فتحت أعين تشو باي الذي كان في العزلة ، كانت حوله هالة متذبذبة و مشؤومة ، تمتم : لقد إستيقظ العابر .
في تمتماته كان هنالك كره و بغض شديد و كأن هذا " العابر " كان عدوًا لدودًا يجب أن يمحى من العالم .
بعد أن إستشعر تشو باي هذا ، نهض من مكانه و قال : يبدوا أنني سأزور عشيرة يو .
....
سأل تشوي هان ليو تشينغ روي : هل أنت بخير ؟
فقد كانت عينها اليمنى تنزف و كان كل جسدها يرتجف .
تمتمت ليو تشينغ روي من دون وعي : إنه الشيطان .
إلتفت تشوي هان إلى شين لان ، قال : نعم هو الشيطان ، لقد مات الأن لا تخافي .
سألت ليو تشينغ روي بغرابة : خوف ماذا ؟
آه ، لا عليك .
تنهدت ليو تشينغ روي و بعد أن تحسنت نفسيتها قليلًا ، قالت : شكرًا لك يا سيدي للمساعدة .
لولاك لما تمت إبادة عشيرة شين بهذه السرعة .
أومأ تشوي هان برأسه ، قال : لا تنادني بالسيد ، يجعلني هذا كبيرًا .
تشوي هان ، نادني به .
اومأت ليو تشينغ روي برأسها ، قالت : حسنًا يا تشوي هان .
كانت ليو تشينغ روي على وشك قول المزيد عندما قاطعها تشوي هان : ليو تشينغ روي ، الأم تريد رؤيتك .
ردت ليو تشينغ روي : سأفعل بالطبع .
فقد كانت قد قررت في وقت سابق زيارتها على أي حال .
....
مر نصف شهر على إبادة عشيرة شين ، و قد إنتشر هذا في كل المنفى كالنار في الهشيم .
توقفت القتالات بين العشائر و المملكة الغربية فقد كانوا مشغولين بالإستفسار عن ما جرى .
لكن لم يجدوا شيئًا يفيدهم ، عدا جثث عشيرة شين المكدسة و أدلة تظهر أنهم صنعوا التشي الميت .
كان هذا هو ما جعلهم يستنتجون تلقائيًا أن هذه الأبادة كانت من فعل سو تيان فا ، فعشيرة شين لم تكن العشيرة الشيطانية الوحيدة التي أبدتها في ليلة واحدة .
هذا جعلهم ينقصون من نشاطهم إلى درجة كبيرة و لم يعودوا يتقاتلون في ما بينهم .
فقد تبين أن هنالك تهديد أكبر بكثير من بعضهم البعض ألا و هو سو تيان فا التي ظنوا أنها تحتضر .
كانت فترة نصف شهر كافية للعودة إلى الغابة القديمة ، خاصة أن التنقل كان مع أعداد كبيرة .
ذهب مو تشينغ مع لين تشوجيو و شين يانشياو نحو مكان إقامتهم بينما إتبعت ليو تشينغ روي تشوي هان نحو المدينة الرئيسية حيث أقامت سو تيان فا .
على عكس الدمار و الوحشية في الخارج كانت الغابة القديمة لا تزال كما زارتها ليو تشينغ روي قبل عام .
بعد أن أوصل تشوي هان ليو تشينغ روي إلى منزل سو تيان فا ، قال : أنت وحدك الأن .
دخلت ليو تشينغ روي مباشرة و لم تفكر في كلام تشوي هان ، رحبت بسو تيان فا و جلست مقابلها .
لم تعلق سو تيان فا على " وقاحة " ليو تشينغ روي حيث لم تسمح لها بالجلوس بعد ، بل قالت : أرى أنك أصبحت أقوى من المرة السابقة .
أومأت ليو تشينغ روي برأسها ، قالت : نعم لقد فعلت .
