بدأ القتال الجاد و إنتهى وقت المزاح ، فلا شياو تيانياو أو الجنرال لاو يمكن أن يتحملا تبعات هذا .
كان قتالهما شرسًا للغاية ، فكل ضربة كانت قاضية تهدف لإنهاء حياة الخصم فكل من شياو تيانياو و الجنرال لاو إستهدفا الأعضاء الحيوية .
كانت ضرباتهما سريعةً للغاية و لن تستطيع العين المجردة تتبعها .
كيف تستطيع و هذا قتال بين لوردان حقيقيان .
واجه الجنرال لاو صعوبة في صد ضربات شياو تيانياو التي بدت لوهلة أنه لا نهاية لها و في كل ثانية كان يفقد جزءًا من زخمه .
قال في نفسه ' اللعنة ، متى يتفاعل '
فقاعدة زراعة الجنرال لاو المخفية لم تكن البطاقة الرابحة الوحيدة في أكمامه و إنما كان هنالك شيء آخر .
على الرغم من أن الجنرال لاو كان بالكاد يستطيع مجارات شياو تيانياو إلا أنه لم يفقد أمله في الفوز .
فحتى و جسده أصبح مليئًا بالجراح كان الجنرال لاو لا يزال يقاتل على أي حال .
شعر شياو تيانياو بالقليل من التعب بعد القتال الطويل ، و عليه حاول إنهائه بسرعة ، قال في نفسه ' لا يزال هنالك الكثير من العمل على أي حال ، هاه '
لكن الغريب في الأمر ، أنه مع كل تلويحة سيف قام بها شياو تيانياو شعر أن طاقته تتناقص على نحو ينذر بالخطر .
قال شياو تيانياو بغرابة في نفسه ' ماذا يحدث لي ؟ '
فلم يكن من المفترض أن تتناقص طاقته على هذا النحو !
لمعت عيون الجنرال لاو عندما رأى تعبير شياو تيانياو الغريب ، قال بسخرية : هل تعبت ؟
فقد كان هذا واضحًا من المدى الذي كانت عليه ضربات شياو تيانياو ضعيفة .
أمسك شياو تيانياو سيفه بإحكام ، قال : ماذا فعلت ؟
أجاب الجنرال لاو مع إبتسامة لكن ليست إبتسامة ، قال : لم أفعل شيئًا عدا إصابتك في وقت سابق .
هلا نظرت إلى جرحك .
لمس شياو تيانياو الجرح الذي حفر على خصره بعمق ، لكن ما إن رأى يده حتى أصبح وجهه عابسًا .
فما كان على يد شياو تيانياو لم يكن دماءًا قرميزية كما في وقت سابق و إنما دماءًا سوداء لزجة تبدوا أنها تتحرك للوهلة الأولى .
قال الجنرال لاو بفخر و هو ينظر إلى دماء شياو تيانياو : هذا نتاج عملي .
يمكنك تسميته بالغو .
رفع شياو تيانياو حاجب عندما سمع هذا ، فهو لم يتوقع وجود هذه الطفيليات في هذا المكان .
لكن هذا لم يكن يهمه الأن ، فقد أصبحت عيون شياو تيانياو السوداء الصوفية باردة و لو كان النظر يقتل لكان الجنرال لاو مات مئات المرات .
فقد قاتل الجنرال لاو بسلاح مسمم !
و لم يكن السم شيئا آخر غير الغو !
فالسم العادي لن يستطيع التأثير على شياو تيانياو أو أي مزارع عادي ، لكن الغو كان شيئا مختلفًا تمامًا .
فالغو كان هو نفسه السم بالنسبة إلى المزارعين ، فقد كان الأخير مثل الطفيلي الذي يتغذى على طاقة التشي الخاصة بهم .
و هذا نفسه ما حدث مع شياو تيانياو الأن حيث كانت طاقته في تناقص مستمر .
على الرغم من أن فعل الجنرال لاو كان جبانًا .
لكن ...
