بالكاد كان تشانغ ليان راكعًا على ركبة واحدة ، أصيب صدره و خصره الأيمن بقطع حاد قطع لحمه و عظامه من تلك الجهات بقطع متساوي و لو أصيب في الجانب الأيسر حيث قلبه لكان مات منذ زمن .
" طك "
" طك "
" طك "
نظر تشانغ ليان إلى ليو تشينغ روي التي مشت نحوه بخطوات بطيئة ، كان أسفل ظهره غارقًا في العرق البارد مع أنفاس مرهقة و متقاطعة .
عند النظر إلى منظر ليو تشينغ روي الهادئ و التي لم تخسر الكثير من الطاقة أثناء قتاله ، أدرك تشانغ ليان أن الموت يطرق بابه .
مع رداءٍ أسود داكن رفرف مع الرياح القوية و القناع الأبيض الذي غطى وجهها ، بدت ليو تشينغ روي و كأنها ملك موت أت لأخذ حياة تشانغ ليان .
توقفت صوت وقع الأقدام حيث توقفت ليو تشينغ روي على بعد خطوات من تشانغ ليان ، نظرت له بنظرات باردة لكن متعطشة للدماء و قالت بعد جمع كل ذرة هدوء كانت في عقلها : أنت تعرف أنني هنا لقتلك ، أليس كذلك ؟
صمت تشانغ ليان لسؤال ليو تشينغ روي الذي إمتلك إجابة واضحة و رفض قول أي شيء .
سألت ليو تشينغ روي سؤالًا آخر : كيف تحالفت مع عشيرة يو ، ألم تكرههم إلى حد الموت ؟
هذه المرة أجاب تشانغ ليان على سؤال ليو تشينغ روي ، قال بصوت عميع : إنها المصالح يا ليو تشينغ روي ، المصالح .
سألت ليو تشينغ روي ببرود : هل جعلتك المصالح تنسى ضغائن دامت لثلاثة مئة سنة ؟ هل نسيت كيف ماتت زوجتك ، أبناؤك و عشيرتك ؟
قال تشانغ ليان مجيبًا على سؤال ليو تشينغ روي : لا لم أنسى .
لكن كل هذا حدث في الماضي ، فأنا يمكنني دائمًا العودة إلى عشيرة يو و إبادتها لكن من سيعطيني خمسة آلاف حجر طاقة ؟
قالت ليو تشينغ روي بسخرية : لهذا السبب بعتني إلى تشو باي ، أليس هذا صحيح ؟
هل تعرف أن كل شخص عرفته أو إرتبط بي قد مات ؟
هل تعرف أنني كنت أعتبرهم مثل عائلتي الثانية ؟
هل كنت تظن حقًا أنني لن أعود للإنتقام لهم مثلما فعلت قبل ثلاثة مئة سنة ؟
لم يجب تشانغ ليان على أسئلة ليو تشينغ روي الأولى بل أجاب على السؤال الأخير بنبرة قد تخللها بعض الجنون ، قال : أنا لا أهتم بمشاعرك أو عائلتك الثانية اللعينة ، لا شيء يهمني في سبيل الحصول على القوة .
قد أكون أنا الأقوى هنا لكنني مجرد نملة صغيرة في هذه الحفرة مقارنة بالعالم الخارجي ، أنا لا أريد هذا الضعف ، الضعف إلى درجة أنني لا أستطيع فعل ما أريد .
الضعف إلى درجة أن يمشيني غر صغير كما يريد من أجل خمسة آلاف حجر طاقة .
أما إنتقامك ، فأنا لم أكن أظن أنك ستعودين حقًا لأنني ظننت أن أولائك الأغبياء من عشيرة يو قد قتلوك .
الأشباح لا تعود و لا يمكنها فعل شيء حتى لو عادت ، و أنت كان من المفترض أن تصبحي شبحًا لعينًا و تتبعي عائلتك الثان...
فقدت ليو تشينغ روي أعصابها عندما ذكر تشانغ ليان رفاقها اللذين ضحوا و ماتوا لأجلها و عليه قامت بلكمه في وجهه .
شعرت ليو تشينغ روي أنها كسرت فك تشانغ ليان مع بعض الأسنان ، لكنها لم تهتم بهذا حقًا حيث جلست فوقه و واصلت ضربه بكل ما لديها من قوة .
كانت عيون ليو تشينغ روي مليئة بالغضب وراء ذلك القناع ، شعرت أنها تريد قتل تشانغ ليان هنا و الأن .
لكن ...
هذا كان سهلًا .
الموت بهذه الطريقة كان نعمة بالنسبة إلى شخص مثل تشانغ ليان .
تمتمت ليو تشينغ روي بالكاد : عذبيه ، عذبيه أكثر ...
