وقف بجانب تشو باي رجل قوي البنية ذا بشرة داكنة يرتدي الأسود من فوق إلى تحت .
كان يمتلك تعبيرًا قاسيًا و ما زاد من هذا الإنطباع هو لحيته السوداء .
من كان هذا الرجل غير الجنرال سيو !
و وراء تشو باي و الجنرال سيو كان هنالك ما مجموع ألف رجل إرتدوا دروعًا سوداء ، حتى أنه كان هنالك خوذ أخفت وجوههم فكل ما ظهر كان عيونهم الباردة .
كانت الأجواء حول هؤلاء الرجال مليئة بنية القتل و سفك الدماء و سيشعر قلب كل من رآهم بالرهبة و الخوف .
ظهرت إبتسامة خافتة على وجه شياو تيانياو عندما رأى هذا ، و لو كان أحدً آخر في مكانه لما ظهرت هذه الإبتسامة مطلقًا حيث سيكون ظائعًا في أسئلته .
فماذا كان يفعل الجنرال سيو في الأفق البعيد ، لا ماذا كان يفعل الجيش الإمبراطوري الشرقي في هذا المكان .
فهؤلاء الألف رجل كانوا خط الدفاع الأخير للعاصمة في حال ما تم غزو المملكة .
و هؤلاء الرجال تحديدًا لم يأخذوا الأوامر من أحد آخر غير الإمبراطور مينغ .
ظهر هاجس ينذر بالسوء في قلوب جنود الجيش الذي أتى مع شياو تيانياو ، و لم يشعروا حتى أن قبضتهم الممسكة بالسلاح تزداد قوةً شيئًا فشيئًا .
هذه المرة ، قطعت الجدران الورقية التي كانت تفصل مشاعر النفاق و النوايا الحقيقية بين كل الطرفين .
رفع الجنرال سيو يده و قال مع عيون باردة : أقتلوا .
فور إعطاء الإشارة ، سمع صوت خطوات الأحصنة الإيقاعي ، حيث تقدم ألف رجل مدججين بالسلاح إلى الأمام و بدؤوا في قتل كل شيء يتحرك .
لقد كانت مذبحة ، ففي البداية ظن بعض الجنود الذين أتوا مع شياو تيانياو أن هذه قوات دعم .
للأسف ، لقد كان هؤلاء الرجال أكثر الناس تفاؤلًا بالحياة فقد ماتوا مع إبتسامة على وجوههم بينما كانت عيونهم مليئة بالكفر و عدم التصديق .
كان لإختلاف في تعابيرهم بين إبتساماتهم و نظراتهم يعود لسبب واحد .
ببساطة لم يكن لديهم من الوقت ما يكفي لكي يغيروها فسرعان ما ماتوا بسيف أناس كان من المفترض أن يدافعوا عنهم .
كان من المفترض أن تكون هذه معركة بين جانبين ، لكنها كانت مجزرة أكثر من ذلك .
فأمام الجلاد الإمبراطوري لم يكن هؤلاء الجنود تحديدًا " العبيد " شيئًا .
نظر شياو تيانياو ببرود إلى المجازر من حول ، و من تعبيره كان من الواضح أنه كان يشعر بالإشمئزاز .
قال في نفسه ' حثالة .
فحتى أنا لم أترك الناس يموتون من أجل لا شيء رغم أنهم لا يقربوني ، ناهيك عن فعل هذا بشعبي '
فقد أعز شياو تيانياو شعبه كثيرًا ، ففي النهاية كان هم الناس الذين يعملون من أجله ، بينما أراد هو أن يدافع عنهم .
و إلا لماذا شياو تيانياو يفعل كل هذا ؟
فقد كان بإمكانه أن يكون حاكم جميع الناس تحت هذه السماء و عيش حياةٍ طويلة و هادئة مثلما أراد دائمًا .
