الفصل الأول: امتحان الفارس (الجزء الأول)
كانت بلدة أودين تحتوي على 3000 أسرة، وتقع على الحدود الجنوبية لتحالف المعبد، وكانت تعتبر نفسها واحدة من أكبر القرى تحت مدينة هاو يوي.
أشرقت شمس الصباح، وغمرت الأرض بدفئها الساطع، وكأنها تدعو الجميع للاستيقاظ. في تلك اللحظة، في قلب أودين، في مبنى كبير نسبيًا من طابقين، تزيد مساحته عن ألف متر مربع، كان هناك فحص جارٍ.
"أخبرني، لماذا تريد أن تصبح فارسًا؟" رنّ صوت قويّ، قويّ، ذو لمحة معدنيّة.
للدفاع عن الإنسانية، للدفاع عن ذوي القلوب الطيبة، للدفاع عن تحالف المعبد، للدفاع عن عائلاتنا. بدت أصوات من أجابوا على السؤال شبابية ومتناسقة. من الواضح أنها لم تكن المرة الأولى التي يجيبون فيها على هذا السؤال.
كان هذا المبنى المكون من طابقين عبارة عن قاعة معبد الفرسان في مدينة أودين، والتي تُعرف اختصارًا باسم قاعة أودين، وهو المكان الذي يتم فيه اختيار الأطفال المحتملين للخضوع للتدريب ليصبحوا فرسانًا.
اليوم، كان أكثر من 30 طفلاً يحضرون اختبار الاختيار ليصبحوا فرسانًا أساسيين. فقط بعد أن يصبحوا فرسانًا، يمكنهم مواصلة الدراسة والتدريب هناك.
سيد الصوت القوي رجلٌ طويل القامة، مفتول العضلات، قوي البنية، في منتصف العمر. كان يُدعى بالزا، وكان كبير مُعلّمي الفرسان في قاعة أودين. يُقال إنه في أوج عطائه، كان على وشك أن يُصبح فارسًا حقيقيًا.
"أخبرني، ما هي معايير الفارس؟" حدق بالزا بشدة في مجموعة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و10 سنوات.
مرة أخرى، كانت الإجابة منسقة: "التواضع، الصدق، الرحمة، الشجاعة، الإنصاف، التضحية، الشرف، المثابرة، الحب والعدالة".
أومأ بالزا راضيًا، "حسنًا، جميعكم هنا تدربتم لمدة عام، واليوم سنجري الامتحان. يُصنّف الفرسان من المستوى الأول إلى العاشر، أي ما يعادل طاقة روحية تتراوح بين عشرة ومئة. مهمتكم اليوم هي الوصول إلى طاقة روحية لا تقل عن عشرة، وبالتالي تصبحون فارسًا من المستوى الأول. كل من يجتاز هذا الامتحان بنجاح سيتمكن من البقاء هنا والتدرب لثلاث سنوات أخرى، ثم المشاركة في التقييم النهائي ليصبح فارسًا رسميًا. فقط بعد أن تصبحوا، مثلي، فارسًا رسميًا، يُمكن اعتباركم أعضاءً حقيقيين في المعبد. هيا بنا يا جيانغ هو!"
"نعم." تقدم شاب ذو قامة كبيرة إلى الأمام، وأخرج السيف الخشبي المربوط على ظهره.
كان لدى جميع هؤلاء الشباب نفس المعدات: سيف خشبي بطول متر، وعرض ثلث متر، وسمك ثلثي متر. كان اختبار التعيين كحارس بسيطًا: أمام بالزا، كان هناك ما يشبه كتلة خشبية كبيرة متصلة ببستان حجري. داخل هذا الأخدود الحجري، كانت هناك خرزة حجرية. كان ضرب الكتلة الخشبية يُهتزّ الخرزة الحجرية، وبالنظر إلى ارتفاع ارتداد الخرزة الحجرية، يتم تحديد الطاقة الروحية. قد تُعتبر هذه طريقة قديمة لتقييم الطاقة الروحية، لكنها كانت دقيقة للغاية عند تقييم الطاقات الروحية التي تقل عن 100.
في كتاب "شنغ مو دا لو"[1]، كانت الطاقة الروحية هي العامل الرئيسي لتقييم رتبة كل فرد في مهنته، سواءً كان فارسًا أو ساحرًا أو أي مهنة أخرى، وكان مستوى الطاقة الروحية هو العامل الرئيسي لتقييم قوته. كان المستوى العاشر هو متوسط مستوى الطاقة الروحية للذكور البالغين.
"آه--" صرخ جيانج هو بصوت عالٍ وبكلتا يديه ممسكًا بالسيف الخشبي، وضربه بقوة على كتلة الحجر.
"*بانج*" تحركت الفاصولياء الحجرية لأعلى ولأسفل.
أومأ بالزا راضيًا، ثم أخذ سجل الأسماء من يده وقال: "جيانغ هو، الطاقة الروحية المستوى الثالث عشر، نجحت. التالي..."
تم إجراء هذا الاختبار بسرعة، وفي لحظة واحدة، كان نصف الأشخاص قد انتهى بالفعل، والذين نجحوا كانوا حوالي النصف منهم.
"لونغ هاو تشين". وهو ينادي بهذا الاسم، خفض بالزا رأسه لا شعوريًا. أمامه جسد شاب نحيف.
