مرت ثلاثة أيام في رمشة عين حيث لم يحدث أي شيء يستحق الإهتمام عدا وصول بعثة الأمير شياو إلى الحدود .
كان هذا كل ما سمع عن هذه البعثة ، فقد إلتزمت الجهات الرسمية الصمت بينما لم تستطع الشائعات الوصول إلى آذان العاصمة بعد .
في هذا الوقت ، أخبرت ليو تشينغ روي لين تشوجيو عن العملية و ما سيحدث فيها .
قالت لين تشوجيو عن هذا : في حال لم تحدث أي مشاكل لن تحتاجيني ، أليس كذلك ؟
أومأت ليو تشينغ روي برأسها و ردت : نعم لن أفعل .
لكن ...
واصلت ليو تشينغ روي الكلام مع تعبير جاد إرتسم على وجهها ، قالت : إحذري من تشانغ ليان فهو ليس كما يبدو عليه .
أومأت لين تشوجيو برأسها على تحذير ليو تشينغ روي ، قالت في نفسها ' إذن كان حدسي صحيح '
ففي اللحظة التي رأت فيها لين تشوجيو تشانغ ليان شعرت بشعور غريب و كأن كل غرائزها تطلب منها الإبتعاد عنه أو ربما حتى قتله .
عند رؤية تعبير لين تشوجيو تنهدت ليو تشينغ روي براحة لتعطي الأخيرة قناع أبيض اللون يغطي كل وجهها تاركًا شقين نحيفين لرؤية .
تفاجأت لين تشوجيو عند رؤية هذا ، لكن سرعان ما زال اللبس حيث قالت ليو تشينغ روي : إنه فقط في حالة لم تسر الأمور كما من المفترض أن تكون .
قبلت لين تشوجيو القناع من دون أن تقول أي شيء .
قالت في نفسها بسخرية ' تسك ، معها حق .
فإن إكتشفت ، سأصبح في خبر كان '
فقد كانت لين تشوجيو مدركة تمام الإدراك مدى أهمية موهبتها بعد أن أخبرتها ليو تشينغ روي عنها ، و قدرت داخليًا جهود الأخيرة في إخفائها و حمايتها .
****
الأن ، في أحد غرف قصر شياو الكبيرة كانت ليو تشينغ روي متسطحة على طاولة العمليات .
كيف وجدت طاولة العمليات ؟
لأن ليو تشينغ روي ببساطة أمرت الحرفي بصنع واحدة !
بجانبها وقفت لين تشوجيو مرتديةً القناع الأبيض الذي غطى كل وجهها و لن يتمكن أي شخص من التعرف عليها ما دامت ترتديه .
كان تشانغ ليان حاضرًا أيضًا ، كيف لا يفعل و قد كان بطل العرض .
و على طاولة صغيرة بجانب طاولة العمليات وجدت أدوات الجراحة الباردة كالمشرط ، المقص ، الكاشطة و غيرها .
حتى الإبر لم تكن إستثناء .
عند رؤية هذه الأدوات شعرت ليو تشينغ روي بالحنين ، لكن ما طغى عليه كان الشعور بالضيق و حتى الرهاب و كأن هذه الأدوات الباردة حملت ذكريات غير سارة .
حتى أن يدها كانت ترجف من دون أي توقف .
قال تشانغ ليان بصوت هادئ : لا تخافي ، تنفسي ببطئ .
عند سماعها لهذا ، قالت ليو تشينغ روي في نفسها بسخرية ' من الخائفة ؟ '
فما شعرت به لم يكن خوفًا بالتأكيد !
قال تشانغ ليان : هل أنت جاهزة ؟
أومأت ليو تشينغ روي برأسها ، ليخرج تشانغ ليان حقنة كبيرة و مخيفة بما تناسب العصر .
على الرغم من أنه حتى الحقن في عالم ليو تشينغ روي كانت مخيفة لكن ليس مثل هذه فعند رؤيتها سيظن المرء أن ما سيحقن به كان سمًا .
لكن ، لم يكن لدى ليو تشينغ روي رهاب الإبر و كانت تعلم أن السائل الذي ستحقن به ليس سمًا لذا كانت متعاونة .
