أغلق باب غرفة الدراسة بقوة من طرف سو يو ، حتى أنه كانت هناك تشققات عليه .
قال سو يو بغضب : كيف يجرء ذلك الحيوان على أمرك بالزواج ؟
من يعتبر نفسه ؟
قال لين مينغ فينغ بصوت خافت : إهدء ، لا تحدث الجلبة .
قال سو يو بإنفعال : كيف لا أفعل بعد هذا القرار ، لا أحد يمكنه إجبار الزواج للأخ الأكبر .
خاصة في هذا المكان !!
مل شياو تيانياو من سماع تذمر سو يو ، ثم قال : سو يو ، لقد قلتها بنفسك .
لا أحد يستطيع إجباري على فعل شيء في هذا المكان و من ظمنها الزواج .
إن الرفض هو أمر سهل ، و قتل ذلك الحيوان و من معه أسهل منه .
لكن يجب أن أفعل هذا في النهاية .
سأل سو يو : لكن ، لماذا تفعل هذا مادام لا أحد يستطيع إجبارك ؟
أجاب لين مينغ فينغ على السؤال بدلًا من شياو تيانياو : لقد كنت في حدود عندما ذهبنا إلى سو تيان فا .
لقد أخبرتنا أن هناك دوريات من العالم المقفر كل خمسون سنة ، و سيأتي أشخاص يراقبوننا لفترة من الزمن و يرون ما إذا إستعدنا ذاكرياتنا أم لا .
تنعد سو يو بتعب ، قال : لقد فهمت .
لكن لماذا تضحي بنفسك إلى هذه الدرجة ، أستطيع الزواج بدلًا عنك .
( م / م : يعني تخيلوا لو تبادلوا فعلًا ، ستصبح بعدها الرواية مسلسل هندي تصنيف ووشيا هههه )
رفع شياو تيانياو عينه من على كومة الأوراق بين يده ، و نظر إلى سو يو مع إبتسامة : شكرًا لعرضك الصالح ، لكن أنا من يجب أن أفعل هذا .
هؤلاء الأشخاص جاؤوا من أجل أن يراقبوني أنا لا أنت .
و هذا الزواج لن يضرني في شيء .
سو يو ، أعرف في ماذا تفكر لكن لا تجعل مجهوداتنا في العقود الماضية تذهب بسبب لحظة غضب واحدة .
لم يتبق الكثير لكي نذهب إلى العالم المقفر ، في ذلك الوقت يمكنك إخراج كل مكبوتاتك .
صمت سو يو بعد قول شياو تيانياو لهذه الكلمات و لم يجد ما يقوله حتى .
< فلاش باك >
كان شياو تيانياو ولي عهد الإمبراطورية التي حكمت الجانب الشرقي للعالم المقفر .
كان موهوبًا و قويًا للغاية و بسبب هذا إستطاع إسكات كل من عارضه .
كان مثل حاكم على كل الناس تحت السماء في العالم المقفر فقد أحب شعبه و أحبوه و ساندوه فمنذ أن إستلم القيادة تحسنت حياة الناس إلى أفضل .
لكن ...
لم يدم هذا طويلًا ، فقد حدث غزو هائل من الأراضي الشيطانية التي تقع غرب العالم المقفر .
كانت حربًا شرسة ، و كانت الإمبراطورية تخسر شيئًا فشيئًا .
لم يعرف سبب هذا ، فقد كانت مخططات شياو تيانياو جيدة للغاية و نالت موافقت جميع القادة .
مع ذلك إستمروا بالخسارة ، حتى ظهر الأمير الثاني شياو رين .
إنتهت كل معركة شارك فيها بالنصر ، نالت مخططاته الناجحة إعجاب القادة .
فجأة في أحد المعارك ، كان جميع القادة ، الأمير شياو رين في مواجهة شياو تيانياو لا أحد آخر .
قال شياو رين : ولي عهد إمبراطورية رافان شياو تيانياو .
أنت متهم بالتحالف مع القارة الشيطانية الغربية ، تم إيجاد الكثير من الوثائق و المعاملات بينك و بينهم كما و تبين أنك سربت الخطط العسكرية .
نتج عن هذا موت مئات الآلاف و تشريد الملايين ، هذا ذنب كبير .
أنت لا تستحق أن تكون ولي عهد الإمبراطورية ناهيك عن حاكمها .
لا ، أنت لا تستحق العيش حتى !
تفاجأ شياو تيانياو من ما سمع ، لم يستطع معالجته أو تقبله .
خاصة أن المتكلم كان أخيه من نفس الدم و اللحم ، أخيه من أب واحد و أم واحدة .
( م / م : متوقعين يكون إبن محظية يعني )
جرى كل شيء بسرعة كبيرة ، تم القبض على شياو تيانياو و القضاء و معاقبة على كل العائلات التي ساندته .
في النهاية حكم على شياو تيانياو بالنفي و هذا بعد تدمير زراعته و شل جسده .
ترك شياو تيانياو جثة فارغة ، و قد كان يجب أن يموت منذ زمن طويل لو لم يتبعه سو يو و لين مينغ فينغ خلسة عن طريق بوابة زمكانية .
عندما وجدوا شياو تيانياو ، كان ملقيًا في أحد شوارع المملكة الجنوبية .
كانت حالته ترثى عليها ، فقد كان هزيلًا للغاية و مضروبًا من كل جهة .
لقد كان ببساطة على وشك الموت .
و مع ذلك ، كان شياو تيانياو يمتلك عيونًا فارغة ، و كأنه كان في عالم مختلف كليًا .
نظر إلى سو يو و لين مينغ فينغ ، مد يده إليهما ، قال : هل جئتم ؟
صمت سو يو و لين مينغ فينغ ، لم يستطيعا الإجابة على هذا السؤال لأنهما كانا مصدومان من الحالة التي وصل إليها شياو تيانياو .
أين أميرهم الفخور ؟
إلى أين ذهب أخوهم الأكبر ؟
أمسك سو يو بيد شياو تيانياو ، قال : نعم ، لقد جئنا .
هل مازلت تذكرنا ؟
شعر شياو تيانياو بحرقة في حلقه ، قال بالكاد : من الرائع أنني لم أعش خمس و عشرين سنة هباءًا .
فهذه التهمة قد لفقت من قبل أتباعه و أخيه من نفس الأم .
لقد شعر شياو تيانياو بالخيانة ، و خيبة الأمل أكثر من ذلك و الأن عند وجود سو يو و لين مينغ فينغ عرف أنه على الأقل لم يعطي ثقته لأشخاص بلا فائدة .
