فور أن لمست النيران سو يو و لين مينغ فينغ صرخ كلاهما بأعلى صوت لديهما .

فقد شعرا أنه ليس جسمهما فقط ما كان يحترق و إنما روحهما أيضًا .

بدت هذه النيران السوداء جائعة فما إن لمست سو يو و لين مينغ فينغ كبر حجمها و كأنها كانت تتغذى بهما .

تدحرج سو يو على الأرض و كأن هذا يمكن أن يطفأ النيران بينما بقي لين مينغ فينغ واقفًا من دون أي حركة .

كان هذا لأنه مات !

مات ما إن لمسته النيران ، فقد كانت خاصية نيران الأبدية القاتلة هي أنها فور أن تلمس الشخص المستهدف ستحرق قلبه أولًا و من ثم طاقته الداخلية .

و هذا ما حدث مع لين مينغ فينغ .

أما عن سو يو فلقائه الحميم مع الأرض لم يكن طويلًا فسرعان مات هو أيضًا و توقف عن التدحرج هنا و هناك .

شاهد شياو تيانياو كل هذا مع عيون لا ترمش ، و في تلاميذه السوداء العميقة كسرت عدم اللامبالات .

تمتم : ليس مرة أخرى .

سرعان ما تحول سو يو و لين مينغ فينغ إلى رماد ، لكن نار الأبدية لم تختفي بل مازالت تحرق نفسها بنفسها .

فكما يوحي إسمها ، إستمرت نار الأبدية في الإحتراق إلى مالانهاية .

إرتفعت شفتا تشو باي للأعلى عند رؤية نار السوداء و هي تحرق نفسها ، قال بصوت هادئ : أليس هذا جميل...

لكن قبل أن يتمكن حتى من إكمال كلامه كان شياو تيانياو يقف أمامه ملوحًا سيفه في إتجاه رأس تشو باي بغية قتله و في عيونه كان هنالك وميض بارد مليئ بنية القتل .

تمكن تشو باي بالكاد من تجنب هذه الضربة و هذا ما كان واضحًا من الجرح الدقيق الذي على خده .

لكن الغريب في الأمر أن هذا الجرح إلتئم بشكل واضح للعيان و بدا الأمر و كأنه لم يكن أبدًا .

قال تشو باي بنبرة ساخرة : لا يمكنك جرحي ، لا يمكنك أن تصيبني .

لم يهتم شياو تيانياو في هراء تشو باي حيث كان يهاجمه مرارًا و تكرارًا و كأنه لا يرى أي أحدٍ آخر أمامه .

قال تشو باي و هو يتجنب الهجوم الذي بدا لا نهاية له : هل أنت غاضب بسبب موت صديقيك ؟

أم بسبب موت جيشك و خسارتك ؟

إبتسم تشو باي من الأذن إلى الأذن عند ذكر هذا و واصل : لا تقلق فستذهب وراءهم قريبًا .

لم يجب شياو تيانياو على إستفزاز تشو باي ، لكن كان من الواضح أنه كان غاضبًا فقد كانت هجماته كثيفة و قوية للغاية .

لكن ...

على الرغم من أن الهجوم كان أفضل طريقة لدفاع ، إلى أنه لا يزال هناك ثغرات .

و تشو باي ليس غبيًا بالتأكيد كي لا يستغل هذا ، فبينما كان مشغولًا بالتراجع كان هنالك عيون باردة تراقب من بعيد .

في واحدٍ من مباني المراقبة العالية وقفت فتاة جميلة للغاية تلبس اللون الأخضر .

لقد كانت لتبدو سلمية للغاية لولا القوس و السهم الذي كانت جاهزة لرميه في أي لحظة .

لم تكن هذه الفتاة شخصًا آخر غير ليو وانتينغ التي سمعت فجأة صوتًا في عقلها يقول : الأن .

" سوووش "

فور إشارة تشو باي أطلقت ليو وانتينغ السهم الذي كان مليئا بطاقة المشؤومة .

توقف شياو تيانياو عن الهجوم ، فقد كان السهم بارد قد إخترق قلبه .

قال في نفسه ' لا أصدق أن النهاية ستكون هكذا '

سعل شياو تيانياو الدماء بسبب إصاباته الداخلية و شعر و كأن قلبه كان يتآكل من الداخل .

