الفصل السادس والعشرون – التحالف الغامض
بعد أن نجحا في الهروب من الصيادين الذهبيين، وجد شيرو ورين نفسيهما في نفق ضيق مظلم، يتنفسان بصعوبة بعد معركتهما العنيفة. كانت أصوات خطواتهم تردد في المكان الهادئ، بينما كانت الإضاءة المنبعثة من نار سحرية صغيرة خلقها رين هي كل ما يضيء الطريق أمامهم.
شعر شيرو بالضيق. المعركة الأخيرة كانت قاسية، ولم يكن يتوقع أن يظهر صيادون من الرتبة الذهبية بهذه السرعة. “لم يكن لدينا فرصة ضدهم...” قال بصوت منخفض، وهو يلتقط أنفاسه.
أجاب رين وهو يراقب الظلال التي ترقص على جدران النفق: “لقد كانوا أقوياء بالفعل، لكننا نجونا، وهذا هو المهم. يجب أن نكون حذرين أكثر في المستقبل.”
لكن قبل أن يتمكن شيرو من الرد، سمعا صوتًا غريبًا آتٍ من عمق النفق، صوت خطوات خفيفة ولكنها واضحة في الصمت. توقف شيرو ورين في مكانهما، يراقبان الظلام بعينين حذرتين.
في تلك اللحظة، خرج من الظلال تنين آخر، لكنه كان مختلفًا. كان أصغر حجماً، لكن قشوره الرمادية الداكنة وعيناه الحادتان جعلت منه مخلوقًا مخيفًا رغم حجمه. كانت قواه السحرية واضحة في الهواء المحيط به.
“أنتم أيضًا تهربون من الصيادين؟” قال التنين بصوت هادئ، لكنه كان يحمل معه قوة غامضة في نبراته.
نظر شيرو ورين إلى بعضهما البعض، ولم يتوقعا هذا اللقاء. كان التنين يبدو شابًا مثل رين، لكنه يحمل هالة من القوة تجعله يثير الشكوك.
“نعم، نحن هربنا منهم.” قال رين، وهو يقيم الموقف بعناية. “ومن أنت؟”
أجاب التنين مبتسمًا ابتسامة غامضة، وكأنها تحمل سرًا. “أنا… لا أهتم بصيادي التنانين، ولا حتى بمملكة الظلال. ما يهمني الآن هو إيجاد شيء أعمق في هذا العالم. شيء قد يغير مجرى التاريخ.”
كان التنين يتحدث بلغة غامضة، ويبدو أن له أهدافًا خاصة به لا تشبه أهداف أي من التنانين الذين قابلوهم من قبل. كان هذا التنين يثير الفضول في شيرو ورين على حد سواء.
“ماذا تقصد؟” سأل شيرو، وهو يشعر أن هذا اللقاء قد يكون له مغزى أكبر.
“عندما ترى الظلال التي تخفي الحقيقة، ستدرك أن هناك الكثير مما لا تعرفه. ما أبحث عنه هو شيء أعمق من مجرد المواجهة مع الصيادين أو البشر. شيء يربط التنانين بالأرض نفسها.” أجاب التنين.
“وأين يمكننا العثور على هذا الشيء؟” سأل رين، الذي كان يشعر بقلق متزايد.
ابتسم التنين وقال: “الجواب في مكان بعيد جدًا عن هنا، حيث تختلط الحقيقة بالكذب. لكن أولاً، عليكم أن تقرروا إن كنتم مستعدين للمخاطرة بكل شيء.”
بينما كان شيرو ورين يحاولان فك شفرة كلام هذا التنين، بدأ يشعران بوجود شيء آخر في الهواء. كانت هناك طاقة غريبة تتسرب من الجدران، وكأنها دعوة للمضي قدمًا في رحلة جديدة مليئة بالمخاطر.
“ماذا تريد منا؟” قال شيرو، وهو يحاول تحديد نوايا هذا التنين الغامض.
“أريدكم أن تنضموا إلي. سيكون لدينا حلف قوي إذا عملنا معًا. أنا أبحث عن شيء قد يكون مفيدًا لكم أيضًا، وقد يكون هو الإجابة التي تبحثون عنها.” قال التنين، بينما كانت عينيه تتلألأ بوميض سحري.
نظر شيرو إلى رين، وكان واضحًا أنهما في مفترق طرق. هذا التنين الغريب قد يكون مصدرًا مهمًا للمعلومات، لكنه أيضًا يشكل خطرًا غير معروف.
“ماذا تقول، رين؟” سأل شيرو، وهو ينظر إلى صديقه.
أجاب رين بعد لحظة تفكير: “هذا التنين يملك معلومات ربما تكون مفيدة لنا. لكن علينا أن نكون حذرين. هناك الكثير من الألغاز في كلامه، ولا نعرف إن كان صديقًا أم عدوًا.”
في تلك اللحظة، كان قرارهم حاسمًا. كان عليهم أن يختاروا ما إذا كانوا سيقبلون هذا التحالف الغامض مع التنين الجديد، أو ما إذا كانوا سيرفضونه ويواصلون رحلتهم بمفردهم.
“حسنًا، سننضم إليك، لكن يجب أن نكون واضحين. نحن لا نثق بك بالكامل بعد، وعليك أن تقدم لنا إجابات عن كل شيء.” قال شيرو بحزم.
ابتسم التنين بابتسامة خفيفة وقال: “أنتما أصحاحا في اتخاذ القرار. ولكن تذكروا، هناك أشياء في هذا العالم أكثر من مجرد الصيادين أو البشر. هناك أسرار يجب أن تُكتشف.”
مع هذه الكلمات، بدأ التنين في التحرك بعيدًا في عمق النفق، بينما تبعه شيرو ورين، عازمين على اكتشاف ما يخبئه المستقبل لهم. كانت رحلة جديدة قد بدأت، ومعها تبين لهم أن الحقيقة قد تكون أكثر تعقيدًا مما تصوروا.
نهاية الفصل السادس والعشرين.