من يستطيع لومه ؟
ففي الحرب كان كل شيء مباح فإما أن تَقْتٌلْ أو تٌقْتَلْ !
في هذه النقطة من المعركة ، قال شياو تيانياو في نفسه ' يجب أن أنهي هذا بسرعة '
في أقل من ثانية ، كان شياو تيانياو يقف أمام الجنرال لاو و حول سيفه كان هنالك هالة ذهبية متذبذبة .
كان شياو تيانياو سريعًا للغاية ، فحتى الجنرال لاو لم يرى كيف تقدم الأخير إليه حتى أصبح أمام أنفه .
و في اللحظة التالية التي تبعت هذا ، صرخ الجنرال لاو بألم .
فعلى وجهه القاتم ، ظهرت ندبة من العدم أصابت عينه اليسرى .
لم يكن في وسع الجنرال لاو إلا الصراخ ، قال : اللعنة .
أرخى الجنرال لاو دفاعه لوهلة ، فقد كان الأن يضع يده على وجهه كمحاولة لتخفيف الألم .
لكن ...
شياو تيانياو لم يكن متفرجًا هذه المرة فقد إستغل تشتت إنتباه الجنرال لاو و هجم .
لوح شياو تيانياو سيفه في أنماط معقدة لم تستطع العين المجردة تتبعها ، فكل ما كان يرى هو وميض السيف البارد .
و في اللحظة التالية ، تشكلت شفرات طاقة التشي التي كانت موجهة بأكملها ناحية الجنرال لاو مغلقةً أي طريق للهرب .
شعر الجنرال لاو بالخطر ، و أن جسمه كله مليئ بالعرق البارد .
لقد عرف الأخير أن هذا لم يكن إحساس ، فقد قال في نفسه ' اللعنة ' .
و ما أكد هذا هو الشفرات الحادة التي كانت تهدف لأخذ حياته !
كانت هذه ضربةً قاضية لكل من كان في طريقها ، و عند رؤية هذا سيشعر المرء باليأس و عدم الرغبة في الموت .
لكن الجنرال لاو كان يبتسم !
قال في نفسه ' غبي '
فجأة أحاط الجنرال لاو نفسه بطاقة التشي و طفا في الهواء كالطائر .
فعندما يصل المزارع إلى قاعدة اللورد الحقيقي سيستطيع أن يطير في الهواء لفترة من الزمن .
لكن كان لهذا ثمن بالتأكيد فقد إستهلك الكثير من الطاقة .
و بما أن الجنرال لاو لا يستطيع تجنب هجوم شياو تيانياو من أي جهة قرر إستعمال إمتيازه .
عند رؤية هذا ظهرت إبتسامة خافتة على وجه شياو تيانياو جعلت قلب الجنرال لاو يشعر بالخطر أكثر .
خاصة بعد النظر إلى عيونه السوداء الصوفية التي كانت أشبه كالهاوية العميقة حيث شعر الجنرال لاو بالقمع .
لوهلة فقد الجنرال لاو نفسه كليًا .
لم يستطع التفكير أو حتى إستخدام طاقة التشي خاصته .
لقد كان أعزل ، و حتى أنه بدى أنه جسم من دون روح فقد إختفى كل اللمعان الذي كان في عيونه .
كانت تلك اللحظة ، هي كل ما يحتاجه شياو تيانياو لإنهاء الجنرال لاو فمع تلويحة سيف واحدة كان رأس الجنرال لاو يتدحرج .
و في آخر لحظاته ، إستعاد الجنرال لاو رشده لكن بعد فوات الأوان .
فكل ما رآه هو جسمه مفصول الرأس مع عيون غير مصدقة .
بعد أن أنهى شياو تيانياو أمر الجنرال لاو ، أصبح وجهه عابسًا و ضغط على الجرح في خصره .
"تسك "
عند رؤية الجرح لم يستطع شياو تيانياو إلا أن يسخر على حالته ، لكنه سرعان ما رمى هذا في آخر جزء من عقله فقد كان سو يو و لين مينغ فينغ يتقدمان ناحيته بسرعة .