سأل لين مينغ فينغ : هل إستعدت ذاكرتك ؟
أومأ شياو تيانياو ثم قال : نعم ، لقد إستعدتها منذ فترة .
ثم واصل بسؤال : لماذا تبعتماني ؟
كيف ستعودان ؟
قال سو يو : بصراحة نحن لم نفكر في ذلك ، لقد كنا نتخيل بالفعل اللحظة التي يركعون فيها لك طلبًا لسماح لهم بالحياة .
ضحك شياو تيانياو ، قال : هذا شيء ستفعله حقًا ، كما أن السؤال كان للين مينغ فينغ .
أجاب لين مينغ فينغ : لقد أخبرك سو يو بكل شيء ، نحن لا نملك أي خطة .
كل ما نريده هو رد الديون ، لقد تم قتل عائلاتنا بعد أن تم نفيك و قد لفقنا موتنا حيث بالكاد نجونا لنأتي خلسة .
تنهد شياو تيانياو بحزن ، قال : كل هذا بسببي ، لو قتلت أخي .
لم يكن أي من هذا سيحدث .
قال سو يو بغضب : لا إنه ليس بسببك ، هم أشخاص يهتمون بمصالحهم أكثر من العلاقات .
ضحك شياو تيانياو بسخرية ، قال : نعم ، معك حق .
في هذه الحياة المصالح هي أهم شيء .
بعدها نهض شياو تيانياو و بدأ يمشي .
سأل لين مينغ فينغ : إلى أين أنت ذاهب ؟
أجاب شياو تيانياو : التجهيز للإنتقام ، ألم تقولا أنكما هنا لتسديد الديون في ما بعد ؟
قال سو يو : نعم ، لقد فعلنا .
< نهاية الفلاش باك. >
و الأن مرت ثلاثين سنة من التجهيزات .
( أقصد بالتجهيزات إسترجاع زراعتهم حتى حد نبيل حقيقي و البحث عن حجارة الطاقة مع إبعاد الشبهات )
على الرغم من أنها طويلة بعض الشيء ، لكنهم إستعادوا جزءًا من قوتهم ، و هم الأن على وشك جمع ما يكفي من حجارة الطاقة للذهاب إلى العالم المقفر .
عند التفكير في هذا ، صمت سو يو لأنه لم يجد ما يقول ببساطة .
قال في نفسه ' في العالم المقفر كان هناك صف طويل من الأميرات و سيدات العشائر النبيلة الراغبين بالزواج من الأخ الأكبر .
كل واحدة منهن تملك جمالًا يدمر الأمم ، موهبة و خلفية قوية '
تنهد سو يو بحزن ، تمتم : إنها خسارة .
ففي رأيه ، لم تكن أي فتاة من المنفى تستحق أن يكون شياو تيانياو زوجها ، و لو كان هذا شكليًا فقط .
رأى لين مينغ فينغ حالة سو يو ، قال له : من الأفضل أن لا تفكر في هذا و تجهز لزواج الأخ .
نظر سو يو طويلًا إلى لين مينغ فينغ الذي لم يعرف ما إذا كان يهدئه أو يسخر منه ، لكن بعد أن راى شياو تيانياو .
العريس غير مهتمًا بكل هذا ، ذهب ليقوم بباقي أعماله .
....
كان الشتاء و إمتدت الثلوج على مرمى البصر فبدت للوهلة الأولى و كأنها بحر أبيض حليبي .
في هذا اليوم إستطاعت أشعة الشمس التسلل من خلال بحر الغيوم و هذا ما جعل الجو دافئًا .
كانت زهور شجرة الكرز تتفتح بالفعل و هذا ما أعطى منظرًا سرياليًا و جميلًا للغاية .
كانت القاعة الرئيسية للقصر الإمبراطوري للمملكة الشمالية مليئة بالناس .
فقد إجتمع المسؤولين ، زوجاتهم و حتى أطفالهم في تلك القاعة .
فعلى عكس المؤدبات و الحفلات العادية ، كانت هذه حفلة زواج و ستقام المراسم هناك ايضًا من طرف الإمبراطور .
و من العريس غير شياو تيانياو !!
لقد دخل الإمبراطور مينغ القاعة بالفعل و كان شياو تيانياو جالسًا يشرب الشاي بملل .
قال في نفسه ساخرًا ' لقد تأخرت عروسي ، هل هربت خوفًا مني '
فقد عرف شياو تيانياو بالفعل الشائعات المتداولة عنه لأنه هو نفسه كان من نشرها .
و تلك الأميرة التي ستتزوجه يجب أن تكون ذات قلب قوي بالفعل .
لكن على عكس توقعات شياو تيانياو ، أعلن الخصي في الخارج عن وصول العروس بصوت عالي .
تنهد شياو تيانياو ، قال في نفسه ' لم أتوقع أن أتزوج بهذه الطريقة في النهاية '
لكن ماذا يفعل ، فهو يشعر بالفعل بوجود أشخاص يراقبونه و لا بد من أن يكونوا من العالم المقفر .
فتح الباب و دخلت الفتاة ، كانت وقفتها و مشيتها مستقيمة و كأنها لم تكن متعبة من رحلة دامت أكثر من شهر .
أعطت إنحناءة خفيفة للإمبراطور بدلًا من الركوع و حيته بكلمات فاترة .
لقد بدت و كأنها لم تكن ترى هذا الإمبراطور في عيناها حتى .
همس لين مينغ فينغ لشياو تيانياو : هذا يبدوا ممتعًا .
رد عليه الأخير : أصمت .
فقد بدا لين مينغ فينغ و كأنه كان يستمتع بما يحدث مع شياو تيانياو قليلًا .
رد الإمبراطور التحية و طلب من الفتاة أن تريه ختم الزواج .
أخرج أحد الخدم قلادة يشم من أحد الصناديق الكثيرة التي حملوها .
كانت قلادة اليشم جزءًا من القلادة الأخرى التي كانت مع شياو تيانياو و بهذا تم التأكد من أن الفتاة كانت ليو وانتيغ ، أميرة المملكة الشمالية .
تمت مراسم الزواج بسلاسة ، ثم قال الإمبراطور مينغ : يمكنك أن تزيلي الشال ( يعني طرحة الفستان أظن )
كان شياو تيانياو واقفًا بجانب الفتاة التي أصبحت زوجته و على الرغم من أنه لم يكن مهتمًا بهذا الزواج من الأساس إلا أنه يريد معرفة شكل الفتاة التي أصبحت زوجته .
تنهدت الفتاة و بعد عدة ثواني و وسط ترقبات و أعين الحظور قامت بنزع الطرحة .
قال أحد الشباب بذهول : جميلة !!
