نظرت ليو تشينغ روي من حولها ، كانت في غرفة مبنية من الحجارة توسطتها حفرة العشرة آلاف غو ، و بعد بضع خطوات منها كان هنالك مذبح .
إقتربت ليو تشينغ روي من المذبح ، كانت نظراتها فارغة و هي تلمس سطح البارد ، قالت في نفسها ' هل كانوا سيضعونني هنا ؟ '
فعلى سطح المذبح كان هنالك دم متحجر ، لم تكن الإشكالية هنا بل كانت في أن هذا الدم كان سامًا للغاية .
عرفت ليو تشينغ روي ما كان السم ، لأنه نفسه أصبح جزءًا لا يتجزء من جسمها .
سم الغو !
كانت طريقة صنع سم الغو هي وعاء الغو .
حيث يتم جمع سم آلاف الحشرات و المخلوقات السامة في جسم شخص واحد لتتوازن كل تلك السموم في ما بينها .
كلما قاوم الشخص أكثر ، كلما أصبح السم في أجسادهم أقوى .
و ليو تشينغ روي التي قاومت حتى النهاية ، إستبدل الدم الذي يمر عبر عروقها بسم الغو .
لو كان هذا جسد شخص آخر ، لكان مات منذ زمن .
لكن بما أن ليو تشينغ روي هي الجسد المضيف أي الوعاء كان هناك بعض الألفة مع السم ، كما أن السبب الكبير الذي يعود إلى تحركها كان أن ليو تشينغ روي مزارعة في الرتبة الأخيرة للورد الحقيقي .
هذا يعني كميات كبيرة من التشي زائد جسد قوي نسبيًا .
قالت ليو تشينغ روي في نفسها بسخرية ' لقد أصبحت وعاءًا لسم الغو ، نفس السم الذي جعلني أعاني في البداية . '
" تسك " تمتمت : كم هذا ساخر !
قالت ليو تشينغ روي في نفسها بعد النظر في المذبح ' ستضعني عشيرة يو في هذا المذبح ، ستقطع كل شراييني للحصول على دمي الذي أصبح سمهم الأقوى '
فقد كان سم الغو عبارة عن تجمع سموم الكثير و الكثير من المخلوقات السامة ، و لتجتمع كل هذه السموم كان لا بد من شخص ما التخلي عن حياته .
كان هذا حقًا ساخرًا إلى درجة جنونية ، ضغطت ليو تشينغ روي بقوة على يدها ، قالت مع نظرة هادئة لكن مرعبة : سنرى ما إن كانت طريقتي أو طريقتكم أقسى .
نظرت ليو تشينغ روي إلى باب الغرفة الحجرية ، شعرت بوجود أربع حراس حول المكان .
كان كل منهم في رتبة الأولى من اللورد الحقيقي ، تنهدت ليو تشينغ روي بتعب و هي تحاول منع نفسها من الإندفاع و قتل كل ما في طريقها .
قالت في نفسها ' الموت راحة لا يستحقونها ، يجب أن يتعذبوا و يقتلوا كالكلاب '
بعد أن هدئت قليلًا ، قامت ليو تشينغ روي بإستخدام موهبتها و ختمت وجودها كليًا ، حتى لو كانت بجانبك فأنت لن تشعر بها أبدًا إلا لو رأيتها بعينك .
كانت الغرفة الحجرية موجودة في وسط مكان فارغ ، لم تكن هناك أي أبنية أو مساكن في الجوار و حولها كان هناك أربع حراس يتجولون حول المكان .
كان يمكن لليو تشينغ روي أن تقتلهم بسهولة كونها في الرتبة الأخيرة للورد الحقيقي ، لكنها لم ترد تنبيه عشيرة يو بوجودها فقد أرادت أن تكون مثل الكارثة المفاجئة .
رمت ليو تشينغ روي صخرة صغيرة على بعد بضع أمتار ، إنتبه أحد الحراس على الصوت المفاجئ لذا ذهب نحو إتجاه الصوت .
كان الحارس الثاني يحرس الجهة الخلفية من الغرفة الحجرية لذا لم تهتم به ليو تشينغ روي و في أسوء الأحوال سيعيق طريقها .
بقي حارسان كانا يتجولان أمام مرأى ليو تشينغ روي ، و فور أن كان بصرهما بعيدًا عن الغرفة الحجرية خرجت ليو تشينغ روي بسرعة من هناك مستعملة خطوات الرياح .
تطلب الأمر ثواني قليلة لتصل ليو تشينغ روي إلى أقرب مبنى تختبىء فيه من أعين الحراس .
