شعرت ليو تشينغ روي بالعمى عندما دخل الإمبراطور و الإمبراطورة فقد كان الإمبراطور مينغ رجلا في حوالي الخمسين مع شعر و عيون ذهبية مع إرتداء زي ذهبي من أفضل أنواع الأقمشة و مزين بأغلى و أندر الجواهر ، بينما كانت الإمبراطورة لو سيان تبدوا أصغر من ليو تشينغ روي حتى مع عيون بنية فاتحة من دون اي تجاعيد على وجهها على الرغم من أنها كانت في الأربعينات من عمرها و مثل الإمبراطور مينغ فقد إرتدت فستانا باللون الذهبي مع وضع تاج العنقاء فوق رأسها .
إلتقت عيون ليو تشينغ روي مع عيون الإمبراطور و الإمبراطورة و لو لم يكن ضروريا أن تحافظ على وجهها لضحكت من هذا الثنائي أمامها فهم يبدون مبالغين إلى درجة كبيرة لكنها تذكرت أن الناس في هذا العصر وجدوا أن هذا يبدوا جميلا و فخما و أن المشكلة هي ذوقها الذي ينتمي إلى شخص من القرن الواحد و العشرين فقد فضلت القمصان و السراويل .
بعد أن دخل الإمبراطور و نهض الحضور من ركوعهم قال : هذا الإمبراطور سعيد جدا بأعمال أمير الرتبة الأولى شياو ، فهو مثل الحصن الذي يحمي مملكتنا الشرقية ...
شعرت ليو تشينغ روي بالملل فكل ما كان يقوله هذا الإمبراطور أمامها هو نفاق في نفاق فهو لم يعني أي شيء قاله و لكن الأن لم تكن ليو تشينغ روي تركز على الإمبراطور مينغ و إنما الأميرة الثالثة شين يانشياو فحالما دخلت عرفتها على الفور ، كيف لا تعرفها و قد إستغرق وصفها فصلا كاملا .
تمتمت ليو تشينغ روي بصوت غير مسموع " فتاة اليشم رقم 5 شين يانشياو ، الأميرة الثالثة الموهوبة و الجميلة فقد كان لها شعر و عيون ذهبية و هذه علامة الإنتماء إلى العائلة المالكة الشرقية .
كانت شين يانشياو تبدوا مختلفة عن كل الشابات و حتى الأميرات الأربع الأخريات الموجودات في القاعة الأن فقد كانت ترتدي قميصا و سروالا مع وضع بعض الدروع الخفيفة و ما كان لافتا ( هل تكتب هكذا ؟ ) أكثر هو ذلك السوط الأسود الذي إلتف حولها مثل الأفعى .
تذكرت ليو تشينغ روي أنها قرأت أن شين يانشياو لم تكن تمتلك موهبة فطرية و لكنها كانت ذات موهبة كبيرة في الزراعة + أنها كانت إبنة قرينة الإمبراطور المفضلة ، القرينة شو أي أن هناك الكثير من الموارد المتوفرة لها .
إلتقت عيون ليو تشينغ روي و شين يانشياو في تلك القاعة الواسعة المليئة بالإبتسامات المنافقة .
عبست شين يانشياو في إبتسامة ليو تشينغ روي المريبة و لكنها لم تكن في مزاج إلى التحدث مع زوجة العم هذه فقد كان نجل الجنرال سيو المعروف بمدى قذارته و إنحرافه مشغولا بالنظر إليها .
شعرت شين يانشياو بشعور مشؤوم في قلبها بحيث أرادت أن تخرج من هذه القاعة الخانقة على الفور و لكن ما منعها من ذلك هو والدتها القرينة شو ، التي أرسلت لها رسالة تخبرها عن مرضها و أنها إن لم تذهب ستقطع الموارد عنها.
شعرت شين يانشياو أن هناك أمر غريب في هذا و أن شيئا ما يحدث و لكن في سبيل أن تصبح أقوى ستفعل أي شيء ، ناهيك عن الجلوس في هذا المكان الممل .
لم تعرف ليو تشينغ روي ما كانت تفكر أو تشعر فيه شين يانشياو فقد كانت تفكر فيما إذا كانت ستبقى و تشاهد المرح أم تتدخل فحسب ما ذكر في الرواية أن شين يانشياو وقعت في إحدى مخططات أخواتها و حدث سوء فهم كبير في إحدى مؤدبات النصر .
