أسود .
كل ما إستطعت رؤيته أمامي هو اللون الأسود .
بارد .
كل ما إستطعت الشعور به هو البرد .
أين أنا ؟
كان هذا هو السؤال الذي في ذهني منذ أن أغمضت عيناي .
لا أصدق أنني مت .
ميتة !
هذا مخيف .
كنت أمشي في الفراغ الداكن لوقت لا أتذكره ، صرخت لكن لا أحد سمع ، ناديت النظام لكن لا توجد إجابات .
فجأة سمعت أصواتًا عالية في هذا الفراغ الداكن ، إتجهت نحوه بأقصى سرعتي لربما أجد إجابات .
" سوش "
تغيرت رؤيتي و تغير المكان من حولي .
كان كل شيء مدمر ، حتى الأرض لم تكن على حالها .
ملئت الجثث المكان و تحولت الأنهار إلى اللون الأحمر .
" أين أنا ؟ "
كررت سؤال نفسي هذه الكلمات و مع ذلك لا توجد إجابات .
فجأة خرجت من الصمت الذي كان يهدد بقتلي رغم أنني ميتة بالفعل .
" ووش "
كان صوت صفير الرياح عاليًا للغاية ، حتى الحيوانات لم تصدر صوتًا ناهيك عن الناس .
مشيت في هذا الخراب و أنا أتساؤل ما إذا كانت هذه نهاية العالم .
لا شيء كان حي .
لا إنسان ، حيوان أو نبات .
كانت السماء مصبوغة باللون الأحمر و لا وجود للشمس ، غيوم ، قمر أو نجوم .
" أين أنا "
لم أعد أستطيع فهم شيء .
مشيت و مشيت و أنا شاكرة أنني لا أتعب .
" ألم "
أمسكت قبضتا يداي بإحكام ، تعثرت و أنا أمشي في الطرق الدموية .
تمتمت : لما أول شعور أشعر به هو الألم .
" سوش "
تحولت رؤيتي لسوداء ، لقد عدت للفراغ الأسود الذي كنت فيه من قبل .
" دفىء "
مع ذلك تغير شعور البرد الذي إجتاح روحي إلى دفىء .
مازلت أمشي في الفراغ الأسود بدون هدف معين و مع ذلك شعرت أن شعور الدفىء يزداد شيئًا فشيئًا .
فجأة أصبح كل شيء ساطع أمامي و كل ما إستطعت فعله هو الصراخ من الألم .
" واع "
" واع "
إختفى الدفىء لكنني لم أشعر بالبرد أيضًا بل بنسيم لطيف يداعبني .
يداعبني ؟
ألم أكن في مكان معزول ؟
إذن أين أنا الأن ؟
فتحت عيناي بالكاد و بعد بعض الوقت توقفت عن البكاء .
نظرت حولي بفضول ، لكن مهلًا !
من هذا الشاب الوسيم بجانب وجهي أو بتعبير أدق كان يحملني بحيث شعرت و كأن يداه إكتسحت كامل جسدي .
غيرت وجهت نظري و رأيت السيدة الجميلة النائمة على السرير ، كان يملؤها العرق مع تنفس خافت لكن سلس .
كل ما جاء في بالي أنها قامت بعمل شاق .
حتى سمعت صوت إمرأة عجوز لم أنتبه لها ، قال الصوت : كل شيء بخير السيدة و المولودة بصحة جيدة .
يمكنك الإطمئنان .
" هاه "
تنهد الشاب الذي كان يحملني لكن لم أستطع معالجة ما قالته العجوز .
سيدة ؟
مولودة ؟
هل تقصدني ؟
" واااع "
خرج صوت غريب من فمي فور أن أدركت ما جرى .
أردت الصراخ لكن أظن أنه إختلط مع البكاء أيضًا فقد فهمت ما جرى .
لعنت النظام داخليًا فكل ما سأقوله الأن سيبدوا مثل صوت البكاء .
قلت في نفسي : هل هذا ما عنيته بأنك ستتكفل بالأمر ؟
جعلي رضيعة من اليوم الأول !
لا بد من أنك تمزح !
ألا أستطيع العودة أو إختيار جسم أكبر قليلًا .
لا شيء .
لم يكن هناك أي جواب من النظام بحيث بدوت و كأنني كنت أكلم الهواء .
" ناك "
" ناك "
توقفت عن الصراخ على مصيري أو بالأحرى البكاء بعد سماع صوت نقر الباب فقد شعرت بالفضول لمعرفة من كان .
