الفصل الثاني والثلاثون – أسرار أرض الظلال
1. عبور الحدود
وقف شيرو على مشارف أرض الظلال، ناظرًا إلى الضباب الكثيف الذي يبتلع الأفق. لم يكن هذا مجرد مكان مهجور، بل كان شيئًا ينبض بالطاقة المظلمة، شيئًا لم يشعر به من قبل.
"هل هذا المكان حتى جزء من هذا العالم؟" تمتم بصوت منخفض، وهو يشد مخالبه بحذر.
كانت التنانين تروي قصصًا عن هذه الأرض، لكن لم يسبق لأحد أن عاد ليخبر الحقيقة. بالنسبة للعالم الخارجي، كانت أرض الظلال مجرد مكان محظور، لكنها الآن أصبحت خياره الوحيد.
تنفس بعمق، ثم خطا أول خطوة.
2. الشعور بالمراقبة
بمجرد أن دخل، تغير الهواء من حوله. بدا كأنه أصبح أثقل، وكأن الظلال تراقبه من كل زاوية. لم يكن هذا مجرد ظلام، كان هناك شيء حي داخله.
كلما تقدم، شعر بوخز في جسده، وكأن هناك عيونًا غير مرئية تتابعه. كان مستعدًا للقتال، لكن لم يكن هناك شيء يهاجمه. فقط... الشعور المزعج بأنه ليس وحده.
"ما هذا المكان بحق الجحيم؟" تمتم وهو يحدق في الضباب المتحرك كأنه كائن حي.
3. لقاء مع الظل الغامض
بينما كان يشق طريقه عبر الأنقاض القديمة، تجمد فجأة. أمامه، وسط الظلام، كانت هناك عينان تتوهجان بلون أرجواني غريب. لم تكن تنتمي لإنسان أو لوحش يعرفه.
"وأخيرًا... زائر جديد."
جاء الصوت وكأنه ينبثق من داخله، وليس من المخلوق نفسه. ارتجف جسد شيرو، ليس من الخوف، بل من الشعور الغريب بأن هذا الكائن يعرفه.
"من أنت؟" سأل بصوت منخفض، متأهبًا للقتال.
ضحك الكائن بصوت هادئ، ثم قال:
"لستُ من يجب أن تخشاه هنا، شيرو. بل ما ينتظرك إن لم تكن مستعدًا."
شعر شيرو ببرودة تسري في عموده الفقري. كيف يعرف اسمه؟
4. الصفقة الغامضة
تحرك المخلوق ببطء، وكأنه يطفو فوق الأرض. كان له شكل يشبه تنينًا، لكنه لم يكن تنينًا حقيقيًا. كان أشبه بظل لشيء لم يعد موجودًا.
"أنت ضعيف." قال بصوت حاد. "إن دخلت أرض الظلال بهذا الشكل، ستصبح جزءًا منها قبل أن تدرك ذلك."
شيرو حدق به بحذر. "ماذا تقصد؟"
اقترب المخلوق أكثر. "كل من يدخل هنا، يخضع لقوانينها. إذا لم تكن قويًا بما يكفي، فستصبح واحدًا منا."
"واحدًا منكم؟"
ضحك المخلوق مرة أخرى. "ليس كل التنانين تموت... بعضها يتحول."
تجمد شيرو للحظة. هل كان هذا مصير التنانين التي دخلت هنا؟ لم تمت، بل أصبحت جزءًا من هذا المكان؟
"لكن هناك طريقة للنجاة، شيرو." تابع المخلوق، وصوته أصبح أعمق. "يمكنني منحك القوة... مقابل ثمن."
شعر شيرو بشيء بارد يزحف في داخله. القوة؟ كم مرة سمع هذا العرض؟ وكم مرة كانت العواقب أسوأ مما تخيله؟
5. وهم أم واقع؟
قبل أن يتمكن من الرد، تغير كل شيء من حوله. لم يكن في أرض الظلال بعد الآن. كان في غرفة قديمة، بجدران مغطاة بالمرايا.
حدق في انعكاسه... لكنه لم يرَ التنين. رأى نفسه كإنسان مرة أخرى.
"ما هذا؟!" صرخ، مستديرًا في كل اتجاه.
خرج صوته كما كان في حياته السابقة، صوته البشري. لمس وجهه، جسده، كل شيء كان كما يتذكره.
"هذا ما كنت عليه." جاء صوت المخلوق مجددًا، لكن هذه المرة كان صدىً داخل رأسه. "وهذا ما تخشاه... أليس كذلك؟"
شعر شيرو بقشعريرة. هل كان هذا مجرد وهم؟ أم أن هذا المكان قادر على إظهار الحقيقة التي يخفيها حتى عن نفسه؟
6. القرار
بدأت المرآة تتشقق، ثم تحطمت تمامًا، وعاد إلى الظلام من جديد.
كان المخلوق لا يزال أمامه، ينتظر جوابه.
"ماذا ستفعل، شيرو؟ ستقبل العرض؟ أم ستواجه مصيرك بنفسك؟"
وقف شيرو بصمت، قلبه ينبض بسرعة.
إذا قبل، فهل سيفقد نفسه؟ وإذا رفض، فهل سيتمكن من النجاة؟
لكن في النهاية، كان هناك شيء واحد مؤكد.
لم يعد هناك مجال للتراجع.
نهاية الفصل.
خبروني عن رايك بلروايه فتعليقات (هيدي اول روايه لي) 😀
حسننا موافق لكن عندما انتهي من هذه الروايه احب عندما اقوم بشيء ما ان اقوم به حتي النهايه
ولدي مشكله لا استطيع التعليق 🥲