" هاه "

تنهدت ليو تشينغ روي ببعض التعب أثناء نزولها من على جبل الجرف الأسود .

قالت في نفسها ' كان تشانغ ليان هو أقوى شخص بينهم ، الأن لقد مات و هذا يعني أن جزءًا كبيرًا من العمل قد إنتهى '

بعدها سألت نفسها ببعض التعقيد ' هل كان القتال و القتل سهلًا هكذا ؟ '

ففي الماضي واجهت ليو تشينغ روي صعوبة في القتال حتى أمام من كان أضعف منها .

هل كان هذا خوفًا أم ترددًا ؟

قالت ليو تشينغ روي في نفسها ساخرة ' ربما كان الإثنان '

فليو تشينغ روي من الأساس لا تنتمي إلى عالم القتل و القتال ، قبل عبورها إلى هذا العالم لم تقتل نملة و كان عملها هو إنقاذ حياة الناس لا قتلهم .

عند تذكر هذا ، قالت ليو تشينغ روي في نفسها بصعوبة ' لقد نسيت أنني كنت طبيبة في السابق '

" هاه "

بردت عيون ليو تشينغ روي عند تنهدها ، قالت في نفسها ' لكن ماذا أستفيد من كوني منقذة في حين لا أحد ينقذني ؟ لماذا لا أقتل النمل إذا كان هو نفسه يريد قتلي .

العين بالعين و السن بالسن ، لقد إكتفيت من هذا البأس ، أنا حقًا بائسة .

لا أريد ، لا أريد أن أكون أنا البائسة ، لا أريد أن أكون أنا من يحزن على موت رفاقه ، لا أريد أن أكون الخاسرة بعد الأن .

لا اريد كل هذا حتى و إن عنى هذا التخلي عن إنسانيتي فلا وجود للإنسانية في هذا العالم .

هذا كله نفاق .

لا أحد يهتم بك ، لا أحد يحبك أو يقدرك .

إنها فقط شكليات تجعل المرء يتقيء .

فقط المصالح التي تحدد قيمتك ، إذن سأدمر مصالح الجميع .

لست آسفة على هذا لكنني إكتفيت من أن أكون أنا الضحية ، أكره أن ترتبط حياتي أو موتي مع شخص ما . '

....

كان مظهر ليو تشينغ روي الكئيب مناسبًا تمامًا لقرية الحجر الأسود المتهالكة .

كان لا يزال هناك فنادق و مطاعم كون أن الجرف الأسود مليئ بالأعشاب التي يريد كل المزارعين الحصول عليها .

مازال منظر ليو تشينغ روي الفخم يجلب العيون التي لا تشبع ، لكن من الضغط الثقيل المتسرب منها لم يجرء أحد على الإقتراب منها ناهيك عن سرقتها لأنهم إن فعلوا فستعتلع عيونهم .

دخلت ليو تشينغ روي إلى أحد المطاعم لشراء حصان ، فهي لا يمكنها العودة لعشيرة يو على قدميها كون هذا يستغرق الكثير من الوقت .

جلست ليو تشينغ روي على أحد المقاعد العشوائية ، أمسكت يدها في قبضة قوية حيث شعرت بآلام متزايدة .

ظهرت نافذة النظام الزرقاء .

[ دينغ : جسم المضيف يتآكل بفعل سم الغو ، ستصبح أضعف فأضعف بسبب مقاومة السموم و التكاثرها في جسمك .

يرجى الذهاب إلى العالم المقفر على وجه السرعة قبل الموت ! ]

لوحت ليو تشينغ روي بيدها بتعب على نافذة النظام ، تمتمت : و كأنني لا أعرف هذا .

فسم الغو كان لا بد من أن يقتل المضيف كان قويًا أو ضعيفًا .

لقد كانت مسألة وقت فقط بالنسبة لليو تشينغ روي و حتى من دون النظام ستعرف ذلك على أي حال .

ففي البداية كانت نسبة السم قليلة في جسدها و كانت على وشك الموت لو لم يعالجها تشانغ ليان .

