الفصل الحادي والعشرون – لقاء وسط العاصفة

1. الرحيل نحو المجهول

السماء كانت ملبدة بالغيوم عندما فتح شيرو جناحيه العريضين وانطلق في الهواء، تاركًا وراءه الغابة التي كانت منزله لعشر سنوات. شعر بالهواء يندفع حول جسده، بحرارة النيران التي كانت تتدفق داخله، وكأنه قد تحرر من قيود المكان الذي أصبح سجنًا له.

تحته، امتدت الأراضي على مد البصر—سهول ذهبية، أنهار متعرجة، وغابات كثيفة تتخللها تلال صخرية. لم يكن هذا عالمًا مألوفًا له، لكنه كان متحمسًا لاستكشافه.

ولكن مع حرية الطيران، جاءت تحديات جديدة. الرياح لم تكن دائمًا صديقة، وأحيانًا كانت التيارات الهوائية تخونه، تجبره على تعديل مساره أو الهبوط لتجنب العواصف. في إحدى المرات، وجد نفسه في وسط عاصفة قوية، حيث اصطدمت الرياح العاتية بجناحيه وأجبرته على الغوص بسرعة نحو الأرض.

هبط بصعوبة وسط وادٍ ضبابي، تناثرت حوله الأشجار المحطمة والصخور الحادة. زفر شيرو أنفاسًا ثقيلة، شعر بألم في جناحيه بسبب الهبوط القاسي، لكنه كان بحاجة إلى استراحة.

2. وادٍ مليء بالأسرار

بينما كان يستكشف المكان، لاحظ وجود نقوش غريبة على الصخور المحيطة. اقترب ببطء، وعندما دقق النظر، أدرك أنها لم تكن مجرد خدوش عشوائية—بل كانت رموزًا قديمة، ربما من حضارة تنانين منسية.

كانت هناك صور لمعارك بين التنانين والبشر، تنانين شاهقة تقاتل كائنات غريبة تحمل أسلحة سحرية، وبعض النقوش أظهرت تنانين متجمعة حول مصدر طاقة غامض.

"إذن… لم يكن هذا العالم سلميًا أبدًا…" تمتم لنفسه، قبل أن ينتفض جسده عندما سمع صوتًا قريبًا.

كان هناك شيء يتحرك بين الأشجار، صوت خشخشة أوراق وصخور تتدحرج. استدار شيرو بسرعة، عيونه الذهبية تتوهج في الظلام، وعضلاته مشدودة استعدادًا لأي هجوم.

لكن ما خرج من الظلال لم يكن صيادًا…

بل كان تنينًا آخر.

3. لقاء تنين شاب آخر

التنين الذي ظهر أمامه كان أصغر قليلًا منه، لكن جسده كان أكثر رشاقة، مغطى بقشور زرقاء داكنة تعكس الضوء بطريقة غريبة. كانت عيناه بلون الفيروز اللامع، وجناحاه أطول قليلًا من المعتاد، مما يدل على أنه ربما كان يعتمد على السرعة أكثر من القوة.

وقف الاثنان متقابلين، يحدقان في بعضهما البعض بحذر. لم يكن شيرو قد التقى بتنين آخر منذ زمن بعيد، وكان هذا اللقاء غير متوقع تمامًا.

"لم أتوقع أن أرى تنينًا آخر في هذه المنطقة"، قال التنين ذو القشور الزرقاء، صوته كان هادئًا لكنه يحمل نبرة فضولية.

"وأنا كذلك"، رد شيرو، وهو لا يزال متحفزًا. "من أنت؟"

التنين الآخر أطلق زفرة ساخرة، قبل أن يرد: "اسمي راين. وأنت؟"

"شيرو."

بقي الصمت للحظة، قبل أن ينظر راين إلى النقوش الحجرية من حولهما وقال: "يبدو أنك مهتم بهذه الرموز… هل تعرف ماذا تعني؟"

هز شيرو رأسه. "رأيتها فقط، لكنها تبدو وكأنها تحكي قصة قديمة."

راين اقترب قليلاً، نظر إلى النقوش قبل أن يبتسم بطريقة غامضة. "إنها تحكي عن تاريخ التنانين… وعن حرب قديمة بيننا وبين البشر."

4. مخلوقات الظلام تهاجم

قبل أن يتمكن شيرو من الرد، شعر فجأة بشيء غريب في الهواء—طاقة شريرة، تتسلل عبر الضباب.