كان سو يو هو أول من تكلم ، سأل مع بعض القلق : هل أنت بخير ؟
أومأ شياو تيانياو برأسه ، ليتنهد كل من سو يو و لين مينغ فينغ براحة .
سأل شياو تيانياو : مالذي يحدث ؟
فقد كان الأمر غريبًا بعض الشيء أن يكون الإثنان هنا بينما كان من المفترض أن يقاتلوا في الجهة الأخرى .
كان لين مينغ فينغ هو من أجاب ، فمع تغطية وجهه بمروحته حتى لا يظهر تعبيره قال : لقد إنسحب جيش المملكة الشمالية ، ترى ماذا يخططون الأن .
قال شياو تيانياو بتكلف : لا يهم ، فكل ما علينا هو مجاراتهم في مسرحيتهم .
رفع لين مينغ فينغ حاجب عندما سمع هذا ، ليقول بعد ذلك : إذن لنكمل عملنا .
أثناء قوله لهذا نظر لين مينغ فينغ في إتجاه ميراث طائفة السماء .
...
كان هنالك شكلان يشاهدان المعركة التي دارت من بعيد مع عيون باردة .
كان أحد الشكلين رجلًا عجوزًا ذو شعر أبيض كالثلج إرتدى عباءة رمادية غطت شكله كليًا .
لكن هذا لم يكن كافيًا لإخفاء عيونه العميقة فمع لمحة يمكنه الحكم على الكثير من الأمور .
كان إسم الرجل يو جينهاو .
بينما كان من وقف بجانبه إمرأة لا يمكن إنكار جمالها ، فقد كان لشعرها الأسود الداكن و شفتيها الحمراوين تباين واضح مع بشرتها البيضاء من ما فاقها جمالًا .
لكن إن رآها المرء لن يكون لديه أي أفكار مشينة لأنه سيكون غارقًا في عرقه .
فحول المرأة كان هنالك هالة باردة كالجليد ، بينما كانت عجرفتها واضحة حيث نقشت في عظامها .
من كانت غير يو تشين تيان .
كان أمرًا غريبًا أن تكون هذه المرأة في هذا المكان ، خاصة أنها كانت إمبراطورة الشمال .
كان بصر يو تشين تيان مقفلًا على شياو تيانياو و جثة الجنرال لاو ، قالت بعد ذلك مخاطبة يو جينهاو : يا لها من خسارة .
أومأ يو جينهاو برأسه ، قال : لقد أراد ذلك ، ليتحمل نتائج ذلك .
عندما قال يو جينهاو هذا ، لم يكن يتحدث فقط عن الجنرال لاو بل عن شياو تيانياو أيضًا .
فناهيك عن الجنرال لاو الذي دعموه منذ سنوات و سنوات حتى أصبح جزءًا مهمًا من قوة فصيل الإمبراطورة .
كان شياو تيانياو مهمًا أيضًا بنفس القدر .
فلطالما حاولت المملكة الشمالية ، تحديدًا الإمبراطورة يو تشين تيان ظم شياو تيانياو إلى فصيلها بكل الوسائل .
فهي ليست قليلة نظر مثل الإمبراطور مينغ في النهاية .
أثناء إستدارت يو تشين تيان قالت في نفسها ' موهبة أخرى مصيرها الهلاك بسبب جهلها '
كان سبب محاولة يو تشين تيان ظم شياو تيانياو إلى فصيلها مفهومًا ، فأين يمكن أن تجد شخصًا موهوبًا مثله .
ففي الماضي حاولت يو تشين تيان ظم شياو تيانياو إليها عن طريق تزويجه بإبنتها ليو وانتينغ .
لكنه رفض ذلك و تزوج ليو تشينغ روي بإرادته .
بعد ذلك ، وجهت يو تشين تيان دعوة مباشرة إلى شياو تيانياو لتخلي عن كل من المملكة الشرقية و ليو تشينغ روي .
