الفصل الثالث والثلاثون – شروط القوة
1. الاختيار الصعب
تردد صوت المخلوق في أذن شيرو مرة أخرى:
"اختر، شيرو. القوة... أم المصير المحتوم؟"
تراجعت مخالب التنين الناري قليلًا، وأخذ نفسًا عميقًا. بدا أن الهواء هنا لم يكن طبيعيًا، بل كان مشبعًا بشيء غير مرئي، طاقة لا تشبه أي شيء شعر به من قبل. كان هذا المكان مختلفًا عن كل ما مر به.
"إذا قبلت عرضك..." قال شيرو بحذر، وهو يحدق في العيون الأرجوانية التي أمامه. "ما هو الثمن؟"
ابتسم الكائن الظلوي، وكأن هذا السؤال بالضبط هو ما كان ينتظره.
"ثمن بسيط... عليك فقط أن تتخلى عن شيء من نفسك."
شعر شيرو بقشعريرة تسري في جسده. التخلي عن شيء منه؟ ماذا يعني ذلك؟
"وضح أكثر." قال بصوت منخفض.
تحرك المخلوق في الظلام، ثم ظهر خلف شيرو فجأة، همس في أذنه:
"ذكرياتك... إنسانيتك... أو ربما شيء آخر... روحك؟"
تجمد شيرو للحظة. هذا العرض لم يكن مجرد زيادة قوته، بل كان تغييرًا في جوهره نفسه.
"ولماذا تريد هذا؟" سأله، محاولًا كبح القلق الذي بدأ يتسلل إليه.
ضحك المخلوق بصوت هادئ، وقال:
"أرض الظلال لا تمنح القوة مجانًا. إما أن تتكيف... أو تصبح جزءًا منها."
2. رؤية من الماضي
قبل أن يتمكن شيرو من الرد، تغير كل شيء حوله. لم يعد في أرض الظلال، بل كان واقفًا في شارع مألوف... شارع مدينته القديمة.
نظر حوله بدهشة، كانت المباني، الأضواء، وحتى الناس يسيرون كما لو كان كل شيء طبيعيًا. لكن هناك شيء غريب... لا أحد يراه.
"هذه... ذكرياتي؟" همس لنفسه.
رأى نفسه، الإنسان القديم، يمشي في الشارع، وجهه شاحب بسبب المرض، عيناه مليئتان بالإرهاق. تذكر هذه اللحظة... كانت قبل أيام قليلة من وفاته.
"لماذا أري هذا؟"
ظهر المخلوق بجانبه، لكن هذه المرة كان على شكل بشري، رجل يرتدي عباءة سوداء، وجهه مخفي بالظلام.
"لأن هذا ما ستفقده." قال بصوت هادئ. "أو ما يمكنك التحرر منه."
شعر شيرو بالغضب. "هل تسخر مني؟"
لكن المخلوق لم يرد، بل أشار إلى شيء آخر. هناك، في الجانب الآخر من الطريق، وقف رجلان يتحدثان. بدا أنهما يتحدثان عن صيادي التنانين.
"سمعت أنهم قتلوا مجموعة أخرى من التنانين في الجبال الشرقية."
"جيد. تلك الوحوش يجب أن تُباد قبل أن تصبح تهديدًا حقيقيًا."
قبض شيرو مخالبه بقوة. كان هذا هو العالم الذي عاش فيه؟ عالم يقتل فيه البشر أي شيء يخشونه؟
3. العودة إلى الواقع
عاد كل شيء فجأة إلى الظلام، ووجد نفسه مجددًا أمام المخلوق.
"هل فهمت الآن؟" سأل المخلوق بصوت هادئ.
تنفس شيرو ببطء، ثم نظر إلى مخالبه. في السنوات الثلاث الماضية، لم يكن مجرد تنين ينجو... كان قاتلًا. كان يطارد الصيادين، يقضي على الضعفاء منهم، ينتقم لماضيه كإنسان، لكنه كان يعلم في أعماقه أن ذلك لم يكن كافيًا.
"أنا..." بدأ يتحدث، لكنه تردد.
إذا قبل العرض، فقد يصبح أقوى، لكن بأي ثمن؟ هل سيظل هو نفسه؟ أم سيصبح شيئًا آخر تمامًا؟
نظر إلى المخلوق مباشرة وقال:
"أريد القوة... لكن بشروطي."
ظهرت ابتسامة خافتة على وجه الكائن الظلوي. "أنت مفاوض جيد."
توهجت العيون الأرجوانية، وبدأ الظلام يحيط بشيرو، يتغلغل في جسده.
"حسنًا، شيرو. لنرَ إلى أي مدى يمكنك الذهاب."
نهاية الفصل.
(حسننا موافق علي اقتراحك لكن بعد الانتهاء من هذه الروايه) 😀