توقف سير أفكار شياو تيانياو ، فقد شعر بوجود مشؤوم يقترب ناحيته بسرعة كبيرة للغاية .
و كفعل لا إرادي سحب شياو تيانياو سيفه و صد الضربة الحادة التي كانت تستهدف خصره المصاب .
رفعت شفتي تشو باي عندما رأى أن شياو تيانياو تصدى إلى ضربته ، تمتم : أسلوب ليفيشا .
بعد ذلك تحرك تشو باي بسرعة أكبر بكثير من ما كان عليه و لوح بسيفه الكبير في قطع أفقي ، ثم مائل في زوايا يصعب الدفاع عنها .
تمكن شياو تيانياو بالكاد من تجنب هذا الهجوم المفاجئ ، ليلوح بسيفه مستهدفًا قلب تشو باي بعد أن لوى جذعه بزاوية حادة .
تمتم تشو باي : خطوات الرياح .
بعد ذلك بدى تشو باي للوهلة الأولى أنه كان يمشي على الرياح ، فقد تجنب هجوم شياو تيانياو بسرعة كبيرة بعد أن سار في عدة أنماط جعلته للوهلة الأولى يبدوا أنه كان سكران .
أثناء ذلك ، قال تشو باي في نفسه ' اللعنة ، لن أستطيع الصمود في وجهه لوقت طويل ناهيك عن قتله '
فقد كان التبادل القصير مع شياو تيانياو كافيًا ليستطيع تشو باي حساب إمكانيته في الفوز .
لقد كانت النصف بالنصف !
لكن ...
قال تشو باي في نفسه ' بما أنني أمتلك النظام لماذا القمار ؟ '
فور أن أخذ مسافة كافية عن شياو تيانياو أغمض تشو باي عينه ، قال في نفسه ' أين أنت أيها الكيان ، ساعدني !
أقرضني من طاقتك !
فور قوله لهذا أصبحت الهالة من حول تشو باي ثقيلة للغاية بينما أطلق ظغطًا مشؤومًا سيواجه أيًا كان صعوبة في البقاء واقفًا أمامه .
ومضت عيون تشو باي بضوء دموي و تغير لون تلاميذه إلى اللون الأسود الداكن بينما رسم خطان عموديان يمران على كلتا عينه .
أصبحت عيون شياو تيانياو ضيقة عندما رأى هذا ، قال ' هذا مريب ! '
فقد شعر شياو تيانياو و كأنه كان هنالك أنذارات ترن في كامل عقله .
لكن ، قرر شياو تيانياو تجاهل هذا حيث ظهرت إبتسامة خفيفة على وجهه ليقول بعد ذلك لسو يو و لين مينغ فينغ بإستعمال تقنية التخاطر ، قال ' لننه هذا بسرعة و نعود إلى المنزل '
تقوست شفتي كل من سو يو و لين مينغ فينغ في إبتسامة و لأول مرة منذ وقت طويل جدًا إتفقا على شيء ما فقد قالا في نفس الوقت : لك ذلك .
إندفع تشو باي ناحية شياو تيانياو في وميض سريع ، و مع رفع سيفه لأعلى قام بالهجوم على شياو تيانياو بكل قوته .
أحاط شياو تيانياو سيفه بهالة ذهبية و هجم هو الأخر على تشو باي حيث قام بتلويح سيفه عموديًا محاولًا شق تشو باي إلى نصفين .
فشل هجوم شياو تيانياو فسيف تشو باي الكبير لم يكن لزينة ، و بدلًا من ذلك فور أن تلامس السيفين كانت هنالك طاقة متنافرة بينهما من ما سبب صدمة في كل مرة .
كانت هذه الصدمة لا شيء بالمقارنة مع قوة شياو تيانياو أو تشو باي المخفية و واصلا تبادل الضربات .
وصل القتال إلى طريق مغلق فقد كان كل من شياو تيانياو و تشو باي متقاربين في القوى .