لكنه رفض ذلك أيضًا !
عند تفكيرها في هذا ، أصبحت عيون يو تشين تيان باردة ، قالت في نفسها ' إذا لم تكن معي ، إذن لن تكون مع أحد '
فقد كانت قوة شياو تيانياو تكبر بشكل ينذر بالخطر ، و الإمبراطورة يو تشين تيان لن تتركه ينمو بالتأكيد حيث ستقتله في المهد !
...
على الرغم من أن أمر إنسحاب جيش الشمال كان غريبًا بعض الشيء إلا أن هذا كان يمثل فوزًا بالنسبة إلى الجانب الشرقي .
فبعد خلو ساحة المعركة من العدو إرتخت أيدي معظم الجنود ، و القليل فقط من بقي ممسكًا سلاحه بإحكام .
فبالنسبة لمن بقو أحياء ، كانت هذه اللحظة تمثل بداية حياة جديدة و كريمة لهم .
تمتم أحد الجنود بذهول : لقد نجحت !
كان معظم الجنود في مثل حالة هذا الشخص ، فقد كانت هذه المعركة و هذه الحرب مثل القمار بالنسبة لهم .
فإما أن يفوزوا و يتخلصوا من حياة العبودية التي هم فيها ، أو يموتوا و هم عبيد .
ففي كل الممالك الأربع ، كان هنالك قانون يسمح للعبيد بشراء حريتهم في حالة واحدة فقط .
كان الحرب .
لكن ...
لم ينفذ هذا القانون إلا في مناسبات قليلة حيث لم يكن للمملكة من يدافع عنها .
ففي الواقع ، كان ممنوعًا على العبد أن يحمل السلاح و إن فعل سيقتل فورًا بتهمت محاولة الهرب .
حسنًا ، كان هذا مختلفًا في الحرب فمن الأساس كان هؤلاء العبيد مجرد علف مدفع .
لقد قدر عليهم أن يموتوا !
و سيموتون كعبيد لا كأبطال حموا بلادهم فلا أحد سيتذكرهم .
فحتى و إن نجوا لن يتمكنوا من عيش حياتهم بشكل طبيعي حيث سيكونون في أسفل الهرم الإجتماعي .
فقد كان قانون الغاب هو الذي يحكم مهما كانت الأوضاع .
البقاء للأقوى !
و بالنسبة لمن كان في يوم ما عبدًا فسيعيش حياته كلها ذليلًا .
حيث سيبقى لعبة في أيدي الأشخاص الذين هم أعلى منه مرتبة .
كان الواقع قاسيًا ، و كان معظم الجنود يدركون ذلك لكن فرحة حريتهم جعلتهم ينسون ذلك للوهلة الأولى .
ترك شياو تيانياو و سو يو و لين مينغ فينغ الجنود منتشيين في فرحتهم و تقدموا ناحية ميراث طائفة السماء .
كان الميراث هذه المرة عبارة عن مباني بدت للوهلة الأولى أنها على وشك أن تريب .
لكن هذا ما كان ظاهرًا للعيان فقط ففي الواقع كانت هذه المباني أقوى حتى من بنية القصر الإمبراطوري .
وقف شياو تيانياو أمام بوابة أحد المباني ليمد يده بعد ذلك ليفتح الباب .
لكن فور أن فعل هذا سمع صوت عالي تخللته المتعة ، قال : أرجوا أن لا أكون تأخرت .
لدي ديون أريد تحصيلها منك يا أمير .
إلتفت شياو تيانياو ليرى صاحب الصوت و ما قابله على بعد مئات الأمتار كان شابًا قوي البنية مع عيون بنية مائلة للحمرة .
إستمر شعر الشاب الأحمر الطويل في التأرجح بفعل الرياح العاتية بينما كان ممسكًا بسيف أسود كبير .
إستغرق شياو تيانياو بعض الوقت لتذكر إسم الشاب ، قال في نفسه ' تشو باي '
....
إستمتعوا 😊😊