بدا هذا الصبي الصغير يعاني من سوء التغذية مقارنة بالآخرين: كان نحيفًا جدًا ولكنه كان يتمتع بوجه وسيم.
بحاجبين ناعمين طبيعيين، وعينين واسعتين، ورموش طويلة، وأنف مستقيم، وبشرة بيضاء، وشفتيه سميكتين، ورغم أنه لم يتجاوز الثامنة أو التاسعة من عمره، إلا أنه كان جميلاً بما يكفي ليثير غيرة النساء، خاصةً بفضل شعره الأسود الممزوج بعينيه الزرقاوين الداكنتين. لو ارتدى ملابس نسائية، لأصبح وسيماً على مستوى البلاد.
تقدم لونغ هاو تشنغ أمام بالزا، لكنه لم يُخرج سيفه الخشبي كالآخرين، بل وضع يده اليمنى على صدره وانحنى مُحيّيًا بالزا.
"مدرس."
خفّت حدة نظرة بالزا الجادة في البداية. أومأ برأسه قائلًا:
"ابدأ"
"نعم."
أخرج لونغ هاو تشنغ سيفه، وأخذ نفسًا عميقًا ثم هزه فجأة بكل قوته وضرب كتلة الحجر.
مع صوت نفخة، ارتدت الفاصولياء الحجرية؛ ولكن من الواضح أنها لم تصل إلى عشرة تدرجات.
عبس بالزا على الفور، "مستوى الطاقة الروحية رقم تسعة، لا يمكنك اجتيازه".
من سرعة ضربة سيف لونغ هاو تشن التي رآها، كان بإمكانه أن يرى أن لونغ هاو تشنغ قد استخدم كل قوته حقًا وبذل قصارى جهده، لكنه لا يزال غير قادر على اجتياز الاختبار ليصبح مساعدًا.
أصبح وجه لونغ هاو تشن الجميل محمرًا وهو ينظر إلى بالزا، وقال متوسلاً، "المدرب، أنا، أنا..."
تنهد بالزا قليلاً وقال: "انزل".
كرر لونغ هاو تشن بلهفة: "يا أستاذ، أعطني فرصة أخرى. سأنجح بالتأكيد."
عبس بالزا قائلاً: "لكن هذا سيكون ظلماً للآخرين الذين لم ينجحوا".
صمت لونغ هاو تشن فجأة، لكن العزيمة في عينيه ظلت ثابتة. لاحظ بالزا تعبير عينيه، وفي اللحظة نفسها، لم يستطع إلا أن يحدق في لونغ هاو تشنغ بنظرة فارغة. ما هذا؟ المثابرة؟ المثابرة الموصوفة في "المعايير العشرة للفارس"؟ "المعايير العشرة للفارس" هي الجواهر العشرة للفرسان. حتى بعض الفرسان الأصيلين لا يستطيعون إظهار بعض هذه الجواهر العشرة، لكن هذا الطفل أمام عيني...
بينما كان بالزا غارقًا في أفكاره، استدار لونغ هاو تشين لمواجهة الممتحنين الآخرين، وبصوت صادق للغاية تجاه أولئك الذين تدربوا معه طوال العام الماضي، أعلن: "أرجوكم، أعطوني فرصة أخرى". وبينما كان يتوسل، ركع فجأة.
اندهش بالزا، وكذلك الشباب. بالنسبة لهؤلاء الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثماني وتسع سنوات، كان من المستحيل فهم سبب إصرار لونغ هاو تشن.
اتسعت عينا بالزا، لو كان طفلًا آخر، لاعتقد أنه جشع أو جبان، لكن هذا لا ينطبق على لونغ هاو. فرغم أن لونغ هاو قد يبدو نحيفًا وضعيفًا، إلا أنه خلال تدريب العام الماضي، كان الأكثر اجتهادًا بين جميع الأطفال. لم يقتصر الأمر على إتمامه التدريب الإلزامي يوميًا بإتقان، بل كان يأتي مبكرًا بساعة ويغادر متأخرًا بساعة.
كان بالزا فارسًا قياسيًا من المرتبة العاشرة، لكنه كان مدربًا لعشر سنوات، وكان لونغ هاو تشين أكثر طالب مجتهد رآه في حياته. لم يحتج هذا الفتى أبدًا إلى إشراف، ولم يقتصر الأمر على تدريبه بجد يوميًا، بل كان أيضًا طيبًا مع الجميع، ويساعد زملائه المتدربين كلما طلبوا منه المساعدة.
لهذا السبب أيضًا، عندما وصل دور لونغ هاو تشن، أصبح مظهر بالزا لطيفًا. لكن عدم اجتيازه للامتحان أدهشه. إذا لم ينجح طفلٌ مجتهدٌ كهذا، فالتفسير الوحيد هو افتقاره للموهبة.
يتبع
ملاحظة صغيرة.... نظام هذا العالم قد يكون مشابهًا لعالم أرض الروح أو دولو دالو، نظرًا لأن المؤلف هو نفسه. وكذلك،قد تكون شخصية البطل مشابهة لشخصية يو هاو من الموسم الثاني،(او شخصيات ابطال أرض الروح بشكل عام) بالإضافة إلى بعض الجوانب الأخرى...
ستدركون ذلك فورًا إذا تابعتم سلسلة أرض الروح. إذًا، نعم.