19 - عشر سنوات من الدم والنار

الفصل التاسع عشر – عشر سنوات من الدم والنار

1. بداية العزلة والتدريب

مرت السنوات سريعًا في أعماق الغابة، حيث أصبح شيرو جزءًا من هذا العالم القاسي. منذ أن قرر البقاء هنا، لم يكن لديه خيار سوى أن يصبح أقوى، وإلا فإن مصيره لن يكون سوى الهلاك.

في البداية، كان جسده صغيرًا وضعيفًا مقارنة بالمخلوقات الأخرى. لم يكن قادرًا على الطيران لفترات طويلة، وكان نَفَسه الناري غير مستقر. كانت معاركه الأولى ضد الحيوانات البرية قاسية، لكنه تعلم كيف يطارد، كيف ينصب الكمائن، وكيف يستخدم قدراته السحرية لمصلحته.

مع مرور السنوات، ازداد حجم جسده وأصبحت قشرته أكثر صلابة. لم يعد مجرد "تنين صغير" بل أصبح شابًا، يتمتع بأجنحة قوية، ومخالب قادرة على تمزيق اللحم والعظام بسهولة. كان جسده محاطًا بهالة حرارية، تجعل الهواء حوله مشحونًا بالطاقة، ومع كل خطوة يخطوها، كانت الأرض تحترق قليلًا.

2. مواجهة الصيادين الأوائل

لم يكن الصيد هو التحدي الوحيد، فقد كانت هناك عيون تراقبه باستمرار. البشر لم يتجاهلوا وجوده، ومع كل سنة تزداد قوته، زادت محاولاتهم لقتله.

في البداية، كانوا يرسلون مغامرين عاديين، صيادين يعتمدون على الفخاخ والسموم، لكن شيرو كان أسرع منهم، وكان بإمكانه التسلل ليلاً وحرق معسكراتهم قبل أن يدركوا ما يحدث.

لكن مع الوقت، بدأ يظهر نوع مختلف من الأعداء – صيادون مدربون خصيصًا لقتل التنانين.

ذات يوم، أثناء عودته من رحلة صيد، شعر بشيء غريب في الهواء. صوت خافت لأسهم تشق الريح، خطوات خفيفة تحاول التسلل عبر الأشجار. كان هذا فخًا.

ما إن حاول الهرب حتى انطلقت الشباك السحرية نحوه، كانت مصنوعة من خيوط ممزوجة بسحر التثبيت. حاول إشعالها، لكنها لم تحترق بسهولة. وفي اللحظة التالية، قفز خمسة رجال من بين الأشجار، كل واحد منهم يرتدي دروعًا داكنة، وأعينهم ممتلئة بالتركيز القاتل.

"أخيرًا وجدناك، أيها الوحش."

لم يكن أمامه خيار سوى القتال.

بدأت معركة ضارية، استخدم شيرو مخالبه، نَفَسه الناري، وحتى ذيله الذي أصبح أقوى من الفولاذ. أصيب في أحد جناحيه بسهم سحري، لكنه تمكن من الإفلات في اللحظة الأخيرة، تاركًا خلفه صيادًا محترقًا، والآخرين يصرخون من شدة الألم.

3. اكتشاف أجزاء جديدة من الغابة

بعد هذه المواجهة، أدرك شيرو أن عليه البحث عن ملاذ آمن. لم يعد بإمكانه البقاء في نفس المكان للأبد، فالصيادون كانوا يزدادون قوة وعددًا.

بدأ في استكشاف أجزاء جديدة من الغابة.

وجد واديًا ضبابيًا مليئًا بالمخلوقات الغريبة، حيث تصعب الرؤية، لكنه تعلم كيف يستمع إلى اهتزازات الأرض بدلاً من الاعتماد على بصره.

عثر على بحيرة غامضة بماء أزرق لامع، وعندما شرب منها، شعر بقوته تتجدد. ربما كانت هذه البحيرة تحتوي على طاقة سحرية خاصة، لكنها أيضًا جعلته يدرك أن العالم لا يزال مليئًا بالأسرار التي لم يكتشفها بعد.

وفي إحدى الليالي، وجد آثارًا قديمة لنقوش محفورة على جدار حجري. عندما دقق النظر، أدرك أنها تحكي قصة عن حرب قديمة بين التنانين والبشر.

"إذن، لم يكن هذا العالم سلميًا أبدًا…"

4. تطور قوته وظهور قدرة جديدة

مع استمرار تدريبه، بدأ يكتشف قدرات جديدة.

لم يعد نَفَسه الناري مجرد ألسنة لهب، بل أصبح قادرًا على تحويله إلى لهب أسود قاتل، لا ينطفئ حتى يحرق فريسته بالكامل.

بدأ يشعر بهالة الهيمنة الخاصة بالتنانين، تلك القوة التي تجعل الوحوش الأخرى ترتجف بمجرد النظر إليه.

تمكن أخيرًا من الطيران لفترات أطول، مستغلًا التيارات الهوائية لصالحه.

لكنه لم يكن الوحيد الذي يتطور.

الصيادون لم يستسلموا.

5. ظهور الصياد الأقوى – بداية النهاية؟

في أحد الأيام، بينما كان يتجول في الغابة، لاحظ أمرًا غريبًا. لم يكن هناك أي صوت. لا طيور، لا حشرات، لا رياح. كل شيء صامت بشكل مريب.

ثم، فجأة، شعر بشيء يخترق الهواء بسرعة.

تحرك في اللحظة الأخيرة، لكن السهم الذي أُطلق نحوه لم يكن عاديًا. كان مشحونًا بطاقة غريبة، وعندما انفجر، ألقى به بعيدًا وسقط على الأرض بصعوبة.

نظر إلى الأعلى، فرأى رجلًا مختلفًا عن أي صياد واجهه من قبل. كان يرتدي درعًا مصنوعًا من قشور التنين، ويحمل رمحًا ينبعث منه وهج أزرق.

"لقد كنت أبحث عنك منذ وقت طويل، أيها التنين الأحمر."

كانت هذه أول مرة يشعر فيها بالخطر الحقيقي منذ سنوات.

كان هذا الصياد مختلفًا. أقوى. أسرع. وأكثر خبرة.

اندلعت معركة رهيبة، كانت الأرض تهتز تحت أقدامهما، والنار تتصاعد في كل مكان. حاول شيرو استخدام قوته الجديدة، لكن خصمه لم يكن مثل البقية، كان يراوغ هجماته بسهولة، ويضربه كلما أتيحت له الفرصة.

كاد أن يُقتل لولا أنه تمكن من استغلال نقطة ضعف الصياد – غروره. عندما ظن أنه انتصر، فتح شيرو جناحيه وانطلق بسرعة البرق، مبتعدًا عن ساحة المعركة.

كان يعلم أن هذه لن تكون آخر مواجهة بينهما.

6. اتخاذ قرار الرحيل

بعد هذه المعركة، أدرك شيرو شيئًا مهمًا – الغابة لم تعد آمنة له.

لقد قضى عشر سنوات في هذا المكان، لكنه الآن بحاجة إلى مغادرة هذا المكان والبحث عن التنانين الأخرى.

نظر إلى الأفق، حيث كانت الجبال تلوح في المسافة، وكأنها تناديه.

كان هذا بداية رحلة جديدة، رحلة ستقوده إلى مواجهة مصيره الحقيقي.

نهاية الفصل التاسع عشر.

2025/03/26 · 10 مشاهدة · 761 كلمة
GK TV
نادي الروايات - 2025