لكن الأن ، حتى و إن وجد أفضل طبيب في العالم لن يستطيع علاجها كون أن دم ليو تشينغ روي نفسه هو سم الغو .

تمتمت ليو تشينغ روي : سبعة أسابيع .

أسبوع لقتل و إبادة عشيرة يو و الباقي سيذهب على الطريق للذهاب إلى أرخبيل البحر الأسود .

فور ذهابي إلى العالم المقفر سأموت !

لم تمتلك ليو تشينغ روي أي مشاعر لمعرفتها و إدراكها أنها ستموت .

لقد كانت عابرة !

لا يمكنها الموت فمن الواضح أن النظام سيفعل أي شيء لجعها تعيش لأن فائدتها لم تنته بعد .

كان النادل وقفًا أمام طاولة ليو تشينغ روي ينتظرها لأخذ طلبها .

إنتبهت له ليو تشينغ روي لكنها كانت غارقة في أفكارها و بسبب هذا كان النادل المسكين غارقًا في العرق البارد .

إلتفتت ليو تشينغ روي إلى الرجل الذي كان واقفًا منذ بضع دقائق ، قالت بصوت جعل قلب النادل يهوي حيث كان مشابهًا لصوت الصرير : أحضر أفضل ما لديك من طعام و شراب و جهز أقوى أحصنتك .

كانت يد النادل ترتجف أثناء كتابة الطلب و إبتعد عن طاولة ليو تشينغ روي بأرجل رخوى .

سخرت ليو تشينغ روي في داخل نفسها ، تمتمت : هل أبدوا مخيفة إلى تلك الدرجة .

" همهمهم "

جيد .

....

بعد تناول وجبة أقل ما يقال عنها أنها جيدة ذهبت في إتجاه عشيرة يو ، لا أحد إستطاع رؤية تعابير وجهها من وراء القناع لكن حولها كان هناك جو كئيب للغاية .

هذا الجو الكئيب لم يكن شيئًا أمام نية القتل التي كانت حول ليو تشينغ روي .

كانت نية القتل هذه تزداد حدة و قوة كلما إقتربت ليو تشينغ روي من عشيرة يو .

بعد أسبوع ، كانت ليو تشينغ روي على حدود عشيرة يو فقد كان لا بد من أن تصل إلى وجهتها في النهاية حتى و لو حبت .

( م / م : حبت : يعني تمشي على يديها و ركبها مثل الرضع )

كانت ليو تشينغ روي واقفة على جرف عالي يطل على عشيرة يو .

كان كل شيء فيها عادي للغاية فقد كان المزارعين يتجولون في الأسواق و الناس تواصل أعمالها اليومية .

بدت عشيرة يو مثل مدينة قديمة مزهرة و في الوسط كان القصر و مرافقه أين يوجد أعضاء العشيرة الرئيسيين .

كانت تلك هي عشيرة يو و عاصمة المملكة الشمالية سابقًا حيث إمتد المكان على مرمى البصر .

كانت عيون ليو تشينغ روي باردة للغاية أثناء رؤيتها للمدينة تحتها ، قامت بضغط يدها بقوة بسبب الألم المتقطع من سم الغو .

كان هذا الألم المتقطع هو الذي ذكر ليو تشينغ روي في كل الأوقات بما فعلته عشيرة يو لها .

تمتمت ليو تشينغ روي مذكرة نفسها : لا تفقدي أعصابك الأن ، لا تصبحي هائجة فسيكون أمرًا مملًا أن تقتليهم مباشرة .

كان صوت تمتمات ليو تشينغ روي غير مفهوم فقد تلفت حبالها الصوتية منذ وقت طويل ، و مع ذلك لم يؤثر هذا على نفسيتها فهي لم تهتم بهذا .

نزلت ليو تشينغ روي من الجرف و فور أن دخلت إلى المدينة قامت بختم زراعتها و وجودها كي لا يلاحظها أي شخص ، و مع إرتدائها للرداء الأسود الذي غطت قلنسوته نصف وجهها لم يلاحظها أحد حقًا فهي لم تثر إهتمام أحد .