لم تمر دقائق بعدها حتى بدأ وعي ليو تشينغ روي في التلاشي حتى نامت في نومٍ عميق .
عند رؤية هذا ، شمر تشانغ ليان عن أكمامه الطويلة و قال : حان وقت العمل .
نظر بعدها إلى لين تشوجيو و قال بنبرة جادة : هل ستبقين متفرجة ؟
أجابت لين تشوجيو : لا ، فقط في حال ...
قاطع تشانغ ليان لين تشوجيو حيث قال : إذن يرجى عدم إزعاجي .
لم ترد لين تشوجيو على كلام تشانغ ليان حيث إعتبرته عجوزًا خرفًا ، قالت في نفسها بغرابة ' ماذا فعلت لأزعجه ؟ '
لكن ما لم تكن تعرفه لين تشوجيو هو أن شكلها وحده كان مزعجًا ، فعند إرتدائها للقناع ، جعلت تشانغ ليان يشعر بالغرابة و التحذير في نفس الوقت .
فهو قد تعاقد مع ليو تشينغ روي و ليس مع لين تشوجيو .
فعلى الرغم من أنه كان قويًا بما يكفي ليسكت الغوغاء ، إلا أن هذا كان مزعجًا للغاية .
أمسك تشانغ لين بالمشرط الحاد و مثل المرة الماضية قام بقطع شق في جسد ليو تشينغ روي ، تحديدا تحت ترقوتها حيث تراكمت السموم .
ففي الأيام الثلاثة قامت ليو تشينغ روي بإلغاء الختم على يدها اليسرى ، لأن تشانغ ليان ببساطة لم يكن يعرف كيف يقوم بالعملية في ذلك المكان .
كما أنها قامت بمختلف التحاليل و الفحوصات و أخبرت تشانغ ليان عنها و لهذا لم يقم بغرز الأبر في جسد ليو تشينغ روي أو فحص جسمها بطاقته مثلما فعل المرة الماضية .
على عكس العمليات الروتينية حيث كان على المرء القيام بخياطة او إستئصال الأعضاء ، كان على تشانغ ليان تصفية دماء ليو تشينغ روي من السموم .
فالأخير لم يهاجم عضوًا واحدًا من أعضاء جسم ليو تشينغ روي و إنما الكل عن طريق الدم .
فالدم كان يمر على جميع الأعضاء و هو بالتأكيد أفضل مستقر لسم لينتقل عبر الجسم و يقوم بعمله .
نزفت ليو تشينغ روي كثيرًا لكن تشانغ ليان لم يهتم بهذا و لم يحاول حتى أن يقوم بفعل شيء ليوقف النزيف ، بل على العكس من ذلك كان يحفز النزيف .
في كل لحظة من نزيفها ، كانت دماء ليو تشينغ روي القرميزية تتحول إلى اللون الأحمر الداكن حتى أصبحت سوداء بالكامل و إن دقق المرء في النظر سيستطيع رؤية بعض الجزيئات و هي تتحرك .
عند رؤية نزيف ليو تشينغ روي هكذا ، شعرت لين تشوجيو بالهلع ، قالت في نفسها ' اللعنة ، أين وجد مجنون يعالج بهذه الطريقة '
فقد شحبت بشرة ليو تشينغ روي و بدت و كأنها كانت تموت حقًا .
على الرغم من ذلك بقيت لين تشوجيو صامتة فتشانغ ليان لم يكن الوحيد الذي قال لها أن لا تفعل شيئًا و لكن ليو تشينغ روي أيضًا .
عند خروج و تراكم المادة السوداء على بشرة ليو تشينغ روي بدأت تلك السموم في التآكل فور ملامستها للهواء و بدأت في قيام بعملها حيث بدأت في إذابة جلد ليو تشينغ روي .
كان هذا مؤلمًا بالتأكيد و لو كانت ليو تشينغ روي واعية كما في المرة القادمة لكانت ستلعن مئات الآلاف من المرات .
أصبحت عينا تشانغ لين متباينة الألوان حادة عند رؤية السموم و تشكلت حول يده هالة سوداء اللون بدأ في تشكيلها ببطأ لكن بثبات .