بينما نظرت الفتيات بغيرة و حسد إليها .
فقد إمتلكت الفتاة بشرة حليبية بيضاء مع خدود و شفتين حمراوين ، و قد كان شعرها و رموشها حالكا السواد فأعطيا تباينًا جعلها أكثر جمالًا فقط .
إمتلكت الفتاة أعين زرقاء زجاجية و للوهلة الأولى ستبدوا و كأنها كانت جواهر .
( م / م : تخيلوا أجمل بنت بهذه المواصفات في عقلكم ، لا أملك مزاجًا واسعًا لكتابة وصف البطلة في أكثر من نصف فصل )
لقد كانت جميلة فقط .
علق لين مينغ فينغ لسو يو الذي كان غاضبًا طوال الوقت : أظن أن الأخ الأكبر هو أكبر مستفيد ، فعروسه أجمل بكثير من تلك الفتيات في العالم المقفر .
من الجيد أنه لم يأخذ بإقتراحك بعين الإعتبار ، و إلا لكان ضيع على النفسه الكثير من المتعة .
قال سو يو محاولًا كبح نفسه كي لا يضرب لين مينغ فينغ : أصمت .
إكتفى لين مينغ فينغ بالضحك بصوت خافت بينما كان يشاهد ما يجري أمامه .
لم ينكر شياو تيانياو أيضًا أن عروسه كانت جميلة ، لكنه قال في نفسه ' هذه ليست الفتاة التي يجب أن أتزوجها في المقام الأول ، يبدوا أن سو يو ليس الوحيد الذي يفكر في إستبدال العريس '
بعد التعافي من جمال الفتاة ، أدرك الإمبراطور و المسؤولين أن هذه ليس العروس الأصلية .
و لهذا أصبحوا جميعًا يملكون تعابير قبيحة .
قرر شياو تيانياو أنه سيبقى متفرجًا و لم يقم بأي رد فعل ، ففي رأيه كان المهم أنه تزوج لإبعاد الشبهات عن نفسه .
أما عن الفتاة التي تزوجها فهو لم يكن يهتم ، قال في نفسه ' هذا ممتع '
ركع كل الخدم الذين كانوا مع الفتاة فور أن أظهرت وجهها و من أجسادهم المرتجفة كان من الواضح أنهم كانوا خائفين .
سأل الإمبراطور الفتاة بنبرة إستجواب ، و في كلماته كان من الواضح أنه كان غاضبًا : من أنت ؟
و أين أميرة الشمال ؟
أجابت الفتاة بهدوء و على ما يبدوا أنها لم تكن خائفة من ردود الناس : إسمي ليو تشينغ روي ، و أنا أيضًا أميرة الشمال .
صرخ الإمبراطور مينغ : كاذبة ، هناك أميرة واحدة فقط و هي ليو وانتينغ .
أجابت ليو تشينغ روي : صحح معلوماتك ، هناك أميرتان .
إبنة الإمبراطورة ليو وانتينغ و إبنة المحظية ليو تشينغ روي اي أنا .
و لتذكيرك أيضًا ففي معاهدة التحالف ذكرتم زواج الأميرة من الجنرال .
لم تحددوا مطالبكم ، و المملكة الشمالية ليست مسؤولة عن أي أخطاء في البنود التي قمتم أنتم بكتابتها .
قال الإمبراطور مينغ بغضب : كيف تجرؤين على الحديث معي هكذا ؟
من تظنين نفسك ؟
أجابت ليو تشينغ روي بعدوء : لقد أجبت على أسئلتك فقط ، أما عن هويتي فأنا الأن زوجة جنرالك و الأمير الأول في مملكتك في نفس الوقت .
و أريد تذكيرك أيضًا أن هذه إتفاقية تحالف بين مملكتين لظمان أمن و إستقرارهما و سواء تزوجت أنا أو أختي فهذا نفس الشيء .
قال الإمبراطور مينغ : وقحة .
لكنه لم يقل أو يوبخ أكثر من هذا بينما تهامس المسؤولين في ما بينهم .
فما قالته ليو تشينغ روي كان صحيح ، هم لم يذكروا الإسم .
و لا بد من أن تكون المملكة الشمالية قد إستغلت هذا ، فبما أن ليو وانتينغ إبنة الإمبراطورة لم و لن تسمح لها بأن تكون مثل الرهينة عند بلد العدو .
أما عن إبنة المحظية المسكينة ، فهي كانت ضحية فقط في هذه الحرب السياسية .
و الأكبر من حكاية تبديل العروس هو أمن و إستقرار المملكة .
فبما أن المملكة الشمالية لم تخالف البنود لن تستطيع المملكة الشرقية المطالبة بخلاف هذا و إلا سيكون عليهم التجهيز لحرب طويلة أخرى .
و بين الفتاة و الحرب ، فإن المملكة الشرقية ستقوم حتمًا بإختيار الفتاة .
سأل الإمبراطور مينغ شياو تيانياو : هل لديك إعتراض ؟
أجاب شياو تيانياو : لا ليس لدي .
تمتم الشباب في ما بينهم : بطبع سيقبل ، إذا لم يفعل فسيكون مجنون .
لم تهتم ليو تشينغ روي بالمحادثات التي كانت بين الحضور ، فقد تنهدت براحة عند سماع قبول شياو تيانياو ، فقد كانت تفكر كل الوقت في الكثير من الإحتمالات و أغلبها كان الموت .
قالت في نفسها ' من الجيد أنني قمت بهذه المخاطرة و إلا ... '
أصبحت عيون ليو تشينغ روي أكثر كئابة عندما فكرت في ما سيحدث لها في المكان المسمى بالقصر الشمالي .
قال الإمبراطور مينغ بنبرة وقورة مخاطبًا ليو تشينغ روي : بما أنه لا يوجد إعتراض من الأمير الأول ، أصبحت من الأن زوجته ، و هذا يعني أيضًا أنك من مواطني المملكة الشرقية .
إذا فعلت أي شيء مثير لشكوك سيتم إعادة رأسك إلى الشمال .
إنحنت ليو تشينغ روي إلى الإمبراطور مينغ ، قالت : سأتحمل مسؤولياتي ، و أنا بالتأكيد لن أخون الشرق .
قال الإمبراطور مينغ : سنرى بشأن هذا .
بعد هذا الحوار ، خرج الإمبراطور و الإمبراطورة و حتى المحظيات من القاعة ، و بقي شياو تيانياو واقفًا بجانب ليو تشينغ روي .
أمسك شياو تيانياو بيد ليو تشينغ روي و قال : لنذهب .
