على الرغم من أنه كان الليل في الحدود البعيدة ، إلا أن المكان لم يكن مظلمًا فقد أنارت مشاعل الجيوش من مختلف الأطراف المكان حتى بدى مثل مدينة مزدهرة .

أحاطت جيوش المملكتين بميراث طائفة السماء من الجنوب و الشمال و قد كانوا جاهزين للقتال في أي ثانية .

في ثكنة ، تحديدًا حيث أقام قائد الجيش وقف شياو تيانياو و هو يرى أضواء المشاعل التي بدت أنها تمتد إلى مالانهاية .

كان لين مينغ فينغ و سو يو في المكان أيضًا حيث وقف كل منهما بجانب شياو تيانياو .

قال سو يو : كل شيء جاهز ، لم يتبقى الكثير .

قال لين مينغ فينغ أيضًا مع نبرة عميقة : سينتهي كل شيء غدًا .

" همهم "

لم يرد شياو تيانياو على أي من كلام سو يو أو لين مينغ فينغ و إنما إكتفى بالهمهمة .

قال في نفسه " هاه ، ستنتهي هذه الرحلة الطويلة قريبًا "

عند تفكيره في هذا أصبحت عيون شياو تيانياو حادة و أمسك قبضته بشدة ، قال في نفسه ' سأعود من المنفى .

إنتظرني ! '

***

فجأة لوحظت حركة مريبة على جانب جيش المملكة الشرقية حيث كان الجنود يتقدمون بثبات ناحية الميراث .

عند هذا ، ركض المستكشف بسرعة لإخبار الجيش .

عند سماع هذا ، ظهرت إبتسامة متكلفة على وجه شياو تيانياو ، قال في نفسه ' لقد تحركتم إذن ! '

فجأة ركب شياو تيانياو على حصانه و توجه إلى الجبهة مع أكثر من ثلاثون ألف رجل يتبعون وراءه .

عند رؤية شياو تيانياو قادمًا من بعيد ، توقف جيش المملكة الشمالية بأمر من قائدهم الجنرال لاو .

كانت حول الجنرال لاو هالة خطيرة من حوله و بالتأكيد لن يستطيع من هب و دب العبث معه .

إبتسم شياو تيانياو بسخرية عند رؤية الرجل ، قال : أرى أنك إخترقت ، لاو .

لقد جعلتني أنتظر كثيرًا .

صر الجنرال لاو على أسنانه عندما سمع هذا ، فقد ضرب شياو تيانياو الوتر الحساس لديه .

خاصة أنه كان معروفًا عنه أنه لم يمتلك موهبة كبيرة و قد كان السبب الوحيد ليخترق هو تعافي الطاقة الروحية .

لكن عند رؤية ما كان خلف شياو تيانياو ، إستبدل غضبه بإبتسامة و قال : و أنا أرى أنك لست كما كنت عليه ، هل أنت واثق من قيامك بهذه الحرب .

فوراء شياو تيانياو كان هنالك القليل من الجنود بالمقانة مع جيش المملكة الشمالية .

و من بعيد يمكن ملاحظة أنهم كانوا نصف جيش .

أجاب شياو تيانياو بملل : لماذا لا تفحص عيونك ، لم أكن أكثر صحة من الأن .

لم يرد الجنرال لاو إطالة الحديث مع شياو تيانياو ، فقد كانت معنويات الجنود في أعلى حالاتها على اي حال .

فجأة رفع الجنرال لاو يده ، و وراءه سحب أكثر من مئة ألف رجل قوسه .

و في الثانية التالية لوح الجنرال لاو بيده إلى أسفل ، و من ورائه إنطلقت الكثير من السهام بدت للوهلة الأولى مثل الأمطار الغزيرة في إتجاه جيش المملكة الشرقية .

عند رؤية هذا ، أحاط شياو تيانياو نفسه بطاقته ليرتد كل سهم كان موجهًا ناحيته .

و وراءه أمسك الجنود بدروعهم ليشكلوا بها ما بدا مثل جدارٍ مصنوع من المعدن البارد .

لو كان هذا جيشًا مدربًا لن تكون هنالك إصابات من هجوم بعيد المدى مثل هذا ، لكن للأسف هو ليس كذلك فقد أصيب بعض الرجال .

فور أن إنتهت موجة السهام و من دون أي سابق إنذار بدأت موجة ثانية .

لكن هذه المرة كانت المملكة الشرقية هي التي سحبت قوسها فمن العدم ظهر جيشان صغيران على الجناح الأيمن و الأيسر لجيش المملكة الشمالية .

كان هذا هجومًا مفاجئًا ، و كان الوقت ضيقًا حيث لم يستطع أن يقوم الجنود بأخذ وضعية الدفاع بسرعة .

نتيجة لهذا ، أصيب الكثير من الجنود و قتل بعضهم على أطراف الجيش .

فقد قسم جيش المملكة الشرقية إلى ثلاث أقسام .

