الفصل الثالث عشر – لهيب التدريب الأول
استيقظ شيرو على صوت هدير مدوٍ هز أركان الكهف. فتح عينيه ببطء ليجد التنين الأزرق يقف أمامه، عينيه المتوهجتان تعكسان ضوء الصباح الخافت الذي يتسلل من مدخل الكهف.
"انهض، لقد بدأ يومك الأول في التدريب."
لم يكن هناك أي تحية أو كلام لطيف، فقط أمر مباشر. شيرو شعر بجسده لا يزال مرهقًا من معركته السابقة، لكنه أجبر نفسه على النهوض. لم يكن لديه أي خيار آخر.
خرج الاثنان إلى هضبة مرتفعة تطل على وادٍ مليء بالأشجار الصخرية الغريبة. وقف التنين الأزرق عند الحافة، مشيرًا إلى الأسفل.
"أول درس لك: الطيران."
نظر شيرو إلى الأسفل، ثم إلى جناحيه الصغيرين. "أنت تمزح، أليس كذلك؟"
"إن لم تطير، ستسقط."
وفي لحظة، رفع جناحه العملاق وضرب شيرو بقوة، دافعًا إياه إلى الفراغ.
السقوط نحو الهاوية
شعر شيرو بجسده يهبط بسرعة، الهواء يصطدم بوجهه بشدة. حاول رفرفة جناحيه، لكنهما لم يستجيبا كما يجب. أدرك أنه على وشك الاصطدام بالأرض، وقبل لحظة من ذلك، استجمع قوته وأطلق دفعة نارية نحو الأسفل، مما أبطأ سقوطه بشكل طفيف قبل أن يصطدم بالأرض متدحرجًا وسط العشب الجاف.
أطلق تنهيدة ثقيلة وهو مستلقٍ على ظهره، ينظر إلى السماء. "حسنًا... لم أمت."
هبط التنين الأزرق بجانبه، ينظر إليه بلا تعبيرات واضحة. "كنت بطيئًا."
"حقًا؟ لم ألاحظ." تمتم شيرو بسخرية وهو ينهض، يهز جسده من الغبار.
الهجوم المفاجئ
قبل أن يتمكن من التقاط أنفاسه، سمع حركة بين الأشجار. التفت بسرعة، لكنه لم يرَ شيئًا. التنين الأزرق رفع رأسه وكأنه يشتم رائحة غريبة.
"نحن لسنا وحدنا."
وفي لحظة، انقض ظل سريع من بين الأشجار، مخلوق ضخم يشبه النمر، لكن جسده كان مغطى بقشور سوداء وعيناه تتوهجان بلون قرمزي.
انقض الوحش مباشرة نحو شيرو، الذي بالكاد تمكن من تفادي الضربة عبر القفز إلى الجانب. شعر بمخالبه ترتجف، لكنه لم يسمح للخوف بالسيطرة عليه.
"إن كنت تريد البقاء هنا، أثبت لي أنك تستحق ذلك." قال التنين الأزرق وهو يراقب من بعيد، دون أي نية للتدخل.
كان على شيرو أن يقاتل بنفسه.
نار التحدي
أخذ نفسًا عميقًا، محاولًا استجماع قوته. شعر بتلك الطاقة الحمراء الداكنة مجددًا، تتوهج في داخله. ركزها في حلقه، ثم أطلق نفَسًا ناريًا مباشرة نحو النمر القشري.
لكن المخلوق تحرك بسرعة، متفاديًا اللهب بسهولة، ثم قفز نحو شيرو. هذه المرة، لم يستطع التنين الصغير المراوغة في الوقت المناسب، فتلقت مخالبه ضربة مباشرة أطاحت به للخلف، جاعلة الدماء تتساقط من أحد جانبيه.
تأوه بألم، لكنه أجبر نفسه على النهوض مجددًا.
النمر القشري استعد لهجوم آخر، لكن هذه المرة، قرر شيرو تجربة شيء جديد. استدعى تلك الطاقة المشتعلة داخله، لكنه لم يطلقها كنار، بل ركزها في مخالبه.
وفي لحظة، اشتعلت مخالبه بلهب أحمر غامق، مما منحها مظهرًا مخيفًا.
"حسنًا، لنجرب هذا."
عندما هجم النمر القشري مجددًا، لم يتراجع شيرو هذه المرة. بدلًا من ذلك، قفز للأمام، موجهًا مخلبه المشتعل مباشرة نحو صدر الوحش.
اصطدمت مخالبه بجسد النمر، مما تسبب بانفجار ناري صغير أرسل الوحش مترنحًا للخلف.
"هذا جديد..." تمتم شيرو، قبل أن يستعد للجولة التالية.
نهاية الفصل