عند الإستماع إلى الكلمات التي تفوه بها شياو تيانياو شعرت ليو تشينغ روي أن هذا كان مخيفًا أكثر من كونه جنونيًا .
قالت في نفسها مع تعبير غريب يعلوا وجهها ' متى أصبحت ملكية خاصة ؟ '
لكن ...
و بعد بضع ثواني إستوعبت ليو تشينغ روي ما فعل شياو تيانياو فقد كان وجهها أحمر بالكامل ، قالت مع تأتأة : م..اذا فع..فعلت ؟
ماذا تقصد بكلامك ؟
نظر شياو تيانياو بهدوء إلى ليو تشينغ روي و من خلال عيونه السوداء الصوفية لن يستطيع أي شخص معرفة في ما يفكر فيه .
قال شياو تيانياو بنبرة عميقة :
قتل الفضول قطة .
لم تفهم ليو تشينغ روي ما قصده شياو تيانياو بكلامه و لم يعطها الأخير حتى الوقت لتفكير في ما يقصد حيث ضرب شياو تيانياو رأس ليو تشينغ روي بدقة لتفقد الوعي بذلك .
وقف شياو تيانياو حاملا ليو تشينغ روي و وضعها على سريره و غطاها جيدا ليجلس بعد ذلك على حافة السرير ممسكا بخصلة من شعرها .
فجأة أمسك شياو تيانياو سكينا حادة كانت موضوعة على الجانب و قطع خصلة شعر ليو تشينغ روي و وضعها في صندوق صغير .
بعد ذلك قال بصوت بارد : يمكنك الخروج .
" هاه "
سمع صوت تنهد متعب ، ليدخل لين مينغ فينغ إلى الغرفة بعد ذلك .
رفرف لين مينغ فينغ بمروحته على الرغم من أن الجو كان باردا بالفعل و مع ذلك ، كان من الواضح أن هذا الفعل كان لتغطية ملامح وجهه حيث ظهرت عيناه فقط .
و في تلك العيون الزرقاء كان هنالك أثر واضح لشك حيث كانت ضيقة ، قال : لقد تعلقت بها بالفعل ، هاه !
لكن هل سنتنتظرك حقا ؟
أليست هذه أنانية من قبلك ؟ فإلى متى ستظل تنتظرك ؟
سنة .
سنتان .
مئة سنة .
حتى نحن لا نعرف ما إذا كنا سنحيا أم لا .
ناهيك عنا ، فحتى هي ليس معروفا ما إن كانت تستطيع العيش حتى الشهر المقبل .
لم يقل شياو تيانياو أي شيء حول تعليق لين مينغ فينغ ، فقد كان مدركا لهذا الأمر جيدا .
و مع ذلك كان هنالك جانب منه يأمل أن لا يحدث هذا ، قال شياو تيانياو بنبرة أخفت ما بداخله : المطلوب .
توقف لين مينغ فينغ عن التلويح بمروحته عند سماع ما قال شياو تيانياو ، ليجيب بعد ذلك مع إبتسامة تعلوا وجهه : بصراحة أنا لا أهتم حول من تحب أو من تكره ، لكنني لا أريد رؤيتك خائبا أو في تلك الحالة مرة أخرى .
لكن أرجوا أن لا يشتتك هذا عن طريقك ، لأنه لو حدث هذا فسأكون أنا من يخلصك من ألمك .
أومأ شياو تيانياو برأسه ، قال : شكرا لدعمك .
لوح لين مينغ فينغ بأكمامه ، قال : لا أدعمك ، لكن سيكون هذا ممتعا عندما يعرف سو يو .
لم يقل شياو تيانياو أي شيء حول هذا التعليق ، لكنه بدل هذا نظر مرة أخيرة إلى ليو تشينغ روي حيث بدا و كأنه يتأملها و ينقش كل تفاصيلها في ذهنه .
بدى هذا المشهد الصامت ، غامضا جدا حتى أن هنالك أثرا للحزن فيه و مع ذلك سرعان ما إنتهى حيث نهض شياو تيانياو و خرج مع لين مينغ فينغ يتبعه .
قال شياو تيانياو بنبرة غامضة حيث لم يعرف لمن كان يوجه كلامه : إنه الوداع .
....