خرج شياو تيانياو و ليو تشينغ روي وسط حديث المسؤولين و الزوجاتهم ، و مع ذلك لم يتأثر أي منهما بما قيل .
فقد إمتلكا تعابير وجه لامبالية و كأنها لا يهتمان بكل هذا .
....
في مكان ليس ببعيد و لا بقريب كان هناك رجلان يرتديان رداءًا أسود مع وجه ملثم .
و لم يظهر منهما إلا أعينهما ، فقد إمتلك أحدهما عيونا زرقاء و الأخر عيونا سوداء .
قال ذي العيون الزرقاء : لماذا لا نقتله ؟
لا أحد سيعرف ما إن مات أو عاش .
أجاب الأخر : إهدأ ، لا تنسى أنه يحمل الدم الإمبراطوري في عروقه ، و مادام يتنفس فسيكون مفيدًا .
لا أحد يمكنه قتل صاحب الدم الإمبراطوري و إلا سيصاب بلعنة هو و كامل شعبه .
قال الرجل ذو الأعين الزرقاء : أعرف هذا بالفعل ، أنا فقط لا اريد أن أذهب إلى هذا المكان كل خمسون سنة .
لكن ألا تجد أن حظ هذا الأمير جيد للغاية .
فكيف وصل إلى ما هو عليه ؟
حتى أنه تمكن من زواج بفتاة أجمل حتى من تلك الأميرات من الطوائف و الممالك .
هذا مريب أكثر من ما هو حظ .
أجاب الرجل ذو العيون السوداء : إنه ليس حظًا فقد ولد هذا الرجل ليكون حاكمًا ، و هذا لن يتغير حتى لو فقد الذاكرة .
أما عن الفتاة فمن الأفضل أن لا يتعلق بها لأنها ستموت قريبًا .
نهظ الرجل ذو العيون السوداء و قال : هيا لنعود للعالم المقفر ، إن شياو تيانياو و سو تيان فا لم يستعيدا ذكرياتهما حتى الأن .
و لو فعلا إستعاداها لكانت هالة العالم المقفر حولهما بالفعل .
....
كانت ليو تشينغ روي جالسة على كرسي في إنتظار زوجها .
كانت قد بدلت ملابسها و نزعت إكسسواراتها بالفعل ، لكن على عكس أي عروس جديدة في ليلتها الأولى لم يكن يبدوا عليها الخوف أو التوتر .
فقد كان وجهها بلا تعابير ، عيونها فاترة أرهقها التعب و كأنها تريد النوم في أي لحظة لكنها لم تفعل .
فجأة فتح الباب ، تنهدت ليو تشينغ روي و قالت في نفسها ' لقد جاء '
جلس شياو تيانياو مقابلًا لليو تشينغ روي ، دعم رأسه بيده و قال : أرى أنك لست خائفة بعد كل ما حدث و ما سيحدث .
أجابت ليو تشينغ روي : لماذا أخاف ؟
هل أنت تأكل البشر ؟
قال شياو تيانياو ممازحًا : لا آكل البشر ، فقط العذروات !
عند سماع هذا تغير تعبير ليو تشينغ روي بشكل طفيف ، لكن سرعان ما عدل شياو تيانياو موقفه و إختفت إبتسامته ، قال مع نبرة خطيرة مع نشر ظغطه : ما هي أهدافك ؟
و ماذا تريدين من هذا الزواج ؟
أجابت ليو تشينغ روي و هي بالكاد تحافظ على ثبات موقفها : في الواقع أنا لا أريد شيئًا ، هذا الزواج كان محاولة يائسة مني للهرب من ذلك الجحيم الذي كنت فيه .
يمكنك تطليقي ، إذا لم تفعل يمكنك الزواج بألف فتاة .
أنا لا أهتم حتى إذا لمستني أو لم تفعل .
لا أهتم بما إذا كنت تأكل البشر أو العذراوات .
و بالطبع أنا لا أهتم بلقب زوجة الأمير أو الأميرة الأولى .
كل هذه أشياء تافهة ، أريد فقط أن أستريح .
كان شياو تيانياو قد ألغى ضغطه في مرحلة ما ، تمتم : تريدين الراحة ، هاه .
سأل شياو تيانياو : أي نوع من الراحة ؟
هناك الكثير من المعاني لهذه الكلمة .
أجابت ليو تشينغ روي بإبتسامة لكن ليست بإبتسامة : الموت بسلام .
هربت ضحكة من شياو تيانياو ، قال : الموت بسلام ؟؟
لماذا أنت متشائمة لهذه الدرجة ؟
أجابت ليو تشينغ روي مع إبتسامة : لست متشائمة ، إنه فقط إحتمال يمكن أن يحدث في هذا العالم الكبير .
نهض شياو تيانياو و إتكأ على السرير ، مرت بضع ثوان ليقول مخاطبًا ليو تشينغ روي : تعالي ، أنا لا آكل البشر و العذراوات من بينهم .
مرت ثواني أخرى ، و عندما أدركت ليو تشينغ روي أنه لا يمكنها الهرب من هذا نهضت و جلست على السرير .
أمسك شياو تيانياو بخصرها و سحبها نحوه ، قال : لقد قلت لك أن تنامي .
كان شياو تيانياو في هذه المرحلة يعانق ليو تشينغ روي مثل الدمية ، بينما كان وجه الأخيرة أحمر مثل الطمام مع إغلاق عيونها .
لكن على عكس التوقعات لم يفعل شياو تيانياو شيء ، في الواقع هو لم يتحرك أبدًا لهذا شعرت ليو تشينغ روي ببعض الراحة و لم تشعر بشيء حتى وجدت نفسها نائمة .
فور أن شعر شياو تيانياو أنه لم يعد مراقبًا نهض من مكانه ، تمتم و قد كان الكره واضحًا في نبرته : أوغاد .
نظر بعد ذلك إلى ليو تشينغ روي النائمة ، أبعد الشعر الذي كان على وجهها و تمعن النظر فيها و كأنه بهر للحظة ، قال : الموت بسلام .
ياله من هدف نبيل أنت تسعين إليه .
لقد ساعدتني اليوم و أبعدت الشبهات عني ، لذا سأحقق لك أمنيتك .
.....
مرت أربع سنوات ، لم يحدث شيء يستحق الذكر عدا أن الطاقة الروحية بدأت بالتعافي .
لم يبق شياو تيانياو في العاصمة بل كان في الحدود طوال الوقت و في كل عام كان يقضي شهرًا واحدًا في العاصمة .
كان هو و ليو تشينغ روي مثل الغرباء ، فعدا عن التحيات الروتينية لم يتكلما مع بعضهما حتى .