لكن رغم كل الألم و التعب الذي شعر به شياو تيانياو لم يقم بالسقوط على الأرض و إنما كان واقفًا و هو يدعم نفسه بسيفه مع أيدي مرتعشة .

" هههه "

ضحك تشو باي بتكلف عندما رأى شياو تيانياو بهذه الحالة ، قال مع رفع حاجب : أمازلت فخورًا بعد كل هذا ؟

يالك من نرجسي !

لم يرد شياو تيانياو على تشو باي و إكتفى بالنظر إليه ببرود .

تقدم تشو باي ببطأ لكن بثبات من شياو تيانياو و هو يسحب سيفه الأسود الكبير مع إبتسامة لكن ليست بإبتسامة .

ثم و بحركة واهنة قام تشو باي بالتلويح بسيفه مستهدفًا قدم شياو تيانياو ليقطع الأعصاب فيهما .

نتيجة لذلك ركع شياو تيانياو على رجل واحدة بينما بدأت بركة من الدماء تتشكل حوله .

لكن رغم هذا لم يتغير تعبير وجهه مطلقًا أو يصدر أنينًا حتى .

لأنه إذا فعل لن يسامح نفسه أبدًا .

إنزعج تشو باي عندما رأى أن شياو تيانياو لم يتفاعل معه ليسحبه من شعره و يضرب رأسه بالارض مرارًا و تكرارًا .

قال تشو باي بصوت هادئ بدى مثل همس شيطان لكن عيونه السوداء الداكنة كانت بعيدة كل البعد عن أن تكون هادئة ، سال : ماذا تظن نفسك يا هذا ؟

هل نسيت أنك تدين لي ؟

إذا كنت فعلت ، أنا لا لأنني لا أنسى من أدين لهم .

بعد ذلك ركل تشو باي شياو تيانياو في بطنه ليواصل كلامه بإبتسامة لكن ليست بإبتسامة : لذا ترجاني ، تذلل لي لربما أخفف عنك دينك هذا .

قال شياو تيانياو في نفسه أثناء دعمه لجسد ' مجنون '

عاد شياو تيانياو إلى الوضعية التي كان عليها حيث كان راكعًا على قدم واحدة مع دعم سيفه له .

و تقدم تشو باي ببطئ ناحية شياو تيانياو لكن قبل أن يفعل شيئًا إخترق سهمان آخرين شياو تيانياو من الوراء .

ليلوح أحدهم بسيفه مسببًا قطعًا عميقًا على ظهر شياو تيانياو إلى درجة ظهور لون العظام الأبيض .

كان هذا الشخص هو الجنرال سيو .

عند رؤية هذا ، سارع تشو باي ناحية الجنرال سيو و قال ممسكًا إياه من ياقته : كيف تأخذ فريستي ؟

أجاب الجنرال سيو برتابة : هذه فريستي قبل أن تكون فريستك و بما أنك كنت تلعب معها قررت أن أكمل عملك و أقتلها .

إنزعج تشو باي من كلام الجنرال سيو و أراد تعليمه درسًا هو الآخر ، لكن للأسف لم يتبقى له الوقت الكافي فمايزال هنالك دقيقة على وقت التزامن .

إلتفت تشو باي بعدها إلى شياو تيانياو و قال : لا تقلق فأنت لن تبقى وحيدًا لوقت طويل فأنا سأرسل زوجتك إليك .

كان جسم شياو تيانياو منهكًا بالإصابات و كان وعيه يتلاشى شيئًا فشيئًا ، لكنه إستطاع سماع تشو باي بوضوح و هو يهدد ليو تشينغ روي .

تمتم بصوت خافت بما تبقت له من طاقة : لا تؤذيها .

كان صوت شياو تيانياو خافتًا لدرجة أن تشو باي لم يتمكن من سماعه لأنه كان مشغولًا بإستغلال الدقيقة المتبقية له في ضرب شياو تيانياو بأي طريقة .

أثاء ضربه كان تشو باي يتمتم : تستخف بي هاه .

سأريك .

إستعمل تشو باي سيفه يداه و حتى الحجر في طرق ضرب وحشية و ما بقي من شياو تيانياو كان كتلة لحم مشوهة لن يتعرف عليها أحد .

في هذه المرحلة ، توقف شياو تيانياو عن التنفس او الشعور لأنه ببساطة مات .

