .
لذا بعبارة أخرى ، كانت ليو تشينغ روي عروسا بديلة !
عند تذكر هذا ، قالت ليو تشينغ روي في نفسها بسخرية ' هذا درامي كثيرا !
لكن ...
بالنسبة إلى صاحبة الجسد الأصلي كان هذا مقامرة من طرفها و مع ذلك من يمكنه أن يلومها فقد كان المكان الذي عاشت فيه مثل جحر أفاعي '
فعلى الرغم من أن ليو تشينغ روي لم تعش ما عاشته صاحبة الجسد الأصلي إلا أنها رأت ذكرياتها ، و ما رأته لم يكن سارا بالتأكيد .
وقعت ليو تشينغ روي في تفكير عميق حيث ظلت صامتة ، و بما أن شياو تيانياو لم يكن شخصا ثرثارًا كان صوت الإحتراق الخافت لألسنة اللهب هو كل ما يسمع .
خفضت ليو تشينغ روي نظرها و فجأة قالت بنبرة هادئة لم تظهر أي أثر لمشاعرها : لقد مرت على هذا ثلاث سنوات ، أليس كذلك ؟
أجاب شياو تيانياو بتكاسل : لا أعرف ، لم أكن أحسب .
قالت ليو تشينغ روي بنفس النبرة السابقة : لماذا تسأل هذا ؟
قال شياو تيانياو بإبتسامة لكن ليست إبتسامة حيث رد بسؤال آخر : ما رأيك ؟
بدت إبتسامة شياو تيانياو غير طبيعية في نظر ليو تشينغ روي ، لكن مهما حاولت أن تفكر لم تجد سببا واحدا يجعل شياو تيانياو يسأل عن هذا .
فجأة نهض شياو تيانياو من مكانه و فتح أحد الأدراج ليخرج منه شيئا ما ، لكنه لم يعد إلى مكانه بل جلس بجانب ليو تشينغ روي .
أمر : إقتربي أكثر .
على الرغم من أن ليو تشينغ روي لم تفهم لما كان شياو تيانياو هكذا إلا أنها ما زالت تلتزم بأمره مع ترك مسافة طبعا .
فجأة شعرت ليو تشينغ روي بيدين قويتين تمسك بخصرها على حين غرة كما و قد سمعت تمتمات شياو تيانياو حيث قال : هكذا يقترب الناس .
جرى كل هذا في لحظات لم تفهم فيها ليو تشينغ روي أي شيء حيث كان ذهنها فارغا و حاليا كانت جالسة في حظن شياو تيانياو مع يديه حولها و رأسه متكأ على كتفها .
قال بنبرة عميقة : ألا تظنين أن هذه السنوات الثلاث كانت قصيرة ؟
" ممممم " ، لم تجد ليو تشينغ روي أي شيء لقوله لشياو تيانياو ، كيف تفعل و قد كان عقلها مليئا بالأسئلة ، فكرت ' ماذا يفعل ؟ ، أين أنا ؟ ، أين أجلس ؟ لماذا يحتضنني ؟ ماذا يقول ؟ ... '
أثناء تفكيرها كان وجه ليو تشينغ روي أحمر كالطماطم بسبب الخجل ، و نظرت عيناها بتوتر إلى كل مكان .
حاولت النهوض ، لكن في وجه قوة يدي شياو تيانياو كان هذا من دون جدوى ، حيث شعرت ليو تشينغ روي أن يديه تضغط عليها أكثر في عناق محكم .
قال شياو تيانياو بصوت خافت بدى و كأنه همس ، و بما أنه كان قريبا منها ، إستطاعت ليو تشينغ روي الشعور بأنفاسه الدافئة ، قال : لا تتحركي .
عند سماع أمره ، فعلت ليو تشينغ روي ما طلب شياو تيانياو حيث لم تتحرك شبرا واحدا ، أثناء هذا كان عقلها فارغا و لم تستطع التفكير بشكل صحيح بينما كان نبضها سريعا جدا و كأنها ركضت مئات الأمتار دون توقف .
كان هذا طبيعيا أن يحدث ، ففي حياتها و لمدة سبعة و ثلاثين عاما لم تلمس ليو تشينغ روي يد رجل عدا والدها و أخيها .