تسللت ليو تشينغ روي إلى عشيرة يو بسهولة ، فقد كان معظم الحراس في رتبة ملك أو إمبراطور قتالي .

في السابق قبل أن تتعافى الطاقة الروحية كان من يصل إلى هذه الرتبة يقف في الأعلى ، لكن الأن هم مجرد حرس لأن أي شخص يمكن أن يصل لها مع بعض الجهد و الموارد و بالطبع الموهبة و لهذا السبب كان القليل من يصبح لوردًا حقيقيًا .

كان المقاتلين من رتبة اللورد الحقيقي نادرين و فقط العشائر من إمتلكوهم و في الغالب كانوا هم القوة الحقيقية لتلك العشائر .

حتى و إن أصبح هؤلاء الناس لوردًا حقيقيًا فهم لن يستطيعوا أن يصبحوا نبيلًا حفيقيًا لأنهم ببساطة ليسوا بتلك الموهبة .

حتى و إن كان هناك شخص وصل لرتبة نبيل حقيقي فسيأتي الأشخاص من العالم المقفر في تلك اللحظة و يقتلونه .

و لهذا السبب لا يوجد أحد ما قوي في المنفى ، و لهذا أيضًا بقت سو تيان فا متوقفة في الرتبة الأخيرة من اللورد الحقيقي .

أعلى رتبة يمكن أن يصل لها الشخص في المنفى و في نفس الوقت لا يستطيع أحد الوصول إليها .

لماذا ؟

لأن لا أحد كان موهوبًا لتلك الدرجة و من كان سيقتل بسبب موهبته و قوته .

هذا هو السجن الذي وضعه الناس من العالم المقفر .

سجن طبيعي كبير و في نفس الوقت خانق .

كان هذا ما أخبرته سو تيان فا لليو تشينغ روي قبل ذهابها إلى العالم المقفر و لسبب ما تذكرت ليو تشينغ روي كلامها عندما رأت الحراس .

لم تفكر في هذا كثيرًا فقد كانت ليو تشينغ روي مشغولة بالتجول كالأشباح في عشيرة يو و زرع بعض العبوات في أماكن متفرقة في العشيرة .

كان إسم الشبح يليق على ليو تشينغ روي فعند تجولها في عشيرة يو بدت مثل الشبح الذي أتى للعن كامل العشيرة .

أثناء وضع العبوات في كل أنحاء العشيرة كانت يو تشين تيان و باقي الشيوخ ذاهبين إلى المذبح .

نفس الغرفة التي بها حفرة عشرة آلاف غو و التي وضعوا فيها ليو تشينغ روي في السابق .

شعر الشيوخ ببعض الحماس لرؤية السم الذي أنتجه دم ليو تشينغ روي بينما تمنت يو تشين تيان أن تبقى ليو تشينغ روي على قيد الحياة لترى نفسها موضوعة فوق المذبح مثل الأضحية و مشاهدة نفسها تموت ببطئ .

ظهرت إبتسامة قاسية على وجه يو تشين تيان عند تفكيرها في ذلك حتى شعرت بضغط ساحق بدا و كأنه يهدم روحها .

....

عند الإنتهاء من وضع العبوات في كل ركن و زاوية من عشيرة يو ، وقفت ليو تشينغ روي فوق أعلى مبنى من العشيرة .

نظرت إلى خيوط أشعة غروب الشمس الذهبية الممتدة في كل مكان .

" هاه "

تنهدت ليو تشينغ روي بعمق أثناء رؤيتها لهذا ، تمتمت : بعد لحظات سأرسم أجمل لوحة طبيعية في حياتي .

ألغت ليو تشينغ روي الختم الذي وضعته لكبح وجودها و زراعتها لتنطلق فور هذا هالة و ضغط ساحق منها .

أغمي على الناس العاديين و جميع المزارعين تحت رتبة لورد حقيقي بحيث تشكل رغاوي بيضاء في أفواههم .

بينما كان من يستطيع البقاء مستيقضًا يواجه صعوبة في الوقوف ناهيك عن القتال .