كل ما حدث الأن كان ليكون مؤلوفًا لليو تشينغ روي فهذا ما حدث بالظبط في الرواية .

تحول سو يو و لين مينغ فينغ إلى رماد بينما أصبح شياو تيانياو كتلة لحم و عظام .

...

في نفس الوقت في قصر شياو كانت ليو تشينغ روي في وضع صعب فقد كان تنفسها يصبح خافتًا مع كل ثانية تمر .

شعر تشانغ ليان بالإرتباك ، قال في نفسه ' ماذا يحدث ؟ ، لقد كان كل شيء طبيعي قبل لحظات '

تنهد تشانغ ليان بعد ذلك بتعب و قال : يبدوا أن مصيرك أن تموتي في النهاية .

لاحظت لين تشوجيو إرتباك تشانغ ليان ، لكن بعد أن سمعته يقول هذا قالت : إبتعد ، أصمت و لا تقل هذا الكلام المنذر بالسوء .

تقدمت لين تشوجيو بعد ذلك إلى ليو تشينغ روي ، عند رؤية ذلك قال تشانغ ليان : يمكنك توديعها .

ليخرج من الغرفة ففي هذه المرحلة لم يكن هنالك شيء يمكن أن يفعله تشانغ ليان لليو تشينغ روي .

فقد فعل كل ما يستطيع فعله ، لكن عمر ليو تشينغ روي هو الذي كان قصيرًا .

نظرت لين تشوجيو بغضب إلى تشانغ ليان الخراج لقوله هذا الكلام ، لكنه لم يستطع أن يرى ذلك بسبب القناع الأبيض الذي أخفى وجهها .

أخذت لين تشوجيو نفسًا عميقًا لتهدء نفسها و من ثم مدت يدها و وضعتها على صدر ليو تشينغ روي .

فجأة طغت على المكان طاقة منعشة و مسالمة و كلها كانت موجهة نحو ليو تشينغ روي حيث كانت هذه الطاقة قادمة من لين تشوجيو .

كان هنالك هالة آزوردية أحاطت ليو تشينغ روي و لين تشوجيو و فور أن لمست هذه الهالة ليو تشينغ روي بدأت جراحها في الشفاء بشكل واضح للعين المجردة .

لكن مع ذلك كان تنفس و نبض ليو تشينغ روي لا يزال خافتًا و كأنها يمكن أن تموت في أي لحظة .

عضت لين تشوجيو شفتها السفلى عندما رأت هذا ، قالت في نفسها ' أكثر ، حاولي أكثر '

في تلك المرحلة كانت لين تشوجيو تعطي كل ما عندها من طاقة إلى ليو تشينغ روي و قد كان هذا واضحًا حيث إزداد حجم الهالة الآزوردية .

شعرت لين تشوجيو بالتعب بسبب هذا لكن مع مرور كل ثانية شعرت بالإعتياد على هذا و كأنها يمكن أن تستعمل طاقتها طوال اليوم .

من دون أن تشعر لين تشوجيو بمرور الوقت كان نبض ليو تشينغ روي و تنفسها قد عاد إلى طبيعته و عند ملاحظة ذلك توقفت عن إستعمال طاقتها .

تنهدت لين تشوجيو براحة عند رؤية ليو تشينغ روي النائمة ، تمتمت بصوت خافت : لقد نجوتي يا أميرة .

بعد ذلك خرجت لين تشوجيو من الغرفة و وجدت تشانغ ليان جالسًا يتأمل الزهور التي في الحديقة .

عند رؤية شكل لين تشوجيو ، قال تشانغ ليان : هل ماتت ؟

أجابت لين تشوجيو : لا لم تمت .

لتواصل الكلام بتذمر : لا أعرف لماذا كلامك محبط ، هل تريدها أن تموت ؟

رفع تشانغ ليان حاجب عندما سمع الجزء الأول من كلام لين تشوجيو و لم يهتم بالجزء الثاني ، قال : هل مازالت حية ؟

أدارت لين تشوجيو عينيها و لم تجب على سؤال تشانغ ليان حيث كان قد إندفع بالفعل ليرى حالة ليو تشينغ روي .

عندما دخل تشانغ ليان وجد أن ليو تشينغ روي كانت نائمة بعمق و كأنها لم تكن على بعد شعرة من الحياة و الموت .

تمتم تشانغ ليان بإبتسامة لكن ليست بإبتسامة : مازلت حية ، هاه .