الجبهة الأمامية بقيادة شياو تيانياو .

الجبهة الشرقية بقيادة لين مينغ فينغ .

و الجبهة الغربية بقيادة سو يو ، و قد مكن هذا التقسيم من محاصرة جيش المملكة الشمالية و ضربهم على حين غرة .

أحدث هذا الهجوم المفاجئ خللًا في صفوف جيش المملكة الشمالية ، لكنه للأسف لم يكن ضربة قاضية فسرعان ما أعادوا ترتيب أنفسهم .

أصبحت عيون الجنرال لاو باردة و هو يرى شياو تيانياو البعيد ، قال بصوت عالي : إلتحموا .

فور قوله لهذا ضرب الجنرال لاو حصانه بلجامه و إندفع مسرعًا في إتجاه شياو تيانياو .

" دنغ "

" دنغ "

" دنغ "

بدأت الطبول تقرع بصوت عالي من كلا الجانبين و صرخ الجنود بصوت عالي صرخات الحرب ليندفعوا إلى العدو .

فعل شياو تيانياو المثل حيث إندفع بحصانه بسرعة لا تصدق ناحية الجنرال لاو بصرخة بطولية ممسكًا بسيفه الحاد الذي أحاطت به هالة ذهبية اللون .

لم يكن سو يو و لين مينغ فينغ لزينة فقد كانا أول المهاجمين .

بدأ الإلتحام ، و في وسط صرخات الحرب العالية و الشجاعة سمع صوت الأنين الخافت .

كان هذا أنين كل من أصيب ، جرح أو ربما مات .

للأسف كثر هذا الأنين من جهة المملكة الشرقية .

فكلما مات جندي من الجانب الشمالي ، قتل معه ثلاثة من الجانب الشرقي .

كان الصوت تقشعر له الأبدان ، فقد قاتل كل الجنود من كل جانب بجسارة .

خاصة أن صوت قطع و صرير السيوف كان جزءًا من سنفونية الحرب هذه .

أعطى هذا للمستمع شعورًا بالرهبة ، فهنا كان ذهن الجميع صافيًا حيث لم يفكر أي شخص في أي شيء عدا حياته .

لم يفكروا في النساء ، الثروة أو الأطفال .

ففي ساحة المعركة كانت هذه مجرد أمور دنيوية ، فما فائدتها إن كان المرء ميتًا ؟

كانت أعداد جنود المملكة الشرقية بدأت في التناقص و لموازنة المعادلة كان شياو تيانياو و سو يو و حتى لين مينغ فينغ مثل آلة قتل .

فقد قتلوا و قتلوا حتى لم يعودوا يهتمون بالعد ، كان هذا أمرًا تافهًا على أي حال .

خاصة أن هذا حدد مصيرهم .

لوح شياو تيانياو بسيفه الحاد في الكثير من الأنماط المتعددة و المعقدة ، نتيجة لهذا كان هنالك خطوط ذهبية باهتة في الهواء .

تلك الخطوط الباهتة و الجميلة كانت مثل مرسوم موت كل من رآها ، ففي اللحظة التالية قطع رأسه بعيون مملوءة بالكفر .

كان أسلوب قتال سو يو مختلفًا تمامًا عن أسلوب شياو تيانياو الأنيق لكن المرعب .

فقد كان سو يو يتلاحم مباشرة مع جنود العدو ، و على وجهه إرتسمت إبتسامة مرعبة في كل مرة أخذ فيها حياة .

على عكس شياو تيانياو و سو يو اللذان إستخدما السيف ، إستخدم لين مينغ فينغ القوس و السهم .

لكنه لم يكن بالتأكيد عاديًا ففي كل مرة كان يطلق كان يستعمل أربع سهام أودت بحياة أربعة من الأعداء .

كانت يد لين مينغ فينغ تطلق السهام من دون حسيب و لا رقيب و لن يدرك المرء حتى كيف غرز السهم في قلبه .

كانت رماية لين مينغ فينغ ببساطة فنًا ، خاصة أنه لم يتخل عن أناقة الرجل النبيل خاصته رغم أنه في منتصف الحرب .

مر الوقت ، و كانت الحرب في أشدها فقد توازنة القوى بين الجيشان بسبب قوة شياو تيانياو و سو يو و لين مينغ فينغ .

فقد عوض الثلاث نقص الخبرة و التدريب لدى الجيش .

كان الجنرال لاو يشاهد كل هذا من بعيد من دون أي تعبير ، فجأة تمتم : لقد حان دوري .

و مع إبتسامة لكن ليست إبتسامة تقدم الجنرال لاو إلى الأمام بسرعة كبيرة حتى وقف في طريق شياو تيانياو .

قال الجنرال لاو بعجرفة : أرى أنك تأخذ راحتك ، شياو تيانياو .