بعد نشر ضغطها في كل مكان في عشيرة يو و حتى المدينة حولها قالت ليو تشينغ روي بصوت عالي تردد صداه في كل مكان بفعل التشي ليسمعه الجميع كان كبيرًا أو صغيرًا ، مزارعًا أو شخصًا عاديًا .

قالت ليو تشينغ روي بنبرة باردة و عيون أبرد منها : اليوم هدفي هنا واضح .

القتل !

إذا رأيت واحدًا فسأقتل واحدًا .

إذا رأيت إثنين فسأقتل إثنين .

سيموت جميع الرجال و النساء هنا اليوم و لن تبقى الكلاب أو الدجاج على قيد الحياة !

أريدكم أن تتذوقوا ما شعور أن يتم إبادة كل شيء تعرفونه من قبلي .

سأريكم ما هو القصاص ، سأريكم معنى العين بالعين و السن بالسن حقًا !

بدماء كل جنودي الأبرار في الغابة القديمة ، سأهدء أرواح كل من لقوا حتفهم في أرخبيل البحر الأسود و الغابة القديمة .

ستبدأ المذبحة !

ستبدأ الإبادة !

مع كل كلمة قالتها ليو تشينغ روي إقشعر بدن كل من سمعها فقد أدركوا بطريقة ما أن صاحب هذا الضغط أتى ليقتلهم .

" بوم "

" بوم "

" بوم "

سمعت أصوات الإنفجارات في كل أنحاء عشيرة يو ، إنتشرت النيران في كل مكان و بدأت ألسنة اللهب تعلوا شيئًا فشيئًا بحيث بدت و كأنها ستأكل السماء .

إندمجت ألسنة اللهب الحارقة مع أشعة غروب الشمس الدافئة معطية شعورًا بالغرابة و الجمال .

سمع صراخ الرجال ، النساء و حتى الأطفال .

كان الصوت بين الحين و الآخر يصبح عاليًا و منخفضًا دلالة على موت شخص ما .

نظرت ليو تشينغ روي بهدوء إلى عملها الذي يشبه أعمال الإرهاب ، تمتمت : جميل .

لم تكن ليو تشينغ روي تتحدث على موت الناس و لكن على إحتراق عشيرة يو و القصر الإمبراطوري الشمالي .

تلك الأماكن التي جلبت لها الألم و الألم فقط .

لن تشعر ليو تشينغ روي بالراحة حتى يتحول هذا المكان إلى الجحيم بعينه .

...

م / م : لدي ملاحظة بشأن العنوان < التغيير > .

أعني به أن عقلية و تفكير ليو تشينغ روي قد تغيروا إلى حد كبير .

لم تعد ذات تفكير سطحي أو مباشر بل ذات تفكير يتناسب مع العالم القاسي ففي البداية كانت عقليتها و كأنها كانت في عالمها الذي جائت منه أين السلام و عدم القتل .

لكن لا في الواقع العالم الذي هي في هو عالم لا يوجد في أبيض او أسود فقط الرمادي .

تتذكرون تشانغ ليان صحيح ، في البداية شعر بالحزن و التعاطف مع البطلة حتى أنه عالجها لكن في الأخير باعها لأجل حجر .

هناك أشخاص طيبون لكنهم يموتون ، هذا ما اردت أن تدركه ليو تشينغ روي .

لم أردها أن تكون طيبة أو رحيمة لأنها لن تفيدها في رحلتها حتى النهاية .

و أيضًا فقط عقلية البطلة التي تغيرت و ليس أنها لم تعد طيبة .

مازالت طيبة لكن ليس مع الجميع ، فقط الذي إهتم بها بصدق .

و لدي ملاحظة أيضًا عن الروايات المؤلفة ، بعضها فقط و ليس الجميع .

إهتموا بشخصيات أبطالكم فكيف تريد للقارء أن يتقبل أن شخصًا فاشلًا مثل بطل الرواية يقتل و كأنه كان قاتل متسلسل و محترف .

لا أعرف عن الآخرين لكن أنا أجد هذا غير مقبول .

أسفة على الجريدة .

إستمتعوا 😊😊

2022/07/12 · 183 مشاهدة · 2047 كلمة
نادي الروايات - 2024