كان من الجيد لتشانغ ليان رؤية هذا فهذه المرة إستطاع علاج شخص من سم عشيرة يو النهائي .

قال في نفسه مع تعابير وجه معقدة ' شكرًا لنجاتك ، شكرًا لعدم تركي أعيش مع تأنيب الضمير '

ففي الماضي لم يستطع تشانغ ليان علاج عشيرته و كان عليه قتلهم بيده كي لا يتألموا طويلًا .

الأن إستطاع أن يتغلب على عقدة لم و لن يستطيع نسيانها أبدًا ، قال في نفسه بعد ذلك ' لتبدأ عملية تطهير بعد ذلك '

أثناء تفكيره بهذا كانت عيون تشانغ ليان متباينة الألوان باردة للغاية ، حتى أنه كانت هنالك نية قتل عميقة تتسرب من كل جسد تشانغ ليان .

.....

ملاحظة المؤلفة : لا أصدق أنني وصلت للفصل الذي يموت فيه شياو تيانياو و تبدأ ليو تشينغ روي حياة جديدة .

فصدقوا أو لا تصدقوا أن هذا الفصل كان أول ما فكرت فيه بخصوص القصة ، في ذلك الوقت لم أكن أعرف حتى ماذا أسمي أبطال الرواية أو أي شيء عن الشخصيات اللاخرى .

لقد كتبت ستة و ستين فصلًا لأصل إلى هذه النقطة و هذا كان بالتأكيد شيئا صعبًا لتحقيقه مع إبقاء التوازن في القصة .

أعني أنني لم أفكر حتى كيف سيموت شياو تيانياو ، لأن كل ما شغل بالي هو إنشاء شرير مكروه .

بصراحة لقد بنيت شخصية تشو باي على كل ما لم يعجبني في أبطال بعض الروايات ، و ربما أغلبيت أبطال هذه الروايات من الروايات المؤلفة يلي بالموقع .

نظام منفوخ ، قوة مبالغة ، و حريم مقزز ، و شخصية مستفزة لا تفكر إلا في شهواتها .

شخصية تشو باي مبنية على هذه الأمور و أؤكد لكم أنكم ستكرهونه أكثر في المستقبل ، ربما إلى درجة ترك الرواية حتى .

أما بالنسبة لشخصية شياو تيانياو فقد إستمتعت كثيرًا بكتابتها ، فلا شيء يجذبني أكثر من الأمير البارد .

أعلم أنه مثل كتلة جليد ، و أعلم أيضًا أنه قد يبدوا غير مبالي أيضًا .

لكنني كتبته ليكون هكذا ، فحتى أنا أحب شخصيات مثل كايل أو ألبيرو من قمامة عائلة الكونت .

طبعًا شياو تيانياو ليس كذلك بسبب ما حدث إليه في الماضي .

أما عن التعليقاتكم الجميلة فقد إستمتعت كثيرًا بها ، خاصة عندما تحاولون التنبأة بما سيحدث .

حتى أنني أردت أن أكتب أن المؤلفة تضحك وراء لوحة المفاتيح ههههه .

أسفة لتخييب توقعاتك حبيبتي ، فحسب ما أتذكر علقت قارءة من قبل حول كيف ستنقذ ليو تشينغ روي شياو تيانياو بإستعمال القوات الخاصة .

حسنًا ، هذا غير ممكن لأن شياو تيانياو كتب ليموت .

لكن هل مات فعلًا ؟

ماذا سيحدث بعد ذلك ؟

أين ستذهب ليو تشينغ روي و كيف ستعود لعالمها ؟

هل مازالت الرحلة طويلة أو قصيرة ؟

لا أحد يعرف ، غيري أنا طبعًا لأنني قد بنيت أحداث النهاية .

هل ستكون سعيدة ؟

أم هل ستكون النهاية حزينة و مأساوية ؟

لا أحد يعرف أيضًا غيري أنا ههههه .

تابعوني لتعرفوا أنتم أيضًا .

و أرجوا أن تكتبوا رأيكم عن الرواية بشكل عام لأنه يهمني ، إنتقدوني ، أخبروني أين أخطئت و ما إن كانت الأحداث تسير ببطئ أو بسرعة .

....

إستمتعوا 😊😊

2022/03/07 · 277 مشاهدة · 2139 كلمة
نادي الروايات - 2024