12 - نيران تتوهج في الظلام

الفصل الثاني عشر – نيران تتوهج في الظلام

كان الهواء مشبعًا برائحة الرماد المحترق، والدخان لا يزال يتصاعد ببطء من الأرضية الحجرية حيث دارت المعركة. شيرو، رغم انتصاره، لم يكن يشعر بشيء سوى الإرهاق. كان جسده مغطى بالخدوش والحروق، وأجنحته ترتجف من التعب، وعيناه الذهبيتان تحدقان في الجثث الملقاة على الأرض. لأول مرة منذ قدومه إلى هذا العالم، أدرك بوضوح مدى الخطورة التي تحيط به.

جلس هناك للحظة، يحاول التقاط أنفاسه، بينما كان التنين الأزرق يراقبه بصمت. لم يكن من السهل قراءة تعابير وجه ذلك التنين القديم، لكن شيرو شعر أن هناك شيئًا مختلفًا في نظراته، ربما احترام، ربما قلق، وربما شيء آخر تمامًا.

"لقد نجوت بالكاد." كان صوت التنين الأزرق عميقًا، ينساب إلى عقل شيرو مباشرة عبر التخاطر.

رفع شيرو رأسه بصعوبة، محاولًا كبح اللهاث الذي يخرج منه. "لكنني نجوت، أليس كذلك؟"

"هذا لا يكفي." أدار التنين الأزرق رأسه ونظر إلى السماء، حيث كان القمر الفضي يطل بخفوت من بين الغيوم. "النجاة مرة واحدة لا تعني أنك ستنجو دائمًا. أولئك الصيادون مجرد مقدمة لما سيأتي لاحقًا."

لم تكن هذه الكلمات مشجعة بأي شكل، لكنها كانت الحقيقة. عرف شيرو ذلك.

توهج القوة الجديدة

بينما كان يحاول النهوض، شعر بشيء غريب في داخله. كان هناك دفء يتصاعد من أعماقه، مختلف عن ناره المعتادة. لم يكن مجرد نار، بل كان أقرب إلى طاقة نارية تتوهج بطريقة غير مألوفة. نظر إلى مخالبه، فوجد أن وهجًا أحمر غامقًا ينبعث منها للحظات قبل أن يختفي.

هل كانت هذه قدرة جديدة؟ أم أنه كان يتجاوز حدوده؟

قبل أن يتمكن من التفكير في الأمر أكثر، سمع صوتًا خافتًا وسط الرياح. كان صوت خطوات، لكنه لم يكن بشريًا. التفت بسرعة، ليجد مخلوقًا صغيرًا يراقبه من بين الأشجار. لم يكن ذئبًا، ولم يكن غزالًا، بل كان شيئًا مختلفًا تمامًا—مخلوقًا لم يره من قبل.

كان يشبه قطة ذات فراء أرجواني، لكن عينيه كانتا تتوهجان بضوء أزرق غريب. ما زاد الأمر غرابة هو أن المخلوق لم يكن خائفًا من شيرو، بل كان يحدق به كما لو كان يدرسه.

"ليس وقت هذا الآن." قاطع التنين الأزرق أفكار شيرو، مشيرًا إليه بالتوجه نحو الداخل. "يجب أن نستعد، فالصيادون سيعودون."

قرار مصيري

بمجرد أن استقر داخل الكهف، جلس شيرو أمام التنين الأزرق، الذي بدا وكأنه يفكر بعمق. بعد لحظات من الصمت، تحدث العجوز بحزم:

"أمامك خياران الآن، أيها الصغير."

رفع شيرو حاجبه، منتظرًا سماع ما سيقوله.

"إما أن تبقى هنا وتتدرب حتى تصبح قويًا بما يكفي لمواجهة الصيادين القادمين... أو تغادر الآن وتبحث عن طريقك الخاص في هذا العالم."

لم يكن الاختيار سهلاً. البقاء يعني الأمان والتعلم، لكنه يعني أيضًا مواجهة الخطر القادم مباشرة. المغادرة تعني الحرية، لكنها تحمل معها مخاطرة غير معروفة.

لم يحتج شيرو إلى التفكير طويلًا. رغم كل شيء، كان يعلم أن البقاء هنا سيمنحه الفرصة لتطوير نفسه.

"سأبقى."

أومأ التنين الأزرق برأسه ببطء، كما لو أنه كان يتوقع هذا الجواب. "إذاً، استعد. غدًا تبدأ تدريباتك الحقيقية."

لم يكن لدى شيرو أدنى فكرة عما ينتظره، لكنه كان يعلم شيئًا واحدًا—المعركة الحقيقية لم تبدأ بعد.

نهاية الفصل

2025/03/26 · 8 مشاهدة · 475 كلمة
GK TV
نادي الروايات - 2025