الفصل السابع عشر – أسرار الكهف والمواجهة الحاسمة
هدأ صدى الزئير العميق، لكن التوتر ظل مخيمًا في أرجاء الكهف. شيرو، رغم انتصاره على الظل الناري واكتشافه لقوة جديدة بداخله، لم يكن لديه وقت ليحتفل أو يرتاح. كان هناك شيء آخر في هذا المكان… شيء قديم… وقوي.
الزلزال الجديد والمخلوق المجهول
اهتزت الأرض تحت مخالبه، وانطلقت شقوق في الجدران الحجرية، تناثرت الصخور، وخرج من أعماق الظلام وحش ضخم لم يكن يفترض أن يكون هنا.
عندما هدأ الغبار، ظهر أمامه كائن عملاق، يشبه مزيجًا بين تنين متحجر ومخلوق من العصور القديمة. كان مغطى بقشور سوداء متصدعة ينبعث منها ضوء قرمزي خافت. عيناه تشعان بضوء أرجواني كئيب، وكأنه كائن لم يُخلق في هذا العالم بل استُدعي من عالم آخر.
”أخيرًا… دم تنين جديد…” خرج الصوت العميق وكأنه صدى ينبعث من داخل الكهف نفسه.
شعر شيرو ببرودة تسري في جسده. لم يكن هذا مجرد مخلوق عادي… كان وحشًا محبوسًا في هذا المكان منذ قرون، ينتظر فريسة مناسبة.
شيرو يواجه أكبر اختبار له حتى الآن
لم يكن لديه خيار سوى القتال أو الفرار. ولكن كيف يمكنه الهرب عندما يسد هذا الوحش الضخم المخرج الوحيد؟
جرب شيرو نفسه الناري، لكن اللهب ارتد عن القشور السوداء دون تأثير يذكر. ثم حاول استخدام مخالبه وأنيابه، لكن الوحش تصدى لها بسهولة.
شيرو بدأ يستخدم سرعته وخفته، متجنبًا الهجمات العنيفة التي كانت قادرة على تحطيم الصخور الضخمة.
حاول البحث عن نقاط ضعف في جسد الوحش، لكنه لم يجد سوى دروع سميكة وقوة لا تضاهى.
في لحظة حرجة، أدرك أن القتال بهذه الطريقة غير مجدٍ، وأنه بحاجة إلى استراتيجية مختلفة.
تدخل التنين الأزرق
تمامًا عندما كان الوحش على وشك سحقه، انطلقت عاصفة زرقاء قوية داخل الكهف. دوامة من الرياح السحرية أحاطت بالوحش، مما جعله يتراجع لثوانٍ.
ظهر التنين الأزرق من الظلام، لكن عوضًا عن الانضمام إلى القتال، وقف جانبًا وقال بصوت هادئ:
"هذا اختبارك… لن أساعدك أكثر من هذا. أظهر لي كيف ستنجو."
شيرو يكتشف قوته الحقيقية
كان الأمر واضحًا الآن، لا يمكنه الاعتماد على أحد. يجب أن يكتشف قوته بنفسه.
في لحظة يأس، تذكر شيرو الطاقة التي شعر بها عندما هزم الظل الناري. أغلق عينيه، وحاول استشعارها من جديد. شعر باللهب في أعماقه، لكنه لم يكن مجرد لهب عادي… كان يحمل شيئًا أكثر من مجرد نار، كان يحمل "الإرادة".
فتح عينيه مجددًا، ثم أطلق نفسًا ناريًا جديدًا، لكن هذه المرة لم يكن مجرد نار حمراء… بل كانت نيرانًا زرقاء مخلوطة بطاقة غريبة، وكأنها جزء من روحه نفسها.
اصطدمت النيران بالوحش، وهذه المرة، اخترقت القشور السوداء، محدثة صرخة ألم لم يُسمع مثلها من قبل داخل الكهف.
نهاية المعركة… وبداية مرحلة جديدة
الوحش بدأ يضعف، وقشرته تتفتت تدريجيًا.
شيرو، رغم الإرهاق، أطلق آخر ما تبقى لديه من طاقة، موجّهًا هجومًا نهائيًا حطم جسد الوحش بالكامل.
عندما هدأت المعركة، لم يبقَ سوى بقايا متفحمة وقطعة غامضة من حجر سحري، مليء بطاقة مظلمة.
التنين الأزرق تقدم ببطء، ناظرًا إلى شيرو بعيون هادئة وقال:
"يبدو أنك لست مجرد تنين عادي بعد كل شيء…"
كان هذا مجرد بداية، فخلف هذه المعركة كانت هناك أسرار أعمق، ومصير أكبر ينتظره خارج هذا الكهف.
خاتمة الفصل – ما الذي ينتظر شيرو؟
ما هو هذا الحجر السحري الغامض الذي بقي بعد المعركة؟
كيف تطورت قوى شيرو بهذا الشكل؟ وهل هناك قوة أخرى بداخله لم يكتشفها بعد؟
لماذا تركه التنين الأزرق يخوض المعركة وحده؟ وما الذي يعرفه عن مصيره الحقيقي؟
كل هذه الأسئلة ستبدأ في الكشف عن نفسها في الفصل القادم، عندما يقرر شيرو أخيرًا مغادرة الكهف واكتشاف العالم الذي ينتظره في الخارج.