و مع ذلك لم أرى شيء و أنا بين يدا الرجل أو بالأحرى الشخص الذي يفترض أن يكون أبي .
كل ما سمعته هو ضجيج صاخب .
" هل هو أخ أم أخت "
" كيف حال أمي ، هل هي بخير "
" أتمنى أن يكون أخ ، أريد أن أضربه عندما يكبر "
فجأة قال الشاب الذي حملني : هي أخت ، هل ستضربها أيضًا ؟
سمعت صوتًا خائبًا قليلًا ، قال : أخت !
قال أحد آخر : سأحميها ، لن تكون مغفلة مثلك .
أجاب الصوت الآخر بحوية : لا أنا الذي سيحميها حتى لو كانت مغفلة مثلك أنت .
أنا لست مغفل .
قال الشاب بصرامة : ليو سين ، ليو تشي أصمتا ستزعجان أمكما .
توقف صوت الشجار المزعج حتى قال أحدهما : أريد رؤيتها .
ظهرت إبتسامة على وجه الشاب ، قام بالجلوس على كرسي بجانب السرير ليجتمع صبيان صغيران حوله .
نظرت إلى الأشخاص الذين يفترض أن يكونوا عائلتي بفضول .
كان الشاب أو الأب يبدو في العشرينات من العمر .
سألت نفسي ' هل هذا عمره الحقيقي ؟ '
فكلما كان المزارعين أقوى بدوا أصغر سنًا .
إمتلك شعرًا فضيًا مع عيون زرقاء فاتحة ، كان وسيمًا !
هذا ما تبادر إلى ذهني .
نظرت بعد ذلك إلى الطفلان الذان من المترض أن يكونا أخواي .
كانا يشبهان والدهما إلى حد كبير عدا أن أحدهما إمتلك شعرًا فضيًا مثل الأب و الأخر شعرًا أسود مثل الأم .
سأل ذو الشعر الأسود بفضول : ما إسمها ؟
بدا الأب و كأنه كان في تفكير عميق ، حتى الأخ ذو الشعر الفضي بدى أنه كان يفكر .
عند رؤيتي لهذا ، كل ما تمنيته ألا يسمياني بإسم سخيف .
فجأة قال الأخ ذو الشعر الأسود : تشينغ روي .
إنه يعني القمر ، لكن أصغرنا أجمل منه بكثير لذا أظن أنه يناسبها .
تمتم الأب : يبدوا جيدًا .
قال الأخ ذو الشعر الفضي : لست مغفل إلى هذه الدرجة في النهاية .
فجأة رفعني الأب و تقابلت نظراتنا ، كانت عيونه مليئة بالحنان ، قال : ليو تشينغ روي ، مرحبًا بك في العائلة .
" ليو تشينغ روي "
' هل هذه صدفة ؟ '
كان هذا كل ما دار في ذهني عندما سمعت هذا الإسم فقد كان إسمي في حياتي الأولى ، الثانية و حتى الثالثة .
' جيد ، أنا أحب هذا الإسم و لا أريد تغييره بعد كل هذا الوقت '
...
الأن عمري أربع عشر سنة ، مرت هذه السنوات بشكل هادىء لدرجة مرعبة .
لم أستطع الزراعة أو التدريب فجسدي لم يشكل بعد نقاط التشي .
لم تزد قوتي فأنا مجرد طفلة صغيرة الأن لكنني عرفت تقسيمات العالم المقفر .
قبل مئات الآلاف من السنين ، كان العالم عبارة عن كتلة أرض واحدة ، فلم تكن هناك قارات في ذلك الوقت .
حكمت طائفة السماء على كامل العالم و ذلك بسبب تطورها الهائل و قوة زعيمها شين ووهونغ .
قيل أنه كان الوحيد الذي إستطاع أن يصبح حاكمًا في الماضي أو الأن .
( م / م : حاكم هو مستوى القوة الأخير في القصة )
مع ذلك كان لكل شيء نهاية و إنتهى مجد طائفة السماء بسبب كارثة حلت على العالم .
المزارعين الشيطانيين ، وحوش دمرت كل ما يتحرك و أخيرًا الشيطان بنفسه .
تعددت الحكايات فهناك من يقول أن شين ووهونغ مات مع الشيطان .
آخرون يقولون أنه مات بعدما ختمه و لا يزال موجودًا حتى الأن .
