الفصل العاشر – المطاردة والمواجهة الأولى

وقف شيرو متصلبًا في مكانه، لا يزال يحاول استيعاب كل ما كشفه له التنين الأزرق الغامض، لكن الوقت لم يكن في صالحه.

زئير مدوٍّ مزّق سكون المكان.

اهتزت الأرض تحت أقدامه، وتحولت أجواء الغابة إلى شيء أكثر خطورة. كان الصوت يأتي من مكان قريب، وكان واضحًا أنه لم يكن مجرد حيوان عادي. رفع شيرو رأسه، وعيناه الصفراء اللامعة انعكست على الصخور الرطبة داخل الكهف. التفت إلى التنين الأزرق، الذي بدا وكأنه لم يُفاجَأ.

"هذا ما كنت أحذرك منه، الصيادون هنا."

لم يكن لدى شيرو الوقت الكافي ليستوعب الكلام. فجأة، انطلق سهم بسرعة البرق واخترق الهواء بالقرب من رأسه، ليصطدم بالجدار الحجري خلفه. شعر بقشعريرة تسري في جسده، وعرف أن هذا لم يكن تحذيرًا—لقد تم العثور عليه بالفعل!

المطاردة تبدأ – أول اختبار حقيقي

قبل أن يتمكن من الاستجابة، ظهر ثلاثة رجال مدججين بالسلاح عند مدخل الكهف. كانوا يرتدون دروعًا جلدية خفيفة ومصنوعة خصيصًا لحرية الحركة، وكان لكل واحد منهم سلاح مختلف:

الأول كان يحمل رمحًا فضيًا طويلًا، ذو رأس مصمم لاختراق قشور التنانين.

الثاني كان مجهزًا بقوس وسهام مسمومة، مما جعله أكثر خطورة من البقية.

الثالث كان يحمل فأسًا ثقيلًا، ويبدو أنه يعتمد على القوة البدنية أكثر من السرعة.

"ها هو! تنين صغير!" صرخ أحدهم بحماس، بينما رفع الآخر قوسه.

لم يكن أمام شيرو سوى خيار واحد—الهروب!

قفز بسرعة، مستخدمًا قوائمه الخلفية لدفع نفسه نحو مدخل الكهف، لكنه أدرك أن الصيادين لم يكونوا مجرد هواة. سهم مسموم آخر انطلق نحوه، وكاد أن يصيبه في جناحه، لكنه انحرف في اللحظة الأخيرة، ليسقط بين الأشجار.

تحرك بسرعة، مستخدمًا جسده الصغير للمرور بين الجذوع الكثيفة، لكنهم كانوا يتبعونه بسهولة، مهاراتهم في الصيد كانت واضحة. فجأة، شعر بشيء يلتف حول كاحله الخلفي—شبكة معدنية صغيرة ألقيت عليه!

سقط بقوة على الأرض، محاولًا التحرر.

قبل أن يتمكن الصيادون من الاقتراب، انطلقت عاصفة من اللهب الأزرق من داخل الكهف، وأحرقت الشجيرات القريبة!

التنين الأزرق تدخل!

التنين الأزرق ضد الصيادين

وقف التنين الأزرق عند مدخل الكهف، عيونه البراقة تشتعل بالغضب. كانت قوته واضحة، لكنه لم يتحرك من مكانه. بدلاً من ذلك، نظر إلى شيرو ببرود.

"إذا كنت تريد البقاء حيًا، فهذا وقتك لإثبات نفسك."

كانت هذه لحظة الاختبار الحقيقية. لم يعد هناك مجال للتردد. شيرو، رغم خوفه، شعر بشيء داخله يستيقظ—غرائزه كتنين بدأت تسيطر عليه.

صرخ بأعلى صوته، وأطلق دفقة صغيرة من اللهب الأحمر نحو الشبكة، مما أذابها جزئيًا. استغل الفرصة وقفز بعيدًا عن الأرض، ثم استدار لمواجهة الصيادين.

أول مواجهة حقيقية

لم يكن شيرو واثقًا من قدرته على القتال، لكنه عرف أن الهروب لم يكن خيارًا. كان أحد الصيادين قد رفع رمحه، محاولًا طعنه مباشرة، لكن شيرو تفادى الضربة بقفزة سريعة إلى الخلف.

بدأ يحاول استخدام قدراته الجديدة، متذكرًا التدريبات التي قام بها في الأيام الماضية. أغلق عينيه لثانية، ثم حاول تنشيط "الهيمنة"، لكنه لم ينجح بالكامل.

لكن هذا لم يكن الوقت المناسب للتردد. كان عليه القتال بأسلوبه الخاص.

"إذا لم أستطع الهيمنة عليهم... فسأفاجئهم!"

قفز فجأة إلى جانب أحد الأشجار، ثم استخدم مخالبه لدفع نفسه إلى الأعلى. الصياد الذي يحمل الفأس لم يتوقع هذه الحركة، ورفع سلاحه متأخرًا. شيرو استغل الفرصة وأطلق دفعة سريعة من اللهب على وجهه!

"آاااااه!"

الصياد سقط على الأرض، يصرخ من الألم وهو يحاول إطفاء النيران على خوذته. لكن لم يكن هناك وقت للاحتفال. الصياد الثاني، الذي يحمل القوس، أطلق سهمًا آخر مباشرة نحو شيرو.

لكن هذه المرة، كان مستعدًا.

انحرف بسرعة، والسهم مر بجانب عنقه بأقل من شعرة. لكنه لم يتوقف—بدلًا من ذلك، انقض مباشرة على الصياد، وعضه في ذراعه بقوة!

"تبًا! إنه أسرع مما يبدو!"

بدأ الصياد الثالث، الذي يحمل الرمح، في التراجع قليلاً، لكنه لم يكن ينوي الهرب. رفع سلاحه، وكان واضحًا أنه يستعد لهجوم قوي.

لكن فجأة، اهتزت الأرض بقوة!

نظر الجميع حولهم بحذر، قبل أن يدركوا أن التنين الأزرق بدأ يتحرك أخيرًا.

"حسنًا، لقد رأيت ما يكفي."

فتح فمه، وخرج منه زئير مرعب اهتزت له الأشجار، ثم أطلق موجة من اللهب الأزرق جعلت الصيادين يهربون دون تفكير.

القرار النهائي

وقف شيرو يلهث، جسده مليء بالجروح الصغيرة، لكنه كان لا يزال واقفًا. كان هذا أول اختبار حقيقي له، ونجا منه بأعجوبة.

التنين الأزرق اقترب منه، ثم قال بصوت هادئ:

"أنت تمتلك إمكانيات، لكنها لا تزال غير كافية. الآن، لديك خيار حقيقي: هل ستبقى هنا لتتعلم وتصبح أقوى، أم ستواصل طريقك بمفردك؟"

شيرو لم يكن لديه إجابة فورية. كان يعلم أن البقاء يعني أنه قد يصبح أقوى، لكنه لم يكن يريد أن يكون محبوسًا أو مقيّدًا. في نفس الوقت، كان العالم بالخارج خطيرًا، وكان الصيادون أكبر دليل على ذلك.

وقف هناك، يفكر، بينما كانت أشعة الشمس تتسلل عبر الأشجار المحترقة، ترسم ظلالًا متحركة على الأرض.

وكان هذا هو الوقت الذي أدرك فيه أنه لا يستطيع البقاء ضعيفًا إلى الأبد.

الرحلة لم تنتهِ بعد، بل بدأت للتو.

2025/03/26 · 15 مشاهدة · 753 كلمة
GK TV
نادي الروايات - 2025