لكن فجأة إستطاع شياو تيانياو رؤية ثغرة في دفاع تشو باي ليهجم بعد ذلك فورًا حيث دفع سيفه عميقًا في الجانب الأيسر من كتف تشو باي .
غرز سيف شياو تيانياو في كتف تشو باي ، لكن الاخير لم يصدر أنينًا حتى .
لا ، بدلًا من ذلك لقد كان يبتسم !
قال تشو باي : لقد وقعت !
بعد ذلك و فجاة أمسك تشو باي سيفه بيد واحدة بعد أن كان ممسكًا به بإثنتين و لكم بطن شياو تيانياو ، تحديدًا في المكان الذي كان به الجرح ليحفر يده داخل جسد شياو تيانياو .
بعد ذلك تمتم تشو باي بصوت أجش : أسلوب ليفيشا ، النمط الثاني ، اليد الواحدة .
فورًا أمسك تشو باي بسيفه بطريقة مختلفة تمامًا و قام بتلويحه أفقيًا بسرعة لا تراها العين المجردة .
لم يتوقع شياو تيانياو أن يفعل تشو باي ذلك فقد كانا في طريقٍ مغلق منذ فترة .
الأن لم يستطع شياو تيانياو التحرك من مكانه فقد كان مثبتًا بإحكام من طرف تشو باي ، لكن قبل أن يتمكن هجوم الأخير من الوصول إليه إعترضه سو يو .
قال سو يو مع إشمئزاز : إحترم نفسك يا هذا !
بعد ذلك إستهدف سو يو يد تشو باي التي كانت تثبت شياو تيانياو ، فبعد أن ذبت قدميه في الأرض أدار النصف العلوي من جسده في حركة سريعة و بدأ الهجوم .
كان بدل الضربة ضربتين فقد إستعمل سو يو سيفين .
" تسك " لم يكن في وسع تشو باي إلا أن يشخر ببرود ليبتعد عن شياو تيانياو بسرعة .
فكل ما فعله كان تثبيته لا شل حركته ، فقد كان شياو تيانياو في صدد غرز سيفه في قلب تشو باي .
ففي تلك اللحظة بدل أن يكون تشو باي هو الذي يثبت شياو تيانياو ، كان الأخير هو الذي ثبت تشو باي .
فور أن إبتعد تشو باي بمسافة مقبولة عن شياو تيانياو و سو يو سمع صوت إندفاع السهم الحاد .
" سوش "
"سوش "
" سوش "
" سوش "
من العدم أطلقت أربع سهام لا يمكن للعين الجردة رؤيتها و لو لم يكن للوميض اللازوردي الذي تبعها لما تمكن المرء من تتبعها .
كانت هذا السهام تهدف إلى أعضاء تشو باي الحيوية .
القلب ، الكبد ، الرأس و الرئتين .
تمكن تشو باي بالكاد من تجنب ثلاث اسهم فما زال يصاب في كبده في النهاية .
أمسك تشو باي برأس السهم المغروز في جسده و قال : جبناء .
رد سو يو بسخرية : نعم فئران ايضًا ، ههههه .
فلا شيء كان أجبن من المخطط الذي أوقعوا فيه شياو تيانياو .
سعل شياو تيانياو بشكل خفيف ، ليشعر بعد ذلك بالطعم المعدني المر ليعبس بعد ذلك .
قال في نفسه ' اللعنة إنها إصابة داخلية '
فلم يكن الغو الذي كان يمتص طاقة شياو تيانياو بسعادة فقط بل هذا أيضًا .
عبس تشو باي ، ليس بسبب إصابته و لكن بسبب نافذة النظام الحمراء أمامه .
[ دينغ : سيتم فصل التزامن بعد ثلاث دقائق ]
كان التزامن هو سبب دفعة القوة لدى تشو باي ، المشكلة أنه عند إنتهاء هذا لن يستطيع تشو باي مواصلة القتال بشكل عادي و إنما سيغط في نومٍ عميق .