كان شياو تيانياو في صدد الهجوم على مجموعة من الجنود عندما سمع هذا ، لكن للأسف لم يكن هؤلاء الناس محظوظين فالأخير مازال يهجم على أي حال و لم يلتفت حتى إلى الجنرال لاو .

بعد قيامه بهذا ، نظر شياو تيانياو إلى الجنرال لاو و قال : ماذا قلت ؟

لقد كنت مشغول .

قال الجنرال لاو بإبتسامة : سأقتلك .

فور هذا سحب الجنرال لاو سيفه و إندفع في إتجاه شياو تيانياو .

كان هنالك ضغط قوي حول الجنرال لاو ، و هذا ما أثبت أنه كان في قاعدة الإمبراطور القتالي .

إختفت اللامبالات في وجه شياو تيانياو و أصبح تعبيره جادًا .

لقد إنتهى اللعب !

حان وقت الجد !

كانت الضربة الأولى من نصيب الجنرال لاو ، فمن الواضح أنه أراد قتل شياو تيانياو بسرعة حيث إستهدف أعضاؤه الحيوية .

تمكن شياو تيانياو من تجنب هذا و قام بتلويح بسيفه مستهدفًا يد الجنرال لاو .

لم يتمكن شياو تيانياو هو أيضًا من إصابة الجنرال لاو .

واصل الإثنان هكذا .

فتارة يهجم الأول و يدافع الثاني .

لكن هذا لم يستمر طويلًا ، ففجأة رأى الجنرال لاو ثغرة في دفاع شياو تيانياو و قام بالهجوم فورًا .

هذه المرة تمكن الجنرال لاو من إصابة شياو تيانياو و جرحه جرحًا عميقًا على خصره الأيمن .

ظهرت إبتسامة متكلفة على وجه الجنرال لاو ، قال : هل بدأت تتعب ؟

لم يجب شياو تيانياو على هراء الجنرال لاو ، فقد لمس مكان الجرح و نظر إلى يده الحمراء بدمائه .

قال : لقد إستخففت بك .

عند سماعه لهذا ، قال الجنرال لاو بإبتسامة متعجرفة : مفاجئة .

فور ذلك ، خرجت هالة وحشية من الجنرال لاو ، قال مكملًا حديثه : شياو تيانياو ، مازلت ضفدعًا في قعر البئر .

ليندفع الجنرال لاو من جديد إلى شياو تيانياو ، هذه المرة إزدادت سرعته و قوته بالضعف .

بدأت موجة جديدة من الهجوم ، لكن هذه المرة كان من الواضح أن شياو تيانياو كان يدفع للخلف فقد دافع أكثر من ما هاجم .

قال شياو تيانياو في نفسه ' متى إخترق '

فشياو تيانياو يتذكر أنه قبل عام و في مثل هذا الوقت كان الجنرال لاو مجرد ملك .

كان مفهومًا كيف إخترق الجنرال لاو إلى إمبراطور قتالي بسبب تعافي الطاقة الروحية ، لكن كيف إخترق مرة أخرى في هذا الوقت القصير .

فالإمبراطور القتالي لم تكن قاعدة الزراعة النهائية و إنما كان لا يزال هنالك أربع مراحل .

لورد حقيقي .

ملك حقيقي .

إمبراطور حقيقي .

حاكم .

كانت الحاكم هي قاعدة الزراعة النهائية ، لكن لم يصل أي شخص إلى هذه المرحلة منذ العصور القادمة .

و كمثال لدينا مؤسس طائفة السماء ، فهو الوحيد الذي وصل إلى هذه الدرجة من القوة إلى درجة تأسيس قوانين .

***

الأن كان الجنرال لاو لوردًا حقيقيًا .

همس الجنرال لاو بصوت خافت ، قال : خائف ؟

عند سماعه لهذا ظهرت إبتسامة ساخرة على وجه شياو تيانياو ، و في أقل من ثانية أصبحت الهالة من حوله أقوى ، قال : لماذا أخاف من اللعب .

" تسك " شخر الجنرال لاو عند شعوره بالتغيير في هالة شياو تيانياو ، فقد أظهرت الأخيرة أنه كان ÷ الوصول إليها سهلا .

فعمر الجنرال لاو ثلاثة و خمسون عامًا بينما كان شياو تيانياو مجرد شابٍ في السادسة و العشرين .

فعلى عكسه ، كان شياو تيانياو صشذذذذذذغيرًا و لم يوجد أي شخص يدعمه ، لكنه وصل إلى هذه المرحلة أيضًا .

كان هذا صفعًا للوجه بالنسبة للجنرال لاو .

قال في نفسه بغضب ' هذا غير مقبول أبدا '

إزدادت حدة القتال بين الجنرال لاو و شياو تيانياو ، و لم يقترب أي أحد من الجنود من أي من الجانبية إليهما في حدود دائرة نصف قطره عشرة أمتار .

...

أرجوا أن يعجبكم الفصل 😊😊

2022/02/24 · 275 مشاهدة · 1818 كلمة
نادي الروايات - 2024