واصل الحراس الأربع عملهم و لم يشعروا بشيء غريب ، تنهدت ليو تشينغ روي براحة ليس لأنها كانت خائفة من أن يمسكها الحراس بل كانت خائفة من أن تقتلهم هي .
فقد شعرت ليو تشينغ روي بالرغبة في قتل كل شيء يتحرك في هذا المكان حتى أصبح هذا جزءًا من غريزتها .
واصلت ليو تشينغ روي الهرب و الإختباء عن أنظار عشيرة يو ، و بفضل موهبتها كان هذا أسهل بكثير .
فمع الرتبة الأخيرة للورد الحقيقي ، كان بإمكان ليو تشينغ روي تدمير جزء كبير من عشيرة يو إلى حد الإنقراض و إذا أرادت الهرب بهدوء لم يكن أي شخص يستطيع منعها من فعل ذلك .
كانت الشمس على وشك الشروق ، نظرت ليو تشينغ روي إلى عشيرة يو من بعيد بعد أن هربت من دون تنبيه أي شخص .
كان وجهها خاليًا من التعابير لكن عيونها كانت قاسية للغاية ، تحمل مشاعر الكره و البغض فقط .
طقطقت ليو تشينغ روي أصابعها لمحاولت تهديء نفسها ، و من ثم إستدارت معطية بظهرها إلى عشيرة يو ، المكان الذي أرادت تدميره أكثر من غيره .
....
( م / م : هذه الأحداث حدثت مباشرة بعد ما نقلت ليو تشينغ روي مو تشينغ و الأخرين و ليس بعد هربها من عشيرة يو )
قبل شهرين ، في الغابة القديمة كان هناك الكثير من المزارعين منتشرين حيث كانت تقيم ليو تشينغ روي في الماضي .
كان ذلك لتحقيقي في المجازر التي حدثت منذ شهر حيث قتل كل شيء يتحرك .
ليس الناس فقط لكن أيضًا الحيوانات الأليفة كادجاج و الأغنام قد قتلت !!
تنهد لان سينغ المسؤول عن التحقيقات بسبب هذا بتعب ، لكن أيضًا ببعض الحزن فقد كان يعرف أشخاصًا من القوات الخاصة .
كان يعرف أنهم لم يكونوا أبرياء إلى تلك الدرجة حيث كانوا جنودًا و مزارعين مخضرمين في القتال و الحروب ، لذا بدلًا من نهاية مؤساوية مثل هذه إستحق هؤلاء الرجال الإحترام و التقدير .
واصل لان سينغ تقدير الأضرار و جمع الدلائل ، كان من الواضح أن هذه الإبادة كانت للإنتقام و هو يعرف أيضًا بشكل أو بآخر من الفاعل لكنه لا يمكنه فعل شيء .
ليس هو فقط و لكن أيضًا الغابة القديمة .
لو كانت سو تيان فا هنا ، لقامت بالرد لأن هذا حدث في منطقتها .
لكنها ليست هنا .
كما أن ليو تشينغ روي و من معها ليسوا في الواقع مواطنين من الغابة القديمة و إنما أشخاص إشتروا الأرض و سكنوا فيها .
أي لا علاقة لليو تشينغ روي و من معها بالغابة القديمة و لا علاقة للغابة القديمة بليو تشينغ روي و من معها .
كان لان سينغ في منزل ليو تشينغ روي يقيم الضرر ، تم حرق المكان و تدمير كل شيء حتى تحول إلى هشيم .
فجأة سمع لان سينغ بعض الضوضاء في هذا المكان المقفر ، و عليه ذهب إلى مصدر الصوت .
فتحت أعين لان سينغ على مصرعها عندما رأى بعض الأشكال المؤلوفة ، إندفع بسرعة في إتجاههم و هو يتمتم : كيف ظهروا فجأة ؟
لم تكن هذه الأشكال الثلاث غير جثث مو تشينغ ، لين تشوجيو و شين يانشياو .
كانت حالتهم بائسة حقًا للنظر فيها ، و من لمحة واحدة ستعرف أنهم عانوا كثيرًا كونهم على بعد شعرة واحدة من الحياة و الموت .
كانت شين يانشياو تتحرك بشكل خافت ، و على ما يبدوا أنها إمتلكت بعض الوعي .
إتجه لان سينغ فورًا نحو شين يانشياو ، سمعها تتمتم بالكاد : أ... أميرة ...
لم يفهم لان سينغ شيئًا من تمتمات شين يانشياو ، لأنه تنهد براحة و ركض ليحضر رفاقه الآخرين لمساعدة مو تشينغ و الآخرين .
....
