الفصل السابع والعشرون – الحوار والشرح
جلست الشخصيات الثلاث في ساحة مفتوحة على هامش الطريق نحو القارة المركزية، حيث امتدت أمامهم أرض التنانين القديمة. كان القمر يسطع بنوره الخافت، فيما كان الهواء يحمل عبق الماضي وأسرار المستقبل. جلس شيرو ورين مع التنين الغامض الذي انضم إليهما في رحلتهما، وكانوا يتبادلون النظرات المليئة بالأسئلة والتوقعات.
شيرو:
"لقد سمعنا الكثير عن العالم خارج غابتنا؛ عن الصيادين وممالك البشر والأراضي الغريبة. لكنني ما زلت أشعر بالفضول لفهم تفاصيل ذلك الصراع العتيق. أخبرنا، ما الذي يجعل هؤلاء الصيادين مختلفين عن غيرهم؟"
نظر التنين الغامض إلى شيرو بعينين حادتين، ثم رد بصوت واثق يحمل نبرة الزمن:
التنين الغامض:
"الصيادون ليسوا جميعًا متساوون. لقد تطورت رتبهم عبر العصور. فهناك الصيادون المبتدئون – أولئك الذين لا يزالون يتعلمون ولا يملكون الخبرة الكافية لقتل تنين بمفردهم. ثم هناك الصيادون المتقدمون، الذين بدأوا يفهمون فنون الحرب بالسحر والأسلحة المُحسّنة. أما صيادو النخبة، فهم مقاتلون مدربون على مواجهة تنانين متوسطة الحجم، وقد طوروا تقنيات قتالية لا تقل دقة عن قدرتهم على العمل كفرد أو ضمن فريق."
أومأ رين برأسه موافقًا، ثم أضاف:
رين:
"وتوجد رتب أعلى من ذلك: الصيادون الأسطوريون، والذين يملكون قوة سحرية هائلة وأسلحة مصنوعة من بقايا التنانين القديمة، ثم الصيادون السماويون، الذين يعتبرون أساطير حية، يظهرون فقط عند اقتراب كارثة عظيمة. وهناك أيضًا الصيادون المنبوذون – صيادو الفوضى الذين لا يلتزمون بأي قواعد، يسعون وراء القوة المطلقة بأي ثمن."
توقف الجميع لوهلة، فيما حلّ الصمت لتخلّله همس الرياح. ثم تابع التنين الغامض قائلاً:
التنين الغامض:
"لكن لا تنسوا أن لكل قوة جانبها المظلم. الإمبراطورية التي تُعرف بمملكة البشر، كما تعرفونها، ليست مجرد أعداء عاديين. في القارة المركزية، تحكم إمبراطورية سولاريس – مملكة بشرية تمتلك جيشًا وسحرة متقدمين، يتطلعون إلى القضاء على كل ما هو غير بشري. هم من يقفون وراء الفرسان السماويين، أولئك الذين يظنون أنهم يستطيعون فرض نظامهم على عالم يُحكم في جوهره بالسحر والقوة القديمة."
نظر شيرو إلى الخريطة التي كانت مرسومة بتفاصيل دقيقة على قطعة الجلد القديمة، وقال:
شيرو:
"أين تقع الأراضي التي لا يعرف عنها الكثير؟ وما هو مصير التنانين إذا استمر هذا الصراع؟"
أشار التنين الغامض نحو قسم من الخريطة حيث كانت الألوان تتغير تدريجيًا لتتحول إلى ظلال داكنة:
التنين الغامض:
"هناك، في القارة الجنوبية تُعرف بمملكة الظلال. أرضٌ تحيط بها ضباب أبدي، حيث يُقال إن كائنات ما قبل التنانين تسكنها. تلك المنطقة، رغم كونها غامضة وخطرة، تحمل أسرارًا قديمة عن أصلنا. وفي القارة الغربية، توجد أرض السحرة، حيث يحكمها مجلس سحرة يمتلكون أسرار العالم القديم. تلك الأراضي تحتوي على المعرفة التي قد تساعدكم في فهم ما حدث ولماذا يُنظر إلينا كوحوش يجب إبادةها."
تنهد رين بعمق، ثم قال بصوت حازم:
رين:
"إن طريقنا نحو القارة المركزية لن يكون سهلاً. علينا أن نختار طريقنا بحكمة، فكل منطقة تحمل في طياتها خطرًا وفرصة في آنٍ واحد. إننا بحاجة إلى التحالف مع من يملكون المعرفة، سواء من مملكة السحرة أو من حكمة التنانين القدماء."
نظر شيرو بين رين والتنين الغامض، ثم تحدث بنبرة حازمة:
شيرو:
"أنا أريد أن أعرف الحقيقة. أريد أن أفهم سبب الصراع الذي دُمّر عالمنا، وأين يكمن سر قوتنا التي لا تزال مخفية. علينا أن نتعلم من الماضي لنحدد مستقبلنا. لذا، مهما كان الطريق أمامنا، سأمضي فيه حتى لو كان محفوفًا بالمخاطر."
ابتسم التنين الغامض ابتسامة غامضة، ثم قال:
التنين الغامض:
"هذا هو القرار الذي سيحدد مصيركم. ستواجهون الصيادين وممالك البشر، وستكتشفون أن القوة ليست فقط في النيران والسحر، بل في معرفة الجذور القديمة لهذا العالم. حينها ستبدأ رحلتكم الحقيقية نحو التغيير."
ظل الثلاثة جالسين في هدوء مؤقت، فيما تلاشت أصوات الليل تحت نغم الرياح، وتلاقت أعينهم مع مستقبل مجهول. كان هذا الحوار بمثابة بداية لفهم أعمق للعالم الذي يحيط بهم، وحافزًا للمضي قدمًا رغم كل التحديات.
نهاية الفصل السابع والعشرون.