عند قولها لهذه الكلمات قامت قبضتها بضرب الأرض بدل وجه التشانغ ليان الذي أصبح منتفخًا و دمويًا .
تشققت الارض حيث ضربت ليو تشينغ روي فقد إستعملت قوة كبيرة للغاية في لتهديء نفسها .
نهضت ليو تشينغ روي من فوق تشانغ ليان و مشت مبتعدة عنه بنفس الخطوات الهادئة .
" هاه "
تنهد تشانغ ليان بالكاد حيث وجد صعوبة حتى في هذا الشيء البسيط ، تمتم بخفوت : لهذا أنت تصتدمين بالكثير من الجدران .
أنت طيبة ، لا أو بتعبير أدق أنت مغفلة .
لا أحد يترك عمله غير منتهي و لهذا عادت عشيرة يو إليك لتعض يدك .
إستدارت ليو تشينغ روي إلى تشانغ ليان بعد أخذ مسافة مناسبة ، إستطاعت سماع كل تمتماته الخافتة بسبب حواسها الخارقة .
قالت مع نبرة باردة : أريد تصحيح بعض مفاهيمك .
أنا لست طيبة إلى هذه الدرجة لكن لست بالتأكيد مغفلة .
لقد كنت رحيمة .
كنت أقدر الحياة أكثر من أي شيء آخر ، لكن في هذا العالم اللعين إصتدمت بجدار واحد فقط .
في هذا العالم ، حياة الجميع بلا معنى أو قيمة إلا حياتك .
المصالح فوق كل شيء و هي التي تحدد قيمتي .
لقد حددتم ثمن حياتي بخمسة آلاف حجر طاقة ، إذن دعني أخبرك بثمن حياتك أنت .
قال تشانغ ليان مع ظهور بصيص للعيش في عينيه : بكم .
إختفى بصيص الأمل كما جاء عند إجابة ليو تشينغ روي : لا شيء ، أنت بلا قيمة يا تشانغ ليان .
في البداية كنت كذلك بسبب مهاراتك الطبية لكن الأن أنت بلا فائدة .
أخرجت ليو تشينغ روي سيفها من الفضاء الروحي .
" سوش "
سمع صوت تقطيع خافت حيث جرحت ليو تشينغ روي راحة يدها بإسخدام السيف .
" قطر "
" قطر "
تقطر من راحة يد ليو تشينغ روي دماء سوداء و إن لاحظ المرء جيدًا فسيتطيع رؤية بعض الجزيئات المتحركة .
أحاطت ليو تشينغ روي دمها ببعض طاقة التشي ليطفو الأخير في الهواء و من ثم قامت بتوجيه كل دمائها أو سم الغو في هذه الحالة نحو فم تشانغ ليان .
عند رؤية الشيء الطافي إتسعت عيون تشانغ ليان ، بدأ بالتخبط رغم أن كل عظامه كانت مقطوعة أو مكسورة ، تمتم : ليس هذا مرة أخرى .
سمع تشانغ ليان صوت ليو تشينغ روي من بعيد : أنا رحيمة لجعلك تلتقي بعائلتك و عشيرتك بنفس الطريقة التي ذهبوا بها أليس كذلك .
لكن أنا لست بتلك الرحمة لأقوم بقتلك مثل ما فعلت معهم .
السم الغو في دمي قوي للغاية كوني قتلت كل الحشرات في حفرة الغو لذا ستبدأ أعراض موتك قريبًا .
إستمتع .
أغلق تشانغ ليان فمه بإحكام ، لكنه لم يكن ضروريًا أن يدخل إلى جسمه بتلك الطريق .
"أممع "
كان صراخ تشانغ ليان المكتوم عاليًا و تخبط أكثر و أكثر عند دخول السم من فتحات أنفه و أذنيه .
عند إكتمال دخول السم ، أمسك تشانغ ليان رأسه بيده و غطى أذنيه .
شعر و كأن دماغه و أعضاؤه تتآكل شيئًا فشيئًا ، نتيجة لذلك كان يضرب رأسه بالأرض .
في غضون ساعة كان سم الغو قد إنتشر في كل دم و جسد تشانغ ليان ، كان صراخه يعلوا في كل ثانية حيث كان يتآكل من الداخل .
في الأخير خرج سم الغو من داخل جسد تشانغ ليان و بدأ في أكله من الخارج .
كان جلد تشانغ ليان يتحلل و يذوب أما مرأى البصر ، حتى أن عضلاته و بعضًا من عظامه كانت ظاهرة مشكلة مشهدًا دمويًا للناظرين .
إستمتعت ليو تشينغ روي بصرخات تشانغ ليان المتعالية و مظهره المتعذب ، مع مرور كل ثانية كان الأخير يتحول إلى مسخ .
