11 - إراده النار والتنين الازرق

الفصل الحادي عشر – إرادة النار والتنين الأزرق

وسط أطلال المعركة، حيث تناثرت آثار القتال في كل مكان، كان شيرو واقفًا أمام التنين الأزرق، أنفاسه متقطعة من الإرهاق، لكنه كان متيقنًا من شيء واحد: لم يكن مستعدًا لمواجهة هذا العالم بمفرده بعد. رفع رأسه لينظر إلى عيون التنين الأزرق العميقة، وقال بثبات:

"سأبقى."

لم يظهر على التنين الأزرق أي تعبير واضح، لكنه أومأ برأسه ببطء.

"قرار حكيم، أيها الصغير. لكن بقاؤك هنا لا يعني الراحة... ستتدرب، وستصبح أقوى. العالم لن يرحمك، وعليك أن تستعد."

كان هذا ما أراده شيرو بالضبط. لقد أدرك من مواجهته للصيادين أنه لا يزال ضعيفًا جدًا. إذا أراد البقاء، فعليه أن يصبح أقوى، أقوى بكثير.

---

بداية التدريب القاسي

بدأت الأيام التالية بجحيم حقيقي لشيرو. لم يكن التنين الأزرق مدربًا متساهلًا، بل كان قاسيًا لدرجة أن شيرو شعر بأنه قد يموت في أي لحظة.

1. تطوير "الهيمنة"

طلب التنين الأزرق من شيرو استخدام "الهيمنة" على كائنات ضعيفة في الغابة، مثل الذئاب أو المخلوقات الصغيرة.

في البداية، لم يكن يستطيع السيطرة إلا على فرائس ضعيفة مثل الأرانب، لكن مع التكرار، بدأ يشعر بأنه قادر على فرض إرادته على مخلوقات أكبر.

في أحد التدريبات، واجه قطيعًا من الذئاب السحرية، وحاول السيطرة على قائدهم. كاد أن يفشل، لكنه دفع نفسه إلى أقصى حد، ليشعر أخيرًا بارتباط غريب بينه وبين الذئب، وكأنه أجبره على الاعتراف به كالأقوى.

2. تعلم تقنيات قتالية جديدة

لم يكن امتلاك قوة سحرية كافيًا، كان عليه أن يتعلم كيف يقاتل بذكاء.

جرب التنين الأزرق جعله يستخدم نفس النار بطريقة مختلفة، مثل تركيزها في دفقة قوية بدلًا من إطلاقها بعشوائية.

بدأ شيرو أيضًا في التدرب على الطيران أثناء القتال، ليتعلم كيف يتجنب الهجمات بدلًا من مجرد تحملها.

3. اختبار التحمل

في أحد الأيام، أجبره التنين الأزرق على البقاء في قاع نهر بارد مستخدمًا طاقته السحرية للبقاء دافئًا.

في يوم آخر، تركه وحده في الغابة ليبقى ليومين كاملين دون طعام، ليختبر مدى قدرته على البقاء.

حتى أثناء نومه، كان يتعرض لهجمات مفاجئة من التنين الأزرق، ليجبره على البقاء يقظًا في كل الأوقات.

---

الخطر لم يختفِ بعد

في إحدى الليالي، بينما كان شيرو يتدرب بمفرده، شعر بوجود شيء ما يراقبه. في البداية، ظن أنه مجرد وهم بسبب الإرهاق، لكن عندما سمع صوت خطوات خفيفة تتحرك بين الأشجار، علم أن هناك من يتربص به.

ببطء، دار حول نفسه محاولًا اكتشاف مصدر الصوت. فجأة، انطلقت رماح سحرية نحوه بسرعة جنونية! بالكاد تمكن من المراوغة، لكنه شعر بحرارتها تمر بجانبه.

"وجدناك أخيرًا، أيها التنين الصغير..."

خرج من الظلام شخصان يرتديان دروعًا خفيفة، لكن هالتهما كانت مخيفة. كانا صيادي تنانين، لكن ليسا كأولئك الذين واجههم سابقًا. كانت أعينهما مليئة بالثقة والخبرة، وكأنهما معتادان على اصطياد مخلوقات أقوى منه بكثير.

أحدهما، وهو رجل طويل بشعر فضي، ابتسم وقال:

"يا له من تدريب مثير للاهتمام، لكن يبدو أننا سننهيه الآن."

لم يكن لدى شيرو وقت للتفكير. كان عليه القتال أو الهرب، وإلا فلن ينجو هذه المرة.

---

المعركة الحاسمة

أطلق أحد الصيادين تعويذة جليدية، محاولًا تجميده في مكانه، لكن شيرو أطلق نفسًا ناريًا مضادًا، مما خلق موجة بخارية كثيفة غطت المكان. استغل ذلك ليقفز في الهواء، محاولًا الطيران بعيدًا، لكن الصياد الآخر أطلق رمحًا مسحورًا نحوه.

"أنت لست سريعًا بما يكفي، أيها التنين الصغير."

أصابه الرمح في جناحه الأيسر، مما تسبب في فقدان توازنه وسقوطه نحو الأرض. شعر بألم حارق ينتشر في جسده، لكن لم يكن لديه وقت ليبقى على الأرض.

قبل أن يتمكن الصيادون من إنهاء الهجوم، ظهر ظل ضخم بين الأشجار، تبعه زئير هائل هز المكان بأكمله.

التنين الأزرق، بعينيه المتوهجتين، وقف بين شيرو والصيادين، وقال بصوت منخفض لكنه مخيف:

"يبدو أنكم لم تتعلموا درسكم بعد."

لم ينتظر الصيادون طويلًا، بل استعدوا للهجوم فورًا. لكن هذه المرة، لم يكن شيرو ضحية فقط. رغم جراحه، شعر بطاقة غريبة تتصاعد في داخله. لم يكن مجرد لهب، بل شيء أقوى، أكثر نقاءً...

"هذه فرصتي... يجب أن أقاتل بجانبه!"

وهكذا، بدأت المعركة الأكثر شراسة حتى الآن، معركة ستحدد ما إذا كان شيرو مستعدًا لمواجهة العالم... أم أنه لا يزال مجرد تنين صغير يهرب للنجاة بحياته.

---

نهاية الفصل

هل سيتمكن شيرو من الصمود؟ وما هي القوة الغامضة التي بدأت بالاستيقاظ داخله؟ الفصل القادم سيكشف المزيد من الأسرار والمفاجآت!

2025/03/26 · 15 مشاهدة · 662 كلمة
GK TV
نادي الروايات - 2025