و أن تكون فجأة في أحضان رجل آخر ، كان هذا أمرا غريبا بالنسبة إلى ليو تشينغ روي و جعلها تشعر بالحيرة أكثر .
تقوست شفتي شياو تيانياو لأعلى عندما رأى ليو تشينغ روي في هذه الحالة المشتتة ، فقد كان من الواضح أنها لم تلمس أو تفعل هذا مع أي أحد من قبل .
لم تقل ليو تشينغ روي أو شياو تيانياو أي شيء ، فقد بقي الأخير يعانقها بصمت ، لكن المكان لم يكن صامتا بالنسبة إلى ليو تشينغ روي حيث إستطاعت سماع صوت نبضات قلبها العالية .
فجأة أمسك شياو تيانياو بيد ليو تشينغ روي اليسرى و من دون سابق إنذار ألبسها خاتما على إصبعها البنصر .
لم تشعر ليو تشينغ روي بأي شيء للوهلة الأولى حيث كانت يدها اليسرى مشلولة ، و إنتبهت على وجود الخاتم بعد أن أمسك شياو تيانياو بيدها و نظر إليها .
نظرت ليو تشينغ روي إلى يدها أيضا لترى بعد ذلك الخاتم الذي بدا مصنوعا من الفضة للوهلة الأولى و لكن بعد تدقيق النظر سيجد المرء أن الخاتم مصنوع من معدن غير معروف مع وجود نقوش غريبة و جميلة على كل الخاتم .
إحتضن الخاتم جوهرة سماوية أسرت كل عين رأتها .
لكن ...
على الرغم من أن الخاتم كان جميلا إلا أنه لم يأخذ حقه عندما إرتدته ليو تشينغ روي ، فقد كانت اليد التي تلبسه مائلة إلى اللون الأرجواني الذي جعل خاطر كل من يراها يهرب .
امسك شياو تيانياو بيد ليو تشينغ روي ، قال بنبرة عميقة : أرجوا أن لا تموتي ، لا يريد هذا الأمير أن يشعر بالأسف لإعطائك هذا الخاتم .
أومأت ليو تشينغ روي برأسها ، فعلى الرغم من أن ما قاله شياو تيانياو بدا ساخرا للوهلة الأولى إلا أنها إستطاعت أن تشعر أنه كان يعني هذا حقا .
أمسكت ليو تشينغ روي بيد شياو تيانياو الممسكة بيدها اليسرى ، قالت : أرجوا أن لا تموت أنت أيضا . لا أريد أن أصبح أرملة باكرا .
لم يقل شياو تيانياو أي شيء على ما قالته ليو تشينغ روي ، لكن الأخيرة أكملت ما عندها ، قالت : إرتدي الكثير من الدروع .
لا تستخف بخصومك حتى و لو بدوا ضعفاء للوهلة الأولى .
إحترس من كل الأشخاص من حولك ، و إذا وجدت نفسك في موقف صعب أهرب .
إن الهرب ليس خطأ أو عيبا فما يهم هو حياتك و شيء مثل الميراث لا يستحق ثمنا كهذا .
بدت ليو تشينغ روي مثل زوجة تودع زوجها قبل ذهابه إلى الحرب و قد كانت كذلك حقا .
و مع ذلك لم تكن تلك الزوجات تعرف ما سيحدث لأزواجهن على عكس ليو تشينغ روي فقد عرفت داخليا أن شياو تيانياو لن يعود من جديد .
أمسكت ليو تشينغ روي يد شياو تيانياو و قالت في آخر محاولة : لا تذهب ، أرجوك .
فليو تشينغ روي لم ترد أن يموت شياو تيانياو بتلك الطريقة الساخرة أكثر منها بائسة .
فماذا لو كان المرء سيدا شابا ؟
لماذا عليه أن يكون حجر صقل للبطل ؟
و لماذا يتحول دائما إلى عجينة لحم و عظام ؟
قالت ليو تشينغ روي في نفسها ' سيكون لطيفا أن لا يتكرر هذا السيناريو البائس هذه المرة '
فليو تشينغ روي ملت منذ وقت طويل السيناريوهات التي عبر فيها المؤلفون عن سخطهم في الحياة .
