لوحت ليو تشينغ روي بيدها نحو نافذة النظام الزرقاء بالكاد فقد آذى الضوء الأزرق عيناها .

لكن قبل أن تلمس نافذة النظام حتى شعرت بألم كبير في الرأس ، يضاهي بكثير الألم الجسدي الذي تشعر به الأن .

صرخت ليو تشينغ روي بقوة ، عانقت رأسها و أمسكت خصلات شعرها البيضاء المتبقية ، كان من الصعب الوقوف أو حتى الإستلقاء عند تلقي هذه الكمية من الألم .

تكورت ليو تشينغ روي حول نفسها ، شعرت و كأن كل عضلاتها متشنجة ، العظام مكسورة و الروح محطمة .

بالكاد يستطيع المرء رؤية دموعها ، فسرعان ما إمتزجت مع الدم لتصبح دموعًا دموية .

لم تعد بشرة ليو تشينغ روي بيضاء حليبية كما كانت و إنما كانت مشوهة في كل مكان .

لم يكن هناك مكان سلس على جسدها لأن الكثير من المخلوقات السامة قامت بعضها و إقتلاع جزء من لحمها .

كانت بعض العضلات و العظام ظاهرة ، بشكلها هذا بدت ليو تشينغ روي و كأنه تم تشريحها أو سلخها و هي حية .

في الواقع هذا ما حدث !

في البداية كانت ليو تشينغ روي تشعر بالكثير من الألم ، كانت تصرخ بسببه لكنها سرعان ما توقفت .

نظرت ليو تشينغ روي إلى اللامكان بعيون فارغة ، لم يظهر عليهما أي أثر للمشاعر .

بعد بعض الوقت ، تمتمت بذهول : لقد ماتوا !

لقد ماتوا جميعًا ، لم يتبق أحد .

صرخت ليو تشينغ روي قائلة : تمامًا كما كتب في تلك الرواية اللعينة .

نظرت ليو تشينغ روي إلى أعلى ، المصدر الوحيد للضوء ، تمتمت مخاطبة الفراغ : أين كنت ؟

أنت من أحضرتني إلى هنا ...

لم تكمل ليو تشينغ روي كلامها الأول حتى قالت ساخرة : لا في الواقع ، أنت لم تتضرر ، أنا مازلت على قيد الحياة .

هذا هو عملك أليس كذلك ؟

إبقائي على قيد الحياة حتى المعركة النهائية بيني و بين تشو باي .

لكن أتعرف ، أنا أريد أن أعيش أيضًا .

أريد أن أعرف من أنت و أركل مؤخرتك يا من أحضرني إلى هذا المكان اللعين .

مرت عدت دقائق ، لم يحدث فيها شيء حيث لم يكن هناك أي جواب من النظام .

بعد دقائق أخرى ظهرت تلك النافذة الزرقاء المؤلوفة لليو تشينغ روي .

[ دينغ : سيحدث كل شيء في وقته المناسب .

سنلتقي بالتأكيد ، حتى ذلك الحين لا تفقدي الأمل .

للعودة ]

كان وجه ليو تشينغ روي خاليًا من التعابير و لا وجود للمشاعر في عينها حيث كانت مثل كتلة من الجليد ، قالت في نفسها ' من قال أنني فقدت الأمل .

هذا العالم ميؤوسٌ منه ، لا أحد يستحق التضحية من أجله ، لأن من يستحق قد ماتوا من أجلي .

كل ما يمكنني فعله هو مواصلة طريقي الذي مازلت بعيدة جدًا للوصول إلى وجهته .

حتى ذلك الحين فاليذهب الجميع إلى الجحيم '

نظرت ليو تشينغ روي إلى جسدها حيث شعرت بألم غير مسبوق ، عبست ، قالت في نفسها ' يجب أن أعالج الجروح الخارجية على أقل تقدير '

فمن مظهرها ، كان من الواضح أن جسم ليو تشينغ روي بدأ بالتعفن بالفعل حيث كان بعض اللحم فاسدًا ، الجلد ميت و الدم متخثر .

أخرجت ليو تشينغ روي عدت الجراحة التي تكونت من مقصات و مشارط و كشاطات و الكثير من الكحول و القطن .

كان ذلك ما حصلت عليه من تشانغ ليان ، عند رؤية المعدات أصبحت عيون ليو تشينغ روي ضيقة ، قالت في نفسها ' ستكون أول من سأطرق بابه '

قامت ليو تشينغ روي بوضع قماشة في فمها كي لا تعض لسانها ، و من ثم أمسكت بالكحول و القطن و بدأت في تنضيف جسدها .

شعرت ليو تشينغ روي بإحساس حارق ، لكن هذا الشعور لم يكن شيئًا أمام ما كان ينتظرها .

في البداية كان تعبير وجهها ثابتًا لكن مع بداية قطع الجلد الميت من جسدها تشوهت تعابير ليو تشينغ روي .

كانت تأن و تأن بسبب الألم فقد شعرت و كأنها تقوم بقطع نفسها إلى أطراف صغيرة و هذا ما كانت تفعله من منظور آخر .

كان حجم إصابات ليو تشينغ روي كبيرًا لذا إستغرقت الكثير من الوقت في فعل هذا .

عند التخلص من الجلد الميت أخرجت ليو تشينغ روي من الفراغ الروحي الشاش و القطن و الضمادات البيضاء و لفتها على كل جسدها .

من الرأس ، إلى القدمين ، عند الإنتهاء من كل شيء أخفت ليو تشينغ روي مظهرها الذي كان يشبه الجثث المتعفنة و أصبحت تشبه المومياء بدلًا من ذلك .