مثلها تمامًا .
بعد مرور دقائق أخرى بدأ صوت تشانغ ليان العالي يتناقص ، شحذت عيون ليو تشينغ روي عند حدوث هذا ، قالت : لم ينته الأمر بعد .
أثناء قولها لهذا ، طفت كتلة من طاقة على راحة يد ليو تشينغ روي الدموية .
على عكس لونها السابق حيث كانت زرقاء سماوية كان لون تلك الطاقة فضيًا مشعًا .
تلك هي طاقة ليو تشينغ روي الداخلية ، ليست طاقة تشي طبيعية ، ملوثة و ليست بالتأكيد تشي ميت .
عبر ذهنها قامت ليو تشينغ روي بتوجيه جزءًا من طاقتها الداخلية نحو جسد تشانغ ليان اللاواعي .
فور ملامستها له ، إنتشرت نيران سوداء على كامل جسد تشانغ ليان .
عادت صرخات تشانغ ليان لتشكل سنفونية عذبة في أذني ليو تشينغ روي .
نظرت له بهدوء و كأن هذا المشهد جلب الهدوء و الراحة النفسية لكامل جسد و روح ليو تشينغ روي .
" هاه "
تنهدت ليو تشينغ روي الصعداء و هي تراقب جسم تشانغ ليان يذوب و يتحول إلى سائل أسود .
لم تضيع ليو تشينغ روي أي قطرة من هذا السائل و قامت بإحاطته بهالتها و صبه داخل براميل في الفراغ الروحي .
ذلك السائل المتشكل من جسد تشانغ ليان هو التشي الميت .
صنع التشي الميت من حرق الجثث في نار الأبدية .
كانت نار الأبدية مهارة شيطانية إستعملها المزارعون الشيطانيين فقط للحصول على التشي الميت .
كانت ليو تشينغ روي قد وجدتها سابقًا عند القضاء على عشيرة شين الشيطانية ، بصراحة لم تهتم بهذا كثيرًا في ذلك الوقت لذا ألقتها في الفراغ الروحي .
لكن الأن كانت هذه المهارة وسيلة عقاب لكن لعين أخطأ في حقها .
تشكل التشي الميت من الجثث و تم هذا عن طريق أخذ حياة و إذابة كل من جسد و روح متلقي هذه المهارة .
عند حدوث هذا ستشعر الضحية بالكثير من الألم ، مختلفٍ كليًا عن الألم الجسدي أو الألم النفسي و من ثم يرون أنفسهم يتحولون إلى مصدرٍ للطاقة .
واصل تشانغ ليان التخبط حتى آخر لحظة من حياته .
إختفى جسد تشانغ ليان لكن ما بقي وراءه كان كميات و كميات من التشي الميت فكلما كان المرء أقوى شكل المزيد من التشي الميت .
عادت شعلة النار الأبدية إلى ليو تشينغ روي و عادت إلى شكلها الطبيعي الذي كان الطاقة الداخلية لليو تشينغ روي .
نظرت ليو تشينغ روي إلى تشانغ ليان بعيون باردة ، كانت هذه أول مرة تقتل فيها شخصًا لكن رغم هذا لم تشعر بشيء .
الحزن على ضياع حياة .
تعذيب الضمير بسبب القتل .
الفرح عند أخذ الخطوة الأولى للإنتقام .
لم تشعر ليو تشينغ روي بأي من هذه المشاعر ، فقط الفراغ الذي إستمر في أكل عقلها و روحها .
إستدارت ليو تشينغ روي و ذهبت إلى غرفة تشانغ ليان لتأخذ ثمنها ، فعند هذه المرحلة كانت حتى الحصى من حجارة الطاقة لازمة .
" طك "
" طك "
بعد أخذ حجارة الطاقة خرجت ليو تشينغ روي بنفس الخطواتها البطيئة الهادئة التي دخلت بها إلى عشيرة تشانغ .
بعد خروجها من العشيرة قامت ليو تشينغ روي بإشعال النار و من ثم ...
" بوم "
قامت ليو تشينغ روي برميها في مباني عشيرة تشانغ الخشبية القديمة .
شعلة نار ، خشب قديم و بيئة جافة .
كانت تلك هي المكونات المناسبة لصنع تحلية لذيذة عند الإنتقام حيث إنعكست ألسنة اللهب المتعالية على أعين ليو تشينغ روي الزرقاء الجليدية .
حتى تلك النيران لم و لن تسطيع إذابة هذه العيون الجامدة و القاسية بعد الأن .
...
م / م : أخبروني إن كان إنتقام البطلة مرضيًا .
إستمتعوا 😊😊
عيد سعيد