لكن في شتاء العام الرابع عندما عاد شياو تيانياو من الحدود و على عكس المعتاد لم تأتي ليو تشينغ روي لتحيته .
شعر بالفضول و سأل أحد الخدم : أين هي ليو تشينغ روي ؟
ظهرت تعابير الخوف و التردد على وجه الخدم ، و بعد عدة ثواني أجاب الخادم الذي سئل : لقد جنت السيدة .
سأل شياو تيانياو مع تعابير باردة : كيف حدث هذا ؟
أجاب الخادم مع التعلثم : نحن لا نعرف أي شيء ، هي فقط تقوم بالتكسير و الصراخ و لا تريد أكل أي شيء ، حتى أنها قامت بضرب خادمتها .
كان سو يو مع شياو تيانياو ، تمتم : لقد أظهرت حقيقتها .
تنهد شياو تيانياو بتعب ، قال في نفسه ' ترى ما بها ، هذا ليس طبيعيًا '
بعدها ذهب شياو تيانياو نحو غرفة ليو تشينغ روي و قد كان سو يو و بعض الخدم يتبعون لأنهم لا يريدون أن يلقى اللوم عليهم لحالة السيدة .
كيف سيخدمونها و قد أصبحت مجنونة على أي حال ؟
مع كل خطوة يخطوها شياو تيانياو نحو غرفة ليو تشينغ روي كانت رائحة الدماء المعدنية تصبح أقوى و عليه و في ثواني محدودة كان شياو تيانياو و سو يو أمام باب غرفة ليو تشينغ روي متجاوزين كل الخدم .
فتح سو يو الباب و أصبحت رائحة الدم أقوى بينما كانت ليو تشينغ روي نائمة وسط بركة حمراء قرميزية .
و على وجه ليو تشينغ روي كان هناك إبتسامة مسالمة ، و كأنه بدلًا من الألم كانت تشعر بالراحة .
كان تلك أكثر إبتسامة صادقة إبتسمتها ليو تشينغ روي في حياتها .
كانت عيونها تغلق ببطأ ، لكن قبل أن تفعل كان شياو تيانياو يحملها و قال ساخرًا : إذن ، هذه هي وجهة نظرك حول الموت بسلام .
....
( م / م : هنا عندما حاولت البطلة الإنتحار بعد إنتقالها )
....
تنهد شياو تيانياو فقد كان يفكر أن تصرفات ليو تشينغ روي كانت غريبة ، و اليوم لقد طلبت منه الذهاب إلى جرف الرياح .
قال في نفسه ' لماذا هي عنيدة هكذا ، إذا طلبت يمكنني أن أذهب بنفسي و أحضر عشبة السماء لها .
ترى ما هو سبب تغيرها و رغبتها في العيش ؟
ألم تكن تريد الموت بسلام ؟ '
فعلى الرغم من أنها لم تكن واضحة ، لكن شياو تيانياو رأى شرارة الأمل و الرغبة بالحياة في عيون ليو تشينغ روي .
قال في نفسه ' أتمنى إذن أن تعيش '
فشياو تيانياو كان في وقت ما فاقدًا لرغبة بالعيش ، و الأن بعد أن كان لديه هدف ، فهو يريد تحقيقه .
لكن الإشكالية لم تكن هنا بل كانت في أن الوقت المتبقي لليو تشينغ روي هو شهران .
.....
أثناء الرحلة إلى جرف الرياح ، حاول شياو تيانياو أن يكون مراعيًا لليو تشينغ روي قدر الإمكان .
فهو يعرف أنها مثل الزجاج الأن و مع أقل قدر من الإرهاق فهي ستنكسر .
لكن رغم مراعاته كانت الرحلة متعبة حتى بالنسبة للمزارعين .
توقع شياو تيانياو أن ليو تشينغ روي ستشتكي لكنها لم تفعل ، أراد أن يعطيها راحة لمواصلة الرحلة لكنه لم يمتلك الوقت .
فعند النظر إلى ليو تشينغ روي عرف شياو تيانياو أنها لم تكن بخير رغم أنها لم تقل ذلك ، و من حين لآخر كان يتذكر كلمات الطبيب سو و لين تشوجيو عن حالة ليو تشينغ روي و أنها ستموت ما إن تنتكس .
لكن رغم كل هذا ماذا يفعل ؟
لديه مسؤوليات ، و الأن وجد أن ليو تشينغ روي أصبحت مسؤوليته أيضًا .
بخصوص هذا سأل شياو تيانياو نفسه ' متى إقتحمت ليو تشينغ روي أفكاري ؟
فمن الحين و الآخر كان يفكر فيها و في تصرفاتها الغريبة '
....
أمعن شياو تيانياو النظر في وجه ليو تشينغ روي النائم ، قام بإبعاد الخصلات التي كانت مبعثرة على وجهها و واصل النظر و كأنه كان مبهورًا .
تنهد شياو تيانياو بتعب ، قام بإرجاع شعره للوراء عن طريق يده ، قال في نفسه ' مابي ؟ ما الأمر معي ؟
لماذا لا أستطيع تركها ؟ '
فشياو تيانياو أدرك أنه لا يستطيع ترك ليو تشينغ روي ، بين الحين و الآخر يفكر بها ، في بعض الليالي لا ينام بسببها .
سأل شياو تيانياو نفسه بتعب ' ما هذا الشعور ؟ '
ففي الميراث ، عندما إنتكست ليو تشينغ روي شعر شياو تيانياو و كأنها كانت ستموت بين يده .
لم يحب هذا الشعور .
لم يحب فكرة فقدان أو الإبتعاد عن ليو تشينغ روي من الأساس .
أصبحت عيون شياو تيانياو فاترة عندما فكر في هذا الأمر ، قال في نفسه ' لكن مكتوب لنا أن لا نكون معًا '
نظر إلى ليو تشينغ روي ، واصل ' لأنك ستموتين '
شعر شياو تيانياو بأنه لا يريد حتى التفكير في موت ليو تشينغ روي ، سأل نفسه ' ماذا أفعل ؟ '
...
نظر شياو تيانياو بشكل فاتر إلى القمر في السماء ، كان يوم الغد هو يوم رحيله .
ليس من قصر شياو أو من المملكة الشرقية لكن من كل المنفى .
كان هذا يعني أيضًا أنه سيفترق مع ليو تشينغ روي ، شعر شياو تيانياو بشعور غريب يخالج قلبه عند التفكير في هذا الأمر .
لكنه كان يعرف شيئًا واحدًا فقط ، لا بل كان متأكدًا منه .
هو لا يريد الفراق ، لا يريد فراق ليو تشينغ روي .