إستلقت ليو تشينغ روي على الأرض الدموية ، قالت في نفسها ' سأرد الدين واحدًا واحدًا '

كانت عيونها الذابلة متعبة بالفعل من كل ما حدث .

موت الجميع ، إلقاؤها في حفرة عشرة آلاف غو و أخيرًا عودة ذكرياتها .

بدأت عيون ليو تشينغ روي تنغلق شيئًا فشيئًا حتى نامت بسبب التعب و الإرهاق الجسدي و العقلي .

....

ما أيقض ليو تشينغ روي من نومها هو ضوء الشمس الخافت الذي تسلل من الحفرة .

كان كل جزء من جسدها يؤلمها ، لكن ليس مثل السابق .

جلست ليو تشينغ روي القرفصاء و بدأت في جمع الطاقة لكي تقوي نفسها .

فهي نفسها نست متى كانت آخر وجبة تناولتها ، لذا كانت جائعة للغاية .

لكن بالنسبة إلى المزارعين ، كان الأكل لتلبية غرائزهم فهم يستطيعون العيش ببساطة على طاقة التشي في أجسامهم .

لم تكن ليو تشينغ روي تجمع طاقة التشي لتقوي نفسها فقط و لكن لتخترق أيضًا إلى المرحلة الرابعة و الأخيرة من اللورد الحقيقي .

فالإنتقام يستلزم القوة ، ليو تشينغ روي تريد سحق كل من جعلها في هذا المكان .

لم يعد هناك أثر للعاطفة أو التردد في عيونها ، لأن لا أحد في هذا العالم يستحق هذا .

الأن ليو تشينغ روي تمشي على مبدأ " نفسي ثم نفسي ثم نفسي "

لا أحد يستحق إهتمامها ، لأن من يهتمون بها ليسوا في هذا العالم .

الأن هي وحيدة .

وحيدة حقًا !

أغمضت ليو تشينغ روي عيناها و بدأت في جمع الطاقة من خلال تقنية ألف سنة من الزراعة ، مهارة الإمتصاص الثابت و

مهارة تنقية المشوب .

ببطأ لكن بثبات تشكلت حول ليو تشينغ روي هالة من الطاقة الزرقاء السماوية في طبقة رقيقة .

فقدت ليو تشينغ روي إحساسها بالوقت ، فقد كانت تركز على الزراعة و لا شيء آخر .

كان كل تفكيرها و جهدها لدمج و إمتصاص الطاقة التي إنبثقت من عمل التقنيات الثلاثة .

شيئًا فشيئًا كانت الطبقة الرقيقة من الطاقة تزداد حجمًا تدريجيًا .

كانت على هذه الوتيرة لوقت غير معروف حتى شعرت ليو تشينغ روي بإنفجارٍ صغير بداخل جسدها .

أصبحت الطاقة من حولها متذبذبة و هائجة ، لكن سرعان ما إمتصتها ليو تشينغ روي و عاد كل شيء إلى ما كان عليه .

وقفت ليو تشينغ روي و قامت بتمديد جسدها ، تمتمت : لقد إخترقت .

لم يعد جسمها يؤلم كما كان من قبل ، لكن و مع ذلك لم يذهب كل الألم فهي ما زالت تشعر و كأنها تتعذب إلا أنه كان مقبولًا و تستطيع تحمله .

رفعت ليو تشينغ روي رأسها ، قالت : إنه الليل ، ترى كم من الوقت قد بقيت أتعفن في هذه الحفرة .

تنهدت ليو تشينغ روي عند التفكير في هذا الأمر فقد فقدت إحساسها بالوقت منذ فترة طويلة .

أخرجت ليو تشينغ روي رداءًا أسود داكن و قناعًا أبيض يغطي كامل جسدها و وجها من الفراغ الروحي و قامت بإرتدائه .

كان قعر الحفرة يبعد مئة متر عن السطح ، كانت جدرانها زلقة للغاية و بالتالي لا أحد يستطيع التسلق للوصول إلى أعلى .

نظرت ليو تشينغ روي إلى أعلى و قالت : لأجرب .

بعد ذلك قامت ليو تشينغ روي بإحاطة كل إنش من جسمها بطاقة التشي و وضعت كل تركيزها لأعلى .

على الفور شعرت ليو تشينغ روي بإستنزاف كبير لطاقة ، لكنها شعرت أيضًا أن قدميها لم يعودا يلامسان الأرض .

لقد كانت تطفوا .

زادت ليو تشينغ روي من إستعمال الطاقة ، لم تهتم بمعدلات إستنزافها الجنونية ، أهم شيء أن تخرج من هذه الحفرة .

إقتربت ليو تشينغ روي ليو تشينغ روي من السطح بسرعة كبيرة حتى وصلت .

و مع أول خطوة تعثرت حيث لم تحملها قدماها بسبب إستخدامها الكبير للطاقة .

نظرت ليو تشينغ روي إلى الهاوية ، لم تعكس عيناها أي أثر للمشاعر فقد كانت مليئة بعدم المبالات و كأن شيئًا لم يحدث .

لكن داخليًا كانت ليو تشينغ روي تغلي من الغضب ، قالت في نفسها ' سأجعلكم جميعًا تندمون على ما فعلتموه لي و لرفاقي .

سأكون كاللعنة ، أنا لن أنسى شخصًا واحد .

لن أعفي أحدًا يمتلك دمائكم القذرة .

لا أحد سينجوا من غضبي ، سأدمر كل شيء فوق رؤوسكم أيها الأوغاد '

2022/07/01 · 198 مشاهدة · 1384 كلمة
نادي الروايات - 2024