و من كان الضحية الأولى كانوا السادة الشباب .
لم يعرف شياو تيانياو في ماذا كانت ليو تشينغ روي تفكر ، لكنه لم يكن ليهتم بهذا على أي حال فعند سماعه لما قالته عانقها أكثر و قال بصوت خافت : شكرا لإهتمامك ، لكن أرجوا أن لا تطلبي مني البقاء .
فجأة تقوست شفتا شياو تيانياو في إبتسامة و همس في أذن ليو تشينغ روي ، قال : لا تقلقلي ، فهذا الأمير سيعود ليأخذك معه .
شعرت ليو تشينغ روي بالدغدغة في أذنها حيث أحست بأنفاس شياو تيانياو الدافئة ، و على الرغم من أن قلبها تخطى نبضة إلا أنها فكرت بسخرية ، قالت في نفسها ' أرجوا أن لا تأخذني في رحلة إلى العالم السفلي ، هاه ! '
فعلى الرغم من أن ما قاله شياو تيانياو بدا للوهلة الأولى رومنسيًا بعض الشيء ، إلا أنه بالنسبة إلى ليو تشينغ روي كان هذا الكلام أشبه بمرسوم للموت .
خاصة أنها كانت التالية في قائمة الأشخاص الموتى بعد شياو تيانياو .
ربما عرف شياو تيانياو بطريقة ما في ماذا كانت ليو تشينغ روي تفكر فيه حيث قال بنبرة عميقة بينما إرتفعت شفتاه في إبتسامة غامضة : ثقي بي ، أنا لن أموت هذه المرة .
إقلقي على نفسك أكثر ، فهذا الأمير لا يريد العودة لاحقا من أجل لا شيء .
عند سماعها لهذه الكلمات ، أرادت ليو تشينغ روي أن تعارضها بسخرية ، قالت في نفسها ' من الأفضل أن تفكر في نفسك أكثر ! '
و مع ذلك لم يكن هنالك أي فرصة لقول هذه الكلمات ، فمن دون أي تنبيه قَلَبَ شياو تيانياو ليو تشينغ روي إليه حيث واجه كل منهما الأخر .
تقابلت عيون ليو تشينغ روي مع عيون شياو تيانياو لكن هذا لم يدم طويلا فقد إقترب وجه شياو تيانياو ببطئ لكن بثبات إلى وجه ليو تشينغ روي .
تحديدا شفتيها !
قبل شياو تيانياو ليو تشينغ روي بلطف ، فبالكاد شعرت بأي شيء عدا تلامس شفتيها معه .
و مع ذلك كان هذا كافيا ليصبح عقل ليو تشينغ روي فارغا و نظرت في الفراغ مع أعين مفتوحة على مصرعيها بينما شياو تيانياو يقبلها .
لم يدم هذا طويلا ، و مع ذلك بدا و كأنه للأبد بالنسبة إلى ليو تشينغ روي التي لم تدرك ما حدث حتى الأن و لمست شفتيها مع وجه حائر .
إرتفعت شفتا شياو تيانياو في إبتسامة عميقة مختلفة كليا عن إبتساماته المصطنعة ، و بعد أن لعق شفتيه قال بنبرة ممتعة : ليس سيئًا لكن ينقصك تدريب .
واصل شياو تيانياو حديثه لكن نبرته أصبحت أكثر خطورة و برودة ، قال : و بهذا أنت الأن زوجتي إذن أنت ملكي .
ربما سيطيل هذا الأمير الغياب ، لكنه سيعود بالتأكيد إليك .
أنت ملكي ، حتى حياتك هي لي .
و بهذا سأكون أنا من يقرر إذ ما كنت ستعيشين أم لا .
لاتخيبي ظن هذا الأمير .
.....
( م / م : مرحبًا ، نعم أعرف لقد أطلت الغياب هذه المرة و أظن أنني سأفعل في كل مرة .
ليس و كأن الأفكار نفذت أو شيء ما لكنني حقًا مشغولة مع الدراسة خاصة أن هذا عامي الأخير و مهم كثير .
و أنا لن أترك الرواية حتى أكملها طبعا ! .) و أسفة على الخطأ في الفصل الماضي .