فجأة ، خطرت فكرة لم تكن ببال شياو تيانياو أبدًا ، ليس عندما كان في العالم المقفر أو هنا بالمنفى .
فتحت أعين شياو تيانياو على مصرعها ، بدأ قلبه يدق بسرعة ، قال في نفسه ' هل أحب ليو تشينغ روي ؟ '
ظهرت إبتسامة خافتة على وجه شياو تيانياو ، تمتم : لا هذا مستحيل .
ليواصل مخاطبًا نفسه ' هذا مستحيل ، أنا لا أستطيع حب أحد ، لا أستطيع الإرتباط مع أي أحد .
لدي هدف واضح أسعى إليه ألا و هو الإنتقام ، لا أريد ربط نفسي بمشاعر تا... '
لكن قبل أن يكمل شياو تيانياو الحديث مع نفسه ، سمع بالكاد صوت خطوات خافتة .
عرف شياو تيانياو على الفور من كان ، قال : أدخلي .
فتحت ليو تشينغ روي الباب و دخلت لتجلس بعد ذلك بمقابل شياو تيانياو .
فكر شياو تيانياو في نفسه ' لما أتت يا ترى ؟ '
و مع ذلك لم يكن واضحًا متى كات ليو تشينغ روي ستتحدث فقد كانت تحدق بشدة في شياو تيانياو .
ظهرت إبتسامة خافتة على وجه شياو تيانياو ، قال في نفسه ' أنا أعجبها '
بعد ذلك قال : قولي ما تريدين إن إنتهيت من النظر إلي .
خفضت ليو تشينغ روي بصرها و إحمر وجهها قليلًا ، شعر شياو تيانياو بسعادة خافتة عند حدوث هذا .
بعدها قالت : ستذهب غدًا أليس كذلك ؟
أجاب شياو تيانياو : نعم ، هل هناك أمر ما ؟
كانت من الواضح أن ليو تشينغ روي كانت تفكر في شيء ما ، فقد بدت ضائعة لوهلة لكن هذا لم يدم طويلًا حيث قالت : لا تذهب .
.
إبتسم شياو تيانياو ، قال : لماذا لا أذهب ؟
هل أنت قلقة ؟
تنهدت ليو تشينغ روي و أجابت : نعم ، أنا كذلك .
قال شياو تيانياو مع إبتسامة : لا تقلقي ، ألم تري مدى قوتي في وقت سابق .
لن يستطيع أي أحد لمس زوجك .
إبتسمت ليو تشينغ روي إبتسامة خافتة ، قالت : لكن هذه حرب .
لا شيء فيها مؤكد .
و أنت لست مضطرا بالتأكيد لخوضها .
سأل شياو تيانياو ببعض الفضول : لماذا تقولين هذا الأن ؟
ألا تثقين بي ؟
قالت ليو تشينغ روي مع إبتسامة لكن ليست إبتسامة : لا أريد أن أصبح أرملة ، هذا كل ما في الأمر .
فأنا ما زلت صغيرة ، أليس كذلك ؟
قال شياو تيانياو : لماذا تصبحين أرملة ، ألا أجلس أمامك .
قالت ليو تشينغ روي مع إبتسامة لم تصل لعيونها حيث بقيت مثل بركة هادئة : من يعلم .
تنهد شياو تيانياو بعمق عندما سمع هذا ، قال : نعم من يعلم .
فكر شياو تيانياو في نفسه ' لكنني لن أموت ، سأعود يومًا ما و آخذك معي '
ضغط شياو تيانياو يده في قبضة محكمة ، قال في نفسه ' ماذا قلت ؟ آخذها معي ، هل أنا مجنون ؟
فجأة ، سأل شياو تيانياو : ما مناسبة هذا الكلام ؟
هذا ليس من عادتك .
قالت ليو تشينغ روي بسرعة : لا ، لا شيء .
لقد أردت توديعك لا غير .
قال شياو تيانياو في نفسه ' ربما لهذا السبب أظل أفكر فيك ، أنت مختلفة ، أنت ليست نفس ليو تشينغ روي السابقة لأنها لن تقول أو تفعل أيًا ما فعلتي '
تمعن شياو تيانياو في النظر في تعابير وجه ليو تشينغ روي حيث بدا و كأنه كان ينسخها ، ليقول بعد ذلك : لماذا تقولين كلمة الوداع بتلك السهولة و مع هذه التعابير الحزينة .
قالت ليو تشينغ روي بنبرة هادئة : هل أنا كذلك ؟
أجاب شياو تيانياو : نعم أنت تبدين حزينة كثيرا ، هل أنت قلقة علي إلى هذه الدرجة .
قالت ليو تشينغ روي و هذه المرة كانت نبرتها حزينة أيضا ليست فقط تعابير وجهها : لقد قلت هذا سابقا ، نعم أنا قلقة .
لا تذهب ، سيكون هذا أفضل لك .
لوهلة ، كان شياو تيانياو سيقول لليو تشينغ روي : إذهبي معي إذن ، فقط لا تقلقي لكنه بدلًا من هذا قال بنبرة باردة : و لكنني سأذهب على أي حال .
هل لديك مشكلة ؟
كان رد شياو تيانياو باردًا لأنه شعر بالضعف ، لديه هدف لتحقيقه و هدفه هذا ليس مرتبطًا به وحده بل مع سو يو و لين مينغ فينغ و ليو تشينغ روي لم تكن بالتأكيد جزءًا من هذا الهدف بل أصبحت عائقًا .
إختفت نبرة الحزن من صوت ليو تشينغ روي ، قالت مع عيون بدت مثل بركة جليدية : لا ليس لدي .
قال شياو تيانياو : جيد .
لا تفكري في هذا كثيرا .
كانت ليو تشينغ روي خارجة من الغرفة عندما أوقفها شياو تيانياو و أعطاها شارة الأمر للقوات الخاصة .
في البداية كانت ليو تشينغ روي متفاجئة لكنها قبلت الأمر بهدوء ، قال شياو تيانياو في نفسه ' من الجيد أنها قبلت من دون مشاكل أو أسئلة ، فأنا الأن لم يعد لدي أي إستخدام لهؤلاء الجنود كما أنني واثق من أن مو تشينغ سيعتني بليو تشينغ روي '
بعد ذلك سأل شياو تيانياو ليو تشينغ روي : هل تتذكرين كيف تزوجنا ؟
كانت ليو تشينغ روي صامتة لوهلة ، و هذا ما أوضح أنها نست الأمر تمامًا .