و مثل المرة الماضية قام بتلويح يده بحذر ليمسك بالسموم و يحيطها بهالته .
فعلى الرغم من أن هذا ك
ان فعلًا جريئًا ، إلا أن هذه كانت الطريقة الوحيدة لإخراج السم من الجسد من دون أن يؤثر هذا على المعالج او المريض .
فالسم كان تقريبًا على قيد الحياة حيث كان أشبه بطفيلي هاجم كل من خرب بيته الذي كان جسد مضيفه .
و السم أيضًا هو سبب وجود البقع متباينة الألوان على بشرة تشانغ ليان حيث كان هنالك إتصال بينهما في الماضي .
كان هذا بطيئًا للغاية ، فالسم كان كثيرًا بينما كان على تشانغ ليان العمل ببطأ لتأكد من أنه لم يهمل أي شيء من السم .
كما كان عليه أن ينتبه إلى عدم تنبيه السم حول وجوده و إلا سيعمل الأخير عمله و يذيب جسد ليو تشينغ روي في ثواني .
أظهرت هذه العملية مدى موهبة و قدرة تشانغ ليان على التحكم في طاقته ، فقد كان من النادر إيجاد مزارعين يمتلكون نفس درجة التحكم ناهيك عن مزارعٍ شيطانيٍ مثله .
مر وقت لم يعرف كم هو فلا تشانغ ليان أو لين تشوجيو كانا يحسبان ، لكن كان من الواضح أن العملية على وشك الإنتهاء حيث كان لا يزال كمية ضئيلة من السم .
سرعان ما أكمل تشانغ ليان هذه الكمية و أصبح جسد ليو تشينغ روي صافيًا من السموم .
لقد عولجت !
شعر تشانغ ليان بعد هذا بالتعب الشديد فلم يكن سهلًا بالتأكيد التحكم بهالته بشكل دقيق كل هذا الوقت .
لكن عندما نظر إلى كتلة السموم الطافية في الهواء ، بردت عيون تشانغ ليان ،حتى أنه كان هنالك هالة مشؤومة حوله .
قال بصوت بارد : ماتزال أساليب عشيرة يو كما هي .
فنفس هذا السم الداكن قتل عشيرته منذ أكثر من ثلاث مئة سنة .
إن دقق المرء جيدًا سيدرك أن هذا السم ليس سائلًا و إنما عبارة عن كائنات دقيقة لا ترى بالعين المجردة .
لقد كان طفيليًا حقًا ، أو بتعبيرٍ آخر كان عبارة عن غو !
كانت الغو عبارة عن حشرات سامة للغاية لم يوجد أي علاج لها .
لكن ما ميزها كان أنها تتغذى على طاقة التشي للمزارع و إن لم يكن لديه طاقة التشي ستتغذى الغو على طاقة حياة الشخص و دمه .
كانت هذه أول مرة ترى فيها لين تشوجيو حشرة غو في حياتها ، لكن عند رؤيتها شعرت بالفضول و نظرت إلى ليو تشينغ روي النائمة .
قالت في نفسها ' ترى من سممك ؟ '
فمهما كان من سمم ليو تشينغ روي لم يكن شخصًا عاديًا بالتأكيد ففي كل الممالك الأربع كان الغو نفسه نادرًا ناهيك عن الأشخاص الذين تعاملوا معه .
لو عرف تشانغ ليان في ماذا كانت تفكر لين تشوجيو لكن سيخبرها لتوسع آفاقها ، لكن للأسف لم يعرف لأنها كانت ترتدي القناع .
ناهيك عن هذا فهو كان مشغولًا في مواصلة العملية ، فبعد إخراج السموم هو لن يترك ليو تشينغ روي هكذا .
فإذا فعل ، لن تموت الأخيرة بسبب السم و إنما بسبب النزيف .
أثناء خياطة تشانغ ليان لشق تحت رقبة ليو تشينغ روي بدأ تنفسها و نبض قلبها يصبح خفيفًا و لو كانت واعية لإستطاعت رؤية نافذة النظام الطافية في الهواء .
[ دينغ : لقد نفذت طاقة المضيف ]
[ دينغ : يرجى تزويد جسم المضيف بالطاقة ]
[ دينغ : سيموت المضيف ! ]