قالت سو تيان فا : بهذه الوتيرة ستخترقين إلى مرحلة نبيل حقيقي في غضون سنوات قليلة .
سألت ليو تشينغ روي : ماذا تقصدين ؟
واصلت التفكير في نفسها ' فحسب إحصائيات النظام إقتربت من الإختراق '
قالت سو تيان فا : أنت موهوبة لكن جاهلة .
أنت تعرفين أنه هنالك أربع مراحل بعد إختراق مرتبة الإمبراطور القتالي .
لورد حقيقي ، نبيل حقيقي ، ملك حقيقي ، إمبراطور حقيقي و أخيرًا حاكم .
و عندما تخترقين ستظنين أنك أصبحت في الرتبة التالية لكن في الواقع أنت لم تخترقي إلا رتبة من رتب هذه المراحل .
في كل مرحلة هنالك أربع رتب .
رتبة أولية مثلك أنت و تابعك و جميع من إخترق في هذا العصر .
رتبة ثانوية مثل ذلك الشيخ من عشيرة شين .
رتبة ماقبل الأخيرة مثل تشوي هان .
و رتبة ماقبل الإختراق مثلي أنا .
سألت ليو تشينغ روي : لما لم تخترقي إلى نبيل حقيقي حتى الأن ؟
فقد عاشت سو تيان فا لمئات السنين و بما أنها في عنق الزجاج كان يجب أن تخترق منذ فترة طويلة .
أجابت سو تيان فا : لن يتحمل المنفى ببساطة شخصًا في مرتبة نبيل حقيقي .
المنفى عبارة عن سجن لنا نحن الأشخاص من العالم المقفر ، إذا إخترقت فعلًا إلى رتبة نبيل حقيقي سأنبه الأشخاص الذين يراقبون .
سألت ليو تشينغ روي : في هذه الحالة كيف ستذهبين إلى العالم المقفر ما لم تحطمي سجن الهاوية بالقوة ؟
قالت سو تيان فا : يبدوا أن هذا ما جئت من أجله منذ البداية .
أجابت ليو تشينغ روي بصراحة : نعم .
هل يمكنك إخباري ، إذا لم تفعلي فسأجد الجواب في مكان آخر .
رفعت سو تيان فا حاجب ، قالت : لماذا أنت متسرعة هكذا ؟
سأخبرك ، سأخبرك .
لتواصل : مثل كل سجن ، يمتلك المنفى طريقًا للهروب و هي عبارة عن منطقة لا يعلم عنها الناس في العالم المقفر .
باب اللاعودة أو بعبارة أخرى هي عبارة عن بوابة مكانية للعالم المقفر .
سألت ليو تشينغ روي : المكان ؟
أجابت سو تيان فا : أرخبيل البحر الأسود .
في الواقع هذا المكان هو جزء من العالم المقفر و يقع على الحدود المنفى و لهذا هو خطير للغاية فلا أحد يتجرء على الذهاب إليه .
فكرت ليو تشينغ روي في نفسها ' أليس هذا المكان هو المنطقة المحظورة الأولى ؟ '
سألت ليو تشينغ روي : و كيف أشغل البوابة ؟
فمن الواضح أنه لتشغيل البوابة المكانية يلزمك الكثير من الأشياء .
أجابت سو تيان فا مع إرتفاع شفتها ، قالت : الطاقة و كمية كبيرة منها .
لا يهم ما إن كانت طاقتك أنت ، تشي ميت أو حتى أحجار طاقة .
فكل ما يهم هو شحن البوابة بالكامل لتتفعل .
( م / م : هناك تلميح كبير هنا ، أرجوا أن تفهموه أو تنتظروا حتى أقوله هههه )
تمتمت ليو تشينغ روي : طاقة ، هاه .
بعد ذلك سألت ليو تشينغ روي : بالمناسبة ، ماذا تريدين مني ؟
أجابت سو تيان فا بسؤال : لا ، بل أنت ماذا تريدين بسؤال عن طريقة للذهاب إلى العالم المقفر .