" هاه " ، " هاه " ، " هاه "
كان الصوت الوحيد الذي يمكن سماعه هو صوت لهاث الإمبراطورة لو سيان التي كانت بالكاد تتنفس .
كانت بشرتها صفراء شاحبة و شفتيها زرقاء حيث لم يكن هنالك أي أثر للون .
و في عيونها كان هنالك رعب و خوف خالص و هي ترى الشكل الذي أمامها و الذي كان بصدد خنقها .
من كان ذلك الشخص غير شين يانشياو !
كانت هنالك لمعان خافت في عيون شين يانشياو و هي تخنق الإمبراطورة لو سيان بإستعمال قماش الحرير الأبيض الطويل .
و من قطرات الدماء القرميزية التي زينت قماش الحرير الباهت كان من الواضح أن هذا القماش لم يقتل شخصا أو شخصين فقط .
و مع ذلك لم تحكم شين يانشياو الخناق على رقبة الإمبراطورة لو سيان بقوة حيث تركت لها المجال لتحدث .
سألت شين يانشياو مع إبتسامة لكن ليس بإبتسامة : أنت مذنبة .
و كل مذنب يجب أن يدفع .
لكن لدي سؤال .
لماذا أذيتني أنا و أمي هكذا ؟ ، مالذي فعلناه لك ؟
لم تستطع الإمبراطورة لو سيان سماع أسئلة شين يانشياو أو ما كانت تتفوه به ، حيث كانت مشغولة في التنفس .
و مع عيون مفتوحة على مصرعيها نظرت الإمبراطورة لو سيان إلى جثة إبنتها شين يو التي سحبتها شين يانشياو طوال الطريق إليها من جناح إلى جناح .
تمتمت الإمبراطورة لو سيان بضعف ، لكن هذا لم يخفي مدى الكره الذي كان بداخلها ، قالت : أنت وحش .
حتى الوحوش لا تفعل هذا بعائلتها .
عند سماع تمتمات الإمبراطورة لو سيان لم تستطع شين يانشياو كتم ضحكتها أكثر .
" هيهيهي "
قالت شين يانشياو بعد ذلك و هي تنظر إلى جانبها : هل سمعت هذا يا أمي ؟
لقد قالت عن إبنتك أنها وحش ، ألا تجدين هذا مضحك ؟
فأنا هنا أقتلهم بسرعة دون أي ألم و لم أضع الزرنيخ بطعامهم !
ليس كما فعل بعض الأشخاص بك !
لتوجه شين يانشياو بعد ذلك نظرها إلى الإمبراطورة لو سيان و قالت مع إبتسامة عميقة : ألا تظنين أنني طيبة بما فيه الكفاية لتخليصك بدون عذاب ؟
أه ، لكن من يهتم لك على أي حال ، فقد قالت أمي أنني لست وحشا .
و مع ذلك ، و على الرغم من أن شين يانشياو قالت هذا ، إلا أنها بدت مخيفة جدا مع إبتسامة عميقة .
و قد كان جنونها واضحا حيث كانت تتبادل الحديث مع نفسها طوال الوقت .
كانت عيون الإمبراطورة لو سيان مليئة برعب و مع ذلك و فور أن سمعت صوتا مؤلوفا من الخارج بدأت بصراخ مع إختفاء نظرة الخوف و ما حل محله هو الكره الخالص .
صرخت الإمبراطورة لو سيان : أنقذوني !
ساعدوني !
الجنرال سيو ، أرجوك أسرع .
عبست شين يانشياو قليلا عندما سمعت صراخ الإمبراطورة لو سيان و لإسكاتها إستعملت قطعة قماش لإغلاق فمها حيث حشتها بداخل .
قالت : لقد أتى الجرذان ، هاه !
في خارج فناء الإمبراطورة ، كان هنالك الكثير من الجنود الذين حاصروا المكان ، و وقف في الأمام رجل ذو حجمٍ كبير يرتدي مجموعة كثيرة من الدروع .
من تعبير الرجل ، يمكن لأي شخص أن يعرف أنه كان قاسيا فمع وجه أسمر مائل للأسود و عيون حادة بدت للوهلة الأولى محتقنة بالدماء و لحية كثيفة سوداء أعطى الرجل شعورا بالخطر .
من كان هذا غير الجنرال سيو !