" ختم "
' هل هذه مصادفة أن زعيم طائفة السماء يمتلك نفس موهبتي ؟
لا أظن هذا '
لكن كل ما أعرفه أن معركة كبيرة جرت قبل مئات الآلاف من السنين ، هذه المعركة كانت كفيلة بفصل الأرض عن بعضها لينتج من هذا القارة الشرقية و الغربية .
حكمت إمبراطورية رافان القارة الشرقية بينما كانت القارة الغربية مليئة بالمزارعين الشيطانيين بسبب تواجد هالة الشيطان فيها .
هذه الهالة موجودة في القارة الشرقية أيضًا و مع ذلك كان الفاتيكان و العائلة الإمبراطورية يتقونها لأجيال و أجيال .
قيل أن العائلة الإمبراطورية إمتلكت موهبة فطرية تمكنها من جعل أي شيء حي ، بينما كان الفاتيكان أو الكهنة يمتلكون هالة نقية بما فيه الكفاية لتنقية الهالة الشيطانية .
تذكرت موهبة لين تشوجيو في هذا الصدد ، فقد تمكنت هي أيضًا من تنقية التشي الميت .
" بو "
" ليو مينغ ، توقف "
قلت و أنا أنظر إلى الصبي الصغير الذي كان سيقفز فوقي ، كان هذا أخي الأصغر المزعج و اللطيف في نفس الوقت .
قال ليو مينغ بإحباط : لم أفاجئك .
سألته و أنا أربت على رأسه : ماذا تريد ؟
فالأن لم يكن وقت الفطور أو الغذاء و لن يأتي أي شخص لي بينما كنت أحتجز نفسي في المكتبة طوال الوقت .
قال ليو مينغ و هو يحاول إبعاد يدي عن رأسه : أبي و أمي يريدان التحدث معك في المكتب .
قالا أنه أمر مهم .
...
على عكس المعتاد ، كان وجه أبي و أمي جادًا و باردًا في نفس الوقت و هذا ما جعلني أرسم نفس التعبير أيضًا فهما دائمًا ما كانا يبتسمان .
سألت : هل هناك شيء ؟
قالت الأم : عمرك أربع عشر ، هذا يعني أنك ستذهبين للآكادمية قريبًا .
أومأت برأسي ، نعم كان هذا صحيحًا فأنا سأعود للمدرسة بعد كل هذا العمر .
و هذا إجباري حيث أن عائلتي من أحد العائلات النبيلة في الإمبراطورية .
مثل أي مكان كان هناك ترتيب في تقسيم الحكم و قد كان على النحو التالي في إمبراطورية رافان .
_ إمبراطور ، إمبراطورة .
_ دوق ، دوقة .
_ ماركيز ، ماركيزة .
_ كونت ، كونتيسة .
_ بارون ، بارونة .
و من ثم عامة الناس .
إستطاع أي شخص أن يدخل للآكادمية شرط أن يكون موهوبًا ، لكن الدخول كان إجباريًا لأبناء النبلاء عند بلوغهم سن الرابعة عشر حيث يعلمونهم السياسة و يدربونهم .
و بما أنني إبنة الكونت الأن ، يجب أن أذهب .
أرادت أيضًا الذهاب ، فقد كان والداي شديدا الحماية لدرجة أنني شعرت و كأنني كنت في قفص .
سبب بقائي هنا لأربع عشر عام هو لأنني هشة كالزجاج و إذا ذهبت للخارج لن أعود قطعة واحدة خاصة و أنني إبنة الكونت المعروف بثرائه بشكل فاحش .
أعدت سؤالي : هل هناك شيء ما ؟
قال الأب بجدية : إحذري من العائلة الإمبراطورية و دوق الجنوب .
لا إخذري منهم جميعًا ، خاصة من الأولاد الوسيمين .
هم ذئاب يريدون أكلك !
شعرت ببعض الغرابة عند سماعي لهذا ، هل يدرك ما يقول ؟
نكزت الأم الأب بقوة .
" أحم " سعل بشكل محرج ثم قال : أبرزي لكن لا تبرزي ، لا تجعلي أي شخص يتنمر عليك هناك و إذا أردت العودة عودي فأنا أمتلك ما يكفي من المال لجعلك عجوزة .
سألت : أبرزي لكن لا تبرزي .
ماذا يعني هذا ؟
...
( م / م : لقد تخطيت طفولة البطلة لأنه سيكون مزعجًا بالنسبة لي و لكم فلا أحد يريد معرفة روتين طفل و هذا شيء لم يفهمه أصدقائنا الكوريين و الصينيين بعد .
إذا لم يكن شيء ما واضح أرجوا كتابة هذا في التعليقات . )