نظر شياو تيانياو إلى ليو تشينغ روي التي بدت و كأنها كانت تتذكر ما حدث ، قال في نفسه ' يبدوا أن هذا سيكون آخر شيء ستفكر فيه '
خفضت ليو تشينغ روي نظرها و فجأة قالت بنبرة هادئة لم تظهر أي أثر لمشاعرها : لقد مرت على هذا ثلاث سنوات ، أليس كذلك ؟
أجاب شياو تيانياو بتكاسل : لا أعرف ، لم أكن أحسب .
قالت ليو تشينغ روي بنفس النبرة السابقة : لماذا تسأل هذا ؟
قال شياو تيانياو بإبتسامة لكن ليست إبتسامة حيث رد بسؤال آخر : ما رأيك ؟
قال في نفسه ' لقد قررت '
فجأة نهض شياو تيانياو من مكانه و فتح أحد الأدراج ليخرج منه شيئا ما ، لكنه لم يعد إلى مكانه بل جلس بجانب ليو تشينغ روي .
أمر : إقتربي أكثر .
نظر شياو تيانياو بخفوت إلى ليو تشينغ روي التي إقتربت بسنتيمتر ، تنهد بسبب بطأ فهمها و سحبها نحوه ، قال : هكذا يقترب الناس .
قال بنبرة عميقة : ألا تظنين أن هذه السنوات الثلاث كانت قصيرة ؟
بالطبع ستكون كذلك بالنسبة له شياو تيانياو خمسين سنة تقريبًا .
( م / م : بصراحة شعرت بشيء غريب عندما كتبت هذا و تخيلت رجل عجوز خرف مع فتاة صغيرة جدًا ، FBI go go go هههههه )
" ممممم " ، لم تجد ليو تشينغ روي أي شيء لقوله لشياو تيانياو ، كيف تفعل و قد كان عقلها مليئا بالأسئلة ، فكرت ' ماذا يفعل ؟ ، أين أنا ؟ ، أين أجلس ؟ لماذا يحتضنني ؟ ماذا يقول ؟ ... '
أثناء تفكيرها كان وجه ليو تشينغ روي أحمر كالطماطم بسبب الخجل ، و نظرت عيناها بتوتر إلى كل مكان .
حاولت النهوض ، لكن في وجه قوة يدي شياو تيانياو كان هذا من دون جدوى ، حيث شعرت ليو تشينغ روي أن يديه تضغط عليها أكثر في عناق محكم .
قال شياو تيانياو بصوت خافت بدى و كأنه همس ، و بما أنه كان قريبا منها ، إستطاعت ليو تشينغ روي الشعور بأنفاسه الدافئة ، قال : لا تتحركي .
إتسعت إبتسامة شياو تيانياو عند رؤية توتر ليو تشينغ روي ، قال في نفسه ' هذا لطيف '
لم تقل ليو تشينغ روي أو شياو تيانياو أي شيء ، فقد بقي الأخير يعانقها بصمت ، لكن المكان لم يكن صامتا بالنسبة إلى أي منهما فقد إستطاعا سماع صوت نبضات قلبهم العالية .
ألبس شياو تيانياو لليو تشينغ روي خاتمًا ، قال في نفسه ' لو عرف سو يو بهذا سيجن .
لكن ...
لا أهتم ، هذا خاتم والدتي الراحلة .
و قد أعطته لزوجة التي أحبها إبنها '
في هذه اللحظة ، لم يعد شياو تيانياو مترددًا أو لديه شكوك .
لا لقد كان متأكدًا تمام الإدراك أنه يحب ليو تشينغ روي .
امسك شياو تيانياو بيد ليو تشينغ روي ، قال بنبرة عميقة : أرجوا أن لا تموتي ، لا يريد هذا الأمير أن يشعر بالأسف لإعطائك هذا الخاتم .
أمسكت ليو تشينغ روي بيد شياو تيانياو الممسكة بيدها اليسرى ، قالت : أرجوا أن لا تموت أنت أيضا .
لا أريد أن أصبح أرملة باكرا .
لم يقل شياو تيانياو أي شيء على ما قالته ليو تشينغ روي ، لكن الأخيرة أكملت ما عندها ، قالت : إرتدي الكثير من الدروع .
لا تستخف بخصومك حتى و لو بدوا ضعفاء للوهلة الأولى .
إحترس من كل الأشخاص من حولك ، و إذا وجدت نفسك في موقف صعب أهرب .
إن الهرب ليس خطأ أو عيبا فما يهم هو حياتك و شيء مثل الميراث لا يستحق ثمنا كهذا .
إستطاع شياو تيانياو أن يشعر أن ليو تشينغ روي كانت قلقة عليه ، قال في نفسه ' سألتزم بنصائحك '
أمسكت ليو تشينغ روي يد شياو تيانياو و قالت في آخر محاولة : لا تذهب ، أرجوك .
كان من الواضح أن ليو تشينغ روي غرقت في تفكير عميق ،
لم يعرف شياو تيانياو في ماذا كانت ليو تشينغ روي تفكر ، لكنه لم يكن ليهتم بهذا على أي حال فعند سماعه لما قالته عانقها أكثر و قال بصوت خافت : شكرا لإهتمامك ، لكن أرجوا أن لا تطلبي مني البقاء .
فجأة تقوست شفتا شياو تيانياو في إبتسامة و همس في أذن ليو تشينغ روي ، قال : لا تقلقلي ، فهذا الأمير سيعود ليأخذك معه .
عرف شياو تيانياو بطريقة ما في ماذا كانت ليو تشينغ روي تفكر فيه حيث قال بنبرة عميقة بينما إرتفعت شفتاه في إبتسامة غامضة : ثقي بي ، أنا لن أموت هذه المرة .
إقلقي على نفسك أكثر ، فهذا الأمير لا يريد العودة لاحقا من أجل لا شيء .
و مع ذلك لم يكن هنالك أي فرصة لقول هذه الكلمات ، فمن دون أي تنبيه قَلَبَ شياو تيانياو ليو تشينغ روي إليه حيث واجه كل منهما الأخر .
تقابلت عيون ليو تشينغ روي مع عيون شياو تيانياو لكن هذا لم يدم طويلا فقد إقترب وجه شياو تيانياو ببطئ لكن بثبات إلى وجه ليو تشينغ روي .
تحديدا شفتيها !
قبل شياو تيانياو ليو تشينغ روي بلطف ، فبالكاد شعرت بأي شيء عدا تلامس شفتيها معه .
ظهرت إبتسامة كبيرة على وجه شياو تيانياو مختلفة كليًا عن أبتسامته المصنعة عند رؤية تعابير وجه ليو تشينغ روي المشتتة ، قال بنبرة ممتعة : ليس سيئًا لكن ينقصك تدريب .