عند سماعه لصراخ الإمبراطورة لم يستطع الجنرال سيو إلا أن يعبس ، لينظر بعدها إلى الجنود من حوله و يأمر : لا تصدقوا الإمبراطورة فهي مع الخائنة .
و فور أن تخرج ، قوموا بإقصائها !
أومأ الجنود برؤوسهم على نفس واحد ، لينظروا بعد ذلك ناحية الباب الذي كان المخرج الوحيد .
و مع ذلك و بعد مرور بضع دقائق لم تخرج أي من شين يانشياو أو الإمبراطورة لو سيان ، لذا خوفًا من إحتمالية كون أن شين يانشياو نصبت له فخ .
قام الجنرال سيو بالتحرك و معه جنودُ يتبعونه .
فتح أحد الجنود الباب ببطأ حيث رن صوت صريره الواضح في المكان و فور أن فتح الباب بالكامل و التأكد من عدم وجود أي فخاخ ، دخل الجنرال سيو إلى الداخل .
كان المكان مثلما كان كل يوم .
هادئا و مرتبا ، حيث لم يظهر أي أثر على حدوث أي تنازع أو شجار بين شخصين .
جلست الإمبراطورة لو سيان على طاولة الكتابة و أعطت ظهرها لكل من دخل الغرفة .
عند رؤية الإمبراطورة لو سيان تقدم الجنرال سيو مباشرة إليها و لم يتعب نفسه حتى في تقديم تحية ، قال مباشرة : لقد سمعتك تطلبين هذا العبد منذ قليل .
هل هناك أمر ما ؟
ظلت الإمبراطورة لو سيان صامتة و لم تعطي أي إجابة حيث سمع صوت غير مفهوم فقط و على الرغم من أن هذا كان غريبا إلا أن الجنرال سيو واصل التقدم ناحية الإمبراطورة لو سيان على أي حال .
و من كمه ، أخرج الجنرال سيو خنجرا و طعنه في ظهر الإمبراطورة لو سيان بدون أن يرمش له جفن .
لكن ...
لم تصدر الإمبراطورة لو سيان أي صوت حتى بعد طعنها ، لذا وجد الجنرال سيو أن هذا غريبا و قام بقلبها ناحيته .
على الرغم من أن الإمبراطورة لو سيان لم تصدر أي صوت يدل على ألمها ، إلا أن تعابير وجهها لم تكن كذلك حيث كانت مخيفة إلى حد ما .
فمع عيون محتقنة بالدماء و مفتوحة على مصرعيها و تجعدات وجهها أعطت شعورا للمرء بالقشعريرة .
و في فمها كان من الواضح وجود قطعة قماش حشته بالكامل من الداخل مانعا الإمبراطورة لو سيان من إصدار أصوات الأنين حتى .
فور رؤية الجنرال سيو للإمبراطورة لو سيان ظهرت إبتسامة قاسية على وجهه و قال : لقد لعبت علينا .
فجأة سمع صوت قادم من عند الباب ، و من نبرته كان من الواضح أنه كان منزعج ، قال موبخا : مازلت لم تمسكها ؟
كيف لم تمسك بتلك اللقيطة بعد كل هذا الوقت ؟
إستدار الجنرال سيو و ركه على ركبة واحدة مع جمع قبضتيه و مع تنهيدة قال : هذا العبد آسف لأنه لم يستطع القيام بعمله .
على غرار السخرية و عدم اللامبالات التي كانت في عيون الجنرال سيو عندما نظر إلى الناس كانت نظراته مثبتة على الأرض و لم يقم بأي إيماءة مستفزة تجاه الرجل الواقف بفخر أمامه .
كان هذا غريبا بعض الشيء ، لكنه لم يكن إذا كان الشخص الذي يركع له الجنرال سيو هو الإمبراطور !
فالكلب لا يجلس إلا لصاحبه ، و الجنرال سيو هو كلب الإمبراطور حيث يفعل كل ما يؤمر به .
نظر الإمبراطور مينغ بإشمئزاز إلى جثة الإمبراطورة لو سيان و شين يو الجامدتان على الأرض ، ليصدر أمرا بعد ذلك ، قال : نظف المكان .
أومأ الجنرال سيو برأسه لينهض بعد ذلك و يقتل كل الجنود الذين كانوا حاضرين .