من أنت ؟ ، متى أتيت إلى هنا ؟ و ما هو الهدفك ؟ .
إبتسمت ليو تشينغ روي بسخرية عند سماع أسئلة سو تيان فا ، قالت : إذا عرفت أخبريني أرجوك .
أنا ضائعة لا أعرف طريق العودة .
كل ما أعرفه أنه علي مواصلة التنفس و العيش .
رددت سو تيان فا : التنفس و العيش ، هاه .
هذا ليس ما يبدوا عليك ليو تشينغ روي ، فمن مجرد قمامة إلى لورد حقيقي .
فقط الغبي من سيصدق ذلك .
هاه ، تنهدت ليو تشينغ روي عندما سمعت سو تيان فا ، قالت مع إبتسامة خافتة : أنت أول من يقول لي قمامة .
فقد ذكر مصطلح قمامة ليو تشينغ روي أنها لم تكن إلا في رواية زراعة .
سألت سو تيان فا : إذن ، ماذا سيحدث لو قلت لك قمامة .
أجابت ليو تشينغ روي : لن يحدث شيء ، أنا حقًا قمامة في نظرك .
أنا لا شيء أمام قوتك و من الأفضل أن أخفض رأسي عند مرورك .
لا أريد المشاكل .
قالت سو تيان فا : يمكنك الذهاب .
هيه ؟
تفاجئت ليو تشينغ روي من إذن الذهاب او بالأحرى الطرد من سو تيان فا ، لكن بما أنها عرفت ما تريد معرفته ذهبت بخطوات خفيفة .
قبل أن تخرج ليو تشينغ روي من الغرفة سمعت سو تيان فا تقول : إحذري عندما تذهبين ، لا إحذري من كل شيء في هذا المكان .
سأرحل قريبًا .
بهذا الكلام قصدت سو تيان فا أنه على ليو تشينغ روي الإعتماد على نفسها فهي لن تكون موجودة لتصدي لمن هو أقوى منها .
إستدارت ليو تشينغ روي إلى سو تيان فا ، أعطتها قوسًا خفيفًا و قالت : أتمنى لك رحلة موفقة .
أرجوا أن تنالي هدفك مهما كان .
شكرًا لك على كل شيء .
فبالطبع فهمت ليو تشينغ روي ما قصدته سو تيان فا و كانت ممتنة لها حقًا .
بعد شكر سو تيان فا ، خرجت ليو تشينغ روي من غرفتها تاركتها جالسة واحدها .
تمتمت سو تيان فا : قمامة هاه .
أضحكتني .
ففي نظر سو تيان فا لم تكن ليو تشينغ روي قمامة بأي حال من الأحوال ، فهي أكثر موهبة حتى من هؤلاء الأطفال من القارة الشمالية و الشرقية في العالم المقفر .
فهناك لم يستطع أي أحد منهم أن يخترق عالمًا كاملًا من الزراعة في ظرف عام .
عند تفكيرها في هذا ، تمتمت سو تيان فا ، قالت : أتمنى أن أراك هناك .
فهي تريد أن ترى المدى الذي ستصل له ليو تشينغ روي في المستقبل و ما إن كانت ستكون حليفًا أو عدوًا محتملًا .
فقد عرفت سو تيان فا أن الوقت هو كل ما يلزم ليو تشينغ روي لتطور و نادتها فقط لتعرف على عقليتها .
فإن كان هنالك إحتمال بسيط أن تكون على الطرف الأخر لقامت سو تيان فا بالتخلص منها .
******
لم تعرف ليو تشينغ روي ما كانت تفكر فيه سو تيان فا و هي حتى لو عرفت فهي لن تهتم .
فهي في الوقت الحالي لا تستطيع مساعدة نفسها ناهيك عن مساعدة غيرها .