فكرت ليو تشينغ روي " إذا حسبت بشكل صحيح فيجب أن تتم محاولة تأطير شين يانشياو هذه الليلة فهذه آخر مؤدبة لنصر سيستضيفها القصر الإمبراطوري و لم يحدث شيء غير طبيعي في السنوات السابقة أيضا "
نظر شياو تيانياو إلى ليو تشينغ روي التي كانت تنظر ببعض التسلية إلى الأميرات الأولى و الثالثة و على الرغم من أنه كان يعرف أن شيئا ما يختمر هناك قال : هل هذا ممتع ؟
قالت ليو تشينغ روي بملل : سيناريو معتاد ، لا شيء جديد .
رفع شياو تيانياو حاجب و قال : لا بد من أنك شاهدت هذا حتى الملل .
قالت ليو تشينغ روي بسخرية : كنت جزءا من طاقم التمثيل .
أصبح وجه شياو تيانياو أسود و قال ببرود : إذا ، ماذا جرى ؟
لم تنتبه ليو تشينغ روي إلى نبرة أو وجه شياو تيانياو و قالت بسخرية : ستدنس خادمة الشاي في كل مؤدبة .
ضحك شياو تيانياو فقد فكر في شيء لا يجب أن يفكر فيه ليقول بعد ذلك : إذن ، ما رأيك في فرصها لنجات من هذه الليلة .
قالت ليو تشينغ روي ببرود : صفر .
ليسأل شياو تيانياو : لماذا ، هي أيضا مزارعة قوية .
ضحكت ليو تشينغ روي على هذا ففي روايات مثل هذه كان المنتج الوحيد الذي لم يفقد أثره على المزارعين هو " مثير الش*وة " ( تعرفون ما أقصد 😑😑 )
و سيقع أي شخص حتى و لو كان الأقوى في العالم في فخ النساء التقليدي هذا .
قالت ليو تشينغ روي : أنت بريء يا زوجي المسكين .
نظر شياو تيانياو إلى عيون ليو تشينغ روي و رأى نفس نظرة الشفقة تلك ، قال : لماذا تنظرين إلي هكذا ؟
فشياو تيانياو رجل مشغول و لن يضيع وقته في معرفة سبب هذا لذا قرر السؤال مباشرة .
عندما سمعت ليو تشينغ روي هذا لعنت نفسها " هل كنت أنظر إليه بتلك الصراحة " فكرت في نفسها .
قالت : " طبعا لأنك ستكون عجينة لحم و عظم قريبا " و بطبع لم يكن ما في قلب ليو تشينغ روي على لسانها فسيظن شياو تيانياو أنها أصبحت مجنونة إذا سمع هذا و قالت بدلا عن هذا : ربما لأنك معي ؟
كان لتلك الكلمات الثلاث الكثير من المعاني ، فليو تشينغ روي كانت مجرد شخص زائد ، لا يملك أي موهبة أو ثروة فهي لم تكن تناسب شياو تيانياو إلا إذا كان الجمال مفيدا في هذه الحالة .
فقد كان غريبا أنه لم يتزوج أو يحضر غيرها ففي عالم مثل هذا كان من الطبيعي أن يكون لرجل ثلاث زوجات و أربع محظيات .
عبس شياو تيانياو على كلام ليو تشينغ روي فهو ليس شخصا غبي و عرف بطبيعة الحال ماكانت تقصده ليو تشينغ روي بكلامها و لكنه لم يكن مثل ذلك الوغد ( الرجال يلي كل همهم يجمعوا حريم )
و لولا الظروف لم يكن ليتزوج حتى ليو تشينغ روي فطريقه كانت تملأه الأشواك و سيصبح عدوا للجميع في النهاية المطاف .
صمت شياو تيانياو بينما كانت ليو تشينغ روي تحاول تذكر مكان وجود الجوهرة من الكتاب لتعبس فجأة و ما قاطع الصمت هو صوت لين تشوجيو التي كانت تناديها : أميرة ، أميرة شياو .
هل تسمعينني ؟
إلتفتت ليو تشينغ روي إلى لين تشوجيو التي لم تكن لوحدها و لكن مع أخيها لين مينغ فينغ و سو يو الذان همسا بشيء إلى شياو تيانياو .
وقف شياو تيانياو و قال : لدي عمل و ذهب مع ذراعه الأيمن و الأيسر .
لتبقى ليو تشينغ روي و لين تشوجيو وحدهما .