كانت العملية سريعة جدا ، حيث لم يدرك الكثير كيف ماتوا حتى .
فهؤلاء الأشخاص كانوا عبارة عن مقاتلين عاديين و لن يستطيعوا مجابهة إمبراطورٍ قتالي مهما حاولوا .
و مع ذلك و قبل موتهم ، كان لدى جميع الأشخاص تعبير بعدم التصديق و نظرة كفر ، فهم لم يتوقعوا أبدا أن يموتوا على يد قائدهم .
بعد قيامه بذلك ، وقف الجنرال سيو بجانب الإمبراطور مينغ و قال بنبرة رتيبة : يمكنك الحديث ، لا يوجد أي شخص هنا .
عند سماع الإمبراطور مينغ بهذا ، أصبحت عيونه حادة و قال : أحرق المكان و قل أن الحريق قد إنتشر في القصر و قتل هؤلاء الأشخاص .
أومأ الجنرال سيو برأسه و عندما كان على وشك تنفيذ الأمر ، قال الإمبراطور مينغ : هل رجلك جاهز لرحلة الغد ؟
ظهرت إبتسامة مخيفة جعلت أسنان الجنرال سيو الصفراء بارزة ليقول بعد ذلك : نعم ، هو جاهز .
لن يعود ذلك اللقيط شياو تيانياو إلى هنا بعد هذه الرحلة .
تنهد الإمبراطور مينغ بإرتياح و قال : بما أنه قد مر من الإختبار فهذا يعني أنه جيد .
لكن ...
أصبحت نبرة الإمبراطور مينغ أكثر خطورة حيث واصل الكلام : سيكون حسابك عسيرًا إذا فشل !
ظهرت إبتسامة عميقة على وجه الجنرال سيو و قال : لا تقلق فهو لن يفعل و إن فشل سأتدخل شخصيا في إقصاء شياو تيانياو .
أومأ الإمبراطور مينغ برأسه بإرتياح بعد سماعه لتأكيد الجنرال سيو فقد وضع أهمية كبيرة على هذا الأمر و حتى أنه قام بخطوة بائسة في سبيل القضاء على شياو تيانياو .
فإذا فشل هذه المرة ، سيكون على الإمبراطور مينغ البدأ في عد أيامه الأخيرة .
بعد التأكد من باقي الأمور مع الجنرال سيو ، خرج الإمبراطور مينغ من فناء الإمبراطورة لو سيان بتلويحة من أكمامه .
قال في نفسه ' شياو تيانياو ، إنها نهايتك ! '
....
إنتشرت النيران القرميزية في أجزاء مختلفة من القصر الإمبراطوري .
و في مكان مرتفع و بعيد نسبيا عن الحريق ، إنعكس لون النار الجميل في عيون شين يانشياو حيث لم تستطع إلا أن تتمتم : هذا جميل !
أليس كذلك يا أمي ؟
أومأت شين يانشياو برأسها و كأنها سمعت شخصا ما يجيبها لتواصل النظر في الصمت إلى القصر الإمبراطوري و هو يتحول إلى هشيم .
لم تكن النار و الحرائق وحدها الشيء الذي جعل شين يانشياو تقول هذا و إنما كان أن جحر الأفاعي هذا آخذ في الإحتراق .
ففي هذا المكان تعذبت هي و والدتها كثيرا بسبب المؤامرات و الضغائن التي لا حصر لها .
و مع ذلك سرعان ما إختفى الهدوء الذي كان على شين يانشياو حيث عضت شفتها السفلية بقوة حتى تدفقت الدماء مع إمساكها لقماش الحرير الأبيض الذي أصبح ملونا بقطرات الدماء .
قالت : لماذا ذلك الوغد سعيد هكذا ؟
لماذا يريد قتل الأمير شياو الذي يحمي المملكة ؟
و لكن سرعان ما توقفت شين يانشياو عن طرح التساؤل حيث إستدارت في صمت و ذهبت إلى من يعلم أين ، قالت : ماذا لو لم يذهب الأمير شياو ؟
سيكون تعبير الوغد جميلا ، أليس كذلك يا أمي ؟
إبتسمت شين يانشياو بعد بضع ثواني و إستمرت في المشي تاركة القصر الإمبراطوري يحترق .