أثناء عودة ليو تشينغ روي كانت تفكر ماليًا في أمر الطاقة التي ستستعملها للذهاب إلى العالم المقفر .
قالت في نفسها ' من المستحيل أن أشغل البوابة بطاقتي أنا ، فهي لا تكفي و حسب كلام سو تيان فا فأنا أحتاج لطاقة أكبر من لورد حقيقي لتشغيل البوابة .
التشي الميت ليس خيارًا إلا لو أردت أن أشعر بالذنب طوال حياتي .
هذا يعني أنني سأستعمل حجارة الطاقة لكن أين سأجدهم '
فعدا عن المواريث لم تعرف ليو تشينغ روي مكانًا آخر لهم ، ففي المنفى أين ستجد ليو تشينغ روي حجارة الطاقة التي تعتبر نادرة للغاية .
تنهدت ليو تشينغ روي بتعب ، قالت في نفسها ' كثير من العمل . '
فها قد أضيف عمل آخر على قائمة أعمالها .
********
مرت ستة أشهر أخرى في لمح البصر و في تلك الفترة لم تغادر ليو تشينغ روي الغابة القديمة .
فمع إبادت عشيرة شين كانت الأوضاع هادئة للغاية و كان جميع الأطراف يراقب الغابة القديمة في إنتظار أي تحرك منها .
لم تظهر سو تيان فا مطلقًا حتى داخل الغابة القديمة و إختفى معها الأشخاص القريبين منها .
كان هذا غريبًا لكن تعود الناس على هذا فدائمًا ما إختفت سو تيان فا هكذا .
أما ليو تشينغ روي فقد كانت الوحيدة التي تعرف أن سو تيان فا لم تعد في هذا المكان بعد الأن بل ذهبت إلى العالم المقفر حيث أخبرتها الأخيرة بذلك .
لم تذهب ليو تشينغ روي إلى عشيرة يو للبحث عن شظية الجوهرة فإن فعلت فسيكون هذا بمثابة إنتحار .
خاصة أن كل العشائر زادت من كثافة قواتها في مقرها بعد الإبادة .
و بدل من فعل لا شيء كانت تدرب موهبتها ، فعند القتال مع عشيرة شين إكتشفت أنها كانت عقيمة بعض الشيء حيث كل ما كانت تفعله هو شل حركتهم .
كان هذا مفيدًا لكن ليس مع من هو أقوى منها أمثال شيوخ عشيرة شين حيث كانت أدنى من حيث قاعدة الزراعة .
لهذا ركزت أيضًا على زيادة مرحلة أو رتبة زراعتها حيث وصلت إلى مراحل متقدمة من رتبتها .
بهذا يمكنها أن تتناوش مع من هو أقوى منها حتى و لو كان هذا لفترة زمنية قصيرة .
في أحد الأيام كان هنالك زائر غير متوقع في منزل ليو تشينغ روي .
قالت له : أرى أنك جئت في النهاية ، تشانغ ليان .
********
( م / م : فصل قصير في وقت طويل ، لست أسفة على ذلك بصراحة لأن لدي دراسة .
المهم زبدة الفصل كانت هنالك تلميحات ، توضيحات عن رتب الزراعة و بعض التفاصيل الطفيفة حول العالم المقفر و ختمت الفصل ببداية آخر حدث للمجلد ألا و هو بداية إبادة عشيرة يو .
ربما تبقت فقط عشرة او خمسة عشر فصل لذلك و ستعرفون ما جرى مع البطل .
سأظمن لكم أنني سأصيبكم بصدمة حلولية في الأخير هههه ( أتمنى تكونوا شعبة علوم لتفهموا المزحة الثقيلة خاصتي ) لكنني سأصيبكم بصدمة كبيييييرة لدرجة أرجوا أن لا تكرهوني .
المهم سيكون إسم المجلد هو < التأقلم >
رمضان كريم