واصل شياو تيانياو حديثه لكن نبرته أصبحت أكثر خطورة و برودة ، قال : و بهذا أنت الأن زوجتي إذن أنت ملكي .
ربما سيطيل هذا الأمير الغياب ، لكنه سيعود بالتأكيد إليك .
أنت ملكي ، حتى حياتك هي لي .
و بهذا سأكون أنا من يقرر إذ ما كنت ستعيشين أم لا .
لاتخيبي ظن هذا الأمير .
.....
المنفى .
بعد عشر سنوات في المدينة الرئيسية للغابة القديمة.
تجول شخص مقنع في الأرجاء ، كان يلبس ردائًا أبيض و من الهالة التي من حوله يستطيع أي شخص معرفة أنه لا يمكن العبث معه .
إمتلك شعرًا حالك السواد مع عيون سوداء صوفية بدت مثل الهاوية التي لا قعر لها .
هذا الشخص لم يكن أحدًا آخر غير شياو تيانياو .
تمتم : أين أنت ؟
فقد بحث و بحث عن ليو تشينغ روي لكنه لم يجد أي أثر لها ، ليس هي فقط و لكنه لم يجد شيئًا عن القوات الخاصة أو مو تشينغ .
كان يعرف فقط أنهم ماتوا فقد وجد اللوحة الحجرية التي حملت أسماءهم و ذكرت بها .
( م / م : القوات الخاصة فقط )
أما الآخرين فلا يوجد أي أثر لهم .
كان هذا يعني شيئًا واحدًا لكن شياو تيانياو رفض هذا الإحتمال .
إحتمال أن يموت الشخص الوحيد الذي ظل يفكر به طيلة سنوات و سنوات .
إحتمال أن يموت الشخص الذي دخل قلبه بدون إسئذان .
الشخص الوحيد الذي أحبه .
لم يعرف شياو تيانياو ما حدث أثناء غيابه ، لكن تغيرت الكثير من الأمور .
فقد حكمت الغابة القديمة كل المنفى بعد أن تم تدمير و إبادة العشائر القديمة .
كان كل شيء سلميًا و تمكن الناس العاديين من العيش بعيدًا عن القتل و الإستعباد تحت حكم الغابة القديمة .
ترى ، ماذا حدث في تلك الفترة ؟
كان هذا هو السؤال الذي سأل شياو تيانياو نفسه طوال الوقت .
" هاه "
تنهد شياو تيانياو ببعض الحزن ، بحث في كل شبر عن ليو تشينغ روي لكنه لم يجدها .
و كأنها لم تكن موجودة قط .
لم يتنهد شياو تيانياو فقط لأنه لم يجد ليو تشينغ روي بل لأن وقته كان قصيرًا .
يجب أن يعود فالأمور في العالم المقفر لم تكن جيدة أيضًا فقد ظهرت بوابات و زنزانات خرجت من خلالها وحوش حملت هالة شيطانية .
و هذا يعني أن عليه القتال ضد البشر و الوحوش أيضًا ليعيش .
...
كان هناك مزارع مشهور جدًا في العالم المقفر إسمه يوي تشي .
لم يعرف بقوته الكبيرة أو نفوذه و موهبته في الزراعة بل بقدرته .
حلم الماضي .
إستطاع من خلاله رؤية ما حدث في الماضي مع أي شخص شرط أن يمتلك جزءًا منه .
( م / م : حمض نووي DNI )
كانت قدرته نادرة و مفيدة للغاية ، حتى إمبراطور العالم المقفر شياو رين أراد تجنيده لكنه رفضه .
فور أن عاد شياو تيانياو من المنفى بحث عنه لمعرفة ما حدث مع ليو تشينغ روي أثناء غيابه .
بعد بعض الوقت وجد شياو تيانياو يوي تشي .
كان يعيش في أحد القصور على قمة جبلية ثلجية ، كان تصميم هذا القصر غريبًا لكن جميلًا للغاية فقد جمع بين التصميم الشرقي و الغربي .
( م / م تصميم الشرقي مثل الصين و كوريا في القديم و الغربي مثل العصر الفكتوري )
لم يكن يوي تشي يستعمل موهبته على كل من طلب هذا فدائمًا ما كان يرفض الإمبراطور مع عيون فاترة .
و مع ذلك عندما رأى شياو تيانياو ضاقت عيونه بعض الشيء و في الأخير قام بطلبه .
قبل ذهابه ، كان شياو تيانياو قد قطع بعض الخصلات من شعر ليو تشينغ روي في حالة لم يجدها .
...
" ترن "
" ترن "
لتحكم في سير الحلم عزف يوي تشي على آلة موسقية بدت بالية للغاية .
بدأ الحلم ، و للوهلة الأولى شعر شياو تيانياو و كأنه كان مع ليو تشينغ روي .
تبعها في كل خطوة ، غضب عندما كانت غاضبة ، فرح عندما كانت سعيدة و تألم عندما تألمت .
في الأخير أصبح كل شيء أسود .
كانت عيون شياو تيانياو الصوفية مليئة بالدموع ، لقد شعر بالفراغ بعد كل هذا الإنتظار و الشوق .
تمتم : ألم أقل لك أن تعيشي بشكل جيد ؟
لماذا لم تنتظريني ؟
( م / م : لم يرى شياو تيانياو إنتقام ليو تشينغ روي فقد أوقف يوي تشي الحلم .
يوي تشي شخصية مهمة أيضًا في المجلد الثاني و وراه قصة أخرى .
...
و الأن هل أحزن على البطل لأن حبه من طرف واحد .
لا تفهموني خطأ ، ستحبه البطلة أيضًا .
أو أحزن على البطل و البطلة بسبب بؤسهما أو أحزن على نفسي لأنني وحيدة بائسة .
لست بائسة صراحة لأنني أنتظر ولي العهد أو الرئيس التنفيذي الوسيم .
بصراحة بدأت بكتابة هذا الفصل قبل شهرين و في كل مرة أكتب جملة أو كلمة .
لا أعرف إذا كتبته جيدًا فلا علاقة لي بالرومنسية ، أردت فقط أن أوضح لماذا أحب شياو تيانياو البطلة .
فسيكون غريبًا إذا إعترف لها فجأة و هو كان باردًا معها طوال الوقت .
أخبروني رأيكم .
و أيضا في فصل سابق كتبت بعد عشرين سنة لكن بعد بعض التفكير وجدت أنني أبتلغ كثيرًا في الوقت لذا غيرتها لعشر سنولت .
أسفة على الهطأ
إستمتعوا 😊😊 .