رحبت ليو تشينغ روي بلين تشوجيو و مدحتها على مدى جمالها حتى أصبحت الفتاة حمراء كطماطم ، فقد كانت تلك أشبه بإستراتيجية لكسب الجانب الجيد من فتيات الحريم .
ليصبح تعبير وجه ليو تشينغ روي خطيرا بعض شيء حيث قالت : ألم تريدي أن تتعلمي حول الفناء و تلك الأمور ؟
مالت لين تشوجيو رأسها بحيرة لتتذكر بعدها أنها قد تكون قد قالت شيئا مثل هذا ، لكنها لم تكن تعلم أن الأميرة شياو ستأخذ هذا الأمر على محمل الجد رغم أنها لم تكن بصحة جيدة .
قالت لين تشوجيو ممتنة فهي لم تكن تريد أن تجعل ليو تشينغ روي في موقف صعب فقد كانت تعرف شخصيتها جيدا : إذا سأكون ممتنة .
نهضت ليو تشينغ روي من مكانها و سرعان ما كانت لين تشوجيو تدعمها حيث لم تستطع ليو تشينغ روي إلا سؤال نفسها " هل تظن هذه الفتاة أنها ممرضة أو مساعدة ؟ "
*****
في جانب الأميرات و الأنسات الشابات كانت الأميرة الأولى شين يو محاطة بالأنسات الشابات من جميع الجهات حيث كن يتكلمن عن جميع الأمور المملة في حياتهن لتنطق إحداهن : ماذا عن الأميرة الأولى ، لابد من أن الشخص الذي سيتزوجها سيكون محظوظا .
شحذت نظرة الأميرة الأولى شين يو عند سماع هذا و نظرت بالتناوب إلى نجل الجنرال سيو و شين يانشياو التي كانت تجلس في مكان غير بعيد عنها تحدق في الجدران بشكل أبله .
كان لشين يو إبتسامة إن رأتها ليو تشينغ روي ستعرف على الفور أن هذه الفتاة تخطط لشيء ما .
قالت : مازلت صغيرة و ضعيفة ، لست مثل أختي الثالثة التي يعتمد عليها في جميع الأمور .
نظرت شين يانشياو إلى شين يو بحدة فتلك الفتاة لن تتحدث عنها بكلمات جيدة مهما كان ، لكنها أخفت نظراتها الباردة و قالت : شكرا ، أختي الأولى .
لتقول فتاة من جانب الأميرة شين يو : إبنة قرينة مثلك ، من الرائع أن يمدحك شخص بمقام الأميرة .
أرادت شين يانشياو أن تضرب تلك الفتاة بشيء ما فقد كانت وقحة إلى أقصى الحدود ، لكنها قالت حيث لم يظهر عليها أي أثر من الغضب : في الواقع هذه كلمات كبيرة لمجرد إبنة محظية ،
ظهر الغضب على وجه تلك الفتاة لكن قبل أن تقول أي شيء قالت شين يانشياو : أوه ، أسفة .
لقد نسيت أنها أصبحت زوجة رئيسية منذ بعض الوقت .
كادت تلك الفتاة أن تختنق من الغضب لكنها لم تستطع قول أي شيء فقد بدأت الأميرة الأولى شين يو في الكلام : لقد أخطئت مو ياو في حق الأخت ، و لتصحيح هذا أرجوا أن تقبل الأخت الصغرى ( قصدها شين يانشياو ) شرب نبيذ الدراق هذا .
كانت شين يانشياو تنظر بنفاذ صبر إلى شين يو لتأخذ كأس النبيذ من يدها و تشربه دفعة واحدة .
ظهرت إبتسامة من الأذن إلى الأذن على وجه شين يو عندما رأت شين يانشياو تشرب النبيذ و كأنه ماء ، و ربما لإثبات شيء ما بدأت في شربه ببطىء و أناقة مع تقدير الرائحة و المذاق .
**********
كان الجميع منشغلا في الإستماع إلى قائمة هدايا الإمبراطور لأمير الرتبة الأولى شياو بإبتسامات منافقة و في جهة الأميرات و الأنسات أصبح وجه شين يانشياو أحمر مثل الطماطم مع ثقل أنفاسها فجأة ، حتى أن عينيها أصبحت ضبابيتان .
إنتبهت الأميرة الأولى شين يو على ذلك رغم أنها كانت بعيدة عنها بعض الشيء و تدخلت لمساعدتها حيث خرجت من قاعة المؤدبة رفقة خادمة مع دعم شين يانشياو التي كانت بالكاد قادرة على الوقوف .