إذن بمعنى آخر ، تبقى للقتال ثلاث دقائق .
عند تفكيره بهذا ، قال تشو باي في نفسه ' فأنا لا أستطيع القتال و أنا نائم في النهاية ، لذا لأخرج كل ما لدي فلا يزال هنالك دين أدينه لذلك الوغد '
فتشو باي لم ينسى ذلك الوقت الذي أذل فيه في جرف الرياح و قد جاء إلى هذا المكان ليس فقط بسبب الميراث أو المملكة الشرقية و إنما من أجل شياو تيانياو أيضًا .
سبب ذكر المملكة الشرقية لا يحتاج ذكره ، فقد إستأجر تشو باي ليقتل شياو تيانياو مقابل أجر غالي .
كما أنه سيكون على الإمبراطور مينغ وضع اللوم و توجيه أصابع الإتهام إلى شخصٍ ما قتل محبوب الشعب .
كانت ثلاث دقائق وقتًا قصيرًا ، لذا لم يستطع تشو باي التفكير في كل ما كتب فوق .
فجاة قال : نار الأبدية .
تشكل بعد ذلك لهب أسود على يد تشو باي و قال : لنتخلص من رامي السهام أولًا .
بعد ذلك ، إستعمل تشو باي حسه الهائل و تمكن في لحظة من تعيين مكان لين مينغ فينغ الذي كان فوق أحد الأشجار .
تمكن تشو باي من تتبع مكان لين مينغ فينغ عن طريق هالته ، فعندما أصيب في وقت سابق كانت با تزال هنالك آثار من هالة لين مينغ فينغ على السهم .
في العادة ، كان ليكون تحديد مكان شخص ما بدقة أمرًا صعبًا و يأخذ الكثير من الوقت .
لكن ...
من كان تشو باي ؟
لقد كان شخصًا إمتلك نظام ، و هذا منحه حسًا هائلا و دقيقًا .
ففقط الأشخاص الذي كانوا بمرتبة ملك حقيقي كانوا يستطيعون أن يستعملوا حسهم في تحديد مواقع الأشخاص .
لذا بتعبير آخر كان تشو باي هاكرًا لعينًا !
فتحت عيون لين مينغ فينغ في على مصرعها عندما شعر بوعي غريبٍ إكتشفه ، و لوهلة ظن أن الأشخاص من ذلك المكان قد إكتشفوهم .
لكن للأسف لم يستطع التفكير في هذا مطولًا ، ففي الجهة الأخرى قال تشو باي : نار الأبدية ، إحرقي حتى تشبعي .
فجأة أصبح حجم النار أكبر و عن طريق حدس تشو باي تتبعت النار الأبدية مكان لين مينغ فينغ فلوهلة بدى و كأنه كان هنالك حبل من النيران السوداء تربط تشو باي و لين مينغ فينغ بإحكام .
لعن لين مينغ فينغ عندما رأى هذا فقد كان لديه هاجس سيء حول هذا لينهض من مكانه فورًا و يذهب إلى أي مكان يمكن أن يجعله يتجنب هذا الهجوم .
لم يكن لين مينغ فينغ وحده الذي شعر هكذا و إنما كان شياو تيانياو و سو يو نفس الشيء .
قال شياو تيانياو : إذهب و ساعده ، سأتكفل بأمره .
أومأ سو يو برأسه و ذهب في إتجاه لين مينغ فينغ ليترك شياو تيانياو و تشو باي وحدهما .
فجاة ظهرت إبتسامة عميقة على وجه تشو باي المشؤوم ، قال : لم يكن عليك تركه يذهب ، أو على الأقل كنت ذهبت معه .
بعد ذلك قبض تشو باي على اليد الممسكة بالنار السوداء و من اللامكان أحاطت بكل من لين مينغ فينغ و سو يو .
....
إستمتعوا 😊😊