الفصل الثامن عشر – الخروج إلى العالم الحقيقي
كان الكهف لا يزال مظلمًا، رغم الضوء الخافت المتسلل من فتحته. كانت رائحة الرماد لا تزال في الهواء بعد معركة شيرو العنيفة مع الوحش الغامض. جسده كان يشعر بالإرهاق، لكن في أعماقه، كان هناك إحساس جديد… إحساس بالقوة الحقيقية.
التنين الأزرق لم يزل يحدّق فيه بصمت. كان الأمر واضحًا… هذا لم يكن سوى اختبار. لكن السؤال الحقيقي كان: لماذا؟
"ماذا الآن؟"
أخذ شيرو نفسًا عميقًا، ثم نظر إلى التنين الأزرق وقال بصوت ثابت:
"لقد نجوت. ماذا الآن؟"
ابتسم التنين الأزرق، مشى بهدوء إلى حيث كان الحجر السحري الغامض ملقى بين الرماد. رفعه بمخالبه، وتأمله لثوانٍ قبل أن يقول:
"هذا الحجر… ليس مجرد بقايا. إنه قلب الطاقة المظلمة. قاتلتَ وحشًا كان محبوسًا هنا لمئات السنين. لكن هذا ليس كل شيء. العالم خارج هذا الكهف… سيكون أخطر مما تتخيل."
شيرو شعر بقشعريرة تمر في جسده. لم يكن يريد البقاء هنا بعد الآن. لقد جاء الوقت ليخرج ويرى هذا العالم بنفسه.
الخروج من الكهف – أول نظرة على العالم الجديد
بخطوات ثابتة، خرج شيرو أخيرًا من الكهف. لأول مرة منذ أن وُلد، رأى العالم الحقيقي.
غابة ضخمة تمتد أمامه، أشجار عملاقة، أنهار متلألئة، سماء زرقاء صافية، وجبال شاهقة في الأفق.
كان الهواء نقيًا بطريقة لم يشعر بها من قبل. لكنه شعر أيضًا بشيء آخر… رائحة غريبة في الجو، وكأن هناك كائنات تراقبه.
نظر إلى الخلف، حيث كان التنين الأزرق واقفًا عند مدخل الكهف، وكأنه لا يخطط للمغادرة.
"إلى أين أنت ذاهب؟" سأل شيرو.
"هذه رحلتك، وليس رحلتي. لكنني سأراقبك."
كانت هذه الكلمات الأخيرة التي سمعها من التنين الأزرق قبل أن يتحول إلى ضوء أزرق ويختفي في الهواء.
الآن، كان شيرو وحده… في عالم جديد تمامًا.
اللقاء الأول مع مخلوقات العالم الخارجي
تحرك شيرو بحذر أسفل التل، متجهًا إلى الغابة. كانت الأرض تحت مخالبه مغطاة بالأوراق الجافة، وكان صوت الطيور مسموعًا في كل مكان.
لكن فجأة… توقف.
حركة سريعة بين الأشجار.
شعر شيرو بوجود شيء يراقبه، لكنه لم يتمكن من رؤيته. فجأة، انطلق جسم سريع نحوه من بين الأشجار!
مخلب ضخم ضرب المكان الذي كان واقفًا فيه قبل لحظات.
قفز شيرو للخلف، ونظر إلى مهاجمه… كان نمرًا أسودًا ضخمًا، عيونه تلمع بلون ذهبي، وفروه يبدو وكأنه مصنوع من الظلال.
"عدو جديد…" تمتم شيرو.
لكن هذه المرة، لم يكن ينوي الهروب. كان بحاجة لاختبار قوته الجديدة.
المعركة مع النمر الظل
انطلق النمر نحوه بسرعة جنونية، لكن شيرو استغل أجنحته ليقفز إلى الأعلى، متجنبًا المخالب القاتلة. في الهواء، أطلق نفسًا ناريًا أزرق مباشرة على ظهر النمر.
لكن بدلاً من أن يحترق، اختفى النمر في الظلال، ليظهر فجأة خلف شيرو!
"ماذا؟!"
لم يستطع شيرو تفادي الهجوم، وتلقى ضربة بمخالبه الحادة، مما أرسله يرتطم بجذع شجرة ضخمة. شعر بألم في جناحه الأيسر، لكنه لم يكن لديه وقت للراحة.
النمر استعد لهجوم جديد. كان هذا الوحش أسرع مما توقع.
لكن شيرو بدأ يفكر… "إذا كان هذا الوحش يستخدم الظلال، فهل يمكنني استخدام نيراني لكشفه؟"
جمع قوته، ثم أطلق انفجارًا ناريًا أزرق حوله، مما أدى إلى حرق جميع المناطق المحيطة به. الظلال تراجعت، وظهر النمر بالكامل بدون حماية.
هذه كانت فرصته!
انقض شيرو بكل قوته، مستخدمًا مخالبه وأسنانَه لأول مرة في قتال حقيقي. هاجم النمر مباشرة في رقبته، ثم دفعه بقوة إلى الأرض.
كان الوحش يقاوم، لكن مع كل ثانية تمر، كان يفقد قوته أكثر فأكثر. وأخيرًا، بعد لحظات من المقاومة… توقف النمر عن الحركة.
لقد فاز.
اكتشاف القوة الجديدة
بعد انتهاء القتال، شعر شيرو بشيء غريب. كان هناك طاقة جديدة تتدفق في جسده. لم تكن مجرد طاقة نارية، بل شيء مختلف.
نظر إلى جسده، ورأى أن بعض أجزاء جلده كانت تتغير للحظات، وكأنها تكتسب لون الظلال.
هل يمكن أن يكون… قد امتص قوة النمر الظل؟
إذا كان هذا صحيحًا، فهذه كانت قوة لم يكن يتوقعها أبدًا. هل يستطيع فعل ذلك مع وحوش أخرى أيضًا؟
هذه الفكرة جعلته متحمسًا.
لكنه لم يكن يعلم أن هذه المعركة لم تكن سوى البداية…
الخاتمة – ماذا بعد؟
شيرو اكتشف أن لديه القدرة على امتصاص قدرات خصومه، لكن إلى أي مدى يمكنه استخدام هذه القوة؟
من كان النمر الظل؟ وهل هناك المزيد من هذه المخلوقات في الغابة؟
لماذا اختفى التنين الأزرق بعد أن غادر شيرو الكهف؟ هل كان يختبره فقط أم أن هناك سرًا أكبر؟
والأهم من ذلك… ما الذي ينتظره في قلب الغابة؟
كل هذه الأسئلة وأكثر ستُكشف في الفصول القادمة، حيث يبدأ شيرو أخيرًا في استكشاف العالم الحقيقي بكل أسراره ومخاطره.