بعد هروب ليو تشينغ روي من عشيرة يو ذهبت إلى جرف الرياح لزيارة تشانغ ليان و إعطائه بعض الهدايا .
إستغرقت الرحلة من عشيرة يو إلى جرف الرياح مدة ثمانية أيام على الحصان ، و طوال الطريق لم تتوقف ليو تشينغ روي أو تسترح إلا لتبديل الحصان بعد تعبه .
إزداد حال قرية الحجر الأسود و الجرف سوءًا ، كانت الجثث ملقية كالكلاب من دون أن يهتم أي أحد بدفنها أو حرقها ، و من حين لآخر كان بعض المزارعين يتقاتلون هنا و هناك .
نظرت ليو تشينغ روي إلى كل هذا ببرود ، لم تشعر بأي شفقة على هؤلاء الأشخاص مثل المرة السابقة سواء إستحقوا هذه النهاية أو لا .
ففي هذه المرحلة وجدت ليو تشينغ روي أن التفكير و الحزن على كل القطط و الكلاب العشوائية يستنفذ طاقتها .
لفت منظر ليو تشينغ روي كل من رآها ، فقد أوضح رداءها الفخم و حصانها العالي أنها إمتلكت بعض الأموال .
ظهرت نظرت الطمع على وجه كل من رآها ، لكنهم أوقفوا أنفسهم من إرتكاب أي فعل غبي بسبب الضغط الساحق الذي أتى من ليو تشينغ روي .
كان هذا الضغط الغير مرئي كافيًا ليعرف الجميع أنهم ليسوا خصومًا لليو تشينغ روي ، و سيطلبون موتهم فقط إذا تصرفوا مثل قطاع الطرق السخفاء .
نظرت ليو تشينغ روي إلى الجبل الأسود العالي ، قامت بضرب الحصان ببعض القوة و عليه قام بالركض بعيدًا حيث لم تعد ليو تشينغ روي تحتاجه بعد الأن .
أثناء تسلق الجبل ، تذكرت ليو تشينغ روي شياو تيانياو بشكل خافت ، لكنها تذكرت بشكل واضح أنها كانت عديمة الفائدة إلى درجة سخيفة في ذلك الوقت حيث حملها شياو تيانياو مثل السلع .
" هاه "
تنهدت ليو تشينغ روي لتذكرها هذا ، فبعد أن تزامنت مع ذكرياتها مرة أخرى كانت تفكر في الكثير من الذكريات العشوائية منذ إنتقالها إلى هذا المكان ، أما عن الذكريات التي أرادت تذكرها حقًا عن وقتها مع عائلتها في لم تستطع تذكر شيء .
إستعملت ليو تشينغ روي خطوات الرياح لتسلق الجبل و لم تهتم بضربات التشي الملوث حيث قامت بتجنبها بشكل عفوي و لهذا في غضون ثلاث ساعات فقط كانت أمام كهف الإيميو .
أطلقت ليو تشينغ روي بعض ضغطها نحو داخل الكهف ، و لهذا و على عكس المرة السابقة لم يخرج الإيميو لتسبيب المتاعب أو القتال .
فعلت ليو تشينغ روي هذا لسببين .
_ أولًا هي لا تريد أن يتدخل هذا الطفيلي بينها و بين تشانغ ليان .
_ ثانيًا لأنها لا تريد رؤية أي شيء يزحف أو يتلوى على الأرض لأنه سيذكرها بتلك الحفرة اللعينة .
بعد ضمان أن الإيميو لن يتدخل أو يسبب إزعاج ، قفزت ليو تشينغ روي فوق الكهف و بدأت بالمشي في تلك الغابة الكئيبة .
كان التراب أسود جاف بينما كانت الأشجار ميتة تصدر صوت صفير غريب كلما كانت هناك رياح ، و ما زاد على الجو الكئيب هو الغيوم المتبلدة و السوداء التي تنذر بهطول المطر في أي وقت قريب لكنها لن تفعل .
كانت هناك الكثير من الفخاخ في الغابة ، لكن ليو تشينغ روي قامت بتجنبها كلها حيث إستعملت قدرة عينها و رأت أماكن تواجدها .
في الأخير ، وصلت ليو تشينغ روي إلى المكان المنشود و الأن كانت تقف أمام البوابة المتهالكة لعشيرة تشانغ .
...
م / م : أسفة على التأخير لكن مكسلة أكتب شيء ، كما أنني كنت أقرء رواية إسحاق لذا لدي عذر مناسب لتأخري .
المهم أخبروني رأيكم عن الأحداث بشكل عام في التعليقات و شكرًا لقراءة ملاحظتي المملة .
إستمتعوا 😁👋 .