وفجأة، انطلقت من الظلام مخلوقات لم يرها من قبل. كانت أشبه بذئاب، لكن عيونها كانت متوهجة باللون الأحمر، وأجسادها مغطاة بطبقة من الظلال المتحركة. كانت حركتها سريعة، وأنيابها تقطر بسائل غامض بدا وكأنه سام.

"احترس!" صرخ راين، قبل أن يقفز متفاديًا أحد الوحوش التي حاولت الانقضاض عليه.

شيرو لم يتردد، فتح فمه وأطلق كرة نارية ضخمة نحو أحد المخلوقات، لكنه تفاجأ بأن النيران لم تؤثر عليها بشكل كبير—وكأن الظلال التي تغطيها تمتص الحرارة.

"إنها ليست مخلوقات عادية!" صرخ راين وهو يراوغ، ثم استخدم مخالبه ليهاجم أحدها، لكنه شعر بقوة مقاومة غير طبيعية.

شيرو أدرك أنه لا يستطيع الاعتماد على نَفَسه الناري وحده، فبدأ باستخدام سرعته ومخالبه، يهاجم المخلوقات بطريقة أكثر تكتيكًا. مع كل ضربة، كانت الظلال تتبدد، لكنها تعود بسرعة، وكأنها تتجدد باستمرار.

"يجب أن نجد مصدر قوتها!" قال راين، وهو يقفز على صخرة عالية، يراقب الأوضاع.

شيرو نظر حوله بسرعة، ثم لاحظ شيئًا غريبًا—هناك ضوء خافت ينبعث من أعماق الوادي.

"هناك شيء هناك!" أشار إلى المكان، وبدون تردد، انطلق الاثنان نحوه، متجاهلين المخلوقات التي حاولت اعتراض طريقهما.

5. كشف السر والهروب من الوادي

عندما وصلا إلى مصدر الضوء، اكتشفا أنه كان حجرًا أسود متوهجًا، ينبعث منه طاقة شريرة.

"هذا هو مصدر قوتهم!" قال راين.

لم يكن لديهما وقت للتفكير—المخلوقات كانت تقترب بسرعة.

"سأدمره!" قال شيرو، ثم جمع كل طاقته وأطلق نَفَسًا ناريًا شديد الحرارة، أكثر قوة من أي شيء أطلقه من قبل.

عندما اصطدمت النيران بالحجر، بدأ يهتز بعنف، والهواء امتلأ بصراخ غريب كأن شيئًا كان يُحترق من الداخل. وبعد لحظات، انفجر الحجر إلى شظايا، ومعه بدأت المخلوقات في التلاشي، وكأنها لم تكن سوى ظلال مرتبطة به.

التنينان وقفا لاهثين، يراقبان المكان الذي أصبح الآن خاليًا من التهديدات.

"هذا كان… غير متوقع." قال راين وهو يلتقط أنفاسه.

"لم أكن أتوقع أن أجد مخلوقات كهذه هنا"، رد شيرو.

نظر راين إليه، ثم ابتسم ابتسامة جانبية. "يبدو أنك لست مجرد تنين عادي، شيرو."

شيرو شعر بشيء غريب في داخله—شعور بالاعتراف، شيء لم يشعر به منذ فترة طويلة.

"وأنت أيضًا، راين."

6. بداية تحالف جديد

بعد لحظات من الهدوء، نظر راين نحو الأفق وقال: "يبدو أننا سنسير في نفس الاتجاه. ماذا لو سافرنا معًا لبعض الوقت؟"

شيرو لم يكن معتادًا على السفر مع أحد، لكن بعد هذه المعركة، أدرك أن وجود حليف قوي قد يكون مفيدًا.

"لم لا؟" قال وهو يبتسم.

وهكذا، بدأ شيرو رحلته الجديدة، ليس وحده هذه المرة، بل برفقة تنين شاب آخر…

لكن هذه لم تكن سوى البداية، فالمخاطر في هذا العالم لم تنتهِ بعد.

نهاية الفصل الحادي والعشرين.

احم احم شباب اتركو تعليق ورجوني دعمكم كرمال استمر اتركو تعليققققققققققققققققق

2025/03/26 · 6 مشاهدة · 861 